تصاعد وتيرة الاستخدام السلبي للسوشيال ميديا .. الأسباب والمعالجات!

كربترنيوز / تقرير
التريندات وملحقاتها من المباحات أو المحظورات للفت الانتباه واكتساب أكبر عدد من المشاهدات والإعجابات والمتابعين أصبح شغل المدمنين والصيادين على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً اليوتيوب والتيك توك، وللأسف أن بعض مستخدميها تخطى قواعد الأدب والدين وصار كل شيء في دستوره مباح يلهث خلف الوصول إلى الشهرة ، فبعض الفتيات خصوصاً المسلمات (موضوع بحثنا) ممن يتمتعن بمرجعيات دينية وتربين داخل بيوت مسلمة ولديهن معرفة مسبقة بالحلال والحرام، للأسف أن البعض منهن تركن الحشمة والحياء ومرقن من الدين كما يمرق السهم من الرمية وارخصن أنفسهن وتحولن إلى مجرد سلعة قابلة للعرض والطلب، كما تحول الروتين اليومي الاعتيادي لبعض البيوت ممن يمتلكون قنوات على اليوتيوب إلى مجرد تمثيل ولعب ولهو ينشرون كل كبيرة وصغيرة عن الأسرة ولاتترك مناسبة أو رحلة أو اجتماع أو طبخ أو هدية أو مقلب أو حتى صلاة أو حج بيت الله أو عمرة إلا أطلعت المشاهد على تفاصيلها ، فأفسدت حلاوتها الروحانية وعطلت فطرتها السليمة وحولت جوهر أسرار حياة البيوت الربانية إلى متجر ، لكسب الشهرة والمال لو على حساب التشهير بخصوصيات الأسرة وباتت سعادة الأسرة تكمن في كم عدد المشاهدات والعكس صحيح، فيما استخدمها بعض الإناث لإيصال رسائل إغراء سخيفة، وبحسب دراسة غربية افادت أن الأسر السعيدة على اليوتيوب هي أتعس الأسر على أرض الواقع.
الترويج لبعض الأفكار السلبية والكذب :
وبحسب مختصين أشاروا إلى أن البعض استخدمها لأغراض الترويج لأفكار سلبية ومغالطات تضر بالنسيج الاجتماعي والديني أو لطرح وصفات علاجية أو جنسية غير موثوق بها تؤدي إلى نتائج كارثية،
فيما استخدمها البعض لبث الشائعات الكاذبة عن موت الفنان أو لاعب كرة القدم الشهير فلان لغرض حصد أكبر عدد من المشاهدات غير مبال بالنتائج السلبية المترتبة على ذلك ، وكانت القرصنة والذباب الإلكتروني أكبر آفة تهدد مواقع السوشيال ميديا ،
فيما تحولت الجرأة في بعض الحالات والمواقف إلى وقاحة وإزعاج للسكينة العامة وأحياناً تسبب إحراجاً للناس في الشوارع عبر الحركات والمقالب السخيفة التي لايتقبلها البعض فتحدث ردات فعل عنيفة ، والبعض منها تركت أثرا سلبيا على حياة الضحية ، فالحياة على أرض الواقع ليس كما يتوقعها أبطال السوشيال ميديا أو كما ينقلونها.
مسابقات مشبوهة :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى قال : فمن أخرجه البخاري ومسلم.
والحاصل اليوم هو إتباع وانقياد أعمى خلف تقليد أولئك القوم الضالين،
والعجيب أن نشاهد من بناتنا من يقلدن ويدخلن في مضامير مسابقات مشبوهة الغرض منها الانسلاخ من الدين عبر استعراض بعض من مفاتن الجسد أيهما الأجمل أو الأكبر أو اللافت، مسابقات سخيفة لا تخلو من رسائل الإغراء ،
والأقرب مما ذكر هو البحث عن عريس أو شريك حياة أو الزواج عبر السوشيال ميديا لتصبح الحياة الاعتيادية إلكترونية يحكمها العالم الافتراضي على الشبكة العنكبوتية أو بمعنى أصح الانفصال عن حياة البشر الاعتيادية السائرة بحسب الفطرة الربانية ،
والأشنع مما تقدم هو انتحار بعض المراهقين على الهواء مباشرة بتقديم الروح قرباناً للشبكة لتخلد بداخلها إلى الأبد كونه بات منفصلاً عن العالم الواقعي منذ فترة زمنية طويلة ، وأصبحت الشبكة هي مسكنه وفيها محياه ومماته وفي شباكها أزهق روحه لأسباب تافهة.
ربط أفعال الخير والإحسان بالسوشيال ميديا :
لقد بلغ إدمان البعض مبلغه وصار لا يقوى على فعل شيء إلا أمام العدسات ، ليسجلها ثم يرسلها إلى الشبكة ومنها إلى القناة ليشاهدها وليصفق له القاصي والداني من تلك الأعمال الصدقات أو الإحسان إلى الناس أو فعل الخير بأشكاله المختلفة حيث يتحول بعضها إلى فضيحة وتشهير ببعض الأفراد أو الأسر الفقيرة المتعففة ، فيفسد العمل الصالح ويتحول إلى مجرد رياء ونفاق،
وفيما ذكر عن الحبيب المصطفى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ورجل تصدق بصدقة ، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ).
مصيبة على البعض :
لقد تصاعدت وتيرة الاستخدام السلبي للسوشيال ميديا بحسب ما أوردنا سابقاً وبحسب دراسات وبحوث فإن السوشيال ميديا يتحول إلى مصيبة على بعض مستخدميه الذين يبالغون في استخدامه بل ويربطونه بروتين حياتهم اليومية الأسرية أو في الشارع أو في العمل ، فيصبح قرينا إجباريا به تتحقق السعادة وبدونه تتراكم الأحزان والضجر ولابد من إظهار كل تفاصيل ما فعله في يومه على الشاشة، ما يؤدي إلى ضغوط نفسية وقلق مضاعف تحسباً للنتائج التي قد لا تكون مرجوة ، وكذا اضطرابات النوم والأرق، وتشتت الانتباه وتعريض بعض المراهقين للتنمر أو لنشر الشائعات ووجهات النظر غير الواقعية عن حياة الآخرين بهدف إبراز الذات والتسلق على ظهور الآخرين.
ختاماً .. للاستخدام السلبي للسوشيال ميديا عواقب ومضار عاجلة وآجلة إذا ما أدّت إلى الخروج عن قواعد الأدب والدين ونخص بالذكر الفتاة المسلمة التي كرمها الله بنعمة الإسلام وتكمن الحلول بالتقيد بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.