تقارير وحوارات

لا جيعان في الشهر الفضيل.. أقبل رمضان فأقبل معه الخير من كل مكان..!

كريترنيوز/ تقرير

في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب مع قدوم شهر رمضان المبارك يشمّر رجال الخير عن سواعدهم وتتحرك الأيادي البيضاء تبذل سرًا وعلانية تتصدق تواسي الفقير والمسكين والأيتام، تقرع أبواب الأسر المتعففة، تنشر الخير في كل مكان. لا تترك أحدًا يعاني الفاقة والجوع وهي تراه.

 

 

 

ومع اقتراب أذان صلاة المغرب من كل يوم في رمضان الفضيل ينتشر الشباب في الجولات والطرقات يوزعون التمر والماء والعصير على عابري السبيل وعلى الفقراء والمعدمين.

 

فيما يطوف آخرون على البيوت بأوقات العصر وفي المساء يوزعون الصدقات سواءً مالية أو عينية، وآخرون يقيمون موائد إفطار جماعي في الساحات العامة أو في باحات المساجد. ففي رمضان الكل شبعان

 

مجتمع جنوبي متكافل يواسي بعضه بعضاً.

 

فشهر رمضان هو سيد الشهور أُنزل فيه القرآن، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر. أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران، وتأتي أهمية شهر رمضان المبارك من كونه الشهر الذي تقام فيه فريضة الصيام وهي رابع أركان الإسلام.

 

كما أنه شهر التنافس في فعل الخيرات والطاعات، وتتضاعف فيه الحسنات، وتعتبر الصدقة في رمضان من أفضل القربات التي حث الإسلام عليها.

 

 

 

رسول الله محمد ﷺ قدوتنا ومعلمنا :

 

 

 

عن أنس رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال : أفضل الصدقة صدقة في رمضان. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فالرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المُرسَلة».

 

 

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمَلَه)، فقيل : وكيف يستعمله؟ قال : (يُوفِّقه لعمل صالح قبل الموت).

 

وفي الحديث يقول النبي محمد ﷺ: أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار إلى السبابة والوسطى، فهذا يدل على فضل كفالة اليتيم، وأن صاحبها له أجر عظيم، وأنه قريب من منزلة الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنة، سواء كان اليتيم من أقاربه أو من غير أقاربه، فله أجر عظيم ويتضاعف الاجر في رمضان.

 

وروى عن النبي محمد ﷺ انه قال : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال : وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر، متفق عليه.

 

 

 

لقد كان رسول الله محمد ﷺ يسعى لخدمة الناس، في مواساة الفقراء والمساكين والأيتام ، ويحث أصحابه على التصدق والإنفاق في سبيل الله وتحقيق نوع من التكافل الاجتماعي. وكان أجود مايكون في رمضان.

 

 

 

وقول صلى الله عليه وآله وسلم ” من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً. رواه الترمذي.

 

 

 

الصيام أحد روافد التكافل الاجتماعي :

 

 

 

إن الصوم مدخل واسع إلى تحقيق معنى التكافل الاجتماعي ، فعندما يشعر الصائم بألم الجوع والعطش فإنه يستشعر حالة المحرومين والمعوزين والبائسين من الفقراء والمساكين والنازحين الذين لا يجدون ما يدفعون به عنهم مرارة الجوع والظمأ، ولهذا يندفع الصائم إلى مواساتهم وبذل الخير لهم ، لأن الصوم قد هذبه وجعل نزعته الإيمانية في ازدياد، وأصبحت نفسه متعرضة للنفحات والإمداد.

 

إن التكافل الاجتماعي خُلق إسلامي رفيع ومبدأ اجتماعي قويم ، وقد أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله؛ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. رواه مسلم.

 

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه رواه البخاري.

 

فالمقصود أن من مقاصد الشريعة وجود المحبة بين المسلمين فالمحبة تؤدي إلى الألفة والتقارب والتعاضد والتكافل.

 

 

 

إسعاد الآخرين :

 

 

 

تتجسد السعادة في الإنفاق بحسب المستطاع لأجل إسعاد الآخرين. وقد يسعد المرء من حوله بالكلمة الطيبة، يدخل البهجة على القلوب وينال رضى الرحمن ويزيد من خلالها رصيد حسناته، كما أن صفاء القلب والسريرة وتطهيرهما من الحقد والحسد وملئ القلب بحب الخير للغير أحد مداخل السعادة والطمأنينة والشعور بالأمان وإذا ماشعر المرء بالسعادة ، فإن ذلك يعطيه حافزا للاستمرار في صناعة وفعل الخير للغير . رمضان أيام معدودات 30 يوماً فيها تتضاعف الحسنات ، وفيها يستطيع المرء زرع الابتسامة على وجوه أهل بيته و جيرانه واخوانه. وقد قال رسول الله محمد ﷺ : (تبسمك فِي وجه أَخيك صدقة) رواه الترمذي.

 

وقال أحدهم :

 

الحياة كالمرآة نحصل على أفضل النتائج عندما نبتسم لها.

 

 

 

ختامًا :

 

التجار هم الوحيدون الساعين إلى مضاعفة المكاسب المالية في رمضان ، وقد يكون انشغالهم بجني المال والحرص على تحقيق أعلى الأرباح خلال شهر رمضان حاجزا يحول بينهم وبين كسب الحسنات وبين الاستمتاع بالنفحات الروحانية وانشراح الصدور وامتلائها بالسعادة الربانية، وعليه فإنه يتعين على التجار خفض الأسعار ورفع منسوب الأجر والإحسان والصدقات لنيل الدرجات العالية عند الله.

زر الذهاب إلى الأعلى