استثمار رخيص وغير أخلاقي لدماء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة..«الحوثي والقاعدة» دُمى إيران في المنطقة العربية.
كريترنيوز /صحيفة سمانيوز / تقرير
لقد استباح المحتل الصهيوني كل المحرمات في قطاع غزة ، وانتهك القانون الدولي والإنساني. داهم وقصف ودمّر المستشفيات بذريعة وجود أنفاق للمقاومة الفلسطينية تحتها. ولكنه لم يجد ذريعة يتحجج بها عند قصفه لمخيمات اللاجئين المشردين من بيوتهم في المدارس والمخيمات والمساجد ودور المسنين. أنهى كل مظاهر الحياة في شمال قطاع غزة وحوله إلى أرض محروقة ومدينة أشباح مرعبة غير آمنة ، ولاتصلح للسكن الآدمي. وأطبق حصارا خانقا على شمال وجنوب قطاع غزة وقسمت دباباته القطاع إلى شطرين شمالي وجنوبي ، وامعن في قتل الأبرياء أغلبهم من الأطفال والنساء والعزل المسالمين فهناك عشرات الآلاف بين شهيد وجريح ومفقود حتى الطواقم الطبية والإعلامية والإغاثية نالت نصيبها من آلة الحرب الصهيونية حيث قتل منهم المئات .
تنظيمات إرهابية عربية تشاطر الكيان الإسرائيلي ثقافة القتل :
في المقابل استغلت التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش ومليشيات الحوثي الوضع الدامي في قطاع غزة لجني ملايين الدولارات من جهات داخلية داعمة وابتزاز التجار ، واستعطاف رجال الخير عبر الاستغفال والترويج لبطولات وهمية ، والتسلق على جثامين الشهداء في فلسطين ومن جهة أخرى التسابق على شيطنة وتأطير الشباب وممارسة سياسة غسل الأدمغة بفكرة (قادمون يا أقصى) وشعارات أخرى زائفة معادية لإسرائيل مع أن تلك التنظيمات في الواقع متسالمة مع إسرائيل ، وتدار من داخل العاصمة الإيرانية طهران ولن تشن ضد إسرائيل أية هجمات موجعة ماغير السعي لجني المال ولإعادة سيناريو المجاهدين العرب التي لاتزال أغلب الدول العربية تعاني تبعاتها الدامية على الداخل العربي حتى اللحظة.
فشعار تلك التنظيمات غير منسجم مع أفعالها على أرض الواقع.
ويربطها بحسب مختصين بالكيان الإسرائيلي وإيران قاسما مشتركا واحدا ألا وهو تدمير الأجهزة العسكرية والأمنية بجميع البلدان العربية عبر تكفير الحكام العرب لشرعنة قتل الجنود وكل من ينتمي للأجهزة العسكرية والأمنية العربية باعتبارهم (عسكر يحمون الطاغوت). وبحسب مختصين أكدوا أن الشعارات التي تتشدق بها تلك التنظيمات الإرهابية مأخوذة من شعارات الحرس الثوري الإيراني.
حيث يحرص تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بشكل دائم على تذييل كل إصداراته المرئية والمقروءة بعبارة (قادمون يا أقصى)، كما كرّس التنظيم الصفحة الأخيرة من مجلة إنسباير التي كان يصدرها باللغة الإنكليزية (بين عامي 2010 و2017) لإعادة التأكيد على التزامه بتحرير الأقصى في إشارة إلى أن تحرير الأقصى من أولوياته أو من أهدافه الرئيسية. ولكن منذ ذاك التاريخ لم نسمع أن تنظيم القاعدة أصاب جنديا إسرائيليا أو استهدف أي من مصالح إسرائيل حول العالم ماغير عمليات انتحارية إجرامية شبه مستمرة تستهدف القوات المسلحة الجنوبية .
استهداف العالم بأسره باستثناء إسرائيل :
وبحسب المصدر دعا تنظيم القاعدة (الأم) أنصاره والمتعاطفين معه إلى شنّ هجمات ضد أهداف يهودية ، وقال التنظيم في بيان ركيك أصدره تزامنا مع الهجوم على غزة عبر قنوات الدعاية التابعة له ليمتد الجهاد ضد اليهود المعتدين وحلفائهم إلى كل أرض وبحر وسماء و أنه يتعين على أبناء الإسلام مهاجمة الصهاينة في أماكن مثل شوارع دبي وأبوظبي والسعودية والبحرين. حسب ما ورد في البيان. ولقد استثنى البيان مهاجمة إسرائيل في عقر دارها ، واقتصر بيانه على الدول العربية.
وأضاف المصدر : برغم أنّ تنظيم القاعدة يضع نشاطه داخل البلدان العربية والإسلامية، في سياق التمهيد لهدفه أو شعاره (تحرير الأقصى)، على اعتبار أن أنظمة هذه البلدان عميلة لـ (النظام الصهيوني) إلا أن بقاء إسرائيل بمنأى عن نشاطه المباشر وعن محاولاته على الدوام أمر مثير للريبة. فمنذ تأسيسه، لم ينفذ فرع تنظيم القاعدة اليمني عمليات تذكر ضد إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أو خارجها.
ولا بد من الإشارة إلى أنه وعند الحديث عن هذا الفرع لا يشكّل عامل الموقع الجغرافي عائقا بالنسبة إلى النشاط العملياتي. إذ عُرف تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بتنفيذ عمليات عابرة للحدود، بل أن هذه الميزة جعلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تصنفه كأثر أفرع التنظيم خطورة. لاسيما وقد وصلت عملياته من هذا النوع إلى المملكة المتحدة، وإلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى فرنسا وأيضا إلى المملكة العربية السعودية وفي طريق وصولها إلى هذه البلدان مرت كذلك ببلدان أخرى رغم تشديد الإجراءات الأمنية فيها كهولندا، لكنها لم تصل إلى إسرائيل؟ ولا إلى أهداف إسرائيلية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة؟
الحوثي لايمثل خطراً على إسرائيل :
في الجهة الأخرى جماعة الحوثي ترفع أيضا شعار الموت لإسرائيل واللعنة على اليهود لكنها لم تنفّذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل إلا مؤخراً بإيعاز من إيران كما فعلت مع وكلائها الآخرين في العراق ولبنان وسوريا لتنفيذ عمليات مماثلة، بهدف حفظ ماء وجه (محور المقاومة) وبحسب المصدر نفسه يعتقد خبراء أنّ هجمات الحوثيين رمزية ولا تمثّل خطراً على إسرائيل. لكن لا يمكن إغفال أنّ الجماعة لم تستهدف إسرائيل في إطار طموحاتها الشخصية للانتماء لـ (محور المقاومة) وتعزيز شروطها في المحادثات اليمنية وحشد جمهورها المحلي، وإنما أيضا خدمة لمشاريع جهة التمويل والتبني جمهورية إيران الإسلامية. فإيران لا تهدف في الأساس إلى تحرير الأقصى بقدر ما تهدف إلى توسيع دائرة نفوذها الإقليمية وكسب تعاطف الجماهير من خلال جماعات دينية متطرفة شيعية وسُنية. ولقد أعلن الرئيس الإيراني بوضوح في تصريحات أخيرة لقناة الجزيرة ألا صلة لطهران في عملية طوفان الأقصى، على الجانب الآخر قد ينفذ الحوثيون هجمات ضد من يصفوهم بـ (مرتزقة إسرائيل وأمريكا) من خصومهم المحليين والعرب لاسيما وقد هدد مؤخراً مسؤول حوثي بارز بشكل صريح بفعل ذلك مضيفاً من المهم الإشارة هنا إلى أنّ شعار (قادمون يا أقصى) الذي تذيّل به القاعدة إصداراتها، سبق وأن رفعه (روح الله الخميني)، بصيغة قريبة نصها : (يا قدس إننا قادمون).
ختاما .. تظل ثقافة القتل والبروباغندا الإعلامية قاسما مشتركا يربط التنظيمات الإرهابية العربية القاعدة وداعش والحوثي بالكيان الإسرائيلي ، ولكن المستهجن أكثر أن تلك التنظيمات لاتزال تستغفل بعض الشباب العربي خصوصا في اليمن الشقيق.