تحقيق

مع الإجبار والإصرار لسلطات لحج.. صرف صحي يغرق منازل مواطني حارات الحوطة

كريتر نيوز/ تحقيق / خلدون البرحي 

 تجبر السلطات المحلية في محافظة لحج مواطني حارات العدني وقيصى وبلغيث في مدينة الحوطة عاصمة المحافظة على التعايش القسري مع كارثة صحية وبيئة خطيرة، بالتغاضي عن بحيرة مياه صرف صحي عملاقة تتوسط الحارات الثلاث دون أن تكلف نفسها بحلول مناسبة لها، من منطلق ضرورة إنقاذ المواطنين من تداعياتها اليومية على صحتهم وخطرها المحدق بأطفالهم . 

•لوحة طبيعية: 

فيما مضى من الزمن حتى مطلع عام 2000 كانت تتوسط حارات العدني وقيصى وبلغيث مزرعة كبيرة تحوي مختلف الأشجار المثمرة وأنواع النباتات الزهرية والعطرية، وكانت تفوح منها الروائح الزكية التي يصل إريجها إلى منازل المواطنين، إلا إن تلك المزرعة بدأت بالتلاشى بشكل غريب حتى حل مكانها مياه الصرف الصحي لتتجول إلى أكبر بحيرة مياه صرف صحي بين الأحياء السكنية تنفث روائحها الكريهة، وتحتضن مختلف الحشرات الناقلة لأمراض الحميات، وبيئة خصبة للحشرات السامة والكلاب الضالة المتشردة، بظهور تلك البحيرة بدأت فصول معاناة الساكنين حولها، ونتيجة لتلك المعاناة انطلقت رحلة المواطنين المضنية في البحث عن الحلول الناجعة للخلاص منها ومن كوارثها الصحية والبيئية لكن دون أي نتائج مرضية حتى اليوم .

•البحيرة متنفس للأطفال:

على ضفاف البحيرة يتجمع الأطفال بشكل يومي وعلى فترتين صباحية ومسائية، يلعبون حولها ويمارسون هواياتهم  وحولها يقضون ساعات طويلة وعبرها طريقهم نحو مدارسهم غير آبهين بما تحمله لهم من أخطار وغير مدركين أنها الموت المترصد لحياتهم.

 يقول المواطن سعيد عبده عبدالله: كل يوم يمر نحمد الله على سلامة الأطفال من كارثة لم تسببها تلك البحيرة. مشيرا إلى أن أولياء الأمور يحذرون أولادهم من البحيرة خاصة وأنها كادت أن تبتلع طفلاً في إحدى المرات، موضحا إن السلطات المحلية في المحافظة والمديرية لا يعلمون ما نعانيه من تداعيات صحية وبيئية من تجمع مياه الصرف الصحي ولا يدركون حجم القلق الذي يعترينا بشكل يومي من أن تحمل لنا في إحدى الأيام فاجعة بوفاة طفل لاسمح الله . 

•واقع مرير: 

سنوات طويلة ظلت مياه الصرف الصحي جاثمة على صدورنا، واصطدمت آمالنا وطموحاتنا بتجاهل السلطات المحلية في المحافظة والمديرية، هكذا بدأ عاقل حارة العدني أنيس أحمد محمد حديثه لنا بالقول: لقد حاولنا مراراً وتكراراً مع كل مسؤول تعاقب على سلطة المحافظة إلا أن جهودنا بائت بالفشل وآمالنا ذرتها الرياح. وأردف قائلاً طرقنا أبواب محافظ المحافظة وأبواب مدير النظافة بالمحافظة محمد أحمد الرجاعي ومدرا إدارات المياه والصرف الصحي المتعاقبين وسلطة المديرية، لكن كل تلك الجهود قوبلت بوعود عرقوبية لم نلمس منها أي أفعال . 

•مشاريع فاشلة: 

تعلن السلطات المحلية في المحافظة مراراً وتكراراً عن تنفيذ مشاريع صحية ستنهي معاناة الساكنين حول بحيرة مياه الصرف الصحي، استبشر معها المواطنون بالخلاص، إلا إن تنفيذ المشاريع لم تكن سوء مشاريع وهمية عبر ابتزاز المنظمات وبعضها مرحلية لا تلبي نجاحاتها سوى فترة من الزمن، كان آخرها عمل خزان تجميعي على أن يتم بين حين وآخر شفط المياه منه وإرسالها إلى أماكن بعيدة إلا أن ذلك لم ينجح وتعثر المشروع في أسبوعه الأول. 

•مخاطر صحية: 

زرنا مدير عام مديرية الحوطة الجديد كثيراً إلا أن تلك الزيارات انتهت بعدم الظفر بلقاءه واحتمالية تهربه من الخوض في الحديث عن مشكلة يعاني منها مواطني الحوطة وتقف السلطة عاجزة عن حلها، أو أنها ترى فيها فرصة استثمارية مستدامة من خلال دعم حلها من قبل المنظمات والجهات الخيرة، حملنا أنفسنا وتوجهنا إلى مدير مكافحة الملاريا بمكتب صحة المحافظة عادل السيد وهناك سألناه عن خطورة تلك البحيرة الصحية على المواطنين. حيث رد بأن خطورتها كبيرة ومعاناتها مستدامة ما استدام وجودها. 

•بؤرة أمراض: 

وقال السيد إن البحيرة أصبحت بؤرة لمختلف الأمراض وخاصة الحميات، مثل الملاريا وكذلك سبب أمراض الإسهالات وغيرها من الامراض الأخرى، مؤكداً إلى أنها بحاجة إلى 

حلول جذرية للخلاص منها ومن أضرارها الكارثية على الموطنين. مشدداً على ان وضعها الحالي يحتم على ضرورة إيجاد معالجات مستدامة بعمليات الرش الضبابي والرذاذي حفاظا على صحة المواطنين إلى أن يتم الخلاص منها وبشكل نهائي بعمل مشروع مياه صرف أو ردمها بشكل كامل.

زر الذهاب إلى الأعلى