استطلاعات

مخاطر الغيبة والنميمة في المجتمعات.. معظم النار من مستصغر الشرر

كريترنيوز /صحيفة شقائق /استطلاع / نوال باقطيان

تعد الغيبة والنميمة من العادات والمظاهر الاجتماعية السيئة المنتشرة بين الناس على مر العصور والأزمان، والتي لا يكاد يخلو منها أي مجلس يجمع الناس، على الرغم من المحاذير التي أطلقها ديننا الإسلامي الحنيف، من مخاطرها ووقعها على حياة الفرد والأسرة والمجتمع، حيث نهى الإسلام عن هذا السلوك المقيت واعتبره بمثابة أكل لحم الأخ المسلم ميتاً، لمى له من إسهام كبير في انتشار الفاحشة والفساد والحقد والضغينة بين الناس، مما قد يؤدي إلى هدم الأسرة والمجتمع..
صحيفة “شقائق” تسلط الضوء على هذه العادة السيئة ومخاطرها الاجتماعية في سياق الاستطلاع الآتي:
حيث تقول الأخت ابتسام عبداللطيف، رئيس المتابعة الإعلامية لإدارة الإعلام المحلي لمكتب إعلام العاصمة عدن: إن الغيبة هي ذكر الشخص ووصفه بما يكره، كما تكرس النميمة لنشر الشائعات وتداولها، وهما من الكبائر المحرمة، فالغيبة والنميمة تزرعان المشاكل والتوترات بين الناس، وتتسببان بخلق الجفاء بينهم وحتى الأخوة، جراء القيل والقال مما يحدث المشاكل بين الأسر ويفاقمها، وبذلك يسهم في خراب الأسر والمجتمعات.

شارحة بالقول: فمثلاً انتشار شائعة تمس سمعة إحدى النساء يسبب مشاكل لها مع أسرتها، قد تحدث جراءها جريمة وتنهار الأسرة، وبالتالي تتفكك الأسرة جراء فقط الغيبة والنميمة.

مستدركة: نعم قد حدثت مثل هذه الفتن بين الصديقات بسبب الغيبة والنميمة، أو الصديقة نفسها تنم عن صديقتها وتنتشر الغيبة والنميمة في المجتمعات العربية بشكل خاص أكثر من المجتمعات الأجنبية.

مريض نفسي :

وتقول الأخت منى عبدالله – إعلامية وحقوقية، : أكيد لا يكاد يخلو مجتمع من هذه الآفة الظاهرة المدمرة، حيث الغيبة والنميمة هي آفة وسلوكيات غير سوية تنتج عن شخص ناقص عديم الضمير، شخص ليس لديه أي دور في المجتمع سوى تدمير من حوله وبث الإشاعات والأقاويل غير الصحيحة، أحياناً تكون على شكل تنمر تدمر حياة الفرد، وربما تدخله في حالة اكتئاب نفسية سيئة بسبب شخص لا يعي ما يقول ولا يدرك الآثار الناتجة عن ذلك.

مستفيضة بشرحها: طبعاً صادفت الكثير ممن عانين من تلك الظاهرة، فممكن تكون طعناً في الشرف أو الإيقاع بين الأقارب، أو إطلاق الشائعات بين الصديقات مما يتسبب في تدمير العلاقة بينهن.

مؤكدة أن الغيبة والنميمة شيء مذموم ومنهي عنه في القرآن، فالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة نهت عن الغيبة والنميمة، وذكرت مخاطرها على الفرد والمجتمع، فنتائجه وخيمة قد تصل إلى طعن في الشرف بسبب الحسد والغيرة.

شارحة: فمثلاً تكون هناك شخصية محبوبة بين صديقاتها أو أقاربها، تأتي إحداهن بوازع الغيرة وتنشر شائعة عنها وأكاذيب حولها، فأكيد سوف تدمر حياة الفتاة. وأحياناً الغيبة والنميمة تتسببان في انفصال الزوجين من خلال إطلاق الأكاذيب حول خيانة أحد الزوجين للآخر، والسبب يعود إلى أن هذه الفتاة أرادت أن تكون هذا الشخص ولم يحالفها النصيب، فتسعى لخلق الشائعات وتدمر بذلك حياة أسرة.

مشيرة إلى أن الغيبة والنميمة أحياناً مصدرها الغيرة والحسد والكذب والافتراء، لأن الشخص الذي يلجأ لهذه الأساليب هو شخص مريض نفسي يتلذذ في إطلاق الشائعات والإيقاع بين الناس ببعضهم البعض ليشبع رغباته الشيطانية.

أصل الشرور:

وترى الأخت خلود محمد – طالبة، بأن الغيبة والنميمة أصل الشرور، وللأسف أغلبية الناس يسلكونها دون معرفة المخاطر المترتبة على الفرد والأسرة والمجتمع، في انتشار الفساد والموبقات.

مضيفة: ولعل ما يوجز آثارها المدمرة للمجتمع هي مقولة “معظم النار من مستصغر الشرر”، فمن يطلق الأكاذيب والشائعات لا يعي خطورة ما يسلكه في تدمير الفرد والأسرة والمجتمع، من خلال نشر الضغينة والحسد والغيرة، وبالتالي إثارة الأحقاد والجفاء والنعرات القبلية، التي من الممكن في أقل خسارة مترتبة عليها هي المقاطعة بين الأفراد، وأكبر آثارها الطعن في سمعة فتاة وقتلها أو إقامة الحروب من إشاعة الفتن بين الأفراد والقبائل.

وسائل الترويح :

وترى الأخت أروى علي قائد – ربة بيت أنه لا تخلو أي جمعة أو جلسة من الغيبة والنميمة، وخاصة بين النساء، حتى أصبح سلوكاً معتاداً يمارسنه النساء في الجلسات والجمعات ومع صديقاتهن أو زميلاتهن عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، كوسيلة من وسائل الترويح عن النفس، على الرغم من نهي ديننا الحنيف عنه ووصفه بمثابة أكل لحم الأخ المسلم ميتاً، وذلك لما فيه من مخاطر على الفرد والمجتمع.

موضحة بالقول: الصديقة تغتاب صديقتها ولا تجد في ذلك حرجاً، والأخ يغتاب أخاه، ولا تتورع إحداهن من نشر الأقاويل والشائعات التي قد تمس عرض الفتاة وشرفها، جراء فقط الظن بسلوكها أم بدافع الغيرة منها.

وقد توقع الأقاويل وتدق إسفين الفتن بين الأسرة الواحدة، فتحل الروابط الأسرية وتزرع الأحقاد بينهم، ويفرق بين الزوج والزوجة والله وأخيه، وقد تصل إلى التوترات بين القبائل والعشائر وتحدث جرائها اشتباكات.

زر الذهاب إلى الأعلى