استطلاعات

«رغم الثروة السمكية في الجنوب» غلاء فاحش يجتاح أسواق الاسماك ..

كريترنيوز / استطلاع / حنان فضل

ماذا بعد ؟ السؤال الذي لا إجابة له إلى هذه اللحظة ! ماذا بعد هذه الأزمات والمعاناة ؟ إلى متى سيظل المواطن ينتظر ؟! إلى متى سيبقى مشرداً في وطنه ؟ رغم الثروة التي فيها إلا أن المعاناة أصبحت كالظل للإنسان.

ارتفاع الأسعار أثر على المواطن خاصة أصحاب الدخل المحدود ، فما بالك الذي لا يملك راتبا أو مصدر دخل يكفيه هو وأسرته. هذا المواطن كيف سيكون حاله إذاً ؟ مؤسف فعلاً أن نملك ثروة سمكية هائلة ، ولكن نفتقره كثيراً في وطننا، المواطن يعيش اليوم أسوأ حالاته مع ارتفاع الأسعار بشكل عام.

الثروة السمكية التي تتملكه الجنوب وهي أقوى ثروة على مستوى شبه الجزيرة العربية ، فما بالك على العالم الذي يمثل منذ زمن مصدر دخل قومي على المواطن ، بل البلد والآن الحزن والألم يعتصر قلب المواطن حين يجد موارده وثروته تصدّر أكثر ما تورد وبسبب الارتفاع أصبحت الثروة مسمى لا مضمون.

مصادر محلية قالت إن هناك جهودا تبذل لكي تستقر الأوضاع وضبط الأسعار المرتفعة في العاصمة عدن خاصة والجنوب عامة ، حيث ‏شدد الأستاذ علي عبدالله الكثيري ، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، رئيس الجمعية الوطنية ، على ضرورة التنسيق والتعاون بين هيئات المصائد العامة والسلطات المحلية بمحافظات الجنوب لضبط أسعار الأسماك ، ومراقبة عملية تصديرها ، وضبط إيرادتها وعوائدها المالية ، لرفد خزينة الدولة وتحقيق التنمية الاقتصادية.

جاء ذلك خلال لقائه يوم الثلاثاء الماضي، المهندس يسلم سعيد بلغوم رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر العربي بمحافظات حضرموت ، وشبوة، وسقطرى، مستمعاً منه إلى شرحٍ عن سير عمل الهيئة وفروع مكاتبها بالمناطق الساحلية المطلة على البحر العربي، والعمل المشترك بينها وبين الهيئات العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر بالعاصمة عدن، وبقية المناطق المحررة، كمنظومة عمل واحد لتحسين وتطوير القطاع السمكي وحماية الثروة السمكية وتعزيز الرقابة البحرية.

وتطرق اللقاء إلى جهود الهيئة، في ضبط عملية الاصطياد السمكي والصادرات والمتمثل في فحص ومراقبة أسعار المنتجات السمكية وفق القوانين، وتنفيذ عدد من مشاريع مراكز الإنزال السمكي بمحافظات الجنوب بدعم الجهات المانحة، ومعالجة الصعوبات التي تواجه الصيادين، وتسهيل إجراءات الشركات المختصة بصيد وبيع الأسماك، والإشراف على مصانع تعليب الأسماك وعملية تصديرها، وكذا جهودها في الحد من الإنزالات العشوائية وأسواق الحراج التي ينعكس ضررها على المواطنين،

وأشاد رئيس الجمعية الوطنية، بمستوى العمل والجهود التي تبذلها الهيئة في حماية الثروة السمكية على امتداد محافظات الجنوب رغم الصعوبات والمعوقات التي تعترضها، مؤكدا دعم المجلس الانتقالي الجنوبي للهيئة في تنفيذ جميع خططها وبرامجها، باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز التنمية الاقتصادية والحفاظ على الثروة السمكية والأحياء البحرية، وتلبية احتياجات المواطنين في هذا القطاع المهم.

الوضع الإنساني ومقياس الفقر :

تحدث الدكتور محمد قاسم نعمان رئيس قسم العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة عدن محللاً الوضع الإنساني ومقياس الفقر : وفقاً للمقياس العالمي للفقر فكل مواطن يقل دخله اليومي عن 2 دولار و 15 سنت يعتبر تحت خط الفقر ووفقا لهذه النسبة العالمية فإن المواطن لكي يكون أعلى من خط الفقر يجب ان يكون دخله الشهري 64 دولارا ونص للفرد 122,000 ريالا شهريا للفرد ، وإذا كان عدد أفراد الأسرة أربعة أشخاص يجب أن يكون دخلهم الشهري 258 دولارا أي ما يعادل 488,000 ريال يمني شهريا أقل من ذلك تكون الأسرة تحت خط الفقر ووفقا لهذه المعطيات ، فإن كافة الأسر التي يقل دخلها عن 488,000 ريالا يمنيا هي فقيرة ما يعني أن 74% على الأقل من الشعب تحت خط الفقر العالمي ، وذلك يشمل كافة أساتذة الجامعات. ووفقا لتقرير البنك المركزي لعام 2022 فإن متوسط تكلفة السلة الغذائية للأسرة 82,000 ريال شهريا وبالتالي الأسر التي يقل دخلها عن 82,000 ريال شهريا عام 2022 كانت تعاني من الفقر وعدم قدرتها على تلبية احتياجاتها من الغذاء نحن بلد يصل انتاجها السمكي أكثر من 400,000 طن سنويا بسواحل تمتد 2500 كيلو متر في أكثر المناطق التي يتواجد فيها أسماك في المنطقة العربية نتشارك في ذلك مع المغرب ، ومع ذلك فإن المواطن لا يستطيع أن يجد أسعار الأسماك في حدود دخله ويجد أن الكثير من الأسماك تُصدّر إلى الخارج ودول الجوار بأسعار تقل عن أسعار الأسماك في داخل البلد وذلك يوضح غياب سلطات الرقابة لدى الجهات المعنية، إضافة إلى غياب الرؤية والتخطيط المستقبلي لحل أي أزمات يعاني منها المواطن وبالتالي سوف يعاني المواطن وستستمر الأزمة وتتوسع دائرة الفقر في المجتمع طالما والجهات المعنية غائبة عن إيجاد أي حلول أو فرض سلطاتها.

حينما يصبح السمك حلماً بعيد المنال :

وقالت الكاتبة عيشة صالح محمد : قد يبدو الحديث عن السمك أمراً عادياً في أي مكان على وجه الأرض، إلا أنني عندما أتحدث عن السمك في عدن، أشعر وكأنني أكتب عن سلعة أسطورية، لا يمكن لمسها إلا في صفحات التاريخ أو كتب الأساطير. ولعل هذا الشعور يشاركني فيه الآلاف من مواطني عدن، الذين أصبحوا ينظرون إلى سمك السواحل القريبة وكأنه حيوان نادر، أو ربما كائن فضائي نزل إلى الأرض لا علاقة لنا به.

نعم، لقد ارتفعت أسعار السمك بشكل جنوني! وإذا كنت من ذوي الدخل المحدود – وهو حال الكثيرين من أهل عدن – فقد تجد نفسك تعقد مؤتمراً عائلياً للنقاش حول كيفية شراء نصف كيلو من السمك، أو ما إذا كان من الأفضل تقديم طبق البطاطا المسلوقة مع الكثير من الحب والتمنيات الطيبة بدلاً من ذلك. في هذا الوقت، حيث أصبحت أسعار السمك تجعل راتبك يساوي ستة كيلو من الثمد ، تجد نفسك تتساءل : كيف حدث هذا؟ ألسنا مدينة تطل على البحر؟ أين اختفت تلك الأيام التي كان فيها السمك متوفراً على موائدنا اليومية؟ الإجابة بسيطة، لكنها مؤلمة : “غلاء الأسعار وما يفعله سعر صرف العملات، وأشياء أخرى لا نفهمها!”.

في حكاياتنا اليومية مع السمك، أصبح المواطن العادي يتنقل بين الأسواق وكأنّه في مهمة استخبارية، يراقب ويراقب، ثم يقرر أخيرا أن السمك لم يعد على قائمة المشتريات هذا الأسبوع، وربما ولا الأسبوع الذي يليه. ولكن، لا تقلق، فهناك دائماً البدائل الرائعة : البيض، والبطاطا، والسحاوق … عفوا احذف السحاوق فالطماطم لحقت بالسمك!

الأسوأ من ذلك أن هذا الغلاء لا يؤثر فقط على المائدة، بل يثير تساؤلات فلسفية بين العائلات : “أين العدالة في توزيع الثروات؟ وماذا عن التناسب بين مدخلاتنا وحاجاتنا؟ وكيف يعقل أن يكون هناك بحر ممتد أمامنا، ونحن عاجزون عن الاستمتاع بخيراته؟”.

لقد تحول السمك في عدن من وجبة يومية إلى رمز للرفاهية ، وكأننا نعيش في فيلم ساخر. ربما يأتي اليوم الذي سنحدث فيه أطفالنا عن تلك الأوقات التي كنا نأكل فيها السمك ونشعر بالفخر، أو نضحك عليهم عندما يسألوننا : “ما هو السمك؟”

في النهاية إذا كنت مواطناً عادياً من أهل عدن وذو دخل محدود ، إياك أن تتكيف مع الحقيقة المؤلمة وهي أن السمك أصبح في رف بقية الأحلام بعيدة المنال ، قل شيئا وإن لم يسمعك أحد.

فيما قال الكاتب الصحفي الدكتور وليد ناصر الماس : من المؤلم جدا أن يشهد الشارع المحلي صعوبة بالغة في الحصول على وجبة بالسمك، نظرا لعدم وجود ضوابط وقوانين تنظم حالة الاصطياد والاتجار بالسمك، في حين تعد سواحلنا وبحارنا من أغنى بحار العالم بالثروة السمكية ، ولكن يتم تبديدها والعبث بها دون أن يستفاد منها محليا.

الأمر الآخر المتصل بهذا الصدد يرجع إلى موضوع الصيد الجائر، والجرف المهول للثروة البحرية، دون مراعاة لما يجره هذا الفعل من نتائج سلبية، على المدنيين الدخل المتوسط والبعيد، بإعتباره الثروة السمكية مورد قومي، ليس ملكا لأحد وبناءً على ذلك نحمل الحكومة فيما يحدث، وندعوها لتحمل مسؤولياتها الوطنية تجاه مواطنيها، والتدخل العاجل لوضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة.

الثروة السمكية وموقعها الجغرافي :

وأما المواطن نصر المناع اليافعي قال :

بلادنا غنية بالثروة السمكية بينما المواطن الجنوبي وأصحاب الدخل المحدود يعانون من الغلاء الفاحش في بلادنا الممتلئة بتلك الثروة وغيرها من الثروات ويؤسفني حين أجد بلادي متعثرة وشعبنا العظيم يذوق المُر ويعاني الكثير فيها .

والذي يزعجنا قيام بعض من الدول المارقة باصطياد الكثير من الأسماك الممتلئة في بحارنا وتقوم بنهبها من بلادنا الثاني أكبر دولة في العالم بعد اليابان من حيث الثروة السمكية، كما تمتاز بموقعها الجغرافي الهام وطول سواحلها البحرية الرائعة وتتكاثر فيها الأسماك أجود أنواع الأسماك الضخمة مختلفة الأشكال والألوان ، بينما نشتري الأسماك بأسعار باهظة الثمن رغم تكاثرها في بحارنا ، بينما في صنعاء ودول الخليج وغيرها من الدول الأجنبية تُباع أسماكنا برخص التراب .

عدم وجود ضوابط صارمة :

الناشطة المجتمعية والسياسية ، ثريا سالم مجمل حسن النسري قالت : ارتفاع أسعار الأسماك هي حرب لهذا الشعب العظيم المعتاد على تناول هذه الأسماك، يا للأسف الأرض أرضنا والبحر حقنا والأسماك تروح لغيرنا

نعم أصبح المواطن الجنوبي يعاني من هذا الارتفاع دون ضوابط رادعة ولا حسيب ولا رقيب.

نعم شعب الجنوب محتل وهو في ظل اللادولة وتحكمه عصابات الفيد والغنائم لارقابة على أسعار الأسماك ولاحماية المستهلك، الذي يحيرني أن الشعب الجنوبي قدم تضحيات من أجل استعادة الدولة ليعيش فيها هذا المواطن بعزة وكرامة ومواطنة متساوية وحماية حقوق الإنسان .

يا عيباه المواطن ذات الدخل المحدود يذوق المر وعايش في الجحيم وولاة الأمر يتفرجون على هذا المواطن ، يا عيباه دخلنا في حكومة المناصفة الفاشلة ومجلس رئاسي كذلك ، ولا أي مبادرة لحل الأزمة الاقتصادية وضبط أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية وأسعار الأسماك وغيرها من الضوابط في الحياة اليومية.

زر الذهاب إلى الأعلى