استطلاعات

قرار محلي المعلا بمنع جلسات “القات” في الشارع الرئيسي.. قرار صائب ضد الظواهر السيئة والخادشة للذوق العام

كريتونيوز / استطلاع / حنان فضل

عندما نسلط الضوء على مديرية واحدة ليس بمعنى نخصها هي على وجه الخصوص بل امتداد للمديريات الأخرى في العاصمة عدن ، وكل مديرية تكمل الأخرى في التطوير والاستثمار والقرارات التي تأتي لمصلحة المواطن.

وعندما يصدر قرار صارم يأتي بعد ظهور سلوكيات وأشياء دخيلة لم تكن موجودة مسبقاً ، بل صارت تخدش الذوق العام أمام مرأى الجميع، والقرارات جاءت لتصحيح الصورة التي أصبحت غير لائقة إلى صورة جميلة.

بينما الظواهر في وطننا أصبحت منتشرة بين أوساط الشباب في الشوارع والمتنفسات وغيرها من الأماكن العامة.

حيث تعتبر مديرية المعلا الوجه الجمالي للعاصمة عدن وملتقى الزوار الأجانب والعرب، وفي الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة مضغ القات على الجولات والممرات في الشارع الطويل الذي تميزت به المديرية لتكون النتيجة المنظر السلبي الغير لائق بالعاصمة عدن التي عُرفت منذ القِدم بسلوكياتها الحضارية.

حيث وجه الأستاذ عبدالرحمن جاوي مدير عام مديرية المعلا قيادة شرطة المديرية بضبط المخالفين لقرار منع تناول القات في الشوارع والمتنفسات والحدائق العامة والجولات واتخاذ الإجراءات العقابية لمن يخالف ذلك.

المعلا وتاريخها العريق :

ولأنها المعلا، لابدّ أن نشير إلى تاريخها العريق التي كتب عنها المؤرخون والكتاب والمفكرين، وعن جمالها وقد شبهها الكاتب حسين سالم صالح الوحيشي أنها كالطفلة في حضن أمها العظيمة جبل شمسان الأبي :

كان في تاريخ المعلا والمراكز الخدماتية التبشيرية للخدمات الصحية المغوية ومن حوافية المعلا حافة الطليان والعسكر والأحمدي والبحتري والسواعي وشعبان وسوق الكدر. وكانت الحدائق في منطقة حافون ومصلحة الهجرة والجوازات بجانب شرطة ومطافي المعلا. وكان بالمعلا مصنع زيت بذور القطن الصليط البومباي ومصنع المعدن ومصنع البطاريات ومصنع الشراب الاستيم ومصنع العطور ومصنع الأحذية ومصنع الطلاء ومصنع المرمر. وكانت هناك خدمات السفن الحديدية بالحوض العائم والحوض الجاف ، ومن أشهر العائلات في المعلا، الوحيشي وعقبة والوزان والأحمدي وشعبان وقاسم عون وردمان.

وكان في المعلا أكبر خزانات النفط في الأرض الخالية الآن، ومطحنة الدقيق وبيوت العمال وسكن المعلا العديد من الفنانين مثل أحمد قاسم وأحمد سالم بامدهف وبن شامخ وحمودي عطيري وأنور مبارك والسكاريب والتكرير، كما كان هناك كنيسة في حافون وكانت في المعلى وكالات لوك تامس وبولرايس والسجائر والسيارات من نوع أوبل وتونس ولاندروفر، وكانت هناك أيضًا دراجات نارية يابانية من نوع هوندا،وفي المعلا ملعب كرة قدم وسينما.

المعلا تتميز بجوها اللطيف والتهوئة المعتدلة، وهي منظمة وتحتوي على الكثير من المرافق الهامة جدا ولكن العشوائية اختلطت بها.

نأمل لجميع المديريات :

تقول الدكتورة رنا علي إبراهيم السروي رئيس اللجنة الطبية للقيادة المحلية لانتقالي المنصورة :

كانت المتنفسات والحدائق العامة مكانا جميلا ونظيفا تقضي فيه الأسر أوقاتا جميلة ، وبالذات نهاية الأسبوع وفي العطل والإجازات وكلما احتاج الإنسان للجلوس وأسرته إلى مكان جميل وهادئ يذهب ويجلس للتأمل ونسيان التعب والهموم فيذهب إلى شاطئ البحر فتمد الموجه تلو الأخرى مياهها أمام ناظر المتأمل لزرقة البحر ومرور النسمة الجميلة النقية ، فيرتاح شخص كان أو اسرة، وكذلك الحال في الحدائق الجميلة ووجود الأشجار والورود الجميلة فتضفي على النفس السعادة والبهجة، هذا حال المتنفسات في عدن وكل دول العالم ، ولكن في الآونة الأخيرة انتشرت في عدن ظاهرة تناول القات في المتنفسات

ووجود جماعات من الرجال يقومون بمضغ القات والجلوس في المكان الذي يفترض أن يكون متنفسا للناس فلا تستطيع الأسر أن تاخذ راحتها في هذا المكان ناهيك عن رمي مخلفات أوراق القات والمشروبات من شراب وماء ، مما يؤدي إلى انتشار القمامات والمخلفات على الشواطئ والحدائق، وهذا السلوك غير حضاري وأيضا أدى إلى أن بعض الأسر تحرم من الخروج والجلوس في المتنفسات بسبب وجود هذه الظاهرة التي تؤدي إلى تجمع الرجال والشباب المتعاطين القات ناهيك عن من يحمل معه الشيشة ومستلزماتها ويلوث الأجواء، وكل هذا غير حضاري ولا صحي.

وأيضاً مضايقة للآخرين وكل هذه الظواهر دخيلة علينا في عدن التاريخ والحضارة وقد سمعنا أن مدير مديرية المعلا أصدر قرارا بمنع تعاطي القات في هذه الأماكن العامة والمتنفسات. ومن هذا المنبر نحيي مدير المعلا لاتخاذه هذا القرار الصائب ونأمل من جميع مدراء المديريات أن يحذو حذوه ليكافح الجميع هذه الظاهرة الغير حضارية والتي أخذت في الانتشار دون عمل حل لها من الجهات المسؤولة، متمنيين التوفيق لكل من قام بدوره تجاه المجتمع بمسؤولية.

فرص وتنفيذ القرار :

ويقول الدكتور وليد ناصر الماس،كاتب صحفي :

وصل إلى مسامعنا قرار السلطة المحلية بمديرية المعلا والمتضمن منع تعاطي القات في المرافق والأماكن العامة بالمديرية، مثل الحدائق والمتنفسات.

يعد القرار من حيث الشكل قرارا جريئا وهاما، وعملا ضروريا، للحفاظ على الوجه الجميل والحضاري للمديرية، وخطوة على الطريق الصحيح نتمنى تعميمها على بقية مديرية المحافظة (العاصمة عدن)، لما لظاهرة تعاطي القات من مضار سلبية ليست قاصرة على متعاطيه وحسب، وإنما تتصل بنقل صورة سلبية عن المدينة وأهلها أمام الزوار القادمين من خارج البلاد ومن داخلها أيضا، فعدن مدينة حضارية عريقة مشهود لها بالمدنية والتعايش والسلام الاجتماعي منذ القدم، ولها سمعة إيجابية فاقت قريناتها من مدن الجوار، ولإدخال القات وبيعه وتعاطيه نتائج سيئة، لما يجره الاتجار به من مخالفات وإشكاليات مختلفة تتكرر كل يوم، علاوة لما يتسببه تعاطي القات في الأماكن العامة من تعكير لصفو الحياة، وإقلاق سكينة الزوار والمتنزهين من مختلف الشرائح رجالا ونساء وأطفالا.

الشق الآخر المتعلق بهذا القرار يتصل بفرص وإمكانية تنفيذ القرار من عدمه، حيث يتساءل

زر الذهاب إلى الأعلى