استطلاعات

التلعثم عند الأطفال.. الأعراض والعوامل والحلول

كريترنيوز /شقائق /إعداد / نوال باقطيان

التلعثم: يُسمى أيضًا بالتأتأة أو اضطراب الطلاقة الذي يبدأ في مرحلة الطفولة، وهو أحد أنواع اضطراب الكلام الذي ينطوي على مشاكل متكررة وشديدة في الطلاقة الطبيعية وتدفق الكلام. يعرف الأشخاص الذين يتلعثمون ما يريدون قوله، ولكنهم يجدون صعوبة في التحدث به. على سبيل المثال، قد يكرر أو يطيل كلمة أو مقطعًا أو صوتًا ساكنًا أو صوتًا من أصوات حرف العلة. أو قد يتوقفون أثناء الكلام لأنهم وصلوا إلى كلمة أو صوت يتسبب في مشكلة لهم.

يُعد التلعثم شائعًا لدى الأطفال الصغار كجزء طبيعي من تعلمهم التحدث. قد يتلعثم الأطفال الصغار حينما يكون كلامهم وقدراتهم اللغوية ليست متطورة كفاية لتتماشى مع ما يودون قوله. يكبر معظم الأطفال ويتخلصون من هذا التلعثم الذي يحدث خلال النمو.

في بعض الأحيان يكون التلعثم حالة مزمنة وتستمر في مرحلة البلوغ. يمكن لهذا النوع من التلعثم أن يؤثر على الثقة بالنفس والتعامل مع الأشخاص الآخرين.

قد يستفيد الأطفال والكبار الذين يتلعثمون من العلاجات مثل علاج التخاطب، استخدام الأجهزة الإلكترونية لتحسين طلاقة الكلام أو العلاج السلوكي المعرفي.

– أنواع التأتأة وأسبابها

• التأتأة المبكرة (أثناء نمو الطفل): تحدث بينما لا يزال الطفل يتعلم مهارات التحدث واللغة، وهي الأكثر شيوعًا، حيث ما زال السبب الدقيق لحدوثه غير واضح، على الرغم من الاعتقاد الكبير بأنها ناجمة عن وجود اختلاف في التوصيل عبر أجزاء الدماغ المسؤولة عن الكلام؛ لكن في الأطفال تكون التوصيلات الدماغية لا تزال في مرحلة النمو، مما يفسر سبب تخلص الكثير من الأطفال من التأتأة في النهاية، وسبب سهولة ونجاح المعالجة لدى الأطفال كلما كانوا أصغر سناً، كما يعتقد أن الجينات تمارس دوراً في حدوث الكثير من حالات التأتأة، لأن نحو 66% من حالات التأتأة تكون متوارثة في العائلة نفسها.

• التأتأة المتأخرة (المكتسبة): تحدث بسبب سكتة دماغية، أو رضوض في الرأس، أو أي نوع آخر من إصابات الدماغ؛ حيث يواجه الدماغ صعوبة في التنسيق بين مناطق الدماغ المختلفة التي تنتج عنها مشاكل في إنتاج الكلام بشكل واضح وبطلاقة. كما يمكن أن تكون بسبب بعض الأدوية، أو الصدمة النفسية والعاطفية.

– الأعراض:

• صعوبة في البدء بنطق كلمة أو جملة (مثل: تتتتحت – اااافتح).
• تكرار الكلمات والعبارات بشكل مفرط (مثل: أريد أريد أريد ….).
• الإطالة في نطق الكلمات (مثل: أسسسسسسمعك).
• رمشة بالعين بشكل سريع، أو رعشة الشفاة أو الفك.
• التوتر عند التحدث وصعوبة الكلام.
• تغير تعابير الوجه أو الجسم مع التأتأة.
• تجنب الطفل للمواقف التي تتطلب التحدث.

قد تكون أسوأ عندما يكون الشخص متحمسًا أو متعبًا أو تحت ضغط مثل: التحدث أمام مجموعة، أو التحدث عبر الهاتف.

– عوامل الخطورة:

• الوراثة.
• الجنس، حيث يكون الذكور أكثر عرضة لها.
• مشاكل أخرى في الكلام واللغة أو تأخر في النمو.
• الضغوطات النفسية.

– متى تجب رؤية الطبيب؟

• عند ملاحظة الأعراض والعلامات.
• عند بلوغ الطفل عمر 5 سنوات وما يزال يتلعثم.
• عند استمرارها عند الطفل لأكثر من 6 أشهر.
• تجنب التواصل مع الآخرين والقلق والتأخر الدراسي.

– التشخيص:

عادة ما يتم من قِبَل اخصائي النطق والتخاطب؛ حيث سيأخذ في اعتباره مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك:
• التاريخ الطبي.
• التاريخ العائلي.
• تحليل السلوك.
• تقييم القدرات اللغوية.

– المضاعفات:

غالبًا ما تكون المضاعفات نفسية التي قد تزيد حدة المرض، حيث يواجه المصاب:
• فقدان الثقة بالنفس.
• مشاكل في التواصل مع الآخرين.
• عدم التحدث أو تجنب المواقف التي تتطلب التحدث.
• فقدان المشاركة الاجتماعية أو المدرسية أو العمل.

– العلاج:

على الرغم من عدم وجود أدوية تثبت فعاليتها في العلاج، إلا أن هناك مجموعة متنوعة من العلاجات والمهارات المتاحة والفعالة التي يمكنها مساعدة المصاب، حيث تختلف طبيعتها استنادًا إلى عمر الشخص، وأهداف التواصل، وعوامل أخرى، والتي تهدف إلى التحسين من طلاقة الكلام والتواصل بنجاح، حيث تشمل:
• علاج النطق، وذلك باستخدام تمارين معينة للتحدث ببطء، وتصحيح النطق، والتحكم بالتنفس، وغيرها.
• استخدام أجهزة إلكترونية معينة تساعد على طلاقة الكلام.
• العلاج السلوكي المعرفي.

– الوقاية:

لا توجد وسيلة لمنع التأتأة، لكن الوعي بالتغيرات الطبيعية والعلامات غير الطبيعية هو العنصر الأكثر أهمية لمعالجة المشكلة في مراحلها المبكرة.

– إرشادات للوالدين

هناك خطوات ينصح الوالدان باتباعها لمساعدة الطفل، والتي تشمل:
• التحلي بالصبر معه قدر الإمكان، وتوفير جو هادئ في المنزل.
• تجنب الطلب منه التحدث بدقة، أو بشكل صحيح في جميع الأوقات.
• تجنب التصحيحات، الانتقادات أو التعليقات (مثل: تحدث ببطء، خذ وقتك، خذ نفسًا عميقًا).
• تجنب جعله يتحدث أو يقرأ بصوت عالٍ عندما يكون غير مرتاح أو عندما تزداد التأتأة.
• عدم مقاطعته أو إجباره على التحدث من جديد، أو بالتفكير قبل التحدث.
• التحدث ببطء ووضوح عند مخاطبته أو مخاطبة الآخرين في حضوره.
• المحافظة على اتصال العين عند التحدث معه.
• اصرف انتباهه لشيء آخر عندما يبكي ولا تدعه يتحدث.
• تجنب مقارنته بالآخرين، خاصة عند الطلب منه القيام بأعمال معينة.
• التعاون مع المعالج، وذلك بالحرص على التدريبات المنزلية بانتظام، أثناء التحدث والتعبير عن كلماتهم بشكل صحيح بمساعدة تعابير الوجه.

– تحدث ببطء مع طفلك الذي يتلعثم

يمكنك مساعدة طفلك الذي يتلعثم عن طريق إبطاء معدل الكلام، والتحدث بوتيرة طبيعية، سيعطي هذا طفلك الوقت للرد على ما تقوله ويساعده على الشعور بقلق أقل بشأن التحدث إليك بوتيرة طبيعية.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت أيضًا شخصًا يتلعثم يمكنك أيضًا مساعدة طفلك بإخباره أنك تتلعثم أيضًا. يمكنك إخبارهم أن هذا أمرا طبيعيا، وأن كل شخص تقريبًا يتلعثم من وقت لآخر. ومع ذلك يمكنك إخبارهم بوجود العديد من الطرق للتغلب على التلعثم.

– البحث عن مكان مناسب لعلاج النطق للأطفال

إذا كان طفلك يتلعثم وعمره أقل من ثماني سنوات، فلا داعي للقلق كثيرًا. ومع ذلك، إذا استمر تلعثمهم بعد بلوغهم الثامنة، فمن المستحسن أن تطلب المساعدة من معالج النطق.

معالج النطق هو محترف مدرب يمكنه مساعدة طفلك على التغلب على تلعثمه من خلال إجراء جلسات علاجية مختلفة. يمكنك العثور على معالج النطق في منطقتك عن طريق إجراء بحث بسيط على الإنترنت.

يمكنك أيضًا اختيار زيارة اخصائي السمعيات أو طبيب الأطفال للحصول على مزيد من المساعدة. بصرف النظر عن ذلك، يمكنك أيضًا محاولة دمج أنشطة معينة في المنزل يمكن أن تساعد في علاج التلعثم عند الأطفال مثل: ممارسة الألعاب أو القيام بتمارين معينة تعزز مهارات التحدث الجيدة، يمكنك أيضًا الاستفادة من بعض التطبيقات المصممة خصيصًا للمساعدة في علاج التلعثم عند الأطفال.

– حمّل تطبيقًا أو لعبة يمكن أن تساعد في علاج التلعثم

هناك الكثير من التطبيقات أو الألعاب التي يمكن أن تساعد في علاج التلعثم. يمكنك إما العثور عليها على الإنترنت أو تنزيلها من متجر التطبيقات. يمكن استخدام هذه التطبيقات والألعاب لعلاج التلعثم من خلال السماح لطفلك بممارسة مهارات التحدث لديه في بيئة آمنة.

يمكنك اختيار تثبيت هذه التطبيقات أو الألعاب على الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي لطفلك لمساعدته على التدرب عندما يكون بمفرده. بهذه الطريقة يمكن لطفلك تعلم التحدث بطلاقة بمساعدة هذه التطبيقات والألعاب.

يمكن أن تساعد هذه التطبيقات والألعاب أيضًا طفلك على التخلص من خوفه من التحدث في الأماكن العامة. إلى جانب ذلك يمكن استخدام هذه التطبيقات لمساعدة طفلك على تحسين ثقته بنفسه واحترامه لذاته.

يحدث التلعثم لحوالي 3٪ من السكان مما يجعله حالة شائعة جدًا. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالأطفال، قد يكون التعامل مع التلعثم أكثر صعوبة. مما يؤدي إلى الكثير من القلق والإحباط لدى الأطفال، وقد يؤثر على احترامهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم.
وهنا تكمن أهمية أن يتضمن علاج التلعثم للأطفال مجموعة من الطرق المختلفة للمساعدة في تقليل أعراض التلعثم، وضرورة أن يكون الآباء على دراية بطرق علاج التلعثم المختلفة المتوفرة، حتى يتمكنوا من مساعدة أطفالهم في التغلب على هذه الحالة وزيادة ثقتهم بأنفسهم والتعبير عن أفكارهم بكل أريحية.

زر الذهاب إلى الأعلى