استطلاعاتالرئيسية

في استطلاع أجرته «سمانيوز» بمناسبة قدوم الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة..جنوبيون: التاريخ يتناغم ولا يتكرر ومشكلتنا الراهنة مع محتل لا يعترف باحتلاله لأرضنا

كريترنيوز / استطلاع

 

يصادف اليوم الثلاثاء القادم 14 أكتوبر 2025م، الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي تأتي هذا العام تزامناً مع حراك دبلوماسي إقليمي دولي يقوده الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كانت ثمرته الأولى، بحسب محللين، اعتراف بريطاني رسمي بقضية شعب الجنوب، والذي قد يغير نظرة العالم تجاه أوحدية القضية اليمنية، ويعيد رسم خارطتها الجيوسياسية مجدداً، لتتماشى مع الوقائع المنفصلة عملياً على أرض واقع الشمال والجنوب، جغرافياً وسياسياً وعسكرياً وأمنياً، وحتى في الجانب الاقتصادي والموروث الاجتماعي والتاريخي، المتقاطع مع تلك النظرة الدولية الجهوية التي أهملت ثورة شعب الجنوب التحررية، وما اجترحه الجنوبيون خلال 3 عقود من نضال شعبي مازال مستمراً حتى اللحظة، وكانت دماء الشهداء والجرحى وحدها كفيلة بإرغام المنظمة الدولية، ولو من باب الإنسانية التي يتغنون بها، على النظر بجدية لما يحدث على أرض الجنوب، والبحث في قضيته السياسية على حدة. ولكن النظرة الدولية – للأسف – اقتصرت على ثورة شباب صنعاء 2011م.

 

والمعيب وغير المنصف أممياً هو إلحاق قضية شعب الجنوب (السياسية)، التي انطلقت في العام 1994م ونُظِّمت ووُحِّدت صفوفها في العام 2007م، بالقضية اليمنية (الحقوقية) التي خرجت بعد القضية الجنوبية بسنوات وبشكل منفصل، وتحديداً في العام 2011م، ضد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. لا سيما والقضية اليمنية تطالب بتصحيح وتحسين الوضع المعيشي، فيما القضية الجنوبية سياسية بامتياز، تطالب باستعادة الدولة الجنوبية “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”.

 

خلاصة القول: يظل السبيل المنطقي الأوحد لإيقاف شلال الدماء، وإعادة الأمن والسلم الدوليين المفقودين لعقود في جنوب جزيرة العرب، وللقضاء على التداعيات الناجمة من اتساع رقعة الإرهاب الدولي الحوثي والقاعدة وداعش وتهديداتها المباشرة على خطوط الملاحة الدولية، و على الاقتصاد والأمن الدوليين.. هو حِل الدولتين، وفق ما أشار إليه فخامة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في أكثر من خطاب وتصريح إعلامي، آخرها ما أدلى به فخامته لصحيفة الجارديان البريطانية، على هامش قمة الـ 80 الأممية التي عقدت خلال الفترة من 22 حتى 29 سبتمبر 2025م، بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية (من أن اليمن بحاجة إلى حِل الدولتين).

 

مرحلة معقدة تتخللها قفزات إيجابية:

 

القيادي بانتقالي محافظة أبين الأستاذ عوض علي صائل، أشار إلى أن احتفال شعب الجنوب بالذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، يأتي في مرحلة مليئة بالتعقيدات السياسية والتدهور الاقتصادي والخدماتي، وفشل ذريع من قبل حكومة الشرعية في صرف المرتبات واحتواء الأزمة التي تعصف بالبلاد. و ذلك في سياق رده على سؤال لـ«سمانيوز» ضمن استطلاع أجرته الصحيفة بمناسبة قدوم الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي تأتي هذا العام تزامناً مع اعتراف البرلمان البريطاني بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره.. والسؤال هو (هل يعيد التاريخ نفسه؟

وما متطلبات الاستقلال الثاني للجنوب)؟

 

وتابع الأستاذ صائل قائلاً: إلا ان شعبنا الجنوبي رغم التحديات والأزمات المفتعلة وحجم المعاناة، ظل ثابتاً على مبادئه، مستمراً في نضالاته الثورية التحريرية، مرفوع الجبين، صلب الارادة، مستمداً قوته وعزيمته من عدالة قضيته المشروعة، ومن تاريخ الأبطال الأحرار الأوائل، يتقدمهم الشهيد راجح غالب لبوزة، فالجنوب أرض الأحرار، يقارع الغزاة، لا يقبل بالعبودية، ويرفض الاستعمار بكافة أشكاله.

 

واستطرد صائل قائلاً: كما أن احتفالات شعبنا الجنوبي بالذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر، تتزامن مع متغيرات دولية كثيرة ومفاجآت إيجابية، ولعل أهمها اعتراف البرلمان البريطاني بحق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره واستعادة دولته، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الفيدرالية. متغيرات يراها صائل لم تصنعها الصدفة، وإنما جاءت ثمرة جهود سياسية قادها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي خلال الفترات الماضية، أقام خلالها شراكات استراتيجية وبنى جسور علاقات متينة مع عدد من دول العالم، خصوصاً صناع القرار الدولي، وكان اعتراف البرلمان البريطاني الرسمي بالقضية الجنوبية إحدى تلك الثمار.

 

وتابع صائل قائلاً: وأتوقع المزيد من القفزات الإيجابية المرتقبة خلال الفترة القادمة، طالما نشاطات المجلس الانتقالي الجنوبي السياسية الإقليمية والدولية مستمرة في أروقة صناع القرار الدوليين.. مشيراً إلى أن بيان البرلمان البريطاني يعكس مدى تفهمه وإلمامه بالوضع الراهن، وتعبير واضح بأن مشروع الوحدة اليمنية فاشل، ولا ينبغي التعويل عليه أو فرضه بالقوة على شعب الجنوب.

 

واستطرد قائلاً: فشل تجربة الوحدة اليمنية، وسقوط موسسات الدولة في يد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وما تسببت به تلك الجماعات من إرهاب داخلي وعابر للحدود، أدى في مجمله إلى زعزعة الأمن في الممرات الدولية والاعتداء على الجوار.

 

وفي ختام حديثه، أشار صائل إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي بالتشكيلات العسكرية والأمنية التابعة له، نجح في تثبيت الأمن والاستقرار بعموم محافظات الجنوب، وأنشأ علاقات طيبة إقليمية ودولية، وبات الجنوب بفضل الله ثم بفضل قيادته السياسية الحكيمة، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، محل ثقة العالم وشريكاً دولياً فاعلاً في الحرب على الإرهاب بكافة أشكاله (الحوثي والقاعدة وداعش)، يسير بخطوات واثقة على طريق نيل الاعتراف الدولي بدولة الجنوب العربي كحليف استراتيجي صادق، قادر على توفير وحماية الأمن والسلم الدوليين في منطقة جنوب جزيرة العرب.

 

الاحتفال الاكتوبري هذا العام سيكون مميزاً:

 

الدكتور محسن قائد القادري أكد أن الاحتفال الاكتوبري المجيد الـ 62، سيكون مميزاً هذا العام، في ظل المستجدات الإقليمية والدولية، آخرها مشاركة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي – نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في القمة الـ 80 للأمم المتحدة بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، والتصريحات السياسية النارية التي أدلى بها حول ضرورة حِل الدولتين، اليمنية والجنوبية، لما في ذلك مصلحة إقليمية ودولية، وتحقيقاً لطموحات وتطلعات الشعب اليمني والجنوبي، وإعادة الاستقرار والسكينة جنوب جزيرة العرب.

 

وجدد الدكتور القادري التأكيد على أن تصريحات الرئيس الزبيدي، ستلاقي صداها وتُحدِث تغييراً في مواقف دول الإقليم والعالم تجاه الأزمة اليمنية والجنوبية، كلا على حدة.

واعتبر القادري اعتراف البرلمان البريطاني بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره خطوة متقدمة، مشيراً إلى أن بريطانيا هي ضمن الدول الرباعية الراعية للأزمة اليمنية، وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي. وقال: “وأيضاً كلنا نعرف أن بريطانيا لأ أقول استعمرت وإنما عمّرت العاصمة عدن والجنوب العربي لمدة 129 عاماً. أقول عمّرت من باب المقارنة بين ما شيدته بريطانيا وما دمره الاحتلال اليمني المتخلف في الجنوب..

 

وأردف قائلاً: نعم، قد يعيد التاريخ نفسه في بعض النقاط المشتركة، فالبرلمان البريطاني بهذا الإعلان لن يكون ارتجالياً، أو من دون تنسيق وموافقة بقية الدول الرباعية (أمريكا والإمارات والسعودية).

وأشار الدكتور محسن القادري إلى أن مطالب تحقيق الاستقلال الثاني للجنوب، يتعين أن تتم عبر ممثل شعب الجنوب، المجلس الانتقالي الجنوبي، وبصيغة “فك الارتباط”، وليس بتقرير المصير، لأن تقرير المصير عندما نكون إقليماً ضمن إطار دولة وهوية واحدة، لكن الجنوب كان ويظل دولة مستقلة بذاتها. وعلى مدى التاريخ منذ ما قبل الإسلام وما بعده لم تكن صنعاء عاصمة لعدن، ولم تتوحد عدن أو أي محافظة جنوبية مع صنعاء. هذه هي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها.

 

وختم الدكتور القادري بالتأكيد على أن بريطانيا خرجت من الجنوب وهو تحت مسمى “اتحاد الجنوب العربي”، ولكن اللوبي الشمالي – بقيادة عبد الفتاح الجوفي ومحسن الشرجبي – غير المسار وجروه صوب اليمننة.

 

التاريخ يتناغم ولا يتكرر ومشكلتنا الراهنة مع محتل لا يعترف باحتلاله لأرضنا:

 

وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ هشام الجاروني، مسك ختام استطلاعنا، حيث أشار في حديثه لـ«سمانيوز» إلى أن التاريخ يتناغم ولا يتكرر، ومشكلتنا الراهنة تكمن مع محتل لا يعترف باحتلاله لأرضنا. وتابع قائلاً: علينا أن ندرك أن مقولة التاريخ يعيد نفسه هي مقولة خاطئة، فالتاريخ قد يتشابه في بعض تفاصيله ولكنه لا يتكرر، وهو ما جاء في رد مارك توين “التاريخ يتناغم ولا يتكرر”.

 

ولفت الجاروني إلى أن الجنوبيين اليوم أمام صورة مغايرة كلياً.. محاولة صنع استقلال آخر مع عدو لا يعترف باحتلال أرضنا، بل ويصفك بالعمالة لمحاولاتك الانسلاخ والتحرر من قبضته. هو لا يشبه أي استعمار آخر، حالة فريدة لمحتل يقول إن أرضك هي أرضه. بحسب وصف الجاروني.

مستطرداً بالقول: إن نضال شعب الجنوب لأكثر من 30 عاماً من أجل استعادة حريته واستقلاله بقراره، هو ما يؤكد أننا شعب لا يرضى العيش تحت وطأة المحتل، ويجب أن لا تمر ذكرى الاستقلال الأول دون أن نأخذ العبرة من نضالات آبائنا وأجدادنا قبل 70 سنة وأكثر. يبقى أمامنا توحيد رؤيتنا لتحقيق استقلالنا الثاني، توحيد الهدف وعدم الصدام مع المشترك في نضالنا حتى وإن تعددت الروئ.

 

وأضاف الجاروني قائلاً: الاختلاف سنة، لكن دون الخروج عن خيار شعب الجنوب. أبناء الجنوب اليوم أكثر إيماناً بقضيتهم، وتكمن مصيبتهم في أنهم يتقاطعون في خطوط سيرهم نحو هدفهم في هذه النقطة. يكون التشابه بسبب أن هناك أنماطاً بشرية وسلوكاً اجتماعياً يتكرر يخلق ظروفاً مشابهة، لكن حتمية التكرار للتاريخ تبقى مستحيلة.

 

وختم الجاروني حديثه بالتأكيد أن علينا اليوم استذكار التاريخ للاستفادة. والذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، هي محطة للتذكير بنضالات من سبقونا. يجب أن تكون فرصة لبث روح الحماسة لدى الجيل الحالي، الذي لم يدرك تلك المرحلة وما تلاها بكل إيجابياتها وسلبياتها. سيبقى نضال شعبنا الجنوبي علامة مضيئة في صفحات تاريخنا، نستلهم منها العبر والدروس.

زر الذهاب إلى الأعلى