تقارير وحوارات

أهداف استراتيجية مريبة.. “أمريكا والحوثي” .. استثمار متبادل للحرب في غزة.

كريترنيوز / تقرير

مصائب قوم عند قوم فوائد،

القتل والدمار لأهالي قطاع غزة والدحبشة والسرقة والغنائم وجمع التبرعات لمليشيات الحوثي (بجاحة وقلة حياء) وتسلق على ظهور الرجال.

غزة مدينة منكوبة يحاصرها الموت والدمار من جميع الجهات. وبغض النظر عن عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا بنيران المحتل الإسرائيلي الجوية والبرية والبحرية الذين تجاوز عددهم بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها عبر منصة تلغرام قالت فيه : بلغت حصيلة العدوان على غزة 22.835 شهيدا، و58.416 إصابة. ويراه مراقبون عدداً قابل للزيادة في ظل استمرار العدوان على القطاع خلاف المفقودين تحت الركام منذ السابع من أكتوبر 2023م بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

إلى جانب عشرات الآلاف من الفلسطينيين ممن يباتون في العراء جياعا يقاسون البرد والخوف والألم أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ معرضين لكل الاحتمالات الخطيرة والبعض منهم بات على حافة المجاعة والإصابة بسوء التغذية وبالأمراض المعدية التي تفشت بين أوساط السكان نتيجة القنابل الإسرائيلية المحرمة دولياً وكذا اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب.

لقد مارس المحتل الصهيوني سياسة الأرض المحروقة حتى لايبقي مكانًا آمنًا بالقطاع. استهدف المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس ومحطات توليد الكهرباء والمياة وحتى مخيمات النازحين استهدفها ولم يكتف بذلك بل أن كبار مسؤوليه يهددون كرارا ومرارا باستخدام قنابل نووية ضد أهالي غزة تارة وتارة أخرى التهديد بتهجير كافة سكان القطاع وإخراجهم من غزة نهائيًا. لقد رسم المحتل الإسرائيلي أبشع الصور البربرية ضد البشرية في قطاع غزة لم يشهد العصر الحديث مثيلاً لها. جرائم غير مبررة تنم عن حقد تاريخي دفين ليس تجاه المسلمين فحسب بل تجاه البشرية جمعاء.

وفي مذكرة لأحد الجنود الروس كتبها إبان الحرب العالمية الثانية قال بينما كنت اسيرًا لدى الجيش الألماني أمرونا بشق حفرة كبيرة في الأرض ففعلنا تلى ذلك أمرونا بوضع عدد من اليهود داخلها ودفنهم أحياء ، ولكننا رفضنا فعل ذلك فقام الألمان بوضعنا داخل تلك الحفرة الكبيرة بدلاً عن اليهود وأمروا اليهود بأن يدفنونا أحياء ، فباشر اليهود بعملية الدفن ضدنا ولكن القائد الألمانيّ امرهم بالتوقف عن ذلك وقال لنا هل رأيتم أخبث وأقبح من اليهود ثم أمر جنوده بقتل كل اليهود الموجودين .

تاريخ اليهود منذُ القدم أسود حافل بالأحقاد والضغائن والخيانات والخبث وحياكة المؤامرات وقتل الأنبياء والرسل.

الحوثي واليهودي وجهان لعملة واحدة :

يجمع مليشيات الحوثي بالكيان الإسرائيليّ قواسم مشتركة هي العداء الأزلي للمقدسات الإسلاميّة في مكة والمدينة والقدس والسعي إلى تدميرها ، فكل منهما يدعي أن لديه بدائل عنها إلى جانب استحالة التعايش مع الطرف الآخر أو مع الديانات والمذاهب الأخرى واستخدام القوة والعنف لفرض الرأي وتفجير المنازل والمعاهد والمساجد ومحاربة الوسائل الإعلامية وغيرها من القواسم . في المقابل استثمر الأمريكان ذلك التقارب (الشيعي- يهودي) وضرب على أوتاره وسار في اتجاهين ديني وعسكري عن طريق تقوية وتمكين اليهود والشيعة في المنطقة العربية لابتزاز واستنزاف دول الخليج العربي وللتخلص من المذهب السُني لإطالة عمر تواجد الأمريكان في المنطقة ولإحكام قبضتهم على المضائق. والحاصل في الوقت الراهن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب هو استثمار أمريكي حوثي متبادل، فالحوثي اكتسب زخما إعلاميا جعله في صدارة المشهد رغم أنه لايشكل أي تهديد على الأمريكان ولا على إسرائيل.

فأمريكا تعلم أن فراقيع وهنجمة وشعارات الحوثي لن تضرها والحوثي يعلم ذلك أيضاً.

وبحسب مختصين : من مصلحة أمريكا الإبقاء على الحوثي قوياً في نطاق السيطرة الأميركية ولكن ليس من مصلحة الحوثي استمرار تواجد القوات الأميركية في المنطقة التي اتخذته ذريعة لاغير.

مؤكدين سعي أمريكا لإقامة دولة شيعية قوية بالخاصرة الجنوبية للسعودية عقب تسليمها العراق للشيعة الإيرانيين شمالاً. مشيرين إلى أن توسع النفوذ الإيراني الشيعي في المناطق يتم بدعم أمريكي من تحت الطاولة. وبحسب وسائل إعلام استحدثت إيران قاعدة عسكرية ببعض المناطق المطلة على سواحل البحر الأحمر بهدف تزويد مليشيات الحوثي بالسلاح بكافة أشكاله ولتسهيل عمليات القرصنة بالممر الملاحي الدولي ولتكن محطة انطلاق لعملياتها التوسعية القادمة،

ووفق وسائل إعلام أكدت أن إيران تعمل منذُ أكثر من عام في جزيرة كمران في البناء والتشييد العسكري وحفر الأنفاق وإنشاء خزانات ضخمة للوقود بمختلف أنواعها، إضافة إلى أنها أنشأت عدة ورش لتصنيع وتركيب الصواريخ البالستية والطيران المسيّر ومعسكرات تدريب وغيرها من التجهيزات للإضرار بخطوط الملاحة الدولية وشن عدوان مستقبلي على المملكة العربية السعودية وكل ذلك يجري أمام أعين الأمريكان بحسب ما نقلته مصادر إعلامية مطلعة.

صراع النفوذ وحرب المضائق :

في نفس السياق وصف الكاتب الجنوبي الأستاذ خالد سلمان محاولة إيران توسيع نفوذها في معركة المضائق من خلال جماعاتها المسلحة بأنها عملية خلط أوراق، وأن الحوثي دخل مرحلة احتضار ما قبل الانتحار في حال إقراره بالمسؤولية.

جاء ذلك في تغريدة خطها في صفحته على حسابه بمنصة إكس،حيث قال : إن دخول القراصنة الصوماليين على خط الأزمة الملتهبة في معركة المضائق (في حال ثبت ذلك) ، يأتي منسجماً مع تهديد سبق وأن أطلقه وزير الدفاع الإيراني بالقول أن البحر الأحمر منطقة نفوذ إيراني وأنه يمتلك جماعات مسلحة عقائدية يستطيع من خلالها أن يغلق مضيق جبل طارق ويهدد البحر الأبيض وحتى رأس الرجاء الصالح.

وفي تصريح إعلامي

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ إن رسالة واشنطن إلى الشرق الأوسط هي خفض التصعيد وأن القضية الأساسية هي أن الهجمات على السفن تمثل تهديدا للتجارة الدولية.

وأضاف : الخيار أمام الحوثيين هو هل يريدون أن يكونوا طرفا في السلام أم سيتخذون موقفا يكسبهم عداوات.

لافتاً إلى أن لا خلافات بين الدول الكبرى بما فيها الصين بشأن دعم الاستقرار في البحر الأحمر ، وأنه يخشى أن هجمات الحوثيين على السفن أدت إلى حالة من الذعر في العديد من المناطق حول العالم.

وأنه ليس بإمكان واشنطن أن تقبل تعرض أي من سفنها لهجمات من الحوثيين أو غيرهم.

ختامًا .. مهما تعالت دولة الباطل واتسعت رقعتها مصيرها التفكك والسقوط والاندثار.

ومما قالوا في الأثر : دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة. وإن الحاصل مجرد تلميع للباطل ستدحضه الحقيقة عاجلاً أو آجلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى