استطلاعات

متى يستوعب اليمنيون رسائل الجنوب السياسية المتتالية ويحتكمون إلى لغة العقل بعيداً عن لغة السرقة والسلاح؟

كريترنيوز / استطلاع / عبدالله قردع

إن المستجدات الراهنة تقول إنه لم يعد هناك هدف شرعي مشترك يجمع الشمال بالجنوب وإن أفق العودة إلى الوحدة اليمنية بات مسدوداً تماماً، حيث أن لغة التنافر والتناحر الديني والسياسي والعسكري والاجتماعي والثقافي هي سيدة الموقف وأن الهوة اتسعت ويستحال ردمها عقب تعميدها بالدم ، حيث آلاف الشهداء والجرحى باتت دماؤهم سداً منيعاً وبات التشبث اليمني بالوحدة مجرد عبث وبلطجة واستخفاف وأعذار ومبررات واهية غير مقبولة حتى من شعبهم.

لقد تصالح الجنوب مع نفسه وبدأ يشق طريقه بنفسه وبدأت قواه المختلفة بالتلاحم ورصت صفوفها ، وانصهرت في كيان واحد وأجمعت على قضية وهدف مشترك واحد تحت راية وكيان جنوبي واحد وصبت كل تفكيرها في كيفية تقوية الجبهة الداخلية وفي حل مشاكل شعبها وفي كيفية إدارة وبناء وتطوير دولتها الجنوبية والارتقاء بها إلى أعلى المراتب دون النظر أو الطمع لما في أيدي الغير ولقد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استغنى أغناه الله.) وإنه يتوجب على الأشقاء في اليمن الحذو حذو الجنوب بالتصالح مع أنفسهم والالتفات إلى مشاكلهم الداخلية والتفكير في حلها وإخراج شعبهم من ورطاته المتتالية بدلاً من التطاول وحشر أنوفهم والتدخل في شؤون الجنوب وإضاعة أوقاتهم وأموالهم في غير محلها، عليهم التفكير في إدارة وبناء بلدهم بدلاً من الأفكار العدائية والتخطيط ليل نهار في كيفية سرقة ونهب ثروات الغير،
ولقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام خياركم خياركم لأهله.
وبحسب تصريحات أدلى بها عضو المجلس الرئاسي نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء فرج سالمين البحسني توحي بأن الرجل قد ضاق ذرعاً بوضع اليمنيين الشاردين إلى الجنوب وإطالة أمد الأزمة في بلادهم على حساب الجنوب حيث قال : لايمكن أن يبقى الجنوب رهين غياب استقرار الشمال القابع تحت سيطرة جماعة طائفية صغيرة، وستكون المسؤولية كبرى على الأخوة في الشمال للتخلص من تلك الميليشيات ومن سلاحها، وكجنوبيين سوف نكون مساندين لأي دور للتخلص من هذا السلاح، لكن المسؤولية الكبرى سوف تقع على الأخوة في الشمال بشكل أكبر ؛ لأننا كجنوبيين أمامنا خطوات مهمة قادمة أخرى للتخلص من آثار الحرب في الجنوب ووضع إطار للاستقرار وتطبيع الأوضاع وكل سوف يتحمل مسؤوليته ، وأضاف أصبحت قضية الجنوب ليست مطلب الجنوبيين لوضع حل لها ، وإنما أيضاً مطلب يخص أبناء الشمال والمحيطين العربي والإقليمي.

وللخوض في موضوع بحثنا التقت «سمانيوز» عددا من الكوادر وطرحت عليهم هذه الأسئلة :

متى يقتنع اليمنيون أن الجنوب ليس يمنيا ولا ملاذهم ولا ملكا لهم؟
متى يستوعب اليمنيون رسائل الجنوب السياسية المتتالية ويحتكمون إلى لغة العقل بعيداً عن لغة السرقة والسلاح؟
لماذا لايستوعب اليمنيون المتغيرات الحاصلة ويرتضون بما بين أيديهم؟
متى يستوعب اليمنيون أن الجنوب ليس يمنيا وأنه قد شب عن طوق فتاح والعليمي؟
لماذا القوى اليمنية الفاعلة تتشبث بالوحدة وتتجاهل رسائل شعب الجنوب الميدانية؟
كما خرجت بالحصيلة أدناه :

سقطت الوحدة في وحل دولة القبيلة والعسكر وشيوخ التكفير فماتت :

كانت البداية مع القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ القدير هشام الجاروني الذي بادرنا بالسلام والشكر على الاستضافة وهنأ شعب الجنوب بنجاح اللقاء التشاوري.
وأضاف : أما بخصوص متى يقتنع اليمنيون بأننا لسنا منهم علينا أن نتفق أولاً أن بعض الحضارات العربية الجنوبية هي أقدم من الحضارات اليمنية بكثيير ، فتاريخ بعض الحضارات العربية الجنوبية ذكرت قبل 4 آلاف سنة وجميع تلك الحضارات لم يذكر فيها اسم اليمن نهائياً ، بل أن أول ذكر لليمن كانت لمملكة صغيرة تابعة لمملكة سبأ تدعى يمنات ولم يكن هناك أي ذكر لليمن قبل ذلك وخصوصاً في الجنوب وانتهى الاسم هذا بعد زوال مملكة سبأ ولم يظهر اسم اليمن إلا باعتباره اتجاها جغرافيا للمناطق التي تقع يمين الكعبة وهي تشمل أجزاء كبيرة حتى عمان ، فاليمن ليست نسب أو دولة تملك حدود سياسية وأول تسمية لدولة بمسماها كانت في عشرينيات القرن الماضي فقط فاليمن إقليم مثلها مثل الشام أو البلقان أو المغرب العربي إقليم طول عمره كان يشمل أكثر من دولة لهذا التمسك بالرواية التاريخية فية الكثير من المغالطات حتى عندما بعث الرسول ولاته لليمن بعث بثلاثة ، للجند (اليمن) وبعث بوالي لعدن أبين ووالي لحضرموت وفي الرواية عندما نتحدث عن والي اليمن فنحن نتحدث عن معاد بن جبل فقط ولانتحدث عن الولاة الآخرين.
للأسف حديث اليمنيين عن يمننة الجنوب تشوبه الكثير من المغالطات التاريخية ، فهم لايتمسكون بوحدة الأرض والإنسان بل يتحدثون بلغة مصالحهم في نهب ثروات وخيرات الجنوب لقد أسرفوا في نهبهم وسرقتهم بدلاً من الحفاظ على اللحمة الوطنية التي سفك دمها منذ العام الأول بمقتل أكثر من 60 شخصية جنوبية بسلاح إرهابهم وتكفيرهم لنا منذ اليوم الأول إلى أن وصلت ذروة العملية التكفيرية بالحرب المدمرة في عام 1994 عندها وصلت همجية نظام صنعاء إلى ذروتها ، فتم تدمير الجنوب وإقصاء أبنائه وسرقة ثرواته فسقطت الوحدة في وحل دولة القبيلة والعسكر وشيوخ التكفير ، فماتت في ضمائرهم قبل أن تموت في قلوبنا وندفنها بلا صلاة جنازة بعد أن تأكد لنا أن لاوحدة بين شعبين مختلفين بكل شيء العادات والتقاليد والقيم والسلوك الإنساني لقد كنا مختلفين وأرادوا لنا أن نكون أعداء وهكذا صرنا فبعد دورات الدم المستمرة منذ 30عاما وأكثر عن أي وحدة يتحدثون.
وتابع الأستاذ الجاروني قائلاً : نحن في الجنوب العربي أدخلت علينا اليمننة بعهد الرفاق وأخص بالذكر رجالات فتاح الذي احتويناهم ليكونوا جزء منا ولكنهم أبو إلا أن يجرونا لمربع اليمننة وهانحن ندفع ثمن ذلك التساهل والشعارات القومية الذي أثبتت الأيام أن الشعارات لاتبني أوطان ، من أجمل ماقرأت كنا دولتين وشعبا واحدا صرنا دولة وشعبين متناحرين لذلك على أبناء اليمنية أن يعيدوا قراءة الواقع قراءة متأنية عقلانية تحفظ مصالح الشعبين فدورات الدم يدفع ثمنها البسطاء لكن المستفيد منها فقط هم شيوخ القبائل ودولة العسكر وشيوخ التكفير والإرهاب شيوخ السلطة.
وختم قائلاً : نحن في الجنوب قد حددنا خيارنا ومن تبقى وهم قلة قليلة فهم اما متخندقين خلف مصالحها السياسية والخاصة واما نكاية بأطراف جنوبية على طريقة (نيرون) عليا وعلى أعدائي في مسرحية تراجيدية هزلية هم أول من سيدفع ثمنها فمن يريد إعادتنا لباب اليمن اليوم هم من سقطوا بوحل العمالة لمشروع أصحابه يدوسون عليه.

أصبحنا قاب قوسين أو أدنى :

من جهته الناشط السياسي عبد الله عبد الرحمن الدافعي قال : يتوجب على اليمن التصالح مع نفسه أسوة بالجنوب لتسهيل مساعي إنهاء الحرب وإقامة سلام مستدام بالمنطقة كون الهروب إلى الجنوب ليس حلا ، لن تدوم الجنوب طويلاً لهؤلاء الشاردين من اليمن ، وقد يكون الهروب مجرد حل مؤقت ، ولكن ليس أبديا إلى ما لانهاية بحسب ما يفعله الأشقاء اليمنيون في الجنوب في الوقت الراهن، واعتقد أن مسألة وجودهم باتت محسومة وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من استعادة الدولة وسوف يتغير كل شيء قريبا.

ماذا نتوقع من أصحاب سوابق في الماضي والحاضر :

من جهته الأستاذ القدير علي محمد العميسي الكازمي أعاد الذاكرة إلى الخلف ليبحث في ملفات ماضي الأشقاء اليمنيين وقال ساخراً : ماذا تتوقع من أصحاب سوابق في الماضي والحاضر.
وأردف : إن عقلية الحكم في الهضبة الزيدية في الجمهورية العربية اليمنية قامت على سفك الدماء والسبب يعود إلى موروث تاريخي أتى من سجون مملكة فارس بإيران من التاريخ القديم عندما ذهب سيف بن ذي يزن لطلب العون من ملك فارس لمساعدته على إخراج المحتل الحبشي من أرض اليمن صنعاء ، حيث كانت مملكة فارس هي الأقوى في ذلك الزمان وقوبل طلبه في البداية بالرفض ولكن بعض مستشاري ملك فارس أشاروا عليه بإخراج المجرمين والمحكومين إعدام وغيرهم من السفاحين والمهربين .. الخ، وإمداد سيف بن ذي يزن بهم على أنهم مقاتلون وبالفعل ضرب ملك فارس عصفورين بحجر حيث تخلص من عبئ كبير كان جاثما على المملكة ونجح بالتمدد عبر أولئك المجرمين إلى صنعاء ونجح في السيطرة على خاصرة العرب الجنوبية ، حيث أمد سيف بن ذي يزن بسبع سفن ممتلئة بالمذكورين آنفاً ، ونجح في تحرير صنعاء من الأحباش ولكن سرعان ما أنقلب ضد سيف بن ذي يزن وباتت البلد تحت الهيمنة الفارسية، وكأنما يعيد التاريخ نفسه ، اليوم نفس السيناريو يجدد نفسه بعقلية حديثة أكثر أطماعا لتمدد أكبر ليكون الجنوب هو ساحة صراع احتلال ذات جينات تاريخية قامت على البطش وفرض مشاريع استعمارية على الشعوب.

شعب اليمن أدمن الفيد والابتزاز وظلم الآخرين :

وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ القدير فيصل النجار مسك ختام استطلاعنا حيث قال : مستحيل يقتنع اليمنيون بأن الجنوب ليس يمنيا فهم شعب الحيّل والكذب وخططوا منذ مدة طويلة ليمننة الجنوب ، ورسموا مشروع الوحدة لاصطياد الجنوب فقط وعلى الرغم من الرسائل الجنوبية السياسية المتتالية لأهل اليمن إلا أنهم لم يستوعبوها وكانت قبل الوحدة مواجهات وحروب وبعد الوحدة مواجهات وحروب إلى اليوم وهذا دليل قاطع على التنافر بيينا ودليل بُعد الجنوب وعدم انتمائه إلى اليمن. وأردف قائلاً : الحقيقة أن شعب اليمن أدمن الفيد والابتزاز وظلم الآخرين ، ونهب ممتلكات الغير اتوا إلى الوحدة لينهبوا خيرات الجنوب وليس ليتعايشوا معه ونراهم لايستوعبوا المتغيرات السياسية ولا تضحيات شعب الجنوب في سبيل الخلاص منهم ولم يرتضوا بإرادة وقرار شعب الجنوب على فك الارتباط ، وهؤلاء لاتنفع معهم إلا لغة المواجهة وطردهم بقوة القرار والدفاع عن أرض الجنوب.
وتابع قائلاً : كما أكدنا أن اليمنيين لن يستوعبوا حقيقة أن الجنوب ليس يمنيا إلا بخطوات جنوبية صادقة نحو استكمال تحرير ماتبقى من أرض محتلة وطرد جحافل القوات الغازية في حضرموت والمهرة ومكيراس هنا فقط بعد تحرير كامل التراب الجنوبي وحمايته سيعترف اليمنيون أن الجنوب أرضا عربية مستقلة وماهي إلا إجراءات يكملها الجنوبيون نحو تحقيق الهدف المنشود استعادة الدولة ونيل الاستقلال وهذا قد بدأ العمل بموجبه وقد شب الجنوب عن الطوق حين حقق إعلان الميثاق السياسي الوطني الجنوبي يوم الـ 8 من مايو 2023م ، وانتهت أحلامهم الفتاحية أو العليمية المتشبثة بحقوقنا طمعاً وعدواناً.
وختم الأستاذ فيصل قائلاً : إن تشبث القوى اليمنية الفاعلة هي محاولات يائسة وتصرف غير أخلاقي أن تطمع تلك القوى بما ليس لها فيه حق وأصبحت القضية الجنوبية واضحة ومقروءة للإقليم وللعالم وأن القوى اليمنية تحاول النيل من القضية الجنوبية لاستعادة هيمنتها على أرض الجنوب والثروة والموقع العام ، ولكن هيهات بعد اليوم أن تحلم مهما حاولت تلك القوى خاصة وقد أتفق الجنوبيون على هدف واحد وميثاق وطني واحد وغداً سنرى جيشاً وأمناً جنوبياً واحداً تؤيده كل القوى الجنوبية بالداخل والخارج عندها ينتهى شهر عسل القوى اليمنية الطامعة بالجنوب ونبارك لقيادتنا وشعبنا هذا الإنجاز العظيم الذي تحقق مؤخراً بإنجاز الميثاق الوطني الجنوبي.

زر الذهاب إلى الأعلى