غلاء المهور.. شبح العنوسة الذي يهدد الفتيات

كريترنيوز /صحيفة شقائق/ تقرير/ خديجة الكاف
أصبح الشباب يعانون من ارتفاع تكاليف الزواج بدءاً من غلاء المهور، حيث يطالب الآباء الشباب المقبل على الزواج بالتجهيزات والترتيبات الخاصة بالزواج، فيما أن معاناتهم من أولياء الأمور الجشعين الذين يطالبون بمبالغ مهولة تحت ما يسمى المهر، حيث لا يستطيع العقل تخيلها، ولكنها تفرض عليهم بكل قوة مجاراة للوضع الاقتصادي الذي لا يسمح بتساهل أي من الأطراف فيها. كما أن تكاليف الزواج صارت من مظاهر التباهي في المجتمع وخاصة بين أوساط الشباب والفتيات، إذ يطلبن أشياء من الكماليات المفرطة تجعل الزوج يدخل في مديونية لا نهاية لها.
كما أنه السبب للمظاهر الكذابة والتباهي بين الناس وطمع بعض الأهالي في الترف والتبذير ، وكل هذا نتيجة عدم وجود قانون رادع يحد من غلاء المهور ، حيث أصبح هم الفتاة وأهلها التباهي، وأصبح الزواج مجرد شكليات، ولابد من تحديد المهور بشكل ميسر لجميع الشباب.
التباهي في المهور والإسراف في حفلات الزواج أصبحت معوقات أساسية أدت إلى عزوف الشباب عن الزواج، وبالتالي ارتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات اللاتي تأخرن في سن الزواج.
وعلينا التكاتف جميعاً لتخفيض المهور كي نقضي على الظواهر السلبية، وذلك بمساعدة الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني وخطباء المساجد، من أجل توعية الأسر بمخاطر ارتفاع المهور وانعكاساتها على الشباب والشابات واتساع المظاهر السلبية، ويجب توعية الأسر بالأهمية الدينية للزواج وفوائده في مجتمعاتنا الإسلامية، والابتعاد عن العادات الدخيلة من الإسراف في الأعراس وخسائر مادية لا تعود بأي نفع.
حيث إن ديننا الإسلامي حث على التيسير وكراهية المغالاة في المهور، ويكفينا حديث رسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم (خير النكاح أيسره) رواه ابن حبان.
فالمغالاة بالمهور وتكاليف الزواج جعلت كثير من الشباب يمتنع عن الزواج مما يتسبب بضرر اجتماعي، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتنة بقوله (من جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه وألا تفعلوا تكن فتنة وفساد عريض). ويدل هذا الحديث أن أي سبب غير الخلق والدين لرفض الشاب إذا تقدم للزواج يعد ذلك فتنة وفساد كبير.
تقول الأخت آمنة عبدالرحمن : غلاء المهور والإسراف في حفلات الزواج معوقات أساسية في عزوف الشباب عن الزواج، وهذا مخالف لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم، في تيسير الزواج خصوصاً إذا كان الشاب ذا خلق، فأعظم النكاح أبركه وأيسره.
وتواصل قائلة : يجب على الأهل أن يعلموا أن قيمة ابنتهم لا يحددها مهر قبل الزواج، ولكن يحددها تعامل الزوج مع ابنتهم بعد الزواج، ولا عيب في تيسير الأهل زواج ابنتهم حتى وإن ساعدوا زوجها إذا تأكدوا أن هذا هو الزوج المناسب.
فيما تقول الأخت فاطمة عبدالقادر: أصبح هم الفتاة وأهلها كيفية التباهي أمام الآخرين، من حيث اختيار أجمل وأغلى بدلة زفاف وقاعة الأعراس.. مشيرة إلى أن المهر أصبح أكبر عائق يقف لإتمام الزواج.
وتضيف قائلة: كثير من الفتيات لم يتمكن من الارتباط بالشاب المناسب بسبب مطالب الأهل التعجيزية لهذا الشاب، مما يجعله يصرف النظر عن الزواج.. مؤكدة أنه بسبب ارتفاع المهور ازدادت نسبة العنوسة في أوساط الشباب سواء الذكور أو الإناث، وهذا بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية التي جعلت من الزواج يصبح حلما بالنسبة لهم.
كما تقول الأخت سارة سالم : مغالاة المهور هي أهم سبب عند كثير من أولياء أمور البنات لرفض كثير من الشباب، مما تسبب في عزوف الشباب عن الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة في مجتمعنا، وهذه فتنة وفساد كبير لا يمكن القضاء عليه إلا بتيسير المهور.
وتضيف قائلة: إن مشكلة غلاء المهور والإسراف في حفلات الزواج قد شغلت بال كثير من الأهالي وحالت بينهم وبين الزواج، وهذا قد ينشر الرذيلة في المجتمع وكما يجعل الشباب يبحثون عن الاغتراب خارج البلاد من أجل أن يجمع الأموال التي تكفي لمتطلبات حياته المستقبلية.
فيما تقول الأخت عائشة صادق : غلاء المهور يجب أن لا يعمم على جميع الأسر في المجتمع، فهناك أسر لا يهمها الماديات بقدر أن ترتبط ابنتهم برجل يحترم الحياة الزوجية وعلى خلق ودين.. مؤكدة أن الأمر بيد البنت وأهلها بأن يختاروا الزوج الصالح لابنتهم، وبهذا يتمكن الشاب من إكمال نصف دينه وتعم الأفراح.