تقارير وحوارات

صناعة الأزمات وردة فعل الشارع في العاصمة عدن..«الكهرباء أنموذج» صيف ساخن وظلام دامس وتقطير الحلول إلى متى..؟

كريترنيوز / تقرير

يوشك الوضع في العاصمة عدن على الخروج عن السيطرة. حيث نزل مئات المواطنين الغاضبين الاثنين ال13 من مايو 2024م إلى الطرقات أشعلوا النار في الإطارات وأغلقت عدد من الشوارع من الجهتين احتجاجا على التوقف الشبه كلي للتيار الكهربائي سيما المدينة تمر بموجة صيف ساخن يصعب التعايش أو التأقلم معه كون أغلب أهالي المدينة يعيشون في منازل ضيقة بأحياء مكتظة بالسكان يفتقر أغلبها للمتنفسات أو الأحواش ماغير بلكونات ببعض العمارات. وأدّى الانطفاء الكلي أو المطول للتيار الكهربائي إلى أضرار جسدية على الأفراد خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن وممن يعانون أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي أو القلب وضغط الدم بالإضافة إلى تضرر بعض الممتلكات الخاصة. حيث شكى أصحاب البقالات والمحال التجارية من توقف ثلاجات التبريد الخاصة بحفظ الدواجن المجمدة واللحوم وغيرها ما عرض أصحابها إلى خسائر كبيرة.

 

معاناة لاحدود لها تتجدد سنوياً .صيف ساخن وظلام دامس وتغييب للحلول الجذرية والركون إلى المهدئات المؤقتة تعيشه معظم محافظات الجنوب وكانت العاصمة عدن المتضرر الأكبر.

 

توقفت بعض المستشفيات ببعض عواصم محافظات الجنوب وخرجت المرافق والمؤسسات الخدمية عن الجاهزية بسبب انقطاع التيار الكهربائي وأصيبت الحركة بالشلل.

 

 

 

وعبر عدد كبير من المواطنين عن سخطهم واستيائهم من الوضع العام للعاصمة عدن والصمت الحكومي ، ومن الذرائع والحجج غير المنطقية غير المقنعة التي يسوقها بعض المسؤولين لاستغفال عامة الناس.

 

مؤكدين أن الحاصل هو حرب خدمات مفتعلة ممنهجة ضد شعب الجنوب تقودها أياد خفية هدفها تهييج الشارع ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وإلقاء باللائمة عليه.

 

 

 

المبالغة في صناعة الأزمات :

 

 

 

وأشار ناشطون جنوبيون إلى أن الجهات المتربصة بشعب الجنوب وكيانه السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي قد بالغت في صناعة الأزمات واختارت الزمان والمكان الخطأ غير مبالية بحياة الأبرياء ، كما بالغت في اختبار ردة فعل الشارع الجنوبي وجس نبض صبره وصبر قيادته.

 

 

 

إلى ذلك كشف مصدر في رئاسة الوزراء عن توجيهات صارمة تلقاها رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الرئيس عيدروس الزُبيدي بسرعة توفير وقود الكهرباء.

 

وأوضح مصدر آخر في مطار عدن بانه تم تأجيل رحلة أحمد بن مبارك المتوجهة إلى الرياض حتى يتم إيجاد حلول عاجلة لمشكلة كهرباء العاصمة عدن. وتم إعطاء رئيس الحكومة ووزيري الكهرباء والمالية والنفط مهلة 12 ساعة لإيجاد حل فوري أولي لوقف تدهور خدمة الكهرباء وإعادتها إلى المستوى المقبول ، ومن ثم الشروع وبصورة مباشرة لإيجاد معالجات من شأنها أن تحول دون تكرار انهيار محطات الكهرباء من خلال معالجات جذرية مؤسسية هيكلية شاملة بعيدا عن التراقيع والحلول المؤقتة.

 

 

 

وتزامنا مع هيجان الشارع الجنوبي أكد المتحدث باسم إعلام مؤسسة كهرباء عدن عن التوصل إلى تفاهمات بين الجهات المعنية، والتزام التاجر صاحب الشحنة بإدخال السفينة وضخ الوقود لخزانات المصافي ،

 

و توفير ثلاث ناقلات ديزل لمحطة الرئيس بترومسيلة، مما يضمن استمرارية توليد 65 ميجاوات من الطاقة دون انقطاع وتستعد لاستقبال 800 طن من الديزل المخصص لمحطات التوليد ، مع توقعات ببدء وصول الوقود وإعادة تشغيل المحطات في القريب العاجل. وتوقع أن تصل سفينة المازوت إلى المكلا ، حيث سيتم تفريغ جزء من الكمية لتشغيل محطات الكهرباء قبل التوجه إلى عدن، وتم التأكيد على عدم تكرار المشكلة المالية التي واجهت شحنة الديزل السابقة، وبموجب الاتفاق مع محافظ حضرموت، سيتم السماح بنقل النفط الخام لمحطة الرئيس بعدن بعد وصول المازوت لمحطات حضرموت.

 

 

 

المبالغة في اختبار ردة فعل الشارع العدني :

 

 

 

وأكد ناشطون أن المضي في سياسة اختبار ردة فعل الشارع العدني خصوصًا والجنوبي عموماً وجس نبضه في كل مرة سيترتب عليها ردات فعل عنيفة وتبعات خطيرة ستقلب الطاولة على رؤوس الأعداء. لافتين إلى أن المخططات العدائية الهادفة إلى النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي لن تمر ولن تنطلي على شعب الجنوب.

 

 

 

وتساءل جنوبيون إلى متى نظل قابعين تحت رحمة تلك السياسات اللاأخلاقية؟ إلى متى نظل غارقين في جحيم حر الصيف والظلام الدامس؟ إلى متى يظل المحتل اليمني وأعوانه يستحوذون على ثروات بلادنا النفطية والغازية ونحن نقاسي الأمرين؟

 

 

 

إلى ذلك أوضحت إدارة أمن العاصمة عدن بأنها تقدر حالة الغضب الشعبي لأبناء العاصمة، وذلك بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي الناتج عن نفاد الوقود المشغل لمحطات التوليد.

 

وأعلن بيان صادر عن أمن العاصمة عدن مساندته لمطالب المواطنين المشروعة، ووقوفه بجانب حرية التعبير والاحتجاج المكفولة وفقا للقانون بالطرق السلمية دون الاعتداء على مصالح المواطنين وممتلكاتهم أو السماح لأي طرف استغلال الغضب الشعبي من أجل القيام بالتخريب والإضرار بالمنشآت العامة أو الخاصة.

 

 

 

وأكد البيان وقوفه إلى جانب مطالب المواطنين المشروعة، محذرًا في الوقت نفسه كل من يقوم بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، داعيًا المواطنين إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس والتنبيه لأي محاولات تستغل حالة الغضب الشعبي بهدف تنفيذ أعمال تخريبية في العاصمة عدن.

 

 

 

ونوه أمن العاصمة عدن أن هناك جهودا حثيثة تسعى إلى إعادة التيار الكهربائي من خلال توفير مادتي الديزل والمازوت لتزويد محطات الكهرباء وإعادة الخدمة إلى وضعها السابق.

 

 

 

ختامًا ..

 

 

 

يرى مراقبون جنوبيون أن هناك أياد في الحكومة والرئاسي مهمتها صناعة الأزمات الاقتصادية والخدمية لابتزاز المجلس الانتقالي الجنوبي وإجباره على تقديم تنازلات. مؤكدين أن تلك المخططات باتت مكشوفة وأن لصبر الجنوبيين حدود.

زر الذهاب إلى الأعلى