تقارير وحوارات

بعيداً عن الكسل والملل.. كيف نستثمر العطلة الصيفية لصالح الأطفال؟ 

كريترنيوز/صحيفة شقائق/ تقرير/دنيا حسين فرحان

بعد أن انتهى العام الدراسي في عموم مدارس العاصمة عدن والجنوب، يستعد الأطفال الآن لقضاء وقت العطلة الفصلية، ويستعد الأهالي معهم لأخذ قسطاً من الراحة معهم بعد تعب المذاكرة والامتحانات.
يرى الأهل أنَّ العطلة من حق الطفل بعد عام دراسي طويل، وبالطبع هذا صحيح لكن لا يعني ذلك مرور كل العطلة دون أيَّة فائدة.
فتعالوا معنا في السطور القادمة لنعرف كيف يمكن استثمار العطلة الصيفية، بحيث تجمع بين المتعة والفائدة للطفل.
هناك عدد من الأنشطة تساعد في استغلال العطلة الصيفية للأطفال بشكل إيجابي ومفيد لهم، نعرضها في التقرير الآتي:

مساوئ عدم استثمار العطلة الصيفية للطفل:

يترك بعض الأهالي الطفل يعيش عطلته الصيفية دون أي هدف أو قيمة أو تنظيم، فينام ويصحو على مزاجه، ويقضي كل وقته في اللعب أو الشارع أو استخدام الأجهزة الإلكترونية، ومعاناته من الملل الدائم والكثير من الفراغ الذي ينعكس عليه بنتائج سلبية، ومن أبرزها:
– تراجع ذكاء الطفل وجمود مخيلته وتبلُّد أفكاره.
– شعوره بالملل والميل إلى العصبية والعدوانية وكثرة المشكلات.
– تراجع مهارات التواصل لديه.
– زيادة احتمال تعلُّمه لأمور وسلوكات خاطئة بسبب غياب الإشراف من قِبل الأهل.
– ضعف نموه الجسدي ونشاطه البدني بسبب عدم انتظام نومه، وعدم ممارسته لنشاطات رياضية كالسباحة وغيرها.
– تراجع مستواه مقارنةً بأقرانه ممن يمارسون نشاطات مفيدة لهم.
– صعوبة قدرته على الرجوع إلى المدرسة والالتزام بالدوام بسبب الفوضى التي يعيشها، وعدم ممارسة أي نشاط يعزز نشاطه الذهني.

أفكار لاستثمار العطلة الصيفية لمصلحة الطفل

قد يحتار الآباء والأمهات في كيفية استثمار العطلة الصيفية لأطفالهم، بحيث تحقق لهم المرح والترفيه، وفي نفس الوقت تنمي ذكاءهم ومهاراتهم وتحميهم من الكسل والبلادة، وفيما يأتي أهم الأفكار والنشاطات لاستغلال العطلة الصيفية بالشكل الصحيح:

1- الرياضة:
أول نشاط يجب إشراك الطفل فيه خلال الصيف هو الرياضة؛ وذلك لفوائدها الكثيرة في تنشيط نموه وتفريغ طاقاته ومنحه المتعة والمرح، كإشراكه في نادٍ لكرة القدم أو كرة السلة أو السباحة أو فنون القتال وغيرها من الرياضات.

2- مواهب الطفل:
العطلة الصيفية فرصة للاهتمام بمواهب الطفل وتنميتها ولو لم يكن لديه ميول واضحة بعد، ولا مانع من تسجيله في دروس رسم أو موسيقى أو غناء وتمثيل واكتشاف ما يحب ويميل إليه لدعم موهبته وتنميتها.

3- تربية حيوان أليف:
يمكن اقتناء حيوان أليف يحبه الطفل ككلب أو قطة أو كتاكيت أو طيور، وهذا يجعل الطفل يتعلم تحمُّل المسؤولية لشعوره أنَّه مسؤول عن رعايته، بالإضافة إلى شغل وقته والتسلية بهذا الحيوان.

4- العمل التطوعي:
يمكن إشراك الطفل بعد بلوغه سن العاشرة في الأعمال التطوعية والجمعيات الخيرية، كأعمال غرس الأشجار وتنظيف الشاطئ وزيارة دور المسنين أو دور الأيتام، وهذا يملأ وقته ويعلمه عمل الخير ومساعدة الآخرين وقيم التعاون والتعاطف والشعور بالإنجاز وحب وامتنان الآخرين له.

5- استغلال الإنترنت:
يحب الأطفال قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت والهاتف الذكي والآيباد وغيره من الأجهزة الإلكترونية؛ لذا يجب استغلال الإنترنت في تعليم الطفل أشياء مفيدة تزيد ذكاءه، مثل تعليم الأرقام والأحرف بشكل كرتوني محبب له، وتعليم اللغات، وإعداد الصلصال المنزلي والسلايم، وألعاب وألغاز الذكاء، ومتابعة البرامج الوثائقية التعليمية عن البلدان والطبيعة والحيوانات والمناخ.

6- التحدث عن الماضي وذكرياته:
يحب الطفل الاستماع لأحاديث أبويه عن الماضي وعن ذكريات الطفولة لديهم، ومشاركة تلك اللحظات والذكريات معهم ومشاهدة الصور التي توثِّقها، ويمكن للأهل تمرير الأفكار والقيم التي يريدون غرسها في الطفل من خلال سردهم لقصص وتجارب معينة وكيف تصرفوا فيها.

7- القراءة:
يُقال: الكتاب خير جليس، فيجب تعويد الطفل عادة القراءة والمطالعة منذ الصغر، بأن نقرأ له إلى أن يتعلم القراءة وحده، ونصطحبه إلى المكتبة لاختيار القصص والكتب التي تعجبه، وبعد قراءتها تتم مناقشتها معه لتنمية روح الحوار بينه وبين الأبوين.

8- دعوة أصدقاء الطفل:
من أمتع الأوقات للطفل هي الوقت الذي يقضيه مع أقرانه وأصدقائه؛ لذا يُنصح بدعوة أصدقاء الطفل إلى البيت وتحضير الوجبات والعصائر لهم، وإفساح المجال لهم للعب بحرية والرسم ومشاهدة الرسوم المتحركة، فلا يشعر الطفل بأي ملل، ويكون كل ذلك تحت إشراف الأهل.

9- اللعب مع الطفل:
من أجمل اللحظات لدى الطفل أن ينضم أبواه إلى اللعب معه، فلا مانع من تخصيص وقت للمرح معه ولعب الغميضة مثلاً أو نط الحبل أو حرب الوسادات أو الاستلقاء في الخارج وعد النجوم، وهذا يجعل الطفل في قمة السعادة ويقوي العلاقة بينه وبين أبويه.

10- التصوير:
يمكن شراء كاميرا احترافية مناسبة للأطفال والبدء بممارسة هواية التصوير مع الطفل في الرحلات والسفر والطبيعة، ومن ثم تركه يلتقط صوراً لمناظر وأشياء يختارها بنفسه، وهذا ينمي الحس الفني لديه، ويُشعره بالمتعة والإنجاز مع إبداء الإعجاب دائماً بالصور التي التقطها وتعليقها على جدران المنزل.

11- المساعدة في الأعمال المنزلية:
يمكن الطلب من الأطفال المساعدة في الأعمال المنزلية البسيطة، من ترتيب وتنظيف ورعاية الأخوة الصغار، أو القيام بمسابقة طي الملابس خلال 10 دقائق، أو ترتيب الملاءات خلال 5 دقائق ومنح الفائز مكافأة يحبها، وهذا يعلمهم الاعتماد على النفس ويغرس فيهم تحمُّل المسؤولية والتعاون مع الأم.

12- الطبخ:
تُعَدُّ مشاركة الطفل في الطبخ من النشاطات الممتعة له؛ إذ يمكن إشراكه في إعداد الحلوى وسلطة الفواكه والبيتزا والآيس كريم التي يحب، ومن شأن ذلك تعبئة وقت فراغه وتعليمه تحمُّل المسؤولية والتعاون.

13- الحرف والأعمال اليدوية:
يمكن تشجيع الطفل على تعلُّم حرفة يدوية ما، وهذا يملأ له الفراغ ويُعلِّمه الصبر وحب التعلم، ولا مانع من تشجيعه على بيع منتجاته حتى يشعر بالإنجاز وأهمية العمل.

14- مشاهدة الأفلام:
يمكن انتقاء الأفلام المناسبة والممتعة للطفل واصطحابه إلى السينما لمشاهدتها، مع تناول البوشار والمشروب الغازي أو تناول وجبة خفيفة يحبها الطفل.

15- ألعاب الذكاء:
يُفضَّل تعليم الطفل ألعاب الذكاء كالشطرنج والمونوبولي وغيرها، لما لها من فوائد في تنمية الذكاء والنشاط الذهني لديه، بالإضافة إلى الشعور بالمتعة والتحدي.

16- حل الألغاز:
من النشاطات الممتعة والمفيدة للطفل هي لعبة حل الألغاز، وهذا يحفز دماغه على التفكير والإبداع، وفي نفس الوقت يُشعره بالمتعة والتحدي.

17- الزيارات الاجتماعية:
ينصح باصطحاب الأطفال في زيارات الأهل والأصدقاء بوصفها نشاطاً ترفيهياً صيفياً، إضافة إلى فائدة ذلك في تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لديهم وتقوية شخصيتهم وتعزيز صلة الرحم مع الأقارب.

18- التسوق:
يمكن اصطحاب الطفل إلى التسوق، مع ضرورة الاهتمام بتعليمه اكتساب المهارات الحسابية واختيار المنتجات الصحية له، وتحمُّل المسؤولية في اتخاذ القرار والاختيار.

19- عدم السهر:
يجب الانتباه إلى الاستمرار بنظام حياة صحي للطفل، والمحافظة على النوم باكراً وعدم السهر لوقت متأخر إلا فيما ندر؛ وذلك لضرورة النوم المبكر لنموه ونشاطه الذهني والبدني.

20- عدم الانقطاع عن الدراسة:
ينصح بعدم انقطاع الطفل تماماً عن الدراسة وتمرير نشاط دراسي بين الفترة والأخرى في العطلة الصيفية، ومراجعة بعض القواعد وجدول الضرب والمعلومات الأساسية؛ لكي لا يعاني الطفل من العودة إلى جو الدراسة في بداية العام الدراسي.

ختاماً..

العطلة الصيفية فرصة لتطوير الطفل، وأكبر خطأ يقع فيه الآباء والأمهات هو عَدُّ العطلة الصيفية مجرد وقت للتسلية والراحة واللعب؛ إذ يجب تغيير هذه الفكرة والنظر إلى العطلة على أنَّها فرصة لتطوير شخصية الطفل وتوسيع مداركه وتنمية ذكائه وقدراته، والحرص على أن يخرج من العطلة ليس كما دخل إليها؛ لذا واجبنا بصفتنا أهلاً التخطيط لهذه العطلة والنشاطات التي سيمارسها الطفل من تعلُّم وتنمية مهارات ومعارف، إضافة إلى المرح والترفيه حتى يعود إلى الدراسة بحماسة وطاقة.
الطفل حصيلة اهتمامنا، فهو كالغرسة كلما حصلت على عناية واهتمام نمت وكبرت بشكل صحي وجميل، وهذا يُحتِّم علينا ألا نتهاون في التعامل مع العطلة الصيفية أبداً إن أردنا أن نرى طفلنا مستقبلاً طبيباً ناجحاً أو مهندساً ماهراً أو عالماً عبقرياً أو روائياً لامعاً أو ممثلاً مبدعاً يشار إليه بالبنان.

زر الذهاب إلى الأعلى