موسم العودة للمدارس .. آباء وأمهات تحت رحمة الغلاء لكل مستلزمات الدراسة

كريترنيوز / استطلاع / دنيا حسين فرحان
انطلق العام الدراسي الجديد خلال الأيام الماضية بعد توقف وانطلقت معه أحلام وطموحات الطلاب والطالبات بعام يحمل الأمل في تغيير القادم والوضع الحاصل.
الطلاب والطالبات يستقبلون العام الدراسي كالعادة بمعدات مدرسية متكاملة ، ويدخلون الفصول الدراسية بالزي المدرسي ويبقون في الحصص من أجل طلب العلم ومواصلة ، مشوارهم الدراسي الصعب في ظل الظروف الراهنة.
ولكن دائما هناك منغصات تفسد الأجواء الجميلة ، ومنها الغلاء والوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به المواطنون وهي من تكدر حياتهم ، فالمدارس لها متطلباتها ولها مستلزماتها التي يجب على كل أسرة أن توفيها لأبنائها وبناتها ، ولكن في عدن أصبح كل شيء صعب وهناك من يحرم أولاده من المدرسة بسبب عدم قدرته على توفير احتياجاتها.
أدوات مدرسية بأسعار مضاعفة في الأسواق :
عندما تذهب إلى السوق هذه الأيام لشراء المستلزمات المدرسية تجد أن الأسعار مضاعفة وغلاء فاحش يفوق كل التوقعات ، فالكتب والدفاتر والأدوات والحقائب والزي المدرسي قد يصل شراؤه للطالب الواحد لما يقارب 100 ألف ريال يمني فكيف سيكون الحال لو كان في الأسرة أكثر من طالب وطالبة ، ودخل الأب والأم محدود أو باليومي ولا يوجد لهم أي مصادر دخل أخرى كيف يمكن أن يكون وضعهم خاصة وأن العام الدراسي قد بدأ ، وهناك من ما زال يتخبط ليحصل على مبلغ من المال لشراء الاحتياجات لأبنائه كل ما يريدوه أو يضطرون لإبقاء أبنائهم وبناتهم في المنزل إلى أن يتوفر كل المطلوب أو يتوقفون عن الدراسة وهذا أبشع ما يمكن أن نصل إليه بسبب الوضع الصعب الذي يعيشه المواطنون في عدن وعموم البلاد اليوم.
دخل محدود ومتطلبات دراسية فوق قدره أولياء الأمور :
يقول لطفي أحمد مواطن يعمل في قطاع حكومي :
أصبحنا في زمن عجيب لا نستطيع أن نوفر لأبنائنا كافة متطلباتهم المدرسية يدخلون بأشياء من العام الماضي حتى نخفف من الطلبات وهناك من يبحث عن جيران أو أهل لديهم ملابس من العام الماضي أو مستلزمات حتى يأخذها وهناك من يستلف أضعاف راتبه حتى يشتري لأولاده ما يحتاجونه ، وحتى لا يشعرهم بالنقص إطلاقا.
شعور صعب على أي أب أو أم أن يعيشوا هذه المأساة ويعيش أبناؤهم هذا الوضع الصعب وهم ما زالوا في مقتبل العمر، الغلاء فاحش ولا أحد يمكنه أن يتخيل المبالغ التي تدفع من أجل توفير احتياجات ومستلزمات المدارس الحقيبة الواحدة تصل لـ 10 ألف أو أكثر غير الزي المدرسي غير الأدوات غير المواصلات التي تأخذه من المنزل للمدرسة غير المصروف الذي يحتاجه الطالب كل يوم كل هذا يتطلب منا مبلغا خياليا حتى يتسنى لنا أن نسدد كل هذا وصعب جدا علينا أن نسدده ، لأن رواتبنا ضئيلة جدا مقارنة بما نريد أن نشتريه أو نحصل عليه.
نتساءل كل يوم كيف يمكننا أن نعمل وكيف يمكننا أن نواصل مشوار الدراسة لأبنائنا وبناتنا وفي كل مرحلة تزداد المصاريف ويزداد الغلاء ونحن لا نملك سوى الراتب التي لا زيد ولا حتى يحرك ساكنا ولا توجد لدينا أي مصادر دخل أخرى ألا تعد هذه جريمة بحد ذاتها ترتكب بحق المواطنين ولا توجد أي جهة تنصفنا أو تضع حدا لهذا الغلاء؟
نتدين من أجل تقضية مصاريف المدرسة والدراسة :
تقول المواطنة سلمى علي أم وعاملة في القطاع الخاص :
ما يحصل شيء لا يطاق بكل المقاييس الموضوع خرج عن سيطرتنا خاصة فيما يتعلق بالمدرسة واحتياجات أولادنا وبناتنا كل مرحلة دراسية لها متطلبات ولها احتياجات ولها صرفيات خاصة ، فالتعليم الأساسي غير الإعدادي غير الثانوي وكلما يكبر الولد أو البنت يحتاج أكثر من دفاتر وكتب وأدوات مدرسية غير المصروف اليومي الذي يصل لمبلغ وقدره خلال الشهر ورواتبنا هي نفسها ولا تكفي لتقضيه متطلبات المنزل فكيف سيكون حالنا ولدينا أطفال في سن المدرسة.
هل نشحت أو نظل نتدين من الأهل أو الجيران والمعارف ، ومن هذه الأيام يمكن أن يسلفك والوضع صعب الكل محتاج للمال والكل يريد أن يوفر متطلباته الأساسية على الأقل فكيف نضيف لأنفسنا ضغطا جديدا وأيضا المصاريف الجديدة هذا شيء صعب جدا علينا أن نتحمله.
نتمنى فقط الرحمة من الله وأن ينظر لحالنا كمواطنين وأمهات وهناك من ليس لديها عائل أسرة أو زوجها يكون متوفيا ولا تجد من يساعدها في توفير متطلبات أطفالها من المدراس ، وتبقى في صمت أو قد تحرمهم من الذهاب للمدرسة وهذا شيء كارثي أن يحرم طالب من العلم بسبب الغلاء والوضع وصلنا لشيء مأساوي بالفعل ولا حياة لمن تنادي.
ويبقى الطلاب والطالبات على مشارف التوقف عن الدراسة في حال الوضع ازداد للأسوأ سنة بعد أخرى ، وظل الغلاء يحيط بالآباء والأمهات ولا يمنحهم أي وسيلة أو طريقة للنجاة مما وصل حال البلاد إليه في ظل سكوت مريب من قبل الجهات المعنية ومن قبل الحكومة التي لم تعد تعطي قطاع التعليم أي اهتمام بالرغم من أنه أهم قطاع وهو من يرفع الدولة أو ينزلها للأسفل.