تقارير وحوارات

ماذا بعد عودة الرئيس الزُبيدي إلى العاصمة عدن؟ هل سينهض المجتمع الجنوبي من معاناته وينتصر على الوضع المعيشي الصعب؟

كريترنيوز/ تقرير / حنان فضل

بعد جولات خارجية ناجحة، وفور عودة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي إلى العاصمة الجنوبية عدن، التقى رئيس الوزراء بن مبارك لاتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض بالوضع المعيشي والخدمي للمواطنين بعد أن أصبح الوضع الاقتصادي متدهورا جداً ، ولم يعد المواطن بمقدوره تلبية متطلبات الحياة الأساسية.

 

حيث يتأمل المواطنون إلى القيام بإجراءات حقيقية على أرض الواقع تعمل على النهوض بالوضع الاقتصادي ، وانتشال المواطن من مستنقع المعاناة، وهذا لن يأتي إلا بجهود الجميع وبشكل مستمر من أجل إنقاذ البلد من ارتفاع أسعار الصرف التي تسببت في انتشار القلق والتوتر بين أوساط الناس.

 

وحول هذا الموضوع يقول الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور جمال ابوبكر عباد :

 

بعد تغيير رئيس الحكومة وتعيين الدكتور أحمد بن مبارك رئيسا للحكومة خلفا لمعين عبدالملك انقسم الشارع الجنوبي بين مؤيد ومتفائل لانتشال الوضع المتدهور في جميع جوانب الحياة المعيشية للمواطنين ، وكذلك تحسين مستوى الخدمات في البنية التحتية من كهرباء وماء وغيرها.

حيث أن عودة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي إلى العاصمة الأبدية للجنوب عدن بعد عدة زيارات ناجحة قام بها لعدد من الدول الشقيقة والصديقة متواكبة بنفس الوقت مع عودة رئيس الحكومة الجديد الدكتور بن مبارك كان لها أثر كبير في أن يلتقي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مع رئيس الحكومة الدكتور أحمد بن مبارك ، حيث جاء هذا اللقاء ليؤكد وقوف المجلس الانتقالي الجنوبي إلى جانب تطلعات شعبنا الجنوبي لأجل انتشال الوضع المعيشي للمواطنين.

وقد أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وقوف المجلس الانتقالي الجنوبي إلى جانب رئيس الحكومة الجديد ومساندته لها لإحداث تغيير حقيقي وملموس في جميع مرافق الدولة ، ومؤسساتها بما يسهم في انتشال الوضع المتردي الراهن من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات اللازمة التي يجب على الحكومة تنفيذها في هذا الجانب. وقد شدد الرئيس الزُبيدي في اللقاء الذي جمعه مع رئيس الحكومة الدكتور بن مبارك على ضرورة إيجاد حلول ليست منقوصة من خلال وضع آلية عمل فاعلة توقف هذا العبث والتدهور المتسارع في الحياة المعيشية للمواطنين وللعملة من خلال تعزيز تنمية الإيرادات المركزية والمحلية لضمان تدفق السيولة النقدية إلى البنك المركزي في العاصمة عدن.

 

إن هذه الآليات في الوقت الحالي تحتاج إلى تعزيز الدور الرقابي للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ، وكذلك أيضاً مكافحة الفساد المالي والإداري المنتشر في جميع مرافق الدولة الذي يعد بمثابة سرطانا يهدد وجود هذه الحكومة ويعزز من احتمال فشلها. وكان اللقاء بين رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس الحكومة جاء في سياق انتشال الوضع المعيشي للمواطنين وتعزيز الدور التضامني بين الحكومة والمجلس بعد أن أدرك الأخير وقيادته الحكيمة ضرورة وحتمية إصلاح الوضع الراهن قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

الرسالة التي أوصلها سيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي إلى رئيس الحكومة الجديد الدكتور بن مبارك أكد فيها أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لن تقف مكتوفة الأيدي ضد أي إصلاحات اقتصادية أو خدماتية ملموسة على أرض الواقع ، وإنما سوف تدعمها وتسند هذه الإصلاحات دون تردد وأن أي انتقاص لهذه الخدمات لن نسكت عليها إطلاقاً. ونحب أن نؤكد على ضرورة أن تكون هناك إرادة فعلية لحدوث تغيير وإصلاحات إدارية حقيقية من قبل الحكومة ممثلة برئيسها الدكتور بن مبارك ، وإذا لم تحصل أي بوادر تغيير فهذا يعني لا جدوى من تغيير رئيس الحكومة السابق معين عبدالملك برئيس حكومة جديد ، بل سوف تظل المشكلة قائمة كما هي ويزداد الوضع تعقيداً أكثر ويصبح مثل من يصب الماء على الزيت مما يثير غضب الشارع الجنوبي أكثر ، وحينها لن يستوقفه أحد ويكون التغيير ثوري بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الحامي والسد المنيع لأبناء الجنوب بشكل عام.

 

فيما يقول الأستاذ إياد غانم :

 

نأمل أن تكون هناك خطوات جادة وملموسة وعاجلة لرئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك ترتقي لمستوى تطلعات وآمال الشعب ، وجهود واهتمام الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الذي كان أول نشاط له فور وصوله إلى أرض الوطن بعد رحلة عمل خارجية اللقاء برئيس مجلس الوزراء ، ومناقشة معه توجهات وأولويات مهام الحكومة ، وتكون تلك الخطوة طريقا لإصلاح الاختلالات ، ومكافحة الفساد ، والتخفيف من المعاناة التي أثقلت كاهل الشعب ، واتخاذ الإجراءات العاجلة لمعالجة الأوضاع والأزمات المتلاحقة .

حقيقة تابعنا باهتمام كبير النزول الميداني لرئيس مجلس الوزراء إلى الإدارات والمؤسسات الحكومية للاطلاع عن سير عملها ، ومعرفة مدى أي خلل أو قصور في أداء واجباتها .

 

نأمل أن تعقب تلك الجهود خطوات جادة لمعالجة ، وتصحيح الأوضاع والعمل في كافة الإدارات ، والمؤسسات من خلال إحداث تغييرات جذرية لشل حالة الركود ، والجمود ، والفساد ، والواقع الممتد ، والمرتبط جذوره بسيطرة قوى الفساد ، ولازالت منذ تفردها بالحكم وحتى اللحظة ، والتي لازالت باسطة يداها وتتحكم بمصير وعمل تلك المؤسسات والإدارات ، وفقا لأجندتها وبما يتناسب مع أهدافها ، وتعطل أي توجهات أو سياسات من شأنها تفعيل دورها وانتشال واقعها الذي انعكس بظلاله على معاناة المواطن ، وزادت من سوء الأوضاع التي تعصف بالوطن ، والتشاور مع القوى الحية الموجودة على الأرض ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي ظل ملتزما بكل المبادرات ، واتفاقات الشراكة ولم يبادر يوما من ذات نفسه ليفرض واقعه الذي يليق بمكانته ، والتضحيات التي قدمها الشعب الممثل له ، ولازال يقدمها بمساحة سيطرته ، وتواجد قواته في مختلف ميادين وجبهات القتال ضد مليشيات الحوثي ، وخلايا الإرهاب ليقوم بأي عملية تغيير جذري عنوة على تلك الإدارات والمؤسسات المرتبطة بوزارات سيادية ، فإتاحة الفرصة له اليوم من قبل رئيس الوزراء بات ضرورة إنسانية وأخلاقية لتقديم مالديه من نموذج وطني ، وكادر مثالي عملي يمتلك إرادة لإحداث التغيير ، والتطور لإخراج تلك الإدارات والمؤسسات التي ظلت أسيرة ومرتبطة بقوى الفساد ، ورهينة سيطرتها إلى حيز التفعيل لدورها والإصلاح لها ، وإحداث التطور والارتقاء بها .

 

وهكذا لن يتحقق أي نجاح إلا بإعادة تشكيل وتفعيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ،وهيئة مكافحة الفساد لأن تشديد الرقابة والمحاسبة هو السبيل الوحيد لتضييق الخناق على عصابات ومافيا الفساد ، والضامن لتحقيق العدل والمساواة ، وتحسين مستوى معيشة المواطن ، ونيل التطور والتقدم للوطن .

 

وأما المحلل السياسي محمد الجفري يقول :

يجب أن نعي جميعا بأن المرحلة التي نعيشها مرحلة حساسة ومفصلية، وتتطلب جهدا سياسيا وأكثر حنكة وثباتا من الجميع ومثل ما قال سيادة الرئيس الزُبيدي في أحد خطاباته في العاصمة عدن،

صحيح أن هناك كان ومازال استياء شعبي من تنصيب بعض الشخصيات في حكومة المناصفة والتي لاتصب لصالح المواطن أو الموظف ، لكن الشعب الجنوبي يعيش في حالة صبر وثبات خلف قيادته الحكيمة الممثلة بالرئيس الزُبيدي .

ويجب على رئيس الوزراء أحمد بن مبارك أن يقوم بتسليط الضوء على الملفات المتعثرة ، ومنها ملف الخدمات وانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبيّة وملف تسليم المرتبات في وقتها،وغير ذلك من إصدار قرارات في تفعيل العديد من المنشآت النفطية ، وتفعيل بعض المرافق الإيراديةوالحيوية التي ستعمل على رفع المستوى الاقتصادي. ومن جانب آخر يكون لها دور إيجابي في تحسين معيشة المواطن والموظف الذي أصبح يتأمل في إيجاد أبسط حقوقه المشروعة.

فالجميع رأى وتابع عن كثب ما مدى التحركات الميدانية التي خاضها رئيس الوزراء بن مبارك في العديد من مرافق الدولة في العاصمة عدن، ولكن هذا ليس كافياً، فإصلاحات المتعثرات لاتكمل بالنزولات بل بإصدار قرارات صائبة من على الطاولة السياسية .فالشعب الجنوبي ينتظر قرارات تصب في تحسين المعيشة ولا أن يرى نزولات واستعطافات هنا وهناك من مواقف وقفات إعلامية واستعراضية أو تصريحات تستبق قرارات فردية لتنصيب وجوه أرجوازية في بعض مرافق الدولة، والعمل يتطلب تصحيح مفاهيم العمل لا لتغيير الدُمى في مكاتب الدولة .

 

ختاماً .. يبقى السؤال، هل ستكون هناك بداية لانتشال المواطن من معاناته في ظل الوضع المعيشي الصعب، فالمرحلة اليوم تتطلب إلى جهودا مستمرة لخلق بيئة مناسبة بعيداً عن الفوضى التي لا تعود إلا بالكوارث المستقبلية ونتائجها تكون سلبية.

زر الذهاب إلى الأعلى