مع طفرة الألبسة النسائية المستوردة كالعبايات المطرزة والمشجرة.. انقراض شبه كلي للشيدر العدني في الجنوب.
كريترنيوز/صحيفةشقائق/تقرير/خديجة الكاف
ظهر «الشيدر العدني» في أربعينيات القرن الماضي وما قبله بالعاصمة عدن حسب المؤرخين فقد اختفى هذا اللبس حتى شارف على الانقراض وصار شيئا من الماضي مع الطفرة في ظهور الألبسة النسائية المستوردة منها كالخليجية مثلاً وحاجة النساء إلى العباية لما لها من مميزات تراها الكثيرات مناسبة.
والشيدر العدني وصل إلى ذروته بتاريخ 1940م وهو عبارة عن قطعة قماش أسود اللون تلبسه المرأة في أقل من متر و‘‘70’’ سم تقريباً ويتخذ الشيدر ملمس يشبه الحرير تلبسه المرأة فوق لبس أخر يسمى ‘‘الدرع’’بحيث تضع يمناها على الشيدر تحت الدقن بحيث يستمر في تغطية الرأس ما دون الوجه أحياناً ويغطى أحياناً أخرى ويسراها تستمر في الإمساك بالشيدر من منتصفه إلى جانب تأبطها على ترهلات الشيدر وأحياناً تكون مهمة اليد اليسرى أو اليمنى في مهمة حمل الأغراض حسب رغبة المرأة مع الاستمرار في إمساك الشيدر من الرقبة وعادة ما تسير المرأة التي ترتدي الشيدر ببطء على خلاف من يلبسن العباية.
ورغم تزاحم محلات الملابس النسائية في سوق ‘‘البز’’ بكريتر إلا أن الحصول على محل عبايات يبيع الشيادر فلن تجد ذلك لكون أغلب المحلات يبيعون العبايات حق الموضة.
ومن خلال جولتي في أسواق كريتر وأثناء تسوقي في إحدى محلات العبايات ‘‘ رأيت النساء لا يطلبن الشيدر، بل تنحصر نسبة الإقبال على العبايات المطرزة والمشجرة والتي يصل بعضها إلى ‘‘20-50’’ ألف ريال يمني علماً بأن أغلب الزبائن هن نساء ما دون الثلاثينيات.
تقول الحاجة «عيشة» من حافة القطيع ارتدائها للشيدر بشكل مستمر اعتدتُ على ارتداء الشيدر منذ أن كُنت فتاة في ستينيات القرن الماضي ووصولاً إلى اليوم لأني أراه الأنسب بالنسبة لي لسهولة لبسه وما يحمله من ذكريات جميلة) ،وهي من النساء اللاتي ما زلن يحتفظن بالموروث القديم لعدن رغم ظهور العباية وثورة الموضة بين أوساط النساء.
فيما تقول كاميليا كامل محمد سيف معدة برامج إذاعية : إنه حريم زمان مازلن يلبسن الشيدر العدني ولكن لاحبذا عودة ارتداء بنات هذا الجيل الشيدر العدني لكونهن لن يستطعن لبسه بالطريقة الصحيحة، وأضف إلى ذلك لأن عباياتهن أصبحت مثل الستائر مشجرة بشكل كبير. وتضيف قائلة: نوع القماش المستخدم في الشيدر العدني يستخدم في خياطة العباية وإنما لا أفضل ارتداء الشيدر العدني في الزمن الحالي .
وتقول الأخت نسيم أحمد سالم رئيس مؤسسة ارمان لتنمية المجتمع : الشيدر العدني هو حجاب المرأة في المناطق الجنوبية حيث يقول المؤرخ والكاتب العدني محمد أحمد البيضاني: “الشيدر العدني هو رداء الجمال والأنوثة فقد كان في الماضي يهز القلوب ويحرك الهام الشعراء الذين كتبوا الشعر وغناه الفنانون من وحي الخاطرة العدنية يصف جميلات عدن وهن يتمخطرن بالشيدر الأنيق”.
وعن اسم وتاريخ الشيادر ؛ يضيف المؤرخ البيضاني؛ “تسمية الشيادر تعود إلى الفارسية يطلقون عليه بـ‘‘الشادور ، والشيدر جاء إلى بلادنا من فارس” وتختار المرأة الجنوبية شيدرها بأناقة من قماش الحرير وتضيف عليه النقبة أو الخنة الشفافة التي تغطي بها وجهها، والتي عادة ماتكون سوداء أو ملونة بلون الدرع الذي يظهر جزء من ذيله من الناحية اليسرى مع اختيار صندل مناسب يظهر إناقة السيدة العدنية .
وتضيف أنه اليوم لم تعتد النساء يرتدينه إلا بعض كبيرات السن من الأمهات والجدات ولا تخلو يديها مع البناجر أو الشوالي والخواتم كاكسسوارات تكمل بها طلتها المميزة.