استطلاعات

الحقائب الوزارية.. هل تعيد المرأة الجنوبية لريادة المؤسسات؟

كريترنيوز /صحيفة شقائق/ استطلاع/ حنان فضل

قد يرى البعض أننا لا نركز إلا على المواضيع التي زاد الحديث عنها وبأنها مجرد كلام عادي، بينما هو الواقع بعينه والتكرار ليس خطأ أو شيئاً آخر، إنما هي توضيح للجهات المعنية بأن للمرأة الجنوبية الحق في الحصول على حقائب وزارية، وريادة المؤسسات هذه إذا تمت وكأنها النور الذي يعيد الحق إلى أصحابه،ووالمرأة الجنوبية معروفة بنضالها وتميزها الريادي في كيفية اتخاذ القرار المناسب والتعامل معه.

بسبب الوحدة الظلامية لم تجد المرأة الجنوبية مكانتها كالسابق، بل أصبحت محاصرة بين الخطأ والصواب، ودخول أفكار تمس المرأة أكثر وكأنها الكائن الأضعف الذي لا يستطيع تحريك قلم لكتابة ما يجول في خاطرها من معاناة منذ الوحدة اليمنية. فعلاً تحطمت إرادة المرأة الجنوبية أكثر والآن المرأة الجنوبية تستعيد دورها من خلال مشاركتها في صنع القرارات وغيره ولم يتبقَ إلا القليل لتصل إلى مرادها.

حبيسة التجاهل والإهمال:

قالت المهندسة إيمان شيخان عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي:
ظلت المرأة الجنوبية منذ الاحتلال اليمني حبيسة التجاهل والإهمال من المشاركة في مواقع ومراكز صنع القرار، وبشكل ملحوظ وممنهج تم استبعادها وعدم الاكتراث لدورها الريادي في بناء المجتمع وإصلاحه لتحقيق الأمن والسلام للوطن، كما جرّدت من أدوارها السياسية من ناحية التعيينات وتوزيع الحقائب الوزارية، وكذلك في تعيينات السلطات المحلية تم إقصائها واستهدافها في الأساس، لأنها جنوبية ووطنية وانتمائها ظل لهذا الوطن الغالي (الجنوب)، وتم فقط التقاط وتعيين البعض من النساء اللواتي تخرجن من مدارس عفاش والإصلاح وبشكل محاصصة الأحزاب، جاءتهن الفرصة في وضعهن في مراكز صنع القرار وتحصلن على حقائب وزارية وتعيينات في السلطات المحلية، مع أن الاعتبارات صارت ليس لأنهن مؤهلات أو أكاديميات وذوات خبرة، ولكن لأنهن منتميات لهذه الأحزاب الشمالية.
وباختصار هن من يجيدن ركوب الموجة السياسية، وهذا لن يدوم طويلاً، ولن يصح إلا الصحيح. وبعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي استعادت المرأة الجنوبية مكانتها تدريجياً، وأصبحت تشارك في إدارة أغلب المجالات في هيئات المجلس الانتقالي.

وبالفعل حان موعد إعادة دورها في ريادة المؤسسات وتحمل مسؤولية الحقائب الوزارية، وهذا ما يسعى إليه المجلس الانتقالي في تجهيزها وتأهيلها وتقديم التسهيلات لها لتمكينها في استلام مقاليد ترأس مراكز صنع القرار. وفي ذلك ندرك جيداً أن لدينا نساء ماجدات ومناضلات وقد تحملن الكثير من عمل وممارسات هذا الاحتلال البغيض في تشويه صورة المرأة الجنوبية، ولم يتم تجاهلها فقط وإنما تم تجهيلها أيضاً، كم وكم من النساء حالياً أميات ولم يتلقين حصتهن من التعليم، ومنذ بداية الوحدة الهالكة وبسبب كل شيء صار بالفلوس تم تسرب العديد من الفتيات من المدارس، وهذا جعل من جيل بكامله شبه أمّي، ولكن كفاح النساء الجنوبيات لن يتوقف عند ذلك وعزيمتهن جعلتهن يتغلبن على أنفسهن، في الحصول على التعليم الجيد والخبرة والكفاءة ومتابعة كل ما هو جديد ومستجد، وإلى الأمام أيتها المرأة الجنوبية صاحبة الإرادة الصلبة لكي منا ألف تحية وسلام.

غيابها في العملية السياسية يكمن في قلة الدعم والفرص:

وأضافت الدكتورة آمنة الشهابي عضو هيئة المرأة المساعدة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المشرف العام منظمات المجتمع المدني بمحافظة أبين: غياب دور المرأة في العملية السياسية في الجنوب يكمن في قلة الدعم والفرص التي تفتقر لها بعض النساء الناشطات في المجال السياسي والمجتمعي، من قبل النخبة في السلطة الممثلة بالرجال حيث يستحوذ الرجال على المناصب في السلطة التنفيذية والإدارية، وغياب شبه تام للنساء بحجة عدم رغبة النساء الخوض في غمار السياسة أو الخوف والانشغال بالأسرة والتحجج بالعادات والتقاليد، والحروب التي عانى من الجنوب على مدى السنوات من الاجتياح العفاشي في العام 1994م، وما جاءت من حروب وتسريح العمال والموظفين الجنوبيين، وعدم استقرار الوضع الأمني يحجم كثير من النخب السياسية عن دعمها في الوصول لأماكن صنع القرار، وأيضاً الدعم والتشجيع من قبل النساء الأخريات ونساء الأحزاب، خصوصاً حيث تدعم نساء الأحزاب الرجل الذي من نفس حزبها على حساب امرأة من مكون آخر.

نشر الوعي حول أهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية

مسألة تولي النساء حقائب وزارية في الحكومة سيكون مجدياً إذا تم تطبيق مبدأ الكوتا بنسبة 30٪ على الأقل كـ(حل) مبدئي، إلى أن تصل درجة الوعي الذكوري بأهمية دور المرأة في المشاركة بالحقائب الوزارية، وكذلك دور مهم تلعبه الأحزاب السياسية بالدفع بالنساء الحزبيات لتولي مناصب من حصة تلك الأحزاب.. كذا لا نغفل دور منظمات المجتمع المدني فهي السلطة الثالثة لتنفيذ سياسة الحكومة في المشاركة المجتمعية والحكومة الإدارية، التي من خلال دعمها للنساء الناشطات ذوات الكفاءة والجدارة لتصل إلى سلم الوزارات وأعلى.

تراجع دور المرأة الجنوبية لعدة عوامل:

وواصلت الأستاذة اندى الصلاحي عضو الجمعية الوطنية للانتقالي:
تراجع دور المرأة الجنوبية يرجع إلى عدة عوامل، منها:
1- الصراعات والحروب: الصراعات المسلحة في الجنوب أدت إلى آثار سلبية تصيب النساء والفتيات بشكل غير متناسب، مما يقيد قدرتهن على التنقل والحصول على الخدمات الأساسية والوظائف.
2- التغيرات الاجتماعية والاقتصادية: إن فترة الوحدة أثرت سلبًا على الجنوب، مما أدى إلى تدهور في القطاعات التعليمية والصحية والثقافية، وهذا بدوره أثر على دور المرأة في المجتمع.
3- التأثيرات الدينية: بعض الفتاوى الدينية التي لا تستند لأساس علمي أو فقهي أثرت سلبًا على عمل المرأة، مما قلل من فرصها في المشاركة الاقتصادية والاجتماعية.
ومع ذلك، هناك جهود مستمرة لإعادة تعزيز دور المرأة الجنوبية، وإحياء مكانتها في مواقع صناعة القرار.

فيما تشير الدكتورة أزهار سالم محمد علي الزبيدي بالقول:
يعاني الجنوب العربي منذ زمن قيام الوحدة المشؤومة في الثاني والعشرين من مايو من عام ١٩٩٠م من صراعات صنعاء الحاقدة والمستمرة، فمنذ ذلك الوقت والمرأة الجنوبية صارت مهمشة مثل أخيها الرجل الجنوبي، فبعد ما كانت المرأة الجنوبية العسكرية والسفيرة والوزير والقاضية والدكتورة، صارت المراة الجنوبية المربية في البيت، فلم تعد للمرأة الجنوبية تلك المكانة المرموقة في صناعة القرار السياسي، إلا أن المراة الجنوبية أبت إلا أن تكون مناضلة ومدافعة، فخرجت في ٢٠٠٧ مع أخيها الرجل الجنوبي ضد نظام عفاش، ولم تقف عند ٢٠٠٧م بل شاركت في ٢٠١٥م في محاربتها المعتدي من جيش عفاش والحوثي، حتى توج الجنوب بالتحرير بفضل أيادي المرأة الجنوبية الأبية، ومنذ ٢٠١٧م عمل المجلس الانتقالي الجنوبي على إعادة المراة الجنوبية إلى الساحة السياسية من خلال تمكينها من المشاركة السياسية في مراكز القرار السياسي وصناعة القرار، رغم محاولات نظام صنعاء عرقلة أي شيء يسمح للمرأة بالنجاح فشنت دولتهم العميقة الحروب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على العاصمة عدن لإفراغها من قياداتها النسوية الجنوبية، إلا أن إصرار وثبات المرأة الجنوبية حال دون ذلك. والمرأة الجنوبية عرفت بصلابتها وقوتها وثباتها في أشد المواقف وأكثرها تعقيداً. لقد كان للمرأة الجنوبية دور ريادي في صناعة القرار والمشاركة السياسية بمختلف مراحل دولة الجنوب العربي من وجود الاستعمار البريطاني وحتى طرد آخر جندي يمني.

وأضافت الناشطة المجتمعية ثريا سالم مجمل حسن النسري :
المرأة الجنوبية في أي زمان ومكان قادرة على قيادة المؤسسات الاقتصادية والقانونية والأمنية والصحية والتعليمية بكل حنكة وإخلاص وأداء متميز بالأخلاق والنزاهة. وعمد الاحتلال الهمجي على إعطاء الحقائب الوزارية حسب المحسوبية والقرابة، كونه مازال ينتهك حقوق الإنسان في الجنوب بافتعال الأزمات الاقتصادية والخدماتية، وهذه حرب نفسية يستخدمها هذا الاحتلال، بالإضافة إلى الإنهيار الكامل للعملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.
مازال هذا الاحتلال الهمجي المتخلف يعمل على تدمير البنية التحتية، وإقصاء الكوادر والكادرات المؤهلة وذات الكفاءات والخبرات إلى يومنا هذا.

ووجهت الناشطة السياسية والحقوقية لويزا عبده اللوزي رسالة مضمونها: رسالتنا للرئيس اللواء عيدروس الزُبيدي أن يعيد للمرأة الجنوبية كل حقوقها بكل مجالات الحياة، لتفعيل دورها الريادي في صنع القرار كما كانت في الستينات حتى التسعينات، ليس بالكلام وإنما بالفعل والقرار.

فيما أكدت الأستاذة إلهام رجب مديرة مدرسة سابقة ورئيس اللجنة التنظيمية للاتحاد العام لنساء الجنوب فرع العاصمة عدن:
يجب أن تحصل المرأة على مشاركة في القيادة وصنع القرار، وعلى المرأة أن تدرك أهمية مشاركتها السياسية وتنتزع هذا الحق بإرادتها وإيمانها بقدرتها على مساهمتها في ٱحداث التغيير المنشود.. المرأة الجنوبية هي امرأة التحدي.

زر الذهاب إلى الأعلى