مدارس حالمين “رحلة ضوء وتاريخ مدنية” .. مدرسة سحانر للتعليم الأساسي (ح17)

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/لحج[/su_label]
الإهداء إلى روح المناضلة سمراء سعيد علي رحمها الله وإلى ابنها البار
عبدالكريم سعيد صلاح عافاه الله .
قبل الحديث عن مدرسة حبيل ماور (سحانر )وتطور التعليم فيها هذه لمحة قصيرة عن قرية سحانر وما حولها .
قرية سحانرتقع إلى الجهة الشرقية لمركز مديرية حالمين (حبيل الريدة) وتبعد عنها حوالي ثلاثة كيلو متر،وتحاط بسلسلة جبلية شاهقة،ويحدها من الشرق جبل المرخام وجبل فيد ومن خلفهما قرية الرباط ولكمة الذيبة ومن الغرب حبيل الريدة، ومن الشمال سلسلة جبلية ومن خلفها قريتي القنتوب والسروتين،ومن الجنوب سلسلة جبلية ومن خلفها قرية مجحز.
يعتمد سكانها البسطاء على الزراعة ورعي الماشية وتربية النحل ،والتوظيف الحكومي
والاغتراب في دول الجوار .
منطقة سحانر وبلاد المالكي تحتضن
طريق عقبة خلق الحيوية التي تربط
مدينة حبيل الريدة بقرى جبل حالمين إلى أقصى وادي حالمين قريبا من وادي بنا شرقا وهي الطريق التي ماطلت الدولة سنين
في تنفيذها ولم تنفذها حتى شقت
اخيرا على حساب الأهالي لاسيما أبناؤنا المغتربون حفظهم الله جميعا.
قبل تأسيس المدرسة كان ابناء المنطقة يتعلمون في المعلامة والكتاتيب القراءة والكتابة والقرآن الكريم على يد الفقيه محمد صالح علي لعجم أطال الله عمره وفقهاء من قبله، وكانت المعلامة قريبة من موقع المدرسة في شعب لعضب في الحمراء،والبعض من أبناء المنطقة تعلم بصورة ذاتية بعد إلتحاقه بالقوات المسلحة الجنوبية.
تأسيس المدرسة وموقعها الجغرافي
———————
في عام ١٩٦٨م وبعد الاستقلال الوطني لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية اعلنت الثورة الثقافية والتعليمية ضد الأمية والجهل والتخلف في بلادنا وفي عموم جنوبنا الحبيب،وذلك بتأسبس التعليم وبناء المدارس ومنها مدرسة سحانر.
ويعتبر الوالد المناضل عبد الله مطلق صالح أطال الله عمره مؤسسا للتعليم في حالمين ومنها تأسيس مدرسة سحانر،وكان للأستاذ ناجي أحمد محسن طيب الله ثراه فيما بعد دور محوري في الاهتمام بالتعليم ودعمه في حالمين ومنها هذه المدرسة.
وفي أول عام دراسي٦٨م–٦٩م تم تجميع الطلاب من تحت أشجار الأثب اسفل جلبة عند جلة صالح عبد رحمه الله، وتم تقسيم الطلاب إلى مجموعتين : ،الذين تعلموا في المعلامة في الصف الثاني والذين لم يتعلموا في الصف الأول،المجموعة الذي تعلموا بالمعلامة جلسوا جنب حرة عقمة الجلبة وتم احضار لهم سبورة خشبية متواضعة يكتبون عليها بالطباشير،والمجموعة التي لم يتعلموا بالمعلامة تجمعوا جنب الصخرة المواجهة لماور ويتم الكتابة عليها بالطباشير لعدم وجود سبورة.
لكن المدرسة بوصفها بناء تأسست في عام ١٩٦٩م، ، وذلك بعد تكرم الوالد سيف ناجي علي المالكي بمنح موقع أرض لبناء المدرسة فجزاه الله خير الجزاء، فكان موقع المدرسة في قرية سحانر– حبيل ماور– الذي سميت المدرسةباسمه وتم اختيار ذلك المكان بفعل التقارب السكاني ووقوعه وسطا للمناطق المذكورة أدناه، وكان للمواطنين بشكل عام وفي مقدمتهم الشيخ ناشر سعيد والوالد صالح حسين صالح المالكي، وعبد محمد صالح رحمهم الله وآخرون فقد كان لهم دور مشهود في تأسيس المدرسة وتشييدها، وتم بناء صفين دراسيين في الموقع الحالي للمدرسة حوالي ٤*٣ متر مربع للصف من الحجر، والسقف من الخشب البلدي من شجرة العلب أي السدر في تلك الفترة لإن المنطقة نائيةلم تصلها طرق السيارات بل المشي على الأقدام و ركوب الحمير والجمال فقط، وتم انتقال الطلاب من السيلة إلى الصفين وبعدها تم بناء صف دراسي ثالث لانتقال الطلاب اليه من الصف الثاني واستقبال طلاب جدد.
سكن المعلمون الوافدون من خارج المنطقة في منزل الشيخ ناشر سعيد علي طيب الله ثراه وكان المواطنون يتناوبون في توفير المأكل لهم وكانت المناضلة سمراء سعيد علي حسين رحمها الله هي من تجلب المياه للمعلمين في تلك الفترة ثم فيما بعد ابنها عبد الكريم سعيد صلاح الذي تحول فيما بعد إلى مراسلٍ للمدرسة.
تضم مدرسة سحانر عدة قرى فرعية يدرس ابناؤها في هذه المدرسة وهي:
سحانر، ولسرار، وأسفل عقبة خلق وكربة ، واسفل وادي،ورهوة القرة،، وبلاد المالكي، والعللة وحبيل الطريف.
مراحل تطور المبنى المدرسي والتعليم
——————–
تم تأسيس المدرسة ببناء صفين دراسيين وبعدها بصف دراسي آخر على نفقة المواطنين،ثم شيد المواطنون فيما بعد فصلا آخر صار مكتبا للمعلمين،واقتصر التعليم في تلك الفترة إلى الصف الثالث،وبعدها تم بناء أربعة فصول دراسية أخرى من قبل الدولة وبمساعدة المواطنين في فترة الثمانينيات .
وقبل ذلك في السبعينيات
ونتيجة لعدم توفر المعلمين جاء قرار الدمج لطلاب القرى المجاورة لمدرسة الثورة الضباب طيبة الذكر وكانت سحانر من ضمن هذه القرى وكذلك بوران والسروتين والكربوغيرها وكان قرار الدمج عام ١٩٧١م واعتماد خط نقل لطلاب المدرسة للصفين المذكورين سالفا، لنقلهم للدراسة في مدرسة الثورة الضباب على بعد أربعة كيلو متر تقريبا ،وكان ينتقل الطلاب إلى وسط الطريق،وبعدها إلى اسفل العللة،وبعدها إلى اسفل السوقة،وبعدها يذهب الطلاب مشيا على الأقدام إلى مدرسة الضباب لعدم استكمال شق الطريق في تلك الفترة،واحيانا يمشون من المدرسة إلى منازلهم عند عطب السيارة المخصصة لنقلهم فتحمل الطلاب عناء السفر في سبيل طلب العلم وتحصيله،
وظلت المدرسة رافدا من روافد مدرسة الضباب كما كانوا كذلك فيما بعد عند تأسيس مدرسة الشهيد محمد ثابت سفيان في حبيل الريدة في منتصف الثمانينيات وهي مدرسة الفقيد سعيد صالح قاسم الدباني حاليا.
ظل التعليم في المدرسة إلى الصف الثالث والرابع ثم ينتقل الطلاب إلى مدرسة الضباب ومجحز و الرباط لمواصلة التعليم الأساسي والإعدادي وبعدها إلى مدارس لحج ثم مدرسة الشهيد لبوزة في الحبيلين لمواصلة تعليمهم الثانوي سابقا،وبعدها إلى مدرسة الشهيد محمد ثابت سفيان–مدرسة الفقيد سعيد صالح الدباني حاليا لمواصلة التعليم الأساسي و الثانوي حتى يومنا هذا.
كان اسم المدرسة عند التأسيس مدرسة حبيل ماور حتى عام ٨٦م، وبعدها تم تسميتها بمدرسة الشهيد مقبل عبد الله شعفل رحمه الله وظل اسمها هكذا حتى عام ١٩٩٤م وبعدها تم تغيير اسم المدرسة– إلى مدرسة سحانر–إلى يومنا هذا.
وكان للمعلمين الرواد من الضالع ولحج المحروسة وعدن عند التأسيس الشرف في التعليم في المدرسة وهم الأساتذة الآتون:
عبدالله عمر من الجليلة الضالع وهو أول معلم ومدير للمدرسة، وأحمد سعيد مقبل من عدن ،وبامعلم من عدن،وداؤد محمد علي من الحجرية تعز ، والأستاذ مصطفى من لحج ،وأحمد محمد اليافعي من يافع،وأحمد سعيد مبارك و الأستاذ ياسين من لحج الذي مسك مديرا للمدرسة ،وعبد الباقي محمد أحمد من الحجرية تعز.
ومنذ فترة ١٩٧٨م إلى التسعينيات توالى على المدرسة معلمون من ابناء المنطقة و من قرى مختلفة من حالمين ومن الضالع وهم الأساتذة الآتون:
عبد الحكيم شائف محمد من دار الحيد الضالع والذي مسك مديرا للمدرسة،
وعبد الله حسن مساعد الجعوف رحمه الله من بلاد المالكي وثابت ناصر صالح من قرية الرباط، وعبد الكريم علي مانع من قرية الحنكة، ومحسن قاسم صالح لعجم من قرية الغيل الذي مسك مديرا للمدرسة، وعبد الله علي مثنى علاية من قرية جنادة الذي مسك مديرا للمدرسة ، وعبد الله مثنى ناجي الدباني من قرية صدر شرعة، ومحمد حسين من قرية جنادة، وسعد محسن صالح حنش التأمي من قرية الرباط، ومعلمون خدمة إلزامية وهم:
سالمين علي قائد من قرية الضباب،و عبد الحميد محمد مثنى من قرية مجحز، وفضل علي سعيد من قرية الضباب، وخالد عبد المجيد محمد علي من قرية الضباب ايضا.
وفي عام ٢٠٠٣و تم تطوير المبنى المدرسي والتعليم في المدرسة ببناء ثلاثة فصول مع الملحقات وسور للمدرسة من قبل الصندوق الاجتماعي بجهود ومتابعة الأستاذ القدير محمود أحمد ناصر الدعري أطال الله عمره، وبمساهمة الأهالي وتم الاتفاق مع المقاول آنذاك بجعل الفصل فصلين فصارت خمسة فصول دراسية، وببناء تلك الفصول تطور التعليم و صار
يدرس في المدرسة إلى الصف السادس وأحيانا إلى السابع والثامن ، وتعتبر مدرسة سحانر مدرسة متقطعة الصفوف صف على صف حتى يومنا هذا.
وبالإضافة إلى المعلمين سالفي الذكر في فترة التسعينيات توالى على المدرسةايضا كثير من المعلمين بعضهم مازال في الخدمة في هذه المدرسة والآخر قد تحول منها وهم الأساتذة الآتون:
عبد الكريم صالح شائف من حبيل الطريف مديرا للمدرسة من ١٩٩٣م–٢٠٠٨م وهو أكثر المدراء أدار المدرسة، وعادل أحمد مثنى من قرية سحانر، ومحمود مثنى سعيد من قرية الضباب خدمة إلزامية، وعبد الحافظ ناجي حسن من قرية الضباب خدمة إلزامية، وأمين راشد عثمان خدمة إلزامية من قرية الضباب، وميثاق صالح حيدرة من قرية الضباب، وهاشم محمد صالح لعجم من قرية الغيل،وعبد الفتاح طاهر سعيد من قرية سحانر معلم منذ عام ٩٧م ومديرا للمدرسة منذ عام ٢٠٠٨م إلى يومنا هذا ،وإيمان عبد الله شعفل من قرية بلاد المالكي معلمة منذ ٩٧م إلى ٢٠١٦م ومعمر سيف ناجي من منطقة حبيل الطريف معلم بالمدرسة منذ ٩٧م إلى يومنا هذا، وعبود قاسم صالح من قرية الغيل معلم منذ ٩٣م ومازال معلما في المدرسة،و عباس ناشر سعيد من قرية سحانر معلم في المدرسة منذ ٩٦م ومازال معلما فيها ، وتوحيد محمد مثنى من منطقة حبيل الريدة معلم منذ ٢٠١٠م ومازال، وعبد الحي ناشر حسن من قرية سحانر معلم منذ ٢٠١٢م ومازال، وبدر عبد الكريم سعيد من قرية سحانر معلم منذ ٢٠١٣م ومازال معلما فيها إلى يومنا هذا.
المدراء الذين أداروا المدرسة منذ تأسيسها حتي يومنا هذا.
وهم الأساتذة الآتون:
عبد الله عمر ،وياسين اللحجي مديرا وعبد الحكيم شائف محمد ومحسن قاسم صالح لعجم،وعبد الله علي علاية ،وعبد الكريم صالح شائف وعبد الفتاح طاهر سعيد.
المعوقات والصعوبات التي تعاني منها المدرسة
–—————————
تعاني المدرسة كثيرا من الصعوبات والنواقص والمنغصات أهمها:
–نقص الفصول الدراسية وعدم ترميم الفصول القديمة التي تكاد تسقط على رؤوس الطلاب.،وكذلك صبات الميول العزل للمدرسة الجديدة بحاجة إلى إعادة إصلاحها
–نقص المعلمين ونقص الكتاب المدرسي.
–عدم توفر إذاعة مدرسية وآلة تصوير وكذلك الكهرباء.
–عدم إعطاء المعلم حقوقه والوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه الجميع مما أثرسلبا على العملية التعليمية.
مشاركات المدرسة:
شاركت مدرسة سحانر سابقا في كافة الأنشطة الثقافية و الرياضية مع مدرسة الكرب وبوران والضباب ومدارس الجبل، وكان يتم تشكيل فريق موحد من تلك المدارس في مديرية حالمين في مقابلة فريق مديرية حبيل جبر في تلك الفترة الذهبية.
وبالرغم الصعوبات التي عانت وتعاني منها المدرسة فقد تخرج منها كوادر في مختلف المجالات سابقا وحاليا، ومازالت هذه المدرسة تواصل رسالتها التربويةو التعليمية بخطوات ثابتة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها و يمر بها جنوبنا الحبيب.
واخيرا نشكر القائمين على هذا الجهد الرائع في تدوين تاريخ مدارس حالمين ونتمنى لهم التوفيق في عملهم.
التعليق العام
قرى سحانر وبلاد المالكي متناثرة في أماكن متباعدة نسبيا… مساحة واسعة وسكان قليلون وهي وسط بين حبيل الريدة السهلية وقرى جبل حالمين الكثيرة العدد والكثيرة السكان لهذا عانت مدرستها قسوة الظروف وكان المعلمون فيها أكثرهم من خارج منطقتهم وقريبا بدأت تعتمد في الأساس على المعلمين من أبناء المنطقة .
نرجو من مكتب التربية والتعليم في المديرية الاهتمام أكثر بهذه المدرسة
وعسى أن يساعد طريق عقبة خلق
المذكور في تطوير المدرسة وتجديد الحياة التعليمية فيها .
إعداد
الأستاذ محمد مانع ناصر التأمي، والأستاذ عباس ناشر سعيد،
بمساعدة المحامي سعيد علي سالم
مراجعة وتحرير الدكتور عبده يحيى الدباني.