تقارير وحوارات

معركة النفس الأخير .. «رفح فلسطين» العالم يحبس أنفاسه ويترقب ..!

كريترنيوز / تقرير

مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة هي منطقة حدودية مع جمهورية مصر العربية تقع في أقصى جنوب قطاع غزة التابع للسلطة الفلسطينية ، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي. تعتبر المدينة أكبر مدن قطاع غزة على الحدود المصرية بمساحة تبلغ 55 كم ، وبلغ عدد سكانها في العام 2006 قرابة 120,000 نسمة. وتعد مدينة رفح تاريخية قديمة أُنشأت قبل خمس آلاف سنة. ولقد غزاها الفراعنة والأشوريون والإغريق والرومان. وفي العام 1982م قُسمت إلى شطرين بعد اتفاقية كامب ديفيد، شطر يتبع فلسطين وآخر يتبع مصر. وحالياً تتعرض مدينة رفح الفلسطينية لقصف إسرائيلي عنيف بحجة أن عناصر حماس انتقلوا إليها كما يخطط الكيان الإسرائيلي لاجتياحها بريًا. الأمر الذي دفع عدداً من الدول العربية والغربية لإطلاق تحذيرات ، لاسيما أن المدينة تحتضن أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني.

وطالبت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة بتحرك جدي لوقف الجنون والتهور الإسرائيلي تزامنا مع استعداد الاحتلال الصهيوني لاجتياح محافظة رفح بريًا رغم أنه تعد آخر ملاذ للنازحين الفلسطينيين بقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ السابع من أكتوبر 2023م.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح ومحاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين، لا يعفيان الإدارة الأمريكية من المسؤولية بحسب وسائل إعلام فلسطينية.

وأضاف أبو ردينة : المطلوب من الإدارة الأمريكية إجبار الاحتلال على وقف مجازر الإبادة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني ، آخرها ما حصل يوم السبت الماضي في مدينة رفح وراح ضحية ذلك 25 شهيدًا وعشرات الجرحى.

ودعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية إلى التحرك بشكل مختلف وجدي لوقف هذا الجنون الإسرائيلي الذي أدى إلى توسع ساحات الحرب في المنطقة، ويمهد لحروب إقليمية مستمرة.

وحث العالم أن يقفوا صفا واحدًا لوقف هذا العدوان الإسرائيلي وشلال الدم الفلسطيني ووقف التهجير.

من جهتها حذرت حركة حماس من مجزرة وشيكة بمدينة رفح في حال شن الكيان الإسرائيلي عملية عسكرية، لاسيما وأن الجيش الإسرائيلي يواصل قصف المنطقة في وقت أمر بنيامين نتانياهو جيشه بإعداد (خطة لإجلاء) مئات آلاف المدنيين من هناك قبل هجوم بري مُحتمل.

ونقل (تلفزيون الأقصى) التابع لحماس نقلا عن قيادي كبير في الحركة قوله إن أي هجوم بري للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح الحدودية بقطاع غزة يعني (نسف مفاوضات تبادل الأسرى) ونقلت القناة عن القيادي بالحركة قوله أيضا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح.

تحذيرات عربية وغربية :

في غضون ذلك حذرت كل من المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية السبت الماضي إسرائيل من شنّ عملية عسكرية على مدينة رفح وطالبتا مجلس الأمن الدولي بالتحرك.

وحذّرت وزارة الخارجية السعودية في بيان من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة.

واعتبرت أن هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان.

بدورها حذّرت الخارجية الأردنية من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح وجدّد المتحدث الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة رفض المملكة المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، مشددًا على ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكنهم ووصول المساعدات إلى كافة أنحاء القطاع.

كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والفاعل لمنع إسرائيل من الاستمرار بحربها المستعرة التي سببت كارثة إنسانية غير مسبوقة بالأراضي الفلسطينية، مشددًا على “ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته ومن دون إبطاء لمنع التدهور الخطير وفرض وقف فوري لإطلاق النار.

من جهتها حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من هجوم محتمل للجيش الإسرائيلي على المدينة لافتةً إلى أنه قد يشكل كارثة إنسانية متوقعة.

وقالت الوزيرة الألمانيّة في رسالة على صفحتها في منصة إكس إن المحنة في رفح تتجاوز فعلا القدرة على الفهم ، لاسيما مليون وثلاث مائة شخص يبحثون عن الحماية من القتال في منطقة محدودة جداً. هجوم للجيش الإسرائيلي على رفح سيشكّل كارثة إنسانية متوقعة.

مجازر إسرائيلية مستمرة دون رادع :

رغم الدعوات العربية والغربية وخطابات المحكمة الدولية إلى وقف التصعيد الإسرائيلي إلا أن الأخير لايزال ماضيا في تنفيذ مخططه الإجرامي العرقي راميًا بكل النداءات عرض الحائط ، وغير مبال بالتبعات ويراه مراقبون إجرام محمي من قبل أمريكا.

وبحسب مصادر طبية فلسطينية أفادت مؤخراً بارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 117 شهيدًا و152 جريحًا.

وأكدت المصادر ذاتها ارتفاع عدد الشهداء بقطاع غزة إلى 28064 شهيدًا و67611 جريحًا، منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر 2023م..

ختامًا ..

لايزال الكيان الصهيوني مستمرا في التنكيل بالشعب الفلسطيني في المقابل لايزال العالم مقيدا عن الحركة مشلولا ، واكتفى بحبس أنفاسه وترقب مجزرة إسرائيلية جديدة في رفح بفلسطين تنسيه المجازر السابقة.

زر الذهاب إلى الأعلى