تقارير وحوارات

مليونية الثالث من فبراير .. أوصدت الأبواب في وجوه المشككين، وحافظ الحضارم على تماسكهم وأثبتوا للعالم أنهم جنوبيو الهوية والانتماء

كريترنيوز / تقرير

رغم شحة الإمكانيات وبُعد المسافات إلا أن الإرادة والعزيمة والإصرار والثبات على المبدأ والهدف والمشروع الجنوبي الكبير في استعادة الدولة والحفاظ على المنجزات كانت أقوى في النفوس التي لبت النداء واحتشدت في تجمهر مليوني فريد بمدينة المكلا وأسمعت صوتها من به صمم وأفشلت رهان أعداء الجنوب.

الثالث من فبراير 2023م بمدينة المكلا خرجت مليونية المبدأ والهدف والمشروع السامي ، ليست مدفوعة الأجر مسبقًا كالتي يبذل الإخوان وغيرهم ملايين الدولارات لأجل افتعالها.

مليونية المكلا الثالث من فبراير التي كانت تحت شعار (النخبة لكل حضرموت) تمت بدعوة من الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة. خرجت الحشود عن قناعة تبادل قيادتها السياسية والأمنية الجنوبية الحب بالحب ، والوفاء بالوفاء وعزف وردد الجميع النشيد الجنوبي. مليونية صادقة سجلت نجاحا منقطع النظير رغم الإمكانيات المتواضعة وظروف الجماهير المادية الصعبة إلا أنهم حضروا وقالوا كلمتهم للعالم نحن أصحاب الأرض والقرار ، قرارنا جنوبيو الهوية والانتماء قائدنا الرئيس عيدروس الزُبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلنا الوحيد والنخبة الحضرمية حامية ديارنا ولأجلها خرجنا ولانقبل بغيرها. قالوها لا وألف لا للأصوات النشار المغردة خارج السرب الحضرمي.

تأييد وتفاعل جنوبي غير مسبوق :

لقد تفاعل الشارع الجنوبي عن بكرة أبيه مع مليونية المكلا من العاصمة عدن غربا حتى المهرة شرقا وفي سياقها خط الكُتّاب مقالات فريدة ، الكل رحب وهلل وكبر واحتفل وغرد .

كانت احتفالية رائعة لاقت أصداء واسعة ، ووجهت صفعة قوية للمشككين والمتربصين وأوصدت الأبواب في وجوههم إلى الأبد. كما بعثت رسائل قوية للداخل والخارج، وأعلنت الدعم الصريح لقوات النخبة الحضرمية رافعين أعلام الجنوب ومرددين شعارات منددة بصمت الحكومة أمام الانهيار المستمر للوضع المعيشي والاقتصادي والخدماتي .

النخبة الحضرمية صمام أمان :

من جهته وصف الدكتور ناصر الخُبجي، رئيس الهيئة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات،

قوات النخبة الحضرمية الجنوبية بأنها صمام أمان المحافظة، ودرعها الحصين، وأن حضرموت ستظل العمق الاستراتيجي للجنوب.

وقال في منشور له على فيسبوك : ما زالت وستظل حضرموت قِبلة المدنية والأمن والسلام والتعايش تؤكد وطنيتها وانتماءها للجنوب دائما وأبدا، وأن أهل حضرموت نموذج المدنية والسلام.

ونشر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء فرج سالمين البحسني، في منصة x تغريدة قال فيها : إنهم ليسوا ضد تشكيل قوات درع الوطن في المحافظة، ولكن أن يكون محل هذه القوات بديلاً عن القوات التي هي من خارج حضرموت في إشارة واضحة منه إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى .

وأردف قائلا : لا يمكن المساس بالعلاقة الجنوبية مع السعودية أو الإمارات التي تعمدت بالدم، داعياً كل الأصوات التي تسعى للفتنة في حضرموت إلى أن تخرس.

وقال : نؤكد أننا لسنا ضد أي قوة يتم تشكيلها لحماية حضرموت والوطن عامة ولذلك ما أريد التأكيد عليه هو أن تشكيل قوة درع الوطن مرحب به من قبل القادة السياسيين والسلطة المحليه بحضرموت ونعتبرها إضافة نوعية إلى أمن حضرموت.

من جهته رئيس الهيئة الوطنية للإعلام المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي الاستاذ سالم ثابت العولقي ثمن دور قوات النخبة الحضرمية والدعم الشعبي والجماهيري الكبير الذي شهدته المكلا.

وقال في تغريدة على حسابه الرسمي بمنصة «إكس»: تستحق قوات النخبة الحضرمية هذا الدعم الشعبي والجماهيري الكبير الذي شهدته المكلا، فهي أهم منجز أمني تحقق لحضرموت منذ تحقيق الاستقلال وقيام دولة الجنوب في ال30 من نوفمبر 1967م”. واردف : سيكون أبناء حضرموت والجنوب كافة حائط صد لحماية هذه القوات التي هزمت الإرهاب ، وثبتت الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت.

وختم العولقي تغريدته قائلاً : القوات العسكرية والأمنية الجنوبية خط أحمر مرسوم بدماء شهداء الجنوب من الضالع إلى حضرموت وسقطرى.

المهرة على خُطى حضرموت :

من جهته عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ راجح سعيد باكريت قال في تغريدة على حسابه بمنصة إكس : شهدت حاضرة حضرموت مدينة المكلا حشودا كبيرة لم تأت عبثاً ، بل وفاءً وإجلالاً للنخبة الحضرمية وما تتعرض له من مؤامرات، تهتف بلسان واحد نعم لقواتنا الباسلة حامية الحاضر والمستقبل، ومكسبًا وطنيًا جنوبياً.

وأضاف باكريت : قواتنا ومن أبنائنا سنداً وذخرا وفخرا ، وبإذن الله ‎المهرة على خُطاها في تحقيق قوات مهرية خالصة تحمي بوابة الجنوب الشرقية.

حضور الرئيس القائد الزُبيدي :

وجّه الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المُسلحة الجنوبية كلمة ألقيت بالنيابة عنه في الحشد رصدت سمانيوز مقتطفات منها حيث قال :

نُحييكم بتحية الثورة والثوار تحية العزة تحية السلام لأهل السلام، في أرض حضرموت الأمن والسلام ، وفي كافة ربوع وطننا الجنوبي الحبيب.

يسعدني اليوم أن أشارككم جمعكم هذا المليوني العظيم للتضامن مع القوات المسلحة الجنوبية الباسلة عامة، ومع قوات النخبة الحضرمية بوجه خاص، والتي سطّرت نموذجا فريدا في مدن ساحل حضرموت منذ تحريرها من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، في عام 2016م.

وقال : لقد عانت حضرموت والجنوب عامة منذ اجتياح يوم السابع من يوليو 1994م كل صنوف القمع والإجرام، قبل أن ينتهي الأمر إلى تسليم مدينة المكلا وساحل حضرموت لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، كما سلّم شركاؤهم العاصمة عدن وبقية مناطق الجنوب لميليشيا الحوثيين الإرهابية في العام 2015م، فاستنهض شعبنا وحشد كافة قواه وإمكاناته بعزيمة لا تلين، وقيّض الله إلى جانب شعبنا النصير والحليف من الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة،

وقال لقد شكّل يوم الرابع والعشرين من ابريل 2016م، لحظة حاسمة في تاريخ هذه المدينة المسالمة، كيف لا وهو اليوم الذي تنفست فيه الصعداء، حيث شهدت إطلاق معركة تحرير المكلا، وتطهير ساحل حضرموت وهضبتها من عناصر التنظيمات الإرهابية، والتي شكلت بانطلاقتها نقطة محورية على طريق تأسيس وبناء قوات النخبة الحضرمية مواصلة لأمجاد التاريخ العسكري بحضرموت التي سطرها جيش البادية الحضرمي ، وما مثله من ركيزة راسخة انخرطت من خلاله حضرموت في تأسيس الجيش الجنوبي غداة الاستقلال الوطني المجيد عام 1967م ،

كما تطرق في كلمته إلى التجنيد والتحشيد الحوثي باتجاه الجنوب تحت ذريعة نصرة الشعب الفلسطيني في غزة .

وقال : لقد عملنا في المجلس الانتقالي الجنوبي على إيلاء أولوية لدعم جهود السلام والحوار والتفاوض والحلول السلمية كخيار دائم، وأبدينا ولا زلنا دعمنا للجهود التي يبذلها الأشقاء والاصدقاء في الإقليم والعالم بهدف الوصول إلى سلام عادل وشامل ومستدام، يعالج كافة القضايا وفي طليعتها قضية شعب الجنوب، إلا أن ممارسات ميليشيات الحوثي الإرهابية تؤكد عدم جديتها ، وعدم استعدادها للسلام.

كما تطرق في كلمته إلى الأوضاع الاقتصادية حيث قال : شهدت الأوضاع الاقتصادية أزمة خانقة متأثرة بأوضاع الحرب التي قادتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، ولقد تفاقمت الأوضاع بشكل أكبر منذ تنفيذ هذه الميليشيات هجماتها على موانئ الضبة في حضرموت، والنشيمة في شبوة، والتي تسببت بتوقيف تصدير النفط والغاز، علاوة على أن استهداف الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، قد أنتج أزمة إنسانية كارثية باتت تهدد حياة الشعب كافة من أبناء الجنوب واليمن، وهو ما يتطلب اجراءات عاجلة في إطار مبادرة إقليمية ودولية تنقذ شعبنا من هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة.

وأضاف الرئيس القائد الزُبيدي :

يا أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة

أنتم حماة الوطن، وأمان المواطن، ودرع الجنوب، وطوق أمنه، وحزام أمن الجزيرة العربية، لقد جسدتم أروع ملاحم الفداء والتضحية في مختلف ميادين البطولة، وقدمتم تضحيات كبيرة في سبيل أمن واستقرار وطننا الجنوبي الحبيب، ولا زلتم وستظلون تجسدون أروع قيم التضامن والدفاع عن النفس وحماية المدنيين والذود عن حمى أرض الجنوب الطاهرة، وهذا قدرنا وقدركم، ولكنكم أثبتم للخصوم قبل الحلفاء بأنكم الحصن المنيع الذي تتحطم على عتباته جحافل الغزو الحوثي-الإيراني، ويرسي مداميك دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة على كامل حدودها، وفق أسس صلبة تستلهم الدروس والعبر من تجارب الماضي المريرة، وتمضي صوب المستقبل بروح جديدة ومبادئ قويمة وهوية تاريخية وعقيدة وطنية متماسكة، عمادها إعلاء مصالح شعب الجنوب فوق كل مصلحة واعتبار.

وختم الزُبيدي كلمته بالترحم على أرواح شهداء الجنوب والتحالف العربي الميامين، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين، والنصر لشعبنا الجنوبي العظيم.

ختامًا .. يرى مراقبون أن مليونية الثالث من فبراير التي أقيمت بمدينة المكلا مثّلت استفتاءا شعبيا جسد من خلالها أبناء محافظة حضرموت تمسكهم بالنخبة الحضرمية وبالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي أثبت سيطرته الكاملة على الأرض والحاضنة الشعبية ، وفي المقابل ختمت على أفواه الكيانات المشبوهة الناشئة التي تسعى إلى تفكيك النسيج الاجتماعي الحضرمي وسلخ حضرموت عن جسد الدولة الجنوبية وتنصيب نفسها ممثلا شرعيا للحضارم لطالما تلاشت وتبخرت ومعها تبخرت مشاريعها المستوردة.

زر الذهاب إلى الأعلى