استطلاعات

أبناء الجنوب ينتزعون فرحة العيد من تحت مطارق التجويع والأزمات اليمنية المفتعلة ..

استطلاع / كريترنيوز / عبدالله قردع

تتعرض الجنوب لحملة اقتصادية ممنهجة شرسة تستهدف إفقار وإنهاك المواطن لإرغامه على القبول بأدنى الحلول والتسويات الحقوقية على حساب قضيته السياسية المشروعة، وحذر مراقبون من أن سكوت المجلس الانتقالي الجنوبي على استمرار هكذا وضع يضعه في ورطة أمام شعب الجنوب الذي فوضه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبكافة مناحي الحياة المرتبطة بحياته، مطالبين إياه باتخاذ إجراءات عملية سريعة تحدث تغييرا إيجابيا فعليا على الأرض يلتمسه المواطن ويستبشر به وليس مجرد قرارات على الطاولة لا تتعدى عتبات المكاتب تذهب أدراج الرياح، وبالعودة إلى موضوع تقريرنا المتعلق باستقبال عيد الأضحى المبارك وتبعاته من أضحية وكسوة ومكسرات ونعانع وزينة وهدايا وإنارة شوارع وشعائر دينية وعادات وتقاليد وموروث اجتماعي رائع تتناقله الأجيال وسعادة وفرحة تملأ كل بيت جنوبي رغم ماتخفيه بعض الأسر من هموم وديون متراكمة ، أجرت صحيفة «سمانيوز» استطلاعا ميدانيا التقت خلاله عددا من المواطنين بالعاصمة عدن التمست من خلالهم تكافل وعزيمة وقوة وإصرار اسطوري يقهر الأزمات ويرد كيد المتآمرين على الجنوب إلى نحورهم وتفاوتت الآراء بين مستبشر بقدوم عيد الأضحى وغير مبال وبين مشتكي يبحث عن حلول تضع حدا نهائيا أو جزئيا أو تدريجيا للأزمات الخانقة الجاثمة على أغلب الأسر الجنوبية، فيما يرى البعض أن عيد الأضحى وتبعاته يشكلان أعباء إضافية وكابوسا يؤرق أرباب الأسر في محافظات الجنوب إلى جانب حرب الخدمات المفتعلة وانهيار العملة وتبعاتها من غلاء فاحش للأسعار يسلبان فرحة العيد على بعض الأسر الجنوبية. 

مضاعفة أسعار الأضاحي والملابس مع اقتراب العيد : 

شكى المواطن أبو عماد العولقي من ارتفاع جنوني في أسعار الملابس والأضاحي مع اقتراب عيد الأضحى وقال : راتبي 70 ألف ريال ولا أدري أين أضعه، حيث تتضاعف التكاليف مع قدوم العيد وتتضاعف معه الأسعار حيث تجاوزت قيمة الأضحية الواحدة 120 الف ريال يمني،  ولقد دخلت في هكبة ولكن دورنا سيأتي عقب العيد وسوف نضطر إلى استلاف مبلغ مالي نمشي به حالنا وربنا بايصلح الشأن، والحمد لله أننا نعيش وسط مجتمع أخوي متآزر متكافل والجار يعطف على جاره ونتقاسم لقمة العيش ونتشارك في شراء الأضحية 3 أشخاص في الأضحية الواحدة والأمور طيبة، أهم شيء هو أن نرضي ربنا ، ونحتفل بالشعيرة المقدسة والمفروضة علينا. 

معاناة المواطنين في عدن تتصاعد بسبب انهيار العملة وارتفاع الأسعار : 

من جهته الأخ عبد السلام الكندي قال : يستعد المواطنون في العاصمة عدن  لاستقبال عيد الأضحى المبارك في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة متمثلة في ارتفاع أسعار الأضاحي وانهيار العملة المحلية حيث يشهد سوق الأضاحي في عدن هذا العام تضاعفاً في الأسعار بسبب الظروف الاقتصادية السيئة ، ويجد الكثير من المواطنين صعوبة في تأمين متطلبات العيد بالإضافة إلى ما تعانيه المدينة منذ سنوات من تدهور الخدمات والبنية التحتية بسبب الصراع المستمر وتداعيات الأزمة الاقتصادية. وأوضح الكندي أن أسعار الأضاحي في الأسواق المحلية تراوحت بين 120,000 و 300,000 ريال يمني (100 – 300 دولار أمريكي)، مما يمثل عبئاً مالياً كبيراً على كاهل المواطن الجنوبي الذي يعاني من انخفاض معدلات الدخل وندرة فرص العمل، وأردف : لقد تزامن ذلك مع استمرار انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث وصل سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي إلى مستويات قياسية من الانخفاض مما يؤثر سلباً على قدرة المواطنين على شراء الضروريات اليومية. 

وختم الكندي حديثه قائلاً : تتزايد المخاوف من أن يؤدي هذا الوضع إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وانعكاسه على معيشة المواطنين، خاصة مع تضاعف أعداد النازحين من المناطق الشمالية على مدى السنوات الماضية، ويأمل المواطنون في عدن أن تتحسن الأوضاع في المستقبل القريب ، وأن يتمكنوا من الاحتفال بعيد الأضحى بسعادة وأمان. 

رغم الجراح المثخنة إلا أن الجميع مصرون على الاحتفال بالعيد : 

المواطن مهدي عوض أبو أصيل قال : رغم أن المواطن مثخن بالجراح التي تتضاعف كل عام وازدادت وطأتها مع تولي المدعو معين عبد الملك منصب رئاسة الوزراء في الجنوب إلا أن الجميع مصرون على الاحتفال بالعيد على الوجه الذي يحبه ربنا، وإظهار الفرحة في كل بيت وحارة وشارع، وأضاف” لانعلم ما سر قبول الجنوبيين بوافد يمني يحكم الجنوب ويعكر صفو حياتنا، متسائلا : هل الجنوب خالية من الكوادر حتى يتم الاستعانة بوجوه يمنية مشبوهة.

 وختم قائلاً : لن تمنعنا أزماتهم المفتعلة من الاحتفال بشعيرة الله المقدسة وسنقدم أفضل ما لدينا لإرضاء ربنا وكلنا ثقة من أن ربنا سوف يفرج الكربات ويغير الحال إلى الأحسن . 

زينة وإنارة شوارع وموروث رائع : 

من جهتها المواطنة أم محمد قالت : تنفرد العاصمة عدن عن غيرها من محافظات الجنوب بأجواء عيدية مميزة تتزين شوارعها بالإنارات الملونة وموروث رائع، فعقب أداء صلاة العيد يتبادل الأهل الزيارات والهدايا ويوزعون العيدية على الأطفال، كما يتم توزيع لحمة العيد على المنازل دون استثناء، فالجميع ولله الحمد يأكلون اللحم خلال أيام العيد الثلاثة، وتغمر الجميع الفرحة والسعادة ويتجمع الأطفال بملابسهم الجديدة والفرحة تغمر وجوههم البريئة ويتجولون على جواري الجمال في شوارع المدينة ، وتذهب بعض الأسر إلى الملاهي وإلى زيارة الأماكن السياحية كما تشتهر العاصمة عدن بطباخة أشهى الماكولات وألذ الحلويات العدنية والهندية الشهيرة المتعددة الأصناف كالزربيان والصيادية والسوسي والشكشوكة وغيرها من المأكولات، كما يتزاحم الأهالي على محلات بيع الحلويات، كما تضاعف الأجهزة الأمنية الجنوبية من دورها في تهيئة الظروف الإيجابية ونشر الطمأنينة بأوساط الأسر، حيث تستغل العصابات الوافدة من النازحين اليمنيين من فئة المهمشين والمهاجرين الأفارقة وتنتشر في الأسواق وتتحول إلى ذئاب منفردة وجماعية ، ولكن الأجهزة الأمنية الجنوبية واقفة لهم بالمرصاد، وأتوقع أن تغمر الفرحة الجميع دون استثناء. 

الخير قادم بإذن الله على أيدي رجال المجلس الانتقالي الجنوبي : 

وكان المواطن صالح حيدرة مسك ختام استطلاعنا حيث كانت أفكاره يشوبها الحذر والاستبشار بقدوم الخير على أيدي رجال المجلس الانتقالي الجنوبي، قائلاً : الحمد لله على كل حال ، هذه شعيرة ربنا ويفترض علينا الاحتفال بها على حسب القدرات المتاحة ، فالله لايكلف نفسا إلا وسعها، وفي ذات الوقت لاينبغي السكوت على الوضع الحالي من انهيار اقتصادي وخدماتي متسارع  فالقادم لايبشر بخير في ظل استمرار السكوت وينبغي على قيادتنا الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي سرعة التحرك ، وفرض أمر واقع لإنقاذ مايمكن إنقاذه ولا أخفي تفاؤلي واستبشاري بقدوم الخير والفرج من الله على أيدي قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ، وبإذن الله سيأتينا الفرج قريبا.

زر الذهاب إلى الأعلى