استطلاعات

المخيمات الصيفية.. تطوير وتحسين مهارات الطلاب

استطلاع/ حنان فضل

في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، يظل الأمل موجوداً ولو بصيصاً، وهناك مجهود كبير في إعادة دور المخيمات الصيفية في جميع محافظات الجنوب، لأهميتها ودورها الكبير في رفع كفاءة الطلاب وتطوير مهارات الشخصية.

تحسين مستوى الطلاب

قالت الأستاذة إيمان محمد موسى، رئيس دائرة التعليم في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي: إن للمخيمات الصيفية دوراً هاماً ومتعدد الأوجه، من خلال توفير فرص تعليمية إضافية خارج المناهج الدراسية، مما يساعد على تطوير مهارات الطلاب الشخصية والاجتماعية، وتعزز المهارات الحياتية لديهم، كالقيادة والتواصل والعمل الجماعي، كما تعزز فرص تنمية مهاراتهم الإبداعية، من خلال المشاركة في الأنشطة الفنية والرياضية، وتعزز الثقة بالنفس في المشاركة وفي التحديات المختلفة.
فمن خلال هذه المخيمات يمكن للطلاب والطالبات اكتشاف مواهبهم وقدراتهم الإبداعية عن طريق الأنشطة المتنوعة التي يقدمها المخيم، مثل الفنون والرياضة والمسرح وغيرها.

توفر المخيمات برامج تعليمية مكثفة لمراجعة الدروس التي لم يتمكن الطلاب من دراستها بسبب الإضرابات والإجازات، حيث تعمل على تغطية هذا الفاقد التعليمي من المناهج الدراسية، بطرق مبتكرة تنشيطية محفزة، تهيئة للدراسة للعام الجديد، مما يساعد على استعادة ما فاتهم من معلومات ومهارات.
إذ نركز على تطوير المهارات الأساسية في مواد مثل الرياضيات، واللغتين العربية والإنجليزية، والعلوم، ونهج القراءة للصفوف الأولية، مما يساعد على تحسين مستوى الطالب.

وقد حرصت دائرة التعليم في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، تحت رعاية الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، على الإشراف على تنفيذ المخيمات الصيفية التعليمية لهذا العام، بحيث تشمل كل محافظات الجنوب. وبالفعل تم التدشين في العاصمة عدن بإنشاء مخيمات للطلاب والطالبات في مختلف المراحل.

وتم تدشين المخيمات الصيفية خلال شهر يوليو في كل محافظات الجنوب، والتي تأتي في إطار حرص القيادة على تشجيع هذه المخيمات لما لها من أثر كبير في تطوير كفاءة الطلاب وتحسين مهاراتهم وتنمية وعيهم الوطني والانتماء له، وفي تطوير المخرجات التعليمية.

إظهار وصقل مهاراتهم

قال الدكتور جواد مكاوي: المخيمات الصيفية لها أهمية في جسم وعقل وسلوك الأطفال، فهي ليست مخيمات للتنزه والسياحة وتمرير الوقت للتسلية والترفيه والمرح، إنها مرحلة تعليمية مكملة لدور المدرسة ولكن بصورة أوسع وبمساحة ليس لها مثيل، من خلال استغلال الفرص المتاحة لإظهار المواهب الشابة والتي أحياناً تسبق عمرها الافتراضي، من خلال الاحتكاك والتعامل والمشاركات والأنشطة الثقافية والفنية والأدبية والفكرية والرياضية، وغيرها من مواهب الأطفال الدفينة والتي تساعد الظروف المحيطة بالمخيمات
الصيفية لها بإظهارها وصقلها وبلورتها من خلال القائمين على المخيمات.

تعويض الفاقد التعليمي

وأشار الأستاذ أكرم الحريري مدير مدرسة الجلاء بخور مكسر: كما تسهم المخيمات في تعويض الفاقد التعليمي الذي حدث خلال فترات الانقطاع، من خلال تقديم محتوى تفاعلي بأساليب تعليمية حديثة ترتكز على التحفيز والتشجيع، لا على التلقين والحفظ، وهذا من شأنه أن يعيد للطلاب الحافزية ويرمم ما فقد من مهارات ومعارف خلال العطل والإضرابات.
أما فيما يتعلق بإقامة هذه المخيمات في باقي محافظات الجنوب، فالإجابة تعتمد على مدى توفر الدعم والاهتمام من السلطات المحلية والجهات الشريكة في كل محافظة. ونأمل أن تعمم هذه التجربة لتشمل كل المحافظات، لأنها ليست ترفاً تربوياً بل ضرورة وطنية وتربوية لمواجهة التحديات التي تعصف بقطاع التعليم.

إننا بحاجة ماسة إلى أن تتحول هذه المبادرات من مناسبات موسمية إلى برامج وطنية مستدامة، تبنى على رؤية واضحة وتنفذ بخطط مدروسة، حتى نستطيع فعلاً أن ننشئ جيلاً منتجاً، مبدعاً وواعياً، قادراً على بناء وطنه والارتقاء به.

وواصلت الدكتورة صوفيا الهدار: نرجو من الجهات المسؤولة ووزارة التربية والتعليم تقديم حلول عاجلة لإنهاء الإضرابات المتكررة في مدارس محافظات الجنوب، بما يحفظ حقوق المعلم ويمنع توقف العملية التعليمية، بالإضافة إلى دعم المخيمات الصيفية لتقوم بأدوارها وتحقيق الأهداف المرجوة منها. كما نؤكد على المشاركة المجتمعية في تحسين المخرجات التعليمية من خلال توجيه المبادرات المجتمعية نحو دعم المخيمات الصيفية لتحقق أهدافها التربوية على أكمل وجه.

وأشار التربوي الأستاذ فيدل عبدالله البشيري:
في ظل الأوضاع التعليمية التي تعيشها مدارسنا من إضرابات متواصلة والفراغ الذي أحدثته تلك الإضرابات والذي تسببت في حرمان الطلاب من حقوقهم المشروعة في التعليم، وذلك بسبب هروب المجلس الرئاسي والحكومة من مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه حقوق المعلمين والطلاب. يظل الطلاب يبحثون عما يعوضهم ولو جزءاً بسيطاً مما فقدوه وحرموا منه من تعليم وتربية ومهارات علمية وتربوية.

بناء شخصية متوازنة

ومن جانبها، قالت ندى الشعبي، المدير التنفيذي لمؤسسة أسرتي لرعاية الطفل والأسرة: تساهم المخيمات الصيفية في بناء شخصية متوازنة تجمع بين الجانب التعليمي والمهارات الحياتية، وتحفّز الطالب على استثمار أوقات الفراغ بشكل إيجابي وإبعاده عن السلوكيات السلبية.

كما تعد المخيمات الصيفية منصة شاملة لتطوير قدرات الطلاب في مختلف المجالات، وتعزز الانتماء المجتمعي، من خلال أنشطة العمل الجماعي والتطوعي، كذلك تساهم في اكتشاف مواهب وقدرات للطلاب قد لا تظهر في المدرسة التقليدية،
وتدعم الصحة النفسية والجسدية عبر الأنشطة الترفيهية والرياضية.

وفي الختام عبرت الأستاذة راندا عبدالعزيز الذبحاني، أستاذة رياضيات، عن رأيها بالقول: نرحب بكل عمل يعين الطالب على التطور وزيادة خبراته، وتعتبر هذه المخيمات مفيدة بالذات أن القائمين عليها هم معلمون أفاضل وذوو خبرة عالية وقادرون على إيصال المحتوى للطلاب وتحفيزهم على حب المشاركة، وإعطاء آرائهم وإظهار مواهبهم.
نحن نؤيد إقامة مثل هذه المخيمات، وسنعمل على إنجاحها، ونحث أبناءنا على الالتحاق بمثل هذه المخيمات.

زر الذهاب إلى الأعلى