تقارير وحوارات

تستهدف أخلاق شبابنا.. «منظمات ماسونية عالمية» كيف نواحهها .. ؟

كريتر نيوز/سمانيوز / تقرير/ مرسي جميل

 بينما نحن مشغولون في حرب القمح والحبوب الأوكراني، تستمر المنظمات الماسونية في تنفيذ مخططات تحرير الأجيال من قبضة الأبوين واستدراجهم إلى عالم الحريات الجنسية الذي يخلو من أي قيود تفرض على قاطنيه، تحت مسمى الحرية الجنسية والخروج من القيود والرقابة الأبوية، حيث صيغت تلك التشريعات باحترافية كبيرة من قبل أساتذة في القانون الدولي مستخدمين المحاكم الدولية لفرض تلك النصوص والبنود الحديثة على جميع الدول الغربية والعربية. 

– فرض القوانين : 

 لقد فرضت تلك القوانين في دول الغرب لتمنع الآباء من ملاحقة الأبناء والولوج إلى الممنوع أو التدخل في حياتهم الشخصية كما يسمى في القانون الدولي الحديث، حيث استطاع الأبناء من كسر القيود التي كانت تفرض عليهم من قبل أولياء الأمور وهي متابعة أبنائهم صغار السن وتتبع خطاهم حتى لا ينحرف أو يذهب إلى طرق كبيرة عن فهمه أو فكره الصغير للحياة ، ولا نجد أي شيء غريب في الأمر فمنذ نشأة الخليقة يستمر الآباء في ملاحظة أبنائهم ورعايتهم وترشيدهم وتقديم النصح في معظم الأوقات، حتى لا يقع الطفل في مستنقع الضياع وينحرف عن مسار الأخلاق والأنظمة التي يعيش عليها جميع من في كوكب الأرض. 

 فهناك من يمنع طفله عن السجائر أو الخمور أو أي نوع من المسكرات أو المخدرات التي تنهي حياة شبابنا في عمر مبكر جداً، وذلك عبر النصح وتقديم البراهين والأمثال لمن سبقوهم في تعاطي تلك الآفة، والبعض الآخر من الآباء يعمل على مراقبة أبنائه، وعندما يتم كشف عمل مخل أو منحرف يقوم بتأديب ابنه بطرق عديدة تختلف في مجتمعات الغرب عن الشرق، فلا نجد في ردة فعل الآباء غير اختلاف الفكرة سعياً إلى  إعادة الأبن لرشده مرة أخرى ومنعه عن فعل الغلط وإعادة النظر في أفعاله مستقبلا، ويأتي أيضا مراقبة الفتيات وهي من أصعب الأمور للآباء في هذا الزمن، فقد أصبحت التكنولوجيا تبيح وتعرض كل ماهو محظور على الفتيات القصّر أو العفيفات في كل موقع إلكتروني من عالم الإنترنت والقنوات الفضائية، حيث يتعمد القائمون على إدارة تلك المراكز الإعلامية إلى توحيد الشكل الفكري في جميع أنحاء العالم دون التمييز إلى الأعمار الصغيرة القاصرة أو الديانات والعادات والتقاليد فهي تعمل على تقوية مفهوم البنات عن الحريه الشخصية وعدم السماح للابوين التدخل في حياتها الشخصية التي يجب أن تختارها بنفسها، مما يعمل على انتزاع القيود بين الفتاة وولي الأمر والبدء في المطالبة بحقوق تغيير المظهر واللبس المخل للعادات والتقاليد، والبحث عن رفيق لها يبادلها تلك الكلمات والإحساس بالرومنسية التي شاهدتها عدة مرات عبر السوشيال ميديا عن الكثير من الفتيان الذين يتعاملون برومانسية العصر، ورفع الرغبة للجنس الناعم في الوصول لهذا الشكل المباح  .

– هل سيتم اعتماد تلك القوانين في البلدان العربية ؟ 

في غالب الأمر سيتم ذلك عبر الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان كما اشتهرت  بذلك الاسم ، نحن رواد العالم الثالث نتلقى دستور وقوانين حياتنا في بلداننا عبر المجتمع الدولي الذي سعى منذ زمن بعيد إلى إفقارنا عن أي قرارات منفردة تعمد على تسيير المجتمعات العربية بما لا يتناسب مع عادات وتقاليد حياتنا الإسلامية ،فهناك أنظمة عربية رفضت أي تدخل دولي في صياغة وإضافة بعض البنود في الدساتير العربية، وكانت نهايتها التمزيق وإشعال الحروب لقلب نظام الحكم وإحلال البديل المطيع للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان .

– من هي الدول العربية التي سبقت في تشريع تلك القوانين؟ 

أربع دول عربية حتى يومنا هذا قامت بتلك التشريعات ولم تعلنها جهراً لما ينعكس سلباً عليها في حالة الإشهار بذلك، ولكن نستطيع من خلال مراقبة القضايا التي بدأت في الظهور على الساحة القضائية لبعض الدول الشعور بأن القوانين الدولية التي تشّرع تلك المزاعم قد استطاعت  التوغل في ديار العدل العربية والإسلامية، ونحن في دولة الجنوب لم يتم البث في هذا الأمر نتيجة تحفُّظ مجتمعنا وقيادته وعدم استطاعة أي مسؤول في الدولة المبادرة في إحلال ذلك المشروع خشية التداعيات وردود الأفعال القوية التي ستطيح بأي نظام يبحث عن حرف إدارة نظام التربية والأخلاق العربية في منازل المسلمين والعرب .

كيف نعلم بأن دولة عربية تنصاع لتلك القوى الإقليمية وماهي الدلالات على ذلك؟ 

إذا تم تغيير نظام ودستور بلد عربي بين ليلة وضحاها، فاعلم جيدا أن تلك الأنظمة قد انصاعت للقرارات الدولية في تحويل طرق عيش المواطنين وتسخير كل المحظور وإباحة كل المحرمات. 

وهناك دول قامت على تلك التغييرات وبقوة، حيث استطاعت من قلب نظام الحكم من إسلامي إلى انفتاح وتخالط وانجرار والابتعاد عن أي قيود وتجد أن السلطة الحاكمة هي من تشجع الشباب والأطفال على الانفتاح، وتحميهم من الآباء بدريعة الحرية والتطور  الغربي، وتلك كارثة عظمى حين تمنع المرأة عن أبسط حقوقها وتمنعها من الخروج من منزلها بدون محرم أو رجل من أسرتها، واليوم تسمح لها في الخروج ببنطلون دون أي غطاء على جسدها والرقص حتى مابعد منتصف الليل في الملاهي الليلية، وتشرع التخالط بين الجنسين وبالأمس لم يكن لتلك المرأة حق بالكشف عن وجهها الذي أحله الإسلام، هنا نستطيع التعرُّف عن خطر التدخل في فرض قوانين تسهم في ضياع الأجيال وتفكك الأسر في الوطن العربي .

– كيف أحمي أبنائي من خطر التحريض ضد الآباء؟ 

يجب علينا جميعا كآباء أن نوسع رقعة النصح والحشو الفكري للأجيال عبر منابر المساجد المنتشرة في دولنا ومن خلال المناهج التعليمية، أيضا يجب تخصيص دروس ومقررات تعليمية تحثُّ على الانصياع للآباء، وعدم الخروج عن القرارات التي تُتخذ بحقهم كأبناء مهما كانت شديدة أو تعسفية.

 يجب الانصياع والطاعة كما علّمنا نبينا المصطفى صلِى الله عليه وسلم لتعاليم ديننا الحنيف والطاعة للوالدين هي من طاعة الله عز وجل  ورسوله الكريم ، يجب أيضا أن تبادر حكومات الدول العربية إلى توحيد القرار في تلك المزاعم المنحرفة عن الأنظمة العربية والإسلامية، ومطالبة بقية الأعضاء في الوطن العربي إلى العودة للرشد وتعديل مفاهيم الحريات والقوانين التي تشرِّع إلى خلق تمرد بين الأبناء و الآباء، وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي ، فإذا نظرت تلك المجتمعات المتحفظة إلى الأخرى المنفتحة بعد الإغلاق التام الذي كانت تعيش فيه وحذت حذوهم بقية الشعوب المتعطشة للحرية يعتبر الضياع في الحياة. 

أبناؤنا أمانة في أعناقنا أخي القارى، يجب علينا الدفاع عنهم بأي شكل من الأشكال حتى نضمن بقاءهم على نهج الإسلام والعروبة، وذلك يعتبر من أشد المهام التي تقع على عاتق كل أب أو أم في زمن الانفتاح والتمرد للأبناء، لهذا يجب عدم التساهل أو الاتكال على أنظمة الدولة في حماية أبنائنا أو ترشيدهم ووضعهم في المسار الصحيح، فقد تم غزونا من كل الاتجاهات ولا نعلم إذا استطاع العدو الولوج إلى انظمتنا أم لا لهذا لن يصنع الرجال غير الآباء، ولن تربي المرأة غير النساء ومنذ القدم كنا و مازلنا على نهج الأجداد. 

– الوقاية من ذلك : 

تلك مهام وزارة الثقافة والإعلام ويتلوها  وزارة الأوقاف ، المهام الموكلة على عاتق تلك الوزارتين كبير جداً وهي أهم أعمالها، حيث يجب أن تتحمل المسؤوليات والتداعيات التي تنجم عن أي عادات أو دواخل في مجتمعنا، حيث يترتب على الإعلام حصر ومراقبة المواقع الإعلامية والقنوات الفضائية بما تقدم من مواد مقروءة أو مسموعة أو منظورة، ويجب التشديد وعدم السماح بالولوج في مثل تلك الأشياء المخلة لمجتمعنا الإسلامي ونشر البرامج المضادة لذلك وهي عبارة عن مسلسلات توعوية وإرشادية ورفع النموذج الأخلاقي الذي يجب أن يكتسب من الأبناء تجاه الآباء. 

أما وزارة الأوقاف هي الهيكل الرئيسي في تعليم الأبناء طاعة الوالدين، والطاعة ليست مجردة من أي مطالب مرفوضة فيجد الابن سبيلاً للعصيان ، بل يجب وضع الطاعة من أساسيات العبادة للأبناء وإرشادهم عن طريق الحلقات الإسلامية في المساجد والمدارس، فالطالب هو حوض العلم والمعرفة، فإذا تم التركيز على هذه القضايا في مدارسنا ودور العبادة لاستطعنا من تحقيق إنجاز كبير في فكر الطالب وهو يحمل فكرة التخلي على تلك العادات السيئة التي يروِّج لها العالم الضال الساعي للولوج إلى قعر منازلنا.

زر الذهاب إلى الأعلى