استطلاعات

حرب «2015» .. كيف أثّرت على النساء والأطفال في العاصمة عدن والجنوب؟

كريترنيوز /استطلاع / خديجة الكاف

تعاني النساء والأطفال في العاصمة عدن والجنوب من آثار الحرب وخاصة حرب 2015 التي شنتها مليشيات الحوثي _العفاشية التي سببت للنساء والأطفال آثاراً نفسية سلبية عديدة منها القلق الشديد والخوف من الموت أو الفقدان ومشاكل النوم وما يتبعه ، ومن الممكن الدخول في حالة حزن شديدة قد تعرضهم للدخول في حالة اكتئاب، والشعور بالتعب والحزن في معظم الأحيان، أو صعوبة النوم أو تركيز الانتباه أو فقد الاهتمام أو المتعة في نشاطات اعتادوا الاستمتاع بها والشعور بالذنب تجاه الحدث؛ عدم الإحساس إلا بالمشاعر السلبية ،ولا يكونون قادرين على الشعور بالسعادة أو الرضى أو الحب.

حيث أن الحرب انتجت في أذهان الأطفال عقدا نفسية بينما كانوا يفكرون بتكوين العلاقات والألعاب التي تعطي العاطفة اصبحوا حاليا يفكرون في كيفية تفكك العلاقات نتيجة الحرب والقتل.

فهناك كثير من الناس لا تمتلك الوعي الديني وعندهم ضعيف جداً ويرون أن مستقبلهم بعد الحرب مجهولا أو بتغير أوضاعهم المادية والاجتماعية أو تعرضهم إلى فقدان أشخاص في الحروب، والتفكير الزائد بما سيحدث في الغد وعدم التوكل على الله في تسيير الأمور.
وهذا يتسبب في ظهور الاضطرابات العقلية، منها عدم القدرة على السيطرة على مشاعر الغضب ،الاكتئاب ، ضعف التركيز والتأثيرات السلبية للصدمة النفسية منها التقليل من احترام الذات.

ومن أجل تصليط الضوء على الآثار النفسية والعصبية لحرب “2015” على النساء والأطفال في عدن والجنوب بشكل عام التقت صحيفة«شقائق» عددا من الناشطات اللاتي لهن دور كبير في أسرهم ومجتمعهم واليكم الآتي :

دفعت النساء لممارسة سلوكيات مخالفة مثل التنمر :

تقول الأستاذة مروى كمال حميد وهي ناشطة مجتمعية : في الآونة الأخيرة انتشرت في أوساط المجتمع عدة سلوكيات للبعض من النساء والأطفال، وذلك بسبب ماعانوه في الحرب من قلق وخوف وتهديد للحياة والمعاناة التي حصلت لهم من فقد وتدمير وانتهاكات مما أدى إلى آثار نفسية وعصبية دفعت النساء والأطفال لفعل سلوكيات مخالفة للعادة مثل التعصب التنمر والعنف. وتشير إلى أنه أصبح العنف شيئا اعتياديا بسبب ماعانوه في الحرب أثر في حياتهم النفسية والعملية والحياتية اليومية حتى في تربية النساء لأطفالهم تلحظ هنالك اختلاف،حتى الأطفال تلحظ عليهم أشياء عديدة اختلفت. مضيفة أنها مثل اللعب تلاحظ في لعبهم ألعابهم بالمسدسات والسيوف والتهديد والتنمر وانتهاك الألعاب لبعضهم البعض أصبح شيئا عاديا التعامل بالعنف .
وتضيف أنه هناك فرق مابين الألعاب قبل الحرب كانت جميعها تدعي لتحقيق الحب والعاطفة وتكوين الأسرة من أب وأم أو من ألعاب عروس وعروسة وهذا أبسط مثال لما انتجته الحرب في ذهن الأطفال من عقد نفسية بينما كانوا يفكرون بتكوين العلاقات والألعاب التي تعطي العاطفة والذين أصبحوا يفككون العلاقات، حتى باللعب يدخلون الحرب والقتل والهرب بداعي اللعب، بل يستمتعون في ألعاب الجيم وأصبحوا يبحثون عن هذه الحرب في ألعابهم وأوقات فراغهم .

وتقول : نحن نطالب بجلسات توعية ونصح وإرشاد نفسي لجميع الأطفال في المدارس للحد من هذه الظواهر التي أصبحت متداولة وما ألفوه عند الأطفال للخوف من عواقب هذه الظاهرة التي زرعت في أذهان الأطفال بأن القتل والعنف شيء عادي وأن نعود بهم لما كانوا فيه لأن ذلك سينتج منهم أطفال عدوانين بحكم المعاناة التي عاشوها في الحرب، وما شاهدوه في ظل الحرب وما انتجته الحروب في الجنوب أو البلدان المجاورة.
وتؤكد أنه يجب على الدولة عمل مراكز دعم للنساء والأطفال للحد من هذه الظواهر الناتجة من الحرب والتي أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على الأطفال والنساء لكي تعود للأطفال أذهانهم الصافية والمرحة وبراءتهم وعقولهم التي يملؤها الحب والبراءة والعاطفة وتنعكس في تعاملهم وأسلوبهم وألعابهم وفي حياتهم اليومية وينشأوا عليها إلى أن يكبروا ليصلح الجيل ويكون خاليا من هذه الظواهر القاسية.

الحروب تؤثر سلباً على جميع فئات المجتمع :

فيما تقول الأستاذة آسيا محمد نجيب وهي ناشطة مجتمعية وطالبة ماجستير : أسباب انتشار الأمراض النفسية والعصبية في الآونة الأخيرة ما بعد الحرب هي انعدام الأمن الغذائي والبطالة والفقر المتفشي والمتسارع، الهجمات العشوائية ،ضعف الخدمات العامة الأساسية، واستمرار النزاع الدائر يزيد من اتساع وعمق التعرض للصدمات، فضلآً عن تعرض الحد الأدنى من المؤسسات الصحية للمزيد من الانهيار الكبير ، النقص الشديد في التمويل والاهتمام بقضايا الصحة النفسية، وأخيرا وصمة العار التي تطال ذوي الأمراض النفسية في نظر ذوي المريض ساهمت في تفاقم الأزمة .
وتشير إلى أن الحرب سببت آثاراً نفسية سلبية عديدة على الأطفال والنساء وهي القلق الشديد والخوف من الموت أو الفقدان ومشاكل النوم وما يتبعه ، ومن الممكن الدخول في حالة حزن شديدة قد تعرضهم للدخول في حالة اكتئاب، والشعور بالتعب والحزن في معظم الأحيان، أو صعوبة النوم أو تركيز الانتباه فقدان الاهتمام أو المتعة في نشاطات اعتادوا الاستمتاع بها والشعور بالذنب تجاه الحدث؛ عدم الإحساس إلا بالمشاعر السلبية ،ولا يكونون قادرين على الشعور بالسعادة أو الرضى أو الحب.

وتضيف قائلة : التأثيرات السلبية للصدمة النفسية على الطفل ما يتسبب تعرض الطفل لصدمة نفسية بالتأثير على نمو جسده. فمثلا، يمكن أن يتسبب التوتر الناجم عن صدمة الطفولة إضعاف تطور كل من الجهاز المناعي والجهاز العصبي المركزي لدى الطفل، ومن الممكن أن تتسبب الصدمات النفسية عند الأطفال بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض والمشكلات الصحية على سبيل المثال مرض السكري أمراض القلب وامراض الجهاز التنفسي وغيره.

وتقول أن الحروب تؤثر سلباً على جميع فئات المجتمع خصوصا النساء والأطفال فقد يصابوا بإعاقات جسدية جراء الحروب مما يؤثر بشكل كبير على نفسياتهم وشعورهم بالعجز التام أو تهدم بيوتهم وفقدان من يرعاهم يجعلهم يشعرون أنهم صاروا بمواجهة المجهول مما يزيد من ضغطهم النفسي فمنهم من يصاب باضطرابات نفسية شديدة، ومنهم من تتلقفهم العصابات فيكونوا أذرعا لهم وهذا واضح جلياً في الآونة الأخيرة في كثرة انتشار الجرائم والاختطافات .
وتؤكد أنه يجب اتباع طريقة للمعالجة بعيدا عن العيادات غير المتوفرة فيكون الإصغاء الجيد دون مقاطعة ،طمأنتهم وإبداء الاهتمام بهم ، احترام مشاعرهم ،منحهم الوقت للحديث عمّا يريدون ،الامتناع عن لومهم أو انتقاد ردة فعلهم على التجارب المؤلمة التي عاشوها في الحرب ،تجنب تقديم النصائح والحكم أثناء الحديث عن ما مروا به.
وتشير إلى أنه هناك ضرورة بالتأكيد وبإلحاح أكبر لأجل حماية الأسر نتيجة الحرب والأزمات المتعددة إنشاء مركز الدعم النفسي للنساء والأطفال في العاصمة عدن والجنوب لأن الدعم النفسي للمتضررين من الحرب ليس رفاهية! إنما هي ضرورة قصوى ، حيث أنها ستعمل على :
تقديم مشورات فردية وإحالة الحالات الحرجة لأصحاب الاختصاص .
وتضيف قائلة : كما يجب إقامة حملات التوعية النفسية لتعريف الناس بأهمية الصحة النفسية ، وتدريبهم على الحالات التي تعرضت للصدمة النفسية في مراحلها المبكرة ، ولا تستدعي أخصائي أو معالج نفسي وإنشاء مساحات اللعب الآمن للأطفال وإقامة عروض مسرحية وأنشطة ترفيهية للأطفال وتثقيف الأهالي حول كيفية العناية بالطفل في كافة مراحله العمرية ودعم ذوي الإعاقات الناجمة عن الحرب ودمجهم في المجتمع.

التأهيل النفسي :

وتقول الأستاذة فردوس مانع الأخصائية النفسية : إن من مخلفات الحرب أنها جعلت كل الحمل على المرأة ومما أدى إلى عمالة الأطفال وتسربهم من المدارس وانتشار العنف، مشيرة إلى أنه حيث أصبح عادي حتى ما يحصل الآن حرب نفسية بسبب سوء الاقتصاد من جعل أكثر الأسر لا تلقى قوت يومها وتفكك أسري وانتشار الجرائم ومنها تعاطي المخدرات .
وأضافت أن الوضع الأمني متدهور مما أدى إلى انتشار السلاح في أوساط المجتمع وانتشر الخوف وعدم الأمان والاستقرار وهذا بسبب العنف، وظهرت الحالات النفسية في النساء والأطفال.
وتشير إلى أن الآثار النفسية هي الاضطرابات قلق وخوف صدمات وكذلك ذكريات مؤلمة ، والصدمات والاضطرابات النفسية وغيرها مما يجعلهم يعانون بعد ذلك من مشاكل حياتية وعدم استقرار نفسي.

وتقول : يجب أن يتم معالجة النساء والأطفال قبل أي تدخل بعد التدخل الطبي هو التأهيل النفسي لكي يعود الكل إلى استقرار نفسي ، وكذلك الاضطرابات التي تحصل بعد حرب من حرب نفسية اقتصادية جعلت أكثرهم يعانون من الاضطرابات النفسية والتفكك الأسري، وتشتت وبطالة وجوع مهلك وانتشار الجرائم.

الحرب تسببت بظهور الصدمة النفسية :

تشير أم مرتضى ربة بيت إلى أن أسباب انتشار الأمراض النفسية والعصبية في الآونة الأخيرة مابعد الحرب وهي تعاطي الحبوب المهدئة التي تعمل بدورها على الإدمان ومن ثم إذا لم يتناولها الشخص يصاب بنوبات عصبية شديدة بسبب عدم الراحة وعدم المقدرة على النوم ، بالإضافة إلى التفكير الزائد بما سيحدث في الغد ، وعدم التوكل على الله في تسيير الأمور.
فهناك كثير من الناس الوعي الديني عندهم ضعيف جداً ويرون أن يكون مستقبلهم بعد الحرب مجهولا أو تغيير أوضاعهم المادية والاجتماعية أو تعرضهم إلى فقدان أشخاص في الحروب.

تضيف قائلة : كما أن بعض الأشخاص تأثروا جراء رؤيتهم لمشاهد القتل أو الجثث المرمية في الشوارع، على الصعيد الشخصي أشعر في كثير من الأوقات بكثير من التوتر والقلق بمجرد التفكير لما وصل له حال البلاد وكيف صارت الأوضاع في عدن.
وتؤكد على أن الحرب تسببت بظهور الصدمة النفسية عند الأطفال بزيادة خطر الإصابة بالعديد من من الاضطرابات العقلية، منها عدم القدرة على السيطرة على مشاعر الغضب ،الاكتئاب ، ضعيف التركيز والتأثيرات السلبية للصدمة النفسية منها التقليل من احترام الذات، لوم أنفسهم على ما حدث لهم عدم القدرة على السيطرة على العواطف وامتلاء الطفل بمشاعر الخوف والقلق.

وتقول : إن كثيرا من النساء والأطفال صار عندهم حالة من الذعر الشديد بعد الحرب كما أن الأطفال سلبت منهم طفولتهم بالذات أولئك الذين فقدوا من يرعاهم ويصرف عليهم فيضطرون أن ينزلوا إلى سوق العمل والتعرض للضغوطات النفسية كما أن النساء يتحملن مسؤولية أكبر بعد الحروب مما يؤدي إلى تعرضها لحالة ضغط نفسي وعصبي شديد .
وتؤكد على ضرورة ملحة إنشاء مركز الدعم النفسي للنساء والأطفال في العاصمة عدن والجنوب لأجل حماية الأسر نتيجة الحرب والأزمات المتعددة، وذلك من أجل حصول النساء والأطفال على الدعم النفسي والمادي أيضاً، حيث يعمل الدعم النفسي على تصحيح الشعور بالعجز واليأس، كما أنه يساعد الشخص على فهم كل الصراعات الداخلية التي يدور فيها .
ولكن للأسف لا تتوفر في عدن مراكز دعم نفسية كبيرة مجهزة بأفضل الإمكانيات ليحصل فيها الأفراد على الدعم الحقيقي الذي يساعد الشخص على تخطي هذه الأزمات وتوجيه الحالة النفسية والعصبية بطريقة صحيحة.

زر الذهاب إلى الأعلى