الجنوب العربي

ضمن فعاليات برنامج ندوات اسبوع البحث العلمي الدولي الرابع.. جامعة حضرموت تنظم الندوة الدولية حول الممارسات الصحفية في عصر التكنولوجيا

كريترنيوز /تقرير /أحمد باعساس

نظمت جامعة حضرموت صباح يوم الثلاثاء، ندوة دولية بعنوان “الممارسات الصحفية في عصر التطور التكنولوجي”، وقد عُقدت هذه الندوة، في قاعة مركز التطوير الأكاديمي برئاسة الجامعة. تأتي هذه الفعالية ضمن برنامج ندوات أسبوع البحث العلمي الدولي الرابع 2025.
​عُقدت الندوة عبر منصة “زوم” (Zoom)، وشهدت مشاركة واسعة من أساتذة ودكاترة متخصصين من جامعات مختلفة.

​المشاركون في الندوة

​ضمت الندوة كلاً من: الدكتور (شفيق إيكوبان) (أستاذ الإعلام والاتصال في جامعة مولود معمري، تيزي وزو، الجزائر)، والدكتور مختار الدين أحمد (المنتدب سابقًا للعمل مستشارًا إعلاميًا في وزارة التعليم العالي بماليزيا، وأستاذ مشارك سابق في مجال الاتصال بجامعة ماليزيا)، والدكتور (خزيم الخالدي) (مدير إذاعة اليرموك سابقًا وعميد سابق لكلية الإعلام بجامعة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة)، والدكتور أديب الشاطري (أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة حضرموت، ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد نت، والمدير العام للإدارة العامة للإعلام بجامعة حضرموت). وقد تولى الأستاذ سمير البوري، المشرف العام لمؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين في ماليزيا وعضو المجلس الاستشاري في الصندوق الخيري، مهمة تيسير الندوة.

​كلمتا الافتتاح

​افتتحت الندوة بكلمة من رئيسها، الأستاذ الدكتور أديب الشاطري، الذي رحب بالحضور وأكد على أهمية الندوة ودورها في تغذية معلومات طلاب الإعلام ورفدهم بالمعارف التي تساعدهم في عملهم. عقبه حديث الأستاذ الدكتور عبد الله بابعير، نائب رئيس الجامعة، الذي رحب بدوره بالحاضرين وأثنى على جهود رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور سعيد خمبش.

 

​ملخص المداخلات والأوراق البحثية

​بدأت الندوة بـ البحث العلمي الذي عرضه الدكتور ( شفيق إيكوبان)، والذي ركز على دور الإعلام الرسمي في مكافحة الشائعات على منصات التواصل الاجتماعي. أوضح الدكتور(إيكوبان) أن الإعلام الرسمي هو الذي تبثه وسائل الإعلام الحكومية بهدف تحري الحقائق ومحاربة الشائعات التي تهدف إلى تشويه الرأي العام ونشر الأخبار الكاذبة.
وأشار إلى أن التفاعلية، رغم إيجابياتها، تزيد من انتشار الشائعات، مؤكداً أن المعلومات في مواقع التواصل تختفي وتعود، مما يجعل الشائعة ذات قدرة أكبر على التعبئة.

كما حذر من سلبيات الذكاء الاصطناعي ودوره في تزييف الحقائق وصناعة مقاطع الفيديو المغشوشة.
وأشاد بدور الإعلام الرسمي في تعزيز نشر الحقائق وتقوية علاقته مع الجمهور من خلال إقامة الندوات الصحفية والبيانات الرسمية.

وشدد على ضرورة خلق موازنة إعلامية بين مواقع التواصل والرسائل الإعلامية، وبناء علاقة قائمة على الثقة والمصداقية مع الجمهور، وتسريع التعامل مع الإشاعات المنتشرة من خلال تشريع وسائل الإعلام الحكومية والاستعانة بالبراهين التي تدحض الشائعة لتعزيز ثقة الجمهور.
​تلاه الدكتور أديب الشاطري، الذي تناول موضوع الصحافة الرقمية والتحول من الورقية إلى الإلكترونية.
قارن الدكتور الشاطري بينهما موضحاً أن تصميم المادة الصحفية في الصحافة الورقية صعب ويتطلب جهداً كبيراً، بينما في الصحف الإلكترونية يكون عبر قوالب جاهزة تتيح سهولة وسرعة النشر.

وأكد أن الصحافة الورقية تواجه خسارة كبيرة وتراجعاً بسبب تطور الصحافة ومواكبتها للعصر الحديث واتجاه الجمهور نحو الصحف الإلكترونية لسهولة الوصول إليها. وبيّن أن الصحف الإلكترونية ليست ترفاً بل ضرورة وجودية لاستمرار الصحيفة. كما أشاد بـ الجيل الرقمي (جيل Z) من الصحفيين لذكائهم في التعامل مع الوسائل الإلكترونية. وبيّن أن أهم عوامل النجاح في التحول الإلكتروني هي المحافظة على الآنية والسرعة في النشر (24) ساعة خلال 7 أيام، وتحديد آلية التوزيع، والتفاعلية، وتنوع المصادر، وتجنب الأخبار الكاذبة. واضاف قائلا: أن المحتوى هو الملك، وان السياق هو المملكة، وفيما يخص الذكاء الاصطناعي، نصح بجعله سكرتيراً (مساعداً) وليس وزيراً (قائداً).

​من جانبه، أضاف الأستاذ الدكتور عبد الله بابعير مداخلة هامة عن مكانة اللغة العربية في التحول الإلكتروني، مشيراً إلى أن الصحافة الرقمية تشهد طغياناً للغة العامية واللغة الهجينة. واستعرض الدور الحضاري للغة العربية وأنها كانت مصدراً للأداب والعلوم في عصر النهضة الأوروبية. وأوضح أن الخطورة في العمليات الإعلامية تكمن في مزاحمة اللغة الهجينة للغة العربية.
واختتم بنصيحة للإعلاميين: “إذا أردت أن تكون إعلامياً ناجحاً، ابنِ مهاراتك الإعلامية ونمِّ لغتك التي تعبر بها عن رسالتك الإعلامية”.

​وبعده، قدم الدكتور خزيم الخالدي ورقته البحثية بعنوان: “مستقبل الصحافة الإلكترونية في ضوء الذكاء الاصطناعي وتقنياته: رؤية استشرافية 2025-2035”.

أكد الدكتور الخالدي أن المشهد الإعلامي العربي يشهد تحولاً جذرياً يقوده الذكاء الاصطناعي، دافعاً الصحافة الرقمية لتصبح نموذجاً إعلامياً مستقلاً يقوم على السرعة والتكامل في الوسائط المتعددة.
وأشار إلى أن التحليل الرقمي أصبح يعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي لفهم سلوك الجمهور المتلقي، مؤكداً أن فيديوهات “الريلز” (Reels) والفيديو القصير هي الأكثر انتشاراً ووجوداً في هذا العصر.

​ثم تناول الدكتور مختار الدين أحمد موضوع الذكاء الاصطناعي والأخلاقيات الرقمية في المشهد الإعلامي الجديد ومستقبل الصحافة والعلاقات العامة.

واستعرض في عرضه العلاقة المتشابكة بين الثورة الصناعية الرابعة (التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والرقمنة) وأخلاقيات العلاقات العامة والصحافة. وأكد على أن وسائل الإعلام والصحفيين يلعبون دورًا محوريًا في الحد من المعلومات الخاطئة وسد الفجوة بين المؤسسات والجمهور، مشيرًا إلى أهمية أدوار الجسر في مؤسسات الأخبار والصحافة التعاونية.

كما تطرق الدكتور أحمد إلى دمج الذكاء الاصطناعي في ممارسة العلاقات العامة من خلال استخدام البيانات الصحفية الآلية، روبوتات الدردشة، وأدوات تحليل المشاعر، موضحًا كيف توفر روبوتات الدردشة استجابات فورية، وتتتبع أدوات تحليل المشاعر التصور العام في الوقت الفعلي.

وفي سياق العلاقة المتطورة بين الصحافة والعلاقات العامة، حذر من مخاطر الأخبار والبيانات الصحفية المولدة بالذكاء الاصطناعي؛ إذ تزيد من سرعة الإنتاج لكنها تخاطر بنشر معلومات مضللة، مؤكدًا أن التزييف العميق (Deepfakes) والصور المولدة بالذكاء الاصطناعي تتحدى النزاهة الصحفية.

وشدد في الختام على قضايا الأخلاقيات الرقمية، من تضليل وخصوصية وانتحال في المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي، مؤكدًا على الحاجة الماسة لـ سياسات الإفصاح والشفافية في البيانات والتقارير الصحفية المولدة بالذكاء الاصطناعي للحفاظ على مصداقية المنظمات وثقة الجمهور.

​وفي ختام الندوة، تقدم نائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله بابعير بالشكر الجزيل للحاضرين والمشاركين،
الجدير بالذكر أن هذه الندوة تاتي ضمن فعاليات برنامج ندوات اسبوع البحث العلمي الدولي الرابع لجامعة حضرموت 2025م.

زر الذهاب إلى الأعلى