تقارير وحوارات

هل العالم راضٍ ومقتنع لما تتعرض له الإنسانيّة في غزة ؟ 

كريترنيوز / تقرير

تحولت إلى حطام وركام وأثر من بعد عين، انتهاك للقانون الدولي وللقيم الإنسانية.

ما يحدث في قطاع غزة بفلسطين أمر فظيع ، وأن سكوت العالم تجاه ماتتعرض له الإنسانية هناك معناه أنه راض ومقتنع ، والمصيبة الأكبر أن بعض الدول ممن تتغنى بحماية الحريات وحقوق الإنسان لم تكتف بالسكوت ، بل دعمت الكيان الإسرائيلي بالمال والسلاح وبالمواقف السياسية المؤيدة لأفعاله الإجرامية وشجعته على الإمعان في سفك دماء العزل المسالمين في قطاع غزة فبحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية تخطى عدد الشهداء حاجز الـ30 الفًا أغلبهم من الأطفال والنساء والمسنين وتجاوز عدد الجرحى والمفقودين حاجز الـ80 الفًا أيضاً أغلبهم الأطفال والنساء. فيما ينتظر البقية مصيرا مجهولا في ظل استمرار النزوح وتفشي الأمراض والأوبئة وانعدام الخدمات الطبية وسوء التغذية وانعدام سبل العيش بشكل عام واقتراب أكثر من 2 مليون نازح فلسطيني في القطاع من حافة المجاعة.

 

 

 

تساؤلات :

 

 

 

إلى ذلك تساءل موقع القدس العربي عن سر الصمت العالمي قائلًا : لماذا يصمت العالم على مجازر إسرائيل في غزة أو يسجل احتجاجا خجولا هذه المرة بخلاف حروب سابقة؟ وأضاف؛ هل هي نتيجة ترجيح اعتبارات المصالح بين الدول؟ وهل يؤثر صمت العرب على موقف الأجانب؟ ولماذا تشذ دول في أمريكا اللاتينية عن القاعدة؟ السفير الإسرائيلي في لندن يقول إنه يعرف السبب الأهم للحالة المريحة بالنسبة لإسرائيل هذه المرة ويشير ببنانه نحو العالم العربي والشرق الأوسط. من أجل فهم هذه الحالة تحاور (القدس العربي) وجهات نظر فلسطينية وإسرائيلية.

 

 

 

خيبة أمل :

 

 

 

وبحسب الموقع أبدى رئيس «الحركة العربية للتغيير» النائب أحمد الطيبي خيبة أمله من ضعف ردود الفعل الغربية على المجازر الإسرائيلية مرجحا أن الصورة الحقيقية إما لا تصل أو يتم تقزيمها. لكنه يعبّر عن خيبة أمله تجاه ذوي القربى ويقول إن رد فعل دول أمريكا اللاتينية أفضل من موقف الدول العربية والإسلامية. ولا يشكك بغضب الشعوب العربية والإسلامية حيال نزيف غزة ، لكن هذا الغضب لا يرتقي لمستوى الحدث وبشاعة العدوان. ويتابع عاتبا ودون تمييز بين أنظمة وبين الشعوب :» نتمنى رد فعل أقوى لكن الآمال خابت».

 

ويربط القيادي في «الحزب الشيوعي الإسرائيلي» عصام مخول بين استباحة غزة ، وسكوت العالم على الجريمة وبين ما يشهده العالم العربي.

 

ويعتقد (مخول) أن ما يجري في غزة يأتي في إطار إستراتيجية عالمية تقودها الولايات المتحدة ودول الغرب تهدف لصياغة المنطقة على أساس إثني أو مذهبي.

 

ويؤكد أن استباحة غزة لا تتم بمعزل عن محاولات تفكيك سوريا والعراق إنما تأتي في سياق واحد. منوها إلى أن شراكة بين الإمبريالية الغربية وبين الرجعية العربية تمنح إسرائيل فرصة لمواصلة عدوانها الدموي. وتابع «حذرنا في السابق من أن نجاح المؤامرة على سوريا سينعكس سلبا في تعميق المؤامرة على القضية الفلسطينية والعكس هو صحيح». ويرى مخول وهو عضو كنيست سابق أن إسرائيل تشعر بالراحة اليوم وهي تقترف جرائم ضد البشرية كل يوم في غزة فيما يواصل العالم التفرج عليها. منوها أن حالة التململ التي تلازم بعض الجهات في الغرب جاءت بعدما طفح الكيل محذرا من أن تململ الولايات المتحدة مرده خيبة أمل من فشل إسرائيل بالإجهاز على حماس وليس احتجاجا على قتل الفلسطينيين بالجملة. ويضيف «هذه التوترات المعلنة هنا وهناك بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة موضعية فقط». لكنه يميز بين ردود الفعل الشعبية الغاضبة والمحتجة في العالم على جرائم إسرائيل وبين الحكومات والأنظمة عدا دول في أمريكا اللاتينية. ومع ذلك يلاحظ مخول حراكا مناهضا للحرب في العالم بعد شهر على شنها مبديا أسفه على كونه احتجاجا متأخرا وغير كاف وتتخلله مفاضلة بين الضحية وبين الجلاد وضغوط على الجانب الفلسطيني.

 

وينبه أن إسرائيل تكرس جهودا دعائية في العالم لتشويه الحقيقة والزعم أن هناك مشكلة أمنية تتمثل بالصواريخ والأنفاق بدلا من حقيقتها التي هي قضية سياسية نتيجة حصار نحو مليوني فلسطيني فيما يشبه «علبة سردين» تدعى قطاع غزة. ويضيف أن «إسرائيل تستطيع ارتكاب المزيد من المجازر في ظل الرأي العام النائم في العالم لكنها عاجزة عن الانتصار». ويحذّر من انعكاس ذلك على شكل انفجار داخل إسرائيل التي تتحول بسرعة لدولة تحكمها نزعات فاشية خطيرة منوها لخطورة الصمت العربي الراهن ، لأنه يمس بمكانة القضية الفلسطينية في العالم.

 

 

 

وقف الدعم العربي السري :

 

 

 

وبحسب القدس العربي تؤكد القيادية في التجمع الوطني الديمقراطي حنين زعبي أن العدوان الإسرائيلي الحربي مسنود سياسيا عربيا. ودعت لوقف الدعم السياسي العربي السري لإسرائيل، وطالبت السلطة الفلسطينية بإعلان بطلان اتفاق أوسلو الآن والتوجه فورا للمحاكم الدولية للشكوى ضد إسرائيل.

 

وتضيف من غير المعقول أن يستمر الصمت والتواطؤ العربيين وأن يمضي المجتمع الدولي في تفهمه للحاجات الأمنية لإسرائيل ، واعتبارها مبررا لقتل الآف الفلسطينيين وتدمير منازلهم وممتلكاتهم. كما تستنكر عدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولية ليس فقط عن إعمار غزة، بل تحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية والقانونية عما لحق بهم على مدار سنين نكبتهم. وتضيف «لا يمكن للمجتمع الدولي الاستمرار في تبرير ارتكاب إسرائيل جرائمها، والهروب من التزاماتها الأخلاقية والقانونية والسياسية في تعمير ما تدمره آلة الحرب الإسرائيلية»

 

 

 

تدمير كل معاني الإنسانيّة :

 

 

 

في ذات السياق كشفت رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الحرب في غزة حطمت كل معاني الإنسانية المشتركة، داعية إلى وقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح الرهائن والسماح بالوصول إلى المعتقلين الفلسطينيين.

 

وقالت ميريانا سبولياريتش، في بيان، إنه بعد خمسة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس يتدهور الوضع في قطاع غزة كل ساعة ولا يوجد مكان آمن للذهاب إليه، معتبرة أن عدد القتلى المدنيين واحتجاز الرهائن أمران يصدمان وغير مقبولين.

 

وقالت إن هذه الحرب الوحشية كسرت كل إحساس بالإنسانية المشتركة.

 

ودعت سبولياريتش إلى احترام كرامة وسلامة الأسرى والمعتقلين وتوفير احتياجاتهم الطبية.

 

وتؤكد المنظمة ضرورة “معاملة المحتجزين الفلسطينيين معاملة إنسانية والسماح لهم بالاتصال بعائلاتهم”، مطالبة أيضا ب”إبلاغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسماح لها بزيارة الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.

 

وبأنه يجب على إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة، أن تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان أو أن تسهل توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون عوائق.

 

 

 

وبحسب الأمم المتحدة لا تسمح إسرائيل بدخول شاحنات المساعدات من مصر إلا بكميات ضئيلة، التي تحذر من أن 2,2 مليون فلسطيني من أصل 2,4 مليون من سكان القطاع الصغير مهددون بمجاعة مع نقص كبير في الغذاء ومياه الشرب.

 

 

 

ختامًا ..

 

ما يحدث في قطاع غزة أسقط جميع الأقنعة وأثبت أن الإنسانية مجرد شعار تتشدق به الدول العظمى تطبقه على من تشاء وتحجبه عن من تشاء.

زر الذهاب إلى الأعلى