رسالة شعب حضاري «أرض وهوية» إلى العالم.. مجلس العموم الجنوبي عزز اللحمة الجنوبية وأسقط رهان المتربصين.

كريترنيوز/ استطلاع
مثّل يوم ال2 من يناير 2024م، نقطة مفصلية تاريخية هامة في مسيرة نضال شعب الجنوب التحررية التي انطلقت أولى شراراتها في العام 2007م وتدشين لمرحلة جديدة تمثل في انعقاد مجلس العموم الجنوبي المنبثق عن المجلس الانتقالي الجنوبي يوماً جسد فيه أبناء الجنوب وثيقة (التصالح والتسامح) ومبدأ الجنوب (بكل ولكل أبنائه) واقعا حيا معاشا. خلاله تم استكمال البناء التنظيمي الهيكلي السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي ، رقعة جنوبية أوسع والإجماع على هدف جنوبي مشترك واحد. أسقط رهان المتربصين أجمع وتعهد الأعضاء المشاركون بالمضي قُدماً في مسيرة النضال الجنوبي التحرري حتى استعادة الدولة الجنوبية بحدودها المتعارف عليها دوليًا ماقبل العام 1990م. وأكد البيان الختامي على إقرار كلمة الرئيس عيدروس الزُبيدي كوثيقة أساسية من وثائق الاجتماع وتخويله باتخاذ القرارات الكفيلة بإنفاذ إرادة شعب الجنوب والتزام المجلس بمضامين بيان عدن التاريخي الصادر في الرابع من مايو 2017م والتزامه الكامل بالحفاظ على منجزات الجنوب وتعزيزها وتمكين الشباب والمرأة في دوائر صنع القرار، كما التزم المجلس بالحفاظ على منجزات الجنوب وتعزيزها والانفتاح على كافة المكونات السياسية والاجتماعية الجنوبية
وكذا التزام مجلس العموم بمضامين بيان عدن التاريخي الصادر في الرابع من مايو 2017م واستعداده للحوار مع القوى السياسية المناوئة لمليشيا الحوثي، وكذا دعمه لكافة جهود السلام الإقليمية والدولية
مع عدم التفريط أو التراجع عن هدف استقلال الجنوب وعن حق شعب الجنوب الثابت في الاستقلال والسيادة على أرضه وثرواته، كما دعا البيان الختامي إلى ضرورة وضع إطار تفاوضي خاص لقضية الجنوب في المفاوضات السياسية
وعدم المغامرة بمحاولة ترحيل أو تجاهل قضية الجنوب وحيلولة ذلك على تحقيق السلام
إشراك الشباب والنساء والكفاءات في بناء الدولة وقف فوري لإطلاق النار وحرب الإبادة على سكان قطاع غزة. وغيرها من التوصيات لم يتسع المجال لذكرها جميعاً.
وللخوض في تفاصيل أكثر التقت سمانيوز عدداً من المشاركين حيث وصف الأستاذ محمد السعدي ابو عادل هذا الحدث بالحدث التاريخي،
حيث أن انعقاد مجلس العموم في هذا اليوم حدث تاريخي هام وفي مرحلة مفصلية من نضال شعب الجنوب. وبعد أن حقق المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب التحررية بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية انتصارات عديدة على المستوى الإقليمي والدولي في توصيل رسالة شعب الجنوب وإرادته وحقه في استعادة دولته كاملة السيادة وأيضاً بناء القوات المسلحة والأمن الجنوبية في إطار التهيئة لإرساء مداميك دولة الجنوب الفيدرالية، ورسم ملامحها التي باتت جاهزة.
وتابع أبو عادل حديثه قائلاً : كما أن المشاورات التي قام بها فريق الحوار الوطني مع جميع مكونات الطيف السياسي والمجتمعي أحد المكاسب الكبيرة التي قام بها المجلس الانتقالي لتجسيد اللحمة الجنوبية والشراكة الوطنية لجميع أبناء الجنوب من المهرة شرقا حتى باب المندب غربًا، انطلاقا من حرص الأخ الرئيس الزُبيدي في كلمته الجنوب لكل وبكل أبنائه. واكتمال البناء التنظيمي والهيكلي المؤسسي للمجلس الانتقالي الجنوبي المتمثل في تأسيس وإشهار مجلس العموم الذي يضم الهيئة الرئاسية والجمعية الوطنية ومجلس المستشارين والهيئات المساعدة تحت شعار تعزيز الديمقراطية وتحسين الأداء السياسي والمؤسسي وإيجاد شراكه حقيقة للمجتمع الجنوبي في العملية السياسية وصنع القرار فيما يتعلق بالقضايا السيادية باعتبار أن مجلس العموم بهيئاته المرجعية السياسية في قضية شعب الجنوب المحورية التحررية لتحقيق غاياته في استعادة الدولة وهذا ما أكده الرئيس القائد عيدروس في كلمته التوجيهية في أن شعب الجنوب سيمضي في نضاله حتى تحقيق هدفه في استعادة دولته ولن يحيد عن ذلك أبدا وهو صاحب الحق في التصرف في ثرواته دون غيره، وأكد على البدء في التمكين والسيطرة على مؤسسات الجنوب ورفدها بالكفاءات الشابة والمؤهلة بهدف إنعاش التنمية وتحسين الوضع المعيشي للناس.
وأضاف الأستاذ أبو عادل:
إن اليوم أكثر من أي وقت مضى يتضح جلياً في رسم ملامح الدولة الجنوبية متجاوزا التحديات التي يراهن عليها الأعداء تحت حروب عدة، الخدمات وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانهيار العملة والوضع الاقتصادي الكارثي.
وأضاف ؛ البيان الختامي لاجتماع اليوم ستشكل انطلاقة حقيقة ودفعة قوية لجميع الهيئات نحو عمل حقيقي مؤسسي سيفتح آفاقا رحبة مبشرة بالخير نحو تحسين الوضع المعيشي والخدمي.
وماتطرّق إليه الأخ الرئيس الزُبيدي من توجيهات وإرشادات تعتبر بخطة عمل لجميع الهيئات.
ونشيد بموقف الرئيس تجاه اخواننا الفلسطينيين لما يتعرضون له من حرب إبادة جماعية تستهدف الأرض والإنسان، ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف إطلاق النار، ونوه إلى أن ماتقوم به أمريكا بدعم العدو الإسرائيلي لقتل الأطفال والنساء والمدنيين وهي المدعية بأنها الدولة التي ترعى حقوق الإنسان بهذه الأعمال تعرض نفسها للخطر. وأكد أن الحل الأمثل للوصول إلى سلام عادل هو حل الدولتين.
نفترب من اللحظات الفاصلة :
ويرى الأستاذ مازن ابوبكر البغدادي أن الجنوبيين على اعتاب تحقيق الهدف المنشود وقال؛ طبعا في هذا اليوم التاريخي سيكون انطباعي كأي جنوبي مخلص لوطنه خاصة أننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه من مراحل كبيرة من مراحل النضال وها نحن نقترب من اللحظات الفاصلة من تحقيق مبتغانا الذي نسمو إلى تحقيقه وهو نيل الاستقلال. وأردف؛
أما بخصوص دلالات التوقيت والرسائل التي بعث بها الانتقالي للداخل والخارج كان اختبارا لتوقيت انعقاد مجلس العموم في هذه المرحلة صائبا وخاصة ما يمر به الإقليم المحيط بنا من صراع ومع تطاول الحوثي وتدخله في البحر وأعمال القرصنة التي يقوم بها محاولا عبثا تعطيل الحركة الملاحية البحرية في البحر الأحمر، والحدث اليوم يحمل دلالات جوهرية ويقدم رسائل لهم أننا قادرون على مواجهتهم في البحر والبر، كذلك هي رسالة للمجتمع الدولي والإقليمي وخاصة من يتبنى وضع الحلول بأن أي تجاهل أو ترحيل لقضية شعب الجنوب لن يقود إلى سلام. وعن توقعاتي حول الانعكاسات و ردود الفعل الداخلية والخارجية فإنه عادة يواجه المجلس الانتقالي عندما يتقدم بخطوات ثابتة في الطريق الصحيح نجد أن هناك من ينزعج من أي تقدم ونجاح فهناك خصومنا المعتادون عليهم في الداخل والخارج تجدهم ينعقون ويزمجرون على كل خطوة نخطوها بالطريق السليم، ولكن كل ذلك لا يحرك ساكنا في مسار تحقيق أهدافنا، ولكن كل ما يهمنا ردود الفعل الخارجية وأقصد بها المجتمع الدولي والإقليمي والذي يراقب تقدم مسار قضيتنا عن كثب ويلاحظ خطواتنا بجدية لا مثيل لها نحو تحقيق الاستقلال والتي من خلالها تنعكس إيجابا على ردود أفعالهم تجاه قضيتنا ووضعهم تحت الأمر الواقع.
وختم الاستاذ البغدادي قائلاً : عموما كلما اشتدت النوائب كان الشعب الجنوبي أكثر صلابة وتماسكا ولن تهزنا أي ردود أفعال سلبية.
أخطاء الماضي :
من جهته الأستاذ بدر علي أحمد مقبل يرى أن الجنوبيين تعلموا من أخطاء الماضي، ونحن جميعاً لم نقفز على الواقع بعواطفنا الثورية فقد تعلمنا من أخطاء الماضي وكنا على يقين أن الانتصارات السياسية لمجلسنا الانتقالي وإن كانت صغيرة فهي مدروسة ومحسوبة ومؤكد ستحقق تراكما كميا لتحقيق الانتصارات الكبيرة وما نجاح تأسيس مجلس العموم إلا أحد هذه الانتصارات فهي نتاج حتمي لقطاف ثمار نضالنا في توحيد صفوف المناضلين وتعزيز اللحمة الجنوبية.
واردف : لاشك بأنه يعلم الجميع أن هذه كانت أهم أولويات مهامنا الوطنية في مسيرة ثورتنا للبناء السياسي الهرمي المتين بعد اليوم لم يتبق لرهان المتربصين إلا مزبلة التاريخ. وبكل الانتصارات السياسية بعث مجلسنا الانتقالي للداخل والخارج رسائل مفادها نحن أصحاب هذه الأرض رجال دولة كما أنه جاء تأسيس مجلس العموم بتوقيت هام في ظل الصراع العالمي والتوترات وتسارع المتغيرات السياسية بالمنطقة ونحن لاشك جزء منها نؤثر ونتأثر فالعالم بات قرية كونية ، ولابد من مراعاة ترابط المصالح الدولية والتحالفات الإقليمية والقفز بعواطفنا الثورية عليها دون حساب خطوتنا قد أوقعتنا سابقا غرقى بمستنقع الوحدة الذي كانت هدفا قوميا ووطنيا لشعبنا الجنوبي، بينما الأشقاء كانت لهم وسيلة وخديعة للغدر بشعبنا واحتلال وطننا الجنوبي ، لذلك نؤكد أنه علينا مراعاة هذه المتغيرات ونكرر القفز عليها بالعواطف والاندفاعات الثورية سوف تعيدنا لمربع الصفر، والحمد لله سخر رب السماء أبو القاسم قائدا رئيسا نزيها حكيما يتمتع بالذكاء والدهاء السياسي رجل المرحلة لقد أتى لنا من الخنادق وليس من الفنادق من معترك الوغى والصراع والنضال في مسيرة الحراك الجنوبي وأحد مؤسسي وقادة الحراك الجنوبي والشكر لله أيضاً قد سخر لجانبنا من الحلفاء الصادقين والأوفياء، ونحن نعاملهم بالمثل.
وختم الأستاذ بدر حديثه قائلاً :
أخيرا نود التأكيد أيضاً نيابة عن زملائي وزميلاتي المناضلين بعد ترشيحنا إلى مجلس المستشارين باتت اليوم المهام الوطنية الآن الملقاة على عاتقنا وضمائرنا أكبر من مهامنا السابقة في قيادة المحافظة ، إذا ماتم وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب في قيادة الدوائر الرئيسية التي سوف يتم انشاؤها ونتمنى ذلك.
الرحمة والخلود لأرواح الشهداء الجنوبيين. لكم كل الود والاحترام والتقدير .
تواجد أخوة لنا من مؤتمر حضرموت الجامع :
وكانت الأستاذة امتثال بيربهاي مسك ختام تقريرنا المختصر حيث قالت : كان لي الشرف أن أكون أحد المشاركين اليوم في الاجتماع التأسيسي لأول مجلس عموم حيث سرني جدا تواجد كل أطياف الشعب الجنوبي وما زاد في سروري تواجد أخوة لنا من مؤتمر حضرموت الجامع كانوا بالأمس ينادون بعودة الدولة بطريقة مختلفة إلا أنهم رأوا أن المجلس الانتقالي أصبح سفينة وصولنا إلى مبتغانا في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة لحدود ماقبل 21 مايو 1994م .
وأضافت الاستاذة امتثال قائلة :
اجتماع الجمعية العمومية للمجلس ماهو إلا تجسيدا لمبدأ أن الجنوب لكل وبكل أبنائه وهي رسالة بالطبع لمن في الداخل بأن الباب سيظل مفتوحاً للجميع للحوار والمشاركة والإسهام في بناء الوطن أما رسالتنا في هذا الاجتماع للعالم أننا عزمنا أن نقف معاً خلف قائدنا المفدى الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي للمشاركة في إحلال سلام دائم وشامل يعترف بحق شعبنا في استعادة الدولة كاملة السيادة لكننا كذلك خلف قواتنا الباسلة في حال فرض علينا أي خيار آخر وأن أي اتفاق لا يشمل حلا عادلا لقضية شعب الجنوب لن نقبل به. وأتوقع اليوم بعد استيعاب المجلس الانتقالي الجنوبي للجميع عودة من لازال في قلبه شك أن يتأكد أننا نؤمن بأن الوطن للجميع، والجميع معني بعودته بنائه واستقراره بل ورفاهيته، يجب أن يعلم القاصي والداني لا خيار أمامنا إلا النصر أو الشهادة وأننا على عهدنا لشهدائنا الأبرار في الاستمرار على خطاهم.
وختمت قائلة : رسالتنا للخارج واضحة شعب الجنوب اتخذ قرار اللا عودة إلا بالنصر المؤزر فإما أن تحترموا قرارنا وإلا فنحن أصحاب الأرض وأصحاب القرار عليها.