سيطرة تامة على المناصب السيادية ومواقع صنع القرار..«قيادات يمنية مارقة» بوابة عبور الحوثي إلى أرض الجنوب.

كريترنيوز/استطلاع/عبدالله قردع
يمسك الأشقاء اليمنيون (د/ رشاد العليمي ومعين عبد الملك والبركاني) بزمام الأمور السيادية في الجنوب، وباتت تحركاتهم
مرصودة تحت مجهر الشعب الجنوبي ، وازداد حولهم اللغط والشكوك
مع هرولة العملة المحلية ومارافقها من انهيار اقتصادي كارثي وارتفاع جنوبي في الأسعار وتدني مستوى الخدمات وفقدان راتب الموظف الحكومي الشهري أكثر من 80% من قيمته الشرائية وبات لايساوي قيمة كيس دقيق، واستمرار إغلاق الموانئ الجنوبية وانخفاض الإيرادات وشحة العملة الصعبة الأجنبية والقائمة تطول.
وتساءل بعض الجنوبيين لماذا المعاناة آنفة الذكر تفتك بالجنوب فقط مع أن الأزمة كما يقولون (واحدة) ولماذا تفاقمت في ظل قيادة الأشقاء اليمنيين آنفين الذكر للجنوب؟ وهل يتألم رئيس الوزراء معين عبد الملك من ألم الجنوبيين أم أن أمرهم لايعنيه كونه مجرد نازح ولايربطه شيء بالجنوب لا أرض ولا قرية ولا قبيلة، وهل باتت حكومة معين عبد الملك بوابة الحوثي لاستنزاف وإنهاك الجنوب كونها السلطة التنفيذية المرتبط المباشر بحياة المواطن، حيث لم يلمس المواطن الجنوبي منها أي حرص أو جهد صادق لتحسين العملة والاقتصاد والخدمات ولا للحفاظ على الثروة أو تشغيل الموانئ أو تفعيل جميع مصادر الإيرادات لينعم المواطن الجنوبي بخيرات بلاده، بل رضوخ وتنازلات لامحدودة للحوثي انعكست سلباً على اقتصاد الجنوب ويراها البعض مجرد سياسة إفقار تمارسها حكومة معين عبد الملك ضد شعب الجنوب ، بهدف إذلاله وتركيعه حتى يرفع الراية البيضاء ويتنازل عن مطالبه باستعادة دولته الجنوبية.
فيما يرى آخرون أن سبب الانهيار الاقتصادي المتسارع في الجنوب هو خضوع واستسلام المجلس الرئاسي والحكومة لتهديدات الحوثي وأن القيادات اليمنية الممسكة بالمناصب السيادية في الجنوب باتت مجرد بوابة عبور للحوثي لاستنزاف وإنهاك الجنوب؟
وفي المقابل طالب آخرون بتسليم المناصب السيادية للجنوبيين كونهم من وإلى شعب الجنوب وأنهم ينتمون للأرض الجنوبية وهم الأجدر والأقرب إلى الشعب والأرض الجنوبية والقادرون على إدارة بلدهم بالشكل الصحيح، وأن أهل مكة أدرى بشعابها.
وللاطلاع على تفاصيل أكثر أجرت صحيفة «سمانيوز» استطلاع رأي التقت خلاله عددا من الكوادر الجنوبية وطرحت عليهم الفقرة والأسئلة أدناه.
الحوثي يخنق الجنوب عبر الحكومة والرئاسي :
لماذا الأمور السيادية في الجنوب ليست بأيدي الجنوبيين؟
وهل يمارس المجلس الرئاسي والحكومة سياسة الاستسلام والرضوخ المتعمد لتهديدات الحوثي بهدف إنهاك اقتصاد الجنوب لإثارة شعب الجنوب ضد الانتقالي الجنوبي؟ وما سر سكوت الجنوبيين الشركاء في الرئاسي والحكومة؟ ولماذا لايتم التعامل بالمثل؟ لماذا لايتم إغلاق ميناء الحديدة رداً على إغلاق موانئ الجنوب؟ ما الحاصل بالضبط؟ لماذا لا يتحرك الجنوبيون لماذا لا يوجهون رسائل تهديد مماثله ويمنعون السفن من دخول ميناء الحديدة؟
وخرجت بالآتي ..
مسألة وقت لاغير :
وكانت البداية مع القيادي في الحراك السلمي الجنوبي الشيخ سالم منصور الجرادي الذي قال : كل الدلائل تشير إلى أن القيادات اليمنية سواء الممسكة بالرئاسي أو الحكومة أصبحت مجرد بوابة عبور لمليشيات الحوثي لحصار ولاستنزاف ولإنهاك الجنوب ولتنفيذ سياسات خبيثة ضد شعب الجنوب لإرغامه على الخضوع والتنازل عن مطالبه السياسية المتمثلة باستعادة دولته الجنوبية والقبول بأي تسويات تضمن بقاء اليمن موحدا وتضمن لاؤلئك اليمنيين الشاردين موطئ قدم أو إقامة دائمة في الجنوب إن صح التعبير ، ولكن طموحاتهم تلك لن تتحقق وستفشل كل مخططاتهم المتخادمة مع الحوثي الموجهة ضد الجنوب، وقريبا سيولونا الأدبار شاردين ، وتعود الجنوب كاملة السيادة لأهلها، وستنجلي معاناة الجنوبيين الاقتصادية والخدمية إلى الأبد، وإنما هي مسألة وقت لاغير.
حلقة متواصلة من العداوة ضد الجنوبيين :
من جهته القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ علي الجوهري تحدث إلينا قائلاً : هذا هو واقعنا ليس منذ حكومة المناصفة ، بل أيضا من قبل ذلك واستمر إلى هذه اللحظة وهي حلقة متواصلة من العداوة اليمنية ضد الجنوبيين، وأؤكد أن الأشقاء اليمنيين لن يتركوا المناصب السيادية حتى يتمكنوا من معاقبة وتركيع الشعب الجنوبي،
وما زاد الطين بلة هو رضوخ الحكومة والمجلس الرئاسي للحوثة وتقديم تنازلات على حساب الجنوب مع ثقتي أن القيادات الجنوبية سواء الموجودة في الرئاسي أو الحكومة غير راضين عن الوضع الراهن وعن ما يعانيه شعبهم الجنوبي من سياسة إفقار وانهيار للعملة المحلية وللاقتصاد وتدني مستوى الخدمات بكافة أشكالها ، ولكن المرحلة معقدة وتحتاج مرونة ونفس طويل.
لا وجود للرئاسي في التسويات القادمة :
وتحدث إلينا الكاتب الصحفي الأستاذ صالح علي الدويل قائلاً : لا ينال السيادة أي بلد إلا إذا نال استقلاله ووضع الجنوب مازال ضمن كيان اسمه الجمهورية اليمنية
والمجلس الرئاسي أنشأه التحالف العربي بعد أن وصل إلى قناعات استراتيحية بأن الحوثي أمر واقع غير قابل للزوال ويعلمون أنهم أول ضحية سياسية في التسوية القادمة التي ستتعامل مع الوقائع على الأرض الحوثي في الشمال والانتقالي في الجنوب ، بينما الرئاسي “صفر” من الوقائع على الأرض فلن يكون له محل لا في الشمال ولا في الجنوب، كما أن افتقاده للرؤية وحقد أعضائه اليمنيين على الجنوب جعله يمارس إنهاكا اقتصاديا ضد الجنوب علما أن الجنوب غير مستقل اقتصاديا بل لايزال جزء من اقتصاد “الجمهورية اليمنية” وسكوت الجنوبيين الشركاء في الرئاسي والحكومة من باب “مكره أخاك لا بطل” ، فالتحالف حتى الآن هو صاحب “ولاية الحرب” والخروج على استراتيجيته مهما كانت مؤلمة ليس لصالح الجنوب استراتيجيا والشماليون يعرفون ذلك ومتخادمون مع بعضهم، ويريدون الجنوب يخرج عن إطار الشرعية ليحاربوه بها، فإذا خرج فإنه يصبح مكشوفا وسيعود إلى المربعات الأولى ، أما مطالبة الجنوبيين بإغلاق الموانئ وخاصة الحديدة أو غيرها فهو إسراف في تقدير القوة ، فالجنوب في حالة حرب متعلقة بقرارات دولية والجنوبيون طرف محلي لم ينال السيادة أو بعضها في الجنوب ولن يكون منطقيا مطالبته بإغلاق ميناء الحديدة رداً على إغلاق موانئ الجنوب.
وختم قائلاً : الجنوبيون يتحركون وحركتهم سياسية وعسكرية على اكثر من صعيد لكن التراكم السياسي يكون بطيئا ، وبعضه غير منظور حتى لمحلل المشهد سياسياً وإعلامياً.
يتعرض الجنوب لحقد مبطن ليس وليد الساعة :
كما أدلى بدلوه الكاتب الصحفي الأستاذ مقبل محمد القميشي حيث قال : يتعرض الجنوب لحقد مبطن من قبل الحوثي ليس بسبب الحكومة أو المجلس الرئاسي كما يعتقد البعض ولكن هذا الحقد والعداوة مبيتة ضد الجنوب والجنوبيين منذ زمن طويل،
حتى منذ حكم عفاش رغم اختلاف الأدوات المتعاقبة ، وأزدادت تلك العداوة اليوم وتم تضييق الخناق على التصدير من قبل الحوثي بسبب وجود الرئاسي والحكومة كذريعة غير مقنعة للجنوبيين، وتابع قائلاً :
الرئاسي والحكومة والانتقالي كلهم في الهوى سوى ليس بيدهم شيء فقط زوبعة في فنجان وهم فعلاً لو عرض عليهم الاستسلام من قبل التحالف بأي طريقة كانت فربما لن يرفضوه نتيجة لعجزهم تجاه القضايا الوطنية الهامة،
فالاقتصاد منهك قبل تهديد الحوثي ، ولو كان في حكومة ومجلس رئاسي يتمتع بقرار مستقل وله أهمية لدى دول التحالف والدول الأخرى ، فالتصدير سيستمر ولن يتوقف وذلك عن طريق حماية دفاعية حتى دولية إن أرادوا ذلك.
وأردف ؛ أما بالنسبة لإثارة الجنوبيين ضد الانتقالي ، فذلك لن يحصل على الأقل في الوقت الحاضر ليس حبا في الانتقالي ، ولكن الشعب منهك جراء المعاناة التي يتعرض لها بسب عدم وجود الخدمات الأساسية وزيادة الأسعار وكثرة الإتاوات،
أما قضية لماذا لم يعاملوا الحوثي بالمثل في منع الداخل والخارج في الموانئ المسيطر عليها الحوثي فالحقيقة أن فاقد الشي لا يعطيه التحالف والانتقالي والشرعية مجتمعين لايقدر أحد منهم معاملة الحوثي بالمثل ولا يقدروا أن يغلقوا حتى منفذ واحد ، وقد أثبتت الأيام ذلك مابالك عن ميناء الحديدة التي تأتيه عشرات السفن يومياً أمام مرأى ومسمع الجميع، وحتى مطار صنعاء حركة الطيران لن تتوقف فيه ، أما الهنجمة والتهديد ضد الحوثي مستمرة ، ولكن كل ذلك كذب والدليل أن الحوثي لم يعول ولم يعير تلك التهديدات أي اهتمام.
شعب الجنوب يدرك مخططات الزيود منذ عقود :
كما تحدث إلينا القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ فيصل النجار قائلاً : أقول إن هذه حقيقة واضحة الدلائل وليس بخافية على الداخل والخارج وشعبنا يدرك مخططات الزيود منذ عقود ندرك بأن الجنوب مازال في خطر ومهدد من تخادم الثنائي الزيدي الوحدوي الحاقد طمعاً في الجنوب فخلال الثمان السنوات الأخيرة عانى الجنوب حصارا اقتصاديا خانقا وتآمرا سياسيا مكثفا وهجوما عسكريا مستمرا ويعلم القاصي والداني بأن الجنوب اليوم يعيش بين سندان الحوثي ومطرقة الشرعية اليمنية وأثبتت المرحلة والأحداث حجم تخادمهم مع بعض لعرقلة المشروع الجنوبي وكيف يتقاسمون توزيع الأدوار بالضغط على الجنوب اقتصاديا وأمنيا تارة بسلاح الخدمات الضرورية والمرتبات وانهيار العملة والنازحين ، وتارة بقصف الموانئ والمناطق الاقتصادية وشريان الحياة المالي النفطي للجنوب من قبل الحوثي كما حصل لميناء النشيمة وتهديده المتواصل بقصف الموانئ والمنشآت الحيوية ، حتى أنهم اتفقوا أن تظل الإجراءات السيادية المؤثرة بعيدة عن أيادي الجنوبيبن،
وكل هذا بان واضحا من ممارسة القيادات اليمنية الممسكة بالمجلس الرئاسي وبالحكومة لسياسة الاستسلام والرضوخ المتعمد لتهديدات الحوثي ، بهدف إنهاك الاقتصاد الجنوبي ومحاربة وتجويع الشعب الجنوبي وقطع الخدمات عنه وغيرها من الأساليب الخبيثة لإثارته ضد الانتقالي الجنوبي ، وكذا خلق حالة من الاحتقان والفوضى والانقسامات بالشارع الجنوبي لتعطيل وضرب ماحققه المجلس الانتقالي من نجاحات وإنجازات داخلية وخارجية.
لماذا لايسعى الانتقالي لإحداث توازن عسكري على الأرض :
وتابع الأستاذ فيصل حديثه وبه نختم استطلاعنا قائلاً : من المؤسف كجنوبيين أننا لم نر في المقابل من ناحية المجلس الانتقالي الجنوبي أي رد بالمثل على صلف الحوثي وتهديداته ولماذا لا يسعى الانتقالي الجنوبي إلى تحقيق توازن القوى العسكرية أمام تسليح الحوثي الذي يمتلك سلاح المسيرات الفعال ، حيث لايوجد مثيل لها لدى القوات الجنوبية للرد بالمثل على أي تهديدات حوثية ضد المصالح الاقتصادية الجنوبية وننصح القيادة الجنوبية بأهمية إحداث توازن القوى العسكرية وأنه من حق القوات الجنوبية امتلاك الطيران المسيّر لأغراض الاستطلاع والهجوم والرد لإسكات مصادر النيران عند الضرورة وهذا حق مشروع للجنوب بأن يحمي مصالحه وأراضيه في أي زمان ومكان وبُعد استراتيجي وننتظر بفارغ الصبر أن يصبح ميناء الحديدة تحت رحمة مسيّراتنا العسكرية الجنوبية والبادي أظلم.