عودة النقابات الجنوبية إلى الواجهة .. تعزيز للهوية الجنوبية وبناء المؤسسات.
كريترنيوز/صحيفة سمانيوز / تقرير/ حنان فضل
بعد ثلاثين عاماً من التدمير والتهميش والإقصاء ، حان الوقت أن تعود هذه النقابات إلى دورها الريادي والفاعل لتحقيق أهدافها المنشودة، وهو استعادة دولة الجنوب والدفاع عن حقوق العمال ، وهي واجهة أساسية لتعزيز الهوية الوطنية الجنوبية وأيضاً تعزيز للمواقف البارزة في بناء المؤسسات.
وحتى لا نخرج عن الموضوع جعلنا أهمية النقابات ودورها الريادي تتحدث عنها تلك النقابات الذين لهم بصمات لامعة في مجال استعادة حق والدفاع عن حقوق العمال ، وكيف كانت خلال فترة الوحدة اليمنية من التهميش والإقصاء الذي طال النقابات في الجنوب.
والبداية تأتي مع الباحث والناقد حسين سالم صالح الوحيشي الذي تحدث قائلاً :
عودة النقابات الجنوبية إلى الواجهة يمكن أن تكون خطوة هامة في تعزيز الهوية الجنوبية الحضارية والحقوقية القانونية السلمية.
فالنقابات العمالية لعبت دورًا طليعيًا في تحقيق الحقوق العمالية والقضايا الوطنية. وقد كانت هذه النقابات الست والاتحاد العام للعمال الطليعة الفكرية والميدانية التي قادت حركات العمال وشحذت هممهم وحماسهم للدفاع عن مصالحهم والتصدي للظلم والاضطهاد.
من خلال التنظيم والتحشيد والقيادة الجماهيرية، نجحت النقابات في توحيد صوت العمال ، وتعزيز وعيهم بحقوقهم. وقد أسهمت هذه الحركات العمالية في صناعة التغيير الاجتماعي والسياسي، حيث خرجت منها التجمعات السياسية التي شكلت المجتمع المدني الحضاري السلمي والمدنية .
بهذه الطريقة ساهمت النقابات العمالية في تعزيز الحقوق الشعبية وبناء المجتمع المدني الحضاري.
وقد أصبحت هذه الحركات العمالية جزءًا لا يتجزأ من النضال الشعبي والديمقراطي، وناصعة الأهمية في تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية.
يجب أن نلاحظ أن النقابات العمالية أداة قوية للتغيير الاجتماعي ، وحماية حقوق العمال وتعزيز التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
ويمكن للنقابات أن تلعب دورًا فعالًا في دعم حقوق الإنسان ، ومكافحة قضايا مثل الاتجار بالبشر وعمالة الأطفال والفصل التعسفي.
كما يمكن أن يكون لها دور في محاربة الفساد ، وتعزيز الشفافية في المؤسسات العامة والخاصة.
بعد ثلاثين عامًا من التدمير، يمكن أن تساهم النقابات الجنوبية في بناء المجتمع وتعزيز المؤسسات الدولية المنشودة.
ومن خلال تنظيم العمال والعمل على تحقيق مطالبهم، يمكن أن تساهم النقابات في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك تمكين النقابات أن تكون أداة المجتمع المحلي وتعزيز الوعي بحقوق الإنسان والمشاركة المدنية من خلال تنظيم حملات توعية وتدريب الأعضاء، كما يمكن للنقابات أن تساهم في تعزيز الوعي بالقضايا الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي تعزيز المجتمع المدني والمشاركة الديمقراطية.
من الضروري أن تتم عودة النقابات الجنوبية على أسس ديمقراطية وشفافة، وأن تعمل على تحقيق مصالح العمال وتعزيز حقوقهم. يجب أن تكون هذه العودة مصحوبة بتعزيز المساواة بين الجنسين واحترام حقوق العمال وتعزيز العدالة الاجتماعية.
باختصار، عودة النقابات الجنوبية إلى الواجهة يمكن أن تكون جزءًا من عملية شاملة لتعزيز الهوية الجنوبية الحضارية والحقوقية والسلمية. يمكن للنقابات أن تساهم في محاربة الظلم والفساد وتعزيز المشاركة المدنية وبناء مجتمع مستدام وعادل.
فيمل تحدث الأخ سامي عيدروس خيران رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب بالقول : ساهمت النقابات الجنوبية بشكل فعّال في تعزيز الهوية الجنوبية من خلال المرافق والمؤسسات الجنوبية ، حيث شكلت النقابات الجنوبية الرافد الأساسي والفعّال في الثورة الجنوبية وتفعيل مبدأ الهوية الجنوبية في المرافق والمؤسسات والعمل على بناء المرافق والمؤسسات بعد عملية التدمير والتخريب الممنهج الذي قامت به عصابة صنعاء بعد عام 90 م ، وتدمير أهم مرافقنا ومؤسساتنا مثل الميناء والمصافي ونعمل نحن الآن على إعادة دور هذه المؤسسات والمرافق بإعتبارها الرافد الأساسي والهام للاقتصاد الجنوبي وصولاً لبناء دولة جنوببة مدنية قوية تقوم على مبدأ الشفافية مكافحة الفساد والقضاء عليه بعد انتشاره بشكل كارثي في مرافقنا ومؤسساتنا الأمر الذي جعل هذا الأمر من أولوياتنا ، والذي به سنبدأ من ضرب هذا السرطان المستشري في شرايين مرافقنا ومؤسساتنا.
وأكد في حديثه أن مكافحة الفساد والقضاء عليه مسؤولية كل مواطن جنوبي شريف يحمل القضية الجنوبية في قلبه وعقله ، لأننا لن نستطيع من بناء دولتنا الجنوبية إلا بعد القضاء على هذه الآفة. والنقابات الجنوبية لن تتخلى عن واجبها الوطني المقدس في بناء مرافقنا ومؤسساتنا الجنوبية القوية للوصول للدولة الجنوبية الحديثة .
إن أرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة لن يأتي إلا من خلال بناء مؤسسات قوية وهذه المؤسسات لن تأتي إلا من خلال نقابات وطنية قوية هذا الأمر الذي نعمل به ونقوم به في كل مرافقنا ومؤسساتنا لبناء الإنسان والكادر الجنوبي الوطني والكفاءة الوطنية الجنوبية التي بها تتميز مؤسساتنا الجنوبية ومن خلالها سنعمل على إعادة ماخربه الأعداء وبناء مستقبل واعد لأجيالنا القادمة.
أما الأستاذة حنان محمد فارع نائب رئيس لجنة التربية والتعليم العام والفني بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي تقول :
وصلت النقابات الجنوبية أوج قوتها في نضالها الحقوقي والسياسي في خمسينيات القرن الماضي، حيث شاركت الحركة النقابية في النضال السلمي إبان الاحتلال البريطاني، وفيما بعد أصبحت رافداً أساسياً للاستقرار والحفاظ على المكتسبات التي حققتها الدولة في الجنوب منذ الاستقلال وحتى عام ١٩٩٠م، ومن بعد هذا العام اتخذت النقابات مساراً آخر تمثل بسيطرة الأحزاب السياسية الشمالية على النقابات اليمنية وتسيسها لتحقيق مصالح حزبية وسياسية ضيقة واستخدام النقابات كورقة ضغط سياسية، وتحولت النقابات إلى ساحة عراك حزبي أدت إلى انقسامات متعددة، مما خلق فجوة بينها وبين من تمثلهم من موظفين وعمال.
حيث أن النقابات الجنوبية بشقيها المهني والعمالي أمامها اليوم تحديات كبرى تتمثل في السعي لإثبات نفسها كممثل شرعي عن العامل والموظف الجنوبي بعيداً عن النقابات اليمنية المُسيسة، كما لابد لها من كسب ثقة ممثليها من خلال دفاعها عن حقوقهم ، ورفع المظلوميات عنهم، والسعي إلى التفاوض الجاد مع الحكومة للمطالبة بحقوق الموظفين والعمال الجنوبيين سواء الحقوق المادية أو الحقوق المعنوية المتمثلة بالترقية في الوظيفة العامة وهو ما حُرم منه الموظف طوال سنوات عديدة، كما أن هناك ملفات تتعلق بمظلوميات مارسها النظام السياسي في الشمال تجاه الموظفين الجنوبيين في الوظائف العامة والسلك الدبلوماسي، ولابد من رصد وتوثيق كل تلك الانتهاكات.
النقابات الجنوبية ينبغي أن تستعد للمرحلة القادمة من خلال رؤية واضحة حول أوضاع العمال والموظفين وكيفية إصلاح كافة الاختلالات وانتزاع الحقوق وضمان الحريات، مع العلم أن العديد من القوانين واللوائح التي تنظم العمل النقابي تحتاج إلى إعادة نظر وصياغة جديدة تتواكب مع المستجدات، هذا ناهيك على أن العناصر النقابية عليها التحلى بالقدرة على التفاوض والتواصل الجيد والإلمام بثقافة العمل النقابي الصحيح.