محاولة إغراق العاصمة عدن في أتون الفوضى..«حُمى الخدمات» هل فشل المخطط أم تأجل التنفيذ ..؟
كريترنيوز/ تقرير
إن ما تعانيه العاصمة عدن من تدهور لخدمة الكهرباء وتعطيل المصفاة وانهيار اقتصادي كارثي أوصل شعب الجنوب إلى حافة المجاعة لم يكن عفويا عابرا ، وإنما مخطط مدروس مزمن بحسب مراقبين هدفه إدخال العاصمة عدن والجنوب في دوامة صراعات بينية حقوقية تجره بعيداً عن القضية السياسية وعن مشروع استعادة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى جانب صناعة الفشل والأزمات بمناطق سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي ثم إلصاقها به وصولا إلى تنظيم ثورة شعبية ضده.
ويرى ناشطون أن الحاصل عبارة عن حملة منظمة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي ليست وليدة الساعة ، وإنما منذُ أن تشكل المجلس الرئاسي تديرها جهات خارجية وداخلية. ووصف محللون العملية بالمخطط اللوبي الزيدي الإخوانيّ إلى جانب بعض الجنوبيين الخونة. لافتين إلى وجود تحالف يديره رشاد العليمي وعبدالله العليمي وسلطان العرادة وغيرهم من القيادات اليمنية المحسوبة على الرئاسي والحكومة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
وإن الحملة ضد الجنوبيين وضد الانتقالي الجنوبي دخلت حيز التنفيذ مطلع مايو 2024م تمثلت بوقف وتأخير شحن مادة الديزل لمحطات كهرباء عدن. وإغراق المدينة في ظلام دامس تزامنا مع موجات الحر الشديد التي تشهدها المدينة ليصبح وضعها العام كارثيا لايطاق، والدفع بمتظاهرين إلى الشوارع بينهم مندسين لتنظيم ثورة شعبية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وكان من ضمن المخطط خروج الجماهير إلى مناطق معينة ومحددة ، حيث يقيم أعضاء المجلس الانتقالي وخاصة محل إقامة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي وبعض قيادات الانتقالي من عسكريين وسياسيين.
وعلى أن يردد المتظاهرون شعارات تطالب برحيل قيادات المجلس الانتقالي وإسقاط معسكراته ، وليس للمطالبة بتوفير خدمة الكهرباء. ويرافق ذلك إشاعة الفوضى وإطلاق نار وتفجيرات وتتحرك الخلايا اليمنية النائمة ويحدث خلط للأوراق.
ويباشر مسلحون مندسون بأوساط الجماهير بإطلاق النار وإسقاط عدد من القتلى من أبناء مدينة عدن في الشوارع وإلصاق التهمة بالمجلس الانتقالي وخاصة الرئيس عيدروس الزُبيدي وشلال شائع وأحمد لملس وبن بريك لتكون المواجهة جنوبية جنوبية ، وليخرج لاحقاً رشاد العليمي وسلطان العرادة وبن مبارك للعالم ويقولون هؤلاء هم الجنوبيون ممن يطالبون باستعادة دولة الجنوب يتقاتلون فيما بينهم البين.
وتزامن المخطط مع زيارة المبعوت الأممي إلى اليمن لمدينة عدن ليكون شاهدا على الاقتتال في شوارعها ومع أن المخطط انكشف إلا أنه لايزال قيد التنفيذ بحسب ناشطين جنوبيين، مطالبين الجميع بالتكاتف وبذل أقصى الجهود لإفشاله.
كهرباء العاصمة عدن والصيف الساخن سلاح فتاك ضد الجنوبيين :
لقد أمسكت الشرعية اليمنية الجنوبيين من اليد التي توجعهم.
وبحسب مصادر إعلامية وصل المخطط الإجرامي ذروته ، وكاد أن ينجح من خلال توقيته المتزامن مع صيف مدينة عدن الحار الذي يتجاوز عتبة الـ40 درجة مئوية إلى جانب وضع المواطنين المعيشي الصعب، (تراكمات سيئة) استغلها المجرمون للشروع بمخططهم الخبيث.
ووفق مصادر إعلامية وناشطين جنوبيين يقود العليمي والعرادة وآخرون بالرئاسي والحكومة وبإيعاز وتواطؤ خارجي حربا مجنونة غير أخلاقية ضد الجنوبيين ومجلسهم الانتقالي هدفها إضعاف الانتقالي الجنوبي وتفكيك قاعدته الشعبية عن طريق مضاعفة معاناة الناس وإعاقة جهود إصلاح وتوفير الخدمات واستخدام الكهرباء كسلاح لدفع الناس للخروج إلى الشوارع وتحريض قواعده على التمرد ضده والتدمر من هكذا وضع. يرافق ذلك تنظيم حملات إعلامية ونشر أخبار وإشاعات كاذبة لغسل عقول عامة الناس وشحنها سلباً ضد قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ،
والتشكيك في قدرة الانتقالي على إدارة الجنوب وفشله في إيجاد حلول لمعالجة أوضاع الخدمات والرواتب واتهامه بالمناطقية بل وإثارتها والضرب على أوتارها لتعميق الحقد والكراهية في نفوس الجنوبيين.
استغلال الاحتجاجات والفوضى لتمرير أسلحة ومتفجرات :
وتوقع خبراء أمنيون أن يتم استغلال الاحتجاجات والفوضى الممنهجة المراد افتعالها بالعاصمة عدن لتمرير أسلحة ومتفجرات وأجهزة تنصت وتفجير عن بُعد وإيصالها إلى إيدي الخلايا الإرهابية التي تترصد لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ، ويفسح الطريق أمام الإرهاب بكافة أشكاله (الحوثي والإخواني والقاعدة وداعش) للتحرك ولرصد وتحديد أهدافه والنيل منها بكل سهولة ويسر .
المحتل يعمل على الجبهة الاقتصادية لإخضاع الجنوبيين :
من جهته خط المحامي علي هيثم الغريب عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي على صفحته بمنصة إكس تغريدة أكد فيها بأن المحتل اليمني يعمل على الجبهة الاقتصادية للإساءة لشهداء الثورة الجنوبية ورموزها في محاولة مستميتة لأعداء الجنوب العربي التاريخيين في إحداث شرخ وخلخلة بين القيادة وشعب الجنوب العربي حتى تسهل عليهم مهمة إخضاع الجنوب وإعادته مجددًا إلى باب اليمن.
وأضاف : يطول الحديث بشأن الجبهة الاقتصادية التي بدأ الأعداء يطلقون النار على شهداء وثوار الجنوب منها.
ويصعب على الناس فك غموض هذه الفتنة التي ينسجها المحتل اليمني فالمؤامرات تحيط بنا من كل الاتجاهات.
وختم قائلاً : المرحلة تتطلب تكاتف الجميع مع الانتقالي.
حرب خبيثة ليست جديدة :
ونشر عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي المحامي يحيى غالب الشعيبي تغريدة في صفحته بموقع إكس أشار فيها إلى أن حرب الخدمات الخبيثة ضد الجنوبيين ليست جديدة أو وليدة الساعة، مؤكداً استخدامها في وقت سابق ضد الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي بعد تعيينه محافظًا للعاصمة عدن ، حيث تدهورت الخدمات والكهرباء وارتفعت أصوات معاناة الناس تطالبه بالخروج من الشرعية.
وأشار الشعيبي إلى أن الرئيس الزُبيدي كان أكثر حكمة وصبرا لتعزيز موقع قضية الجنوب سياسياً إلا أن الشرعية سارعت بإقالته مما أدى إلى انتفاض الجنوب بإعلان عدن التاريخي.
قوى غير قارئة لتاريخ الجنوبيين :
كما نشر الدكتور باسم منصور رئيس دائرة الإعلام والثقافة للمجلس الانتقالي الجنوبي تغريدة له عبر حسابه بموقع إكس أكد فيها أن قوى معادية تمارس حروبًا بأشكال القبح ضد شعب الجنوب وتاريخه بهدف كسر إرادته وثنيه عن مشروع استعادة دولته.
وقال منصور إن هذه القوى غير القارئة لتاريخ شعب الجنوب تجدد حروبها باستمرار ، لكن ذلك لن يثني شعب الجنوب عن مشروعه ، حيث يزداد إدراكاً بقواعد تلك القباحات الواهمة في كسر إرادته.
ولكن هيهات هيهات لما أنتم تمكرون.
أزمة أخلاق :
إلى ذلك خط رئيس مركز البحوث ودعم القرار لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ لطفي شطارة منشورا له على منصة إكس أكد فيه أن مشكلة الكهرباء أزمة أخلاق ، وحل المشكلة يبدأ من رد الاعتبار لثلاث جهات حكومية.
وقال :
الكهرباء مشكلتها أزمة أخلاق عند كثير من السياسيين الفاسدين. بعض الصرافين الذين أصبحوا بدعم السياسيين يتحكموا بالعملة والاقتصاد والكهرباء. حل المشكلة يبدأ من إعادة الاعتبار لمصافي عدن كجهة مستوردة للوقود وشركة النفط الموزعة له ومؤسسة الكهرباء المشغلة لمحطات التوليد. وختم تغريدته قائلاً : كفى ضحك وتبرير تعبنا.
ختامًا :
رغم تنافر القوى اليمنية إلا أن الجنوب قاسم مشترك يجمعها لا تكل ولا تمل في صناعة وتصدير الأزمات إليه بهدف إخضاعه وإبقائه ضعيفا خاضعا منقادا داخل الحظيرة اليمنية.
فهل فشل المخطط اليمني الأخير الهادف إلى إغراق العاصمة عدن في أتون فوضى خلاقة؟ أم لايزال قيد التنفيذ؟.