تقارير وحوارات

“مواقع التواصل الاجتماعي”.. وعقليات المجتمع بين السلب والإيجاب.

 

 

 

 

كريترنيوز / تقرير / محمود انيس

 

 

 

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي عاملا رئيسيا في التواصل بين الشعوب، وهي لا تخلو من الإيجابيات والسلبيات، ففيها الفائدة والمعرفة والثقافة وغيرها. كما أنها لا تخلو من السلبيات أيضاً. وللاستفادة من هذه المنصات بالشكل الأمثل، وخصوصا في الجانب المهني، يجب إدراك مزايا تلك المنصات وتجنب سلبياتها.

 

 

 

وتعرف مواقع التواصل الاجتماعي : على أنها وسائل تواصل والتي من خلالها ينشئ المستخدم حسابا يمكنه من التواصل عبر شبكة الإنترنت مع غيره من الأشخاص إلكترونيا؛ لمشاركة المعلومات والأفكار والآراء والرسائل وغيرها من المحتوى المكتوب والمرئي والصوتي والملفات. ومن أمثلة هذه المنصات Facebook و Twitter و Snapchat و Instagram و WhatsApp وYouTube، ومنها كذلك ما يكون له جانب مهني مثل LinkedIn، وقد تدخل من ضمنها المدونات مثل WordPress و Blogger.

 

 

 

إيجابيات مواقع التواصل وأبرزها :

 

 

 

إتاحة فرص للشباب في التعبير عن أفكارهم :

 

لقد أصبح العالم في ظل مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات متصلا بدرجة كبيرة حيث يسهل على أي شخص التعبير عن أفكاره وجمع المهتمين لها من كل أنحاء العالم.

 

 

 

الحصول على الدعم والمشاركة : تشير بعض الأبحاث إلى أن مجرد مشاركة الشخص لمشاكله والتعبير عنها والحصول على دعم الآخرين أو سماع خبراتهم حول نفس المشكلة وكيفية حلها يسهل على الشخص تخطي التجربة بشكل أفضل.

 

 

 

الحصول على فرص عمل والتسويق لأنفسهم :

 

حسب آخر إحصائية يوجد إعلان عن 6.5 مليون فرصة عمل متاحة على موقع com وهو مثال لمنصة تواصل اجتماعي مهنية تهدف إلى ربط الباحثين عن عمل وأصحاب العمل، وأصبحت الشركات تستخدمه كأداة لاستقطاب الموظفين في كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى ظهور ما يسمى بمهارات تسويق والتي يستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات لإبراز مهارات الشخص وتوثيق إنجازاته في العمل.

 

 

 

فتح آفاق جديدة وكبيرة للأفكار الرائدة :

 

 

 

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي إحدى أهم وسائل التسويق التي تستخدمها الشركات الكبرى والشباب وأصحاب الأفكار الجديدة لتسويق منتجاتهم وخدماتهم، وهو ما يسمى بالتسويق الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 

خلق فرص عمل وظهور مسارات مهنية جديدة :

 

 

 

أصبح هناك فرص للعمل الكامل أو الجزئي، والتي يستطيع القيام بها العديد من الشباب، مثل : كاتب المحتوى التسويقي، اخصائي التسويق منصات التواصل الاجتماعي، مصمم جرافيك متخصص لتصميم إعلانات المنتجات على منصات التواصل الاجتماعي.

 

 

 

الاتصال الدائم بالعالم :

 

 

 

في الماضي لم يكن لدينا الفرصة للبقاء على اتصال دائم مع الأصدقاء والعائلة في حالة وجود كل منهم في دولة أو مدينة أخرى، ولكن الآن أصبح الأمر سهلا للتواصل مع أي شخص في أي مكان. وهذا يفتح فضاءات كثيرة للعمل ولأخذ المعلومات من كل مكان.

 

 

 

ومن سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي :

 

 

 

الإدمان : حسب إحصائية تم الإشارة إليها في مجلة Business Insider أن كثيرا من الأفراد، وخاصة المراهقين، يقضون ما بين 13 و18 سنة حوالي 9 ساعات يوميا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وذلك أكثر من ساعات النوم والطعام والشراب وغيرها من الأنشطة! حتى يصل البعض إلى أنه لا يستطيع قضاء ساعة كاملة بدون تصفح منصات التواصل الاجتماعي. ويؤثر ذلك بشكل كبير وسلبي على جوانب الحياة الأخرى، حيث أنه يتم قضاء الوقت في استخدام الإنترنت على حساب أوقات العائلة والعمل والدراسة بلا شعور. والإدمان على استخدام هذه المنصات يؤثر كذلك على تركيزنا بشكل عام ويسبب تشتت التفكير.

 

 

 

العزلة الاجتماعية ووهم التواصل الافتراضي :

 

قد يصل الأمر إلى أن نجد عائلة في بيت واحد تتواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن تجد عوائل يقضي أفرادها ساعات في استخدام الهواتف دون أي تواصل شخصي فعال، ويكتفي الجميع بالتواصل الافتراضي. وقد تؤدي مثل هذه الممارسات إلى ضعف تطور الشخص اجتماعيا ومهنيا بسبب عدم قدرته على التفاعل الإيجابي والطبيعي مع جوانب الحياة المختلفة.

 

 

 

مراقبة أحوال الآخرين والنظر إلى مظاهر الترف : يتعمد البعض في إظهار الجانب الإيجابي والمثالي فقط على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يسبب الإحباط واليأس للبعض من كثرة تتبع المشاهير والمؤثرين وأخبارهم.

 

 

 

ماذا قال النشطاء حول إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي :

 

 

 

يقول الإعلامي محمد ناصر الشعيبي : كوننا إعلاميين وصحفيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي نقول أن مواقع التواصل قد سهلت من عملنا بشكل كبير من ناحية إيصال الخبر ونشره وتوزيعه، وذلك لما نواجه من صعوبة إيصال الخبر للمواقع الإخبارية والصحف إلا أن مواقع التواصل قد سهلت لنا ذلك سواء كانت عبر الوتساب أو الفيسبوك.

 

 

 

وأضاف الشعيبي قائلاً :

 

من إيجابيات مواقع التواصل في مجتمعنا فإنها قد لعبت دورا إيجابيا في التوعية في عدة مواضيع وأبرز تلك المواقف أثناء جائحة كورونا كوفيد ١٩ إلى جانب فترة التوترات الأمنية ، فالنشطاء والأجهزة المعنية قد استفادت من مواقع التواصل بشكل كبير في توعية المجتمع.

 

 

 

فيما تقول صفاء محمود إحدى الناشطات : بالسابق قد استخدم حساباتي على السوشيل ميديا بشكل عادي وذلك بنشر محتويات عادية، ولكن بالسنوات الخمس الماضية غيرت من سياسية استخدامي لحساباتي ، وذلك من خلال محاولة الاستفادة من نسبة التفاعل في حساباتي فقمت في محاولة استثماري لذلك ، وذلك عبر نشر إعلانات ودعاية لصديقاتي وزميلاتي أصحاب المشاريع الصغيرة والتي بدأت بالانتشار بشكل كبير بالسنوات الأخيرة، بهذا فأنا قد استفدت من حساباتي في شيء مفيد إيجابي يعود بالفائدة لي وللآخرين.

 

 

 

وعن إيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي يقول أكرم كارم أحد النشطاء :

 

 

 

في اعتقادي، لربما تتفوق إيجابية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على سلبياتها بشكلٍ ملحوظ، حيث أنه وإن تطرّقنا عن أبرز هذه الإيجابية ، سيكون توسيع رقعة التلاحم الاجتماعي بين مختلف الأطياف المجتمعية في مُقدمتها.

 

فقد خَلقت هذه المواقع نسيجاً اجتماعياً مُتلاحما، فهذا النسيج الذي يَخرج في البدء من صلب التواصل بين مستخدميه، وينتهي في خلق هذا المولود المجتمعي المُتعارف هنا وهناك، وكذا بعد ممارسات عدة في استخدامها، قد أصبح اليوم رواده كجيش له من العتاد ما يقدمه في تحقيق أي إنجاز لمختلف المهام الذي لا نجاح له إلا عبر استخدام هذه المواقع.

 

 

 

والسلبية فيها، فقد تكون شحيحة شيئاً ما، فهناك من ينظر إلى مواقع التواصل أنها وسيلة ضغط ابتزازية ضد الخصوم حتى يتسنى له التحقيق من أي مكاسب شخصية، وهذه السلبية التي انتشرت مؤخراً بشكلٍ كبير دون قيود قانونية لوقفها، لاسيما وأنها ظاهرة تهدد الأمن والسلم المجتمعي على حدٍ سواء.

 

 

 

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في استقرار الوضع الأمني في البلاد ، وذلك من خلال نشر التوعية للمجتمع من قبل الأجهزة الأمنية، بالإضافة للتحذير من المطلوبين والدعوات لمساعدة الأجهزة الأمنية للقبض عليهم.

 

ولقد لعبت مواقع التواصل في توعية المجتمع من خلال دعوتها للمشاركة في نهضة وتنمية المجتمع والبلاد.

 

 

 

إرشادات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي :

 

 

 

من المناسب أن نستوعب أن منصات التواصل الاجتماعي في العصر الحالي ليست مجرد أدوات ثانوية، وأن دورها تنامى بشكل كبير ومؤثر، حتى في سوق العمل. وفيما يلي بعض الإرشادات للتعامل الفعال مع هذه المنصات :

 

 

 

لا تبالغ في مقارنة نفسك بأحد، ولا تنفصل عن الواقع وتكتفي بالواقع الافتراضي، بل كن متيقظا أن أي مقارنة صحية يجب أن تكون إيجابية، أي أنها تدفعك للأمام، وألا تدفع نفسيتك للاكتئاب والإحباط.

 

لدفع مسارك المهني بشكل إيجابي، يجب الظهور في منصات التواصل جميعها بشكل لا يخل بالآداب العامة، أو الدخول في مهاترات قد تعطي فكرة سلبية عنك وعن مستوى تفكيرك، والتي قد لا تكون صورة حقيقية عنك ولكن مشاركاتك قد يعطي هذا التصور.

 

يعتبر المحتوى المقدم من أقوى وسائل التأثير الشخصية والإعلامية، سواء كان مكتوبا أم مرئيا أم صوتيا. حيث سينجذب إليك المهتمون ويفتح فرصا مهمة، فضلا عن إثراء معلوماتك شخصيا عند تطوير هذا المحتوى وجمعه.

 

تحديث صفحتك على منصات التواصل الاجتماعي المهنية مثل com و Bayt.com ومثيلاتها بشكل احترافي وجذاب، وخال من الأخطاء، ويجب أن تكون مشاركاتك متزنة في هذه المنصات.

 

اجعل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلتك للوصول لأشخاص مؤثرين، وتواصل معهم للحصول على الدعم لأفكارك ومشاريعك الحياتية والمهنية، واحرص على بناء شبكة علاقات شخصية ومهنية بما يخدم أهدافك الشخصية والمهنية، واختر الطرق الأنسب لذلك (راجع مقالة شبكة العلاقات ودورها في بناء المسار المهني)

 

لا تكتف بالتواصل مع أصدقائك وعائلتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل اهتم بقضاء أوقات معهم وأحرص على التواصل المباشر ، وللتواصل المباشر جوانب إيجابية لا يمكن الوصول إليها بالتواصل بشكل إلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى