مشروع مياه ميفع بين الإنقاذ والهلاك .. والأهالي يواجهون أزمة حادة في المياه

كريترنيوز / تقرير / صبري باداكي
تعد منطقة ميفع من أكبر وأهم مناطق مديرية بروم ميفع محافظة حضرموت من حيث المساحة والكثافة السكانية التي يتجاوز عددها أكثر من 30 ألف نسمة. أهالي المنطقة يعانون من أزمة حادة في انقطاع مشروع المياه في منازلهم، وهم بحاجة ماسة لتزويدها بالمياه النظيفة للاستعمال في الأكل والشرب، والكل يعلم بأهمية الماء في حياة الإنسان بحيث يمثل الماء أكثر من 60٪ من وزن جسم الإنسان، ويلعب الماء دوراً حيوياً في الجسم، انقطاع مشروع المياه متكرر ولايصل لبيوت الأهالي إلا مرة واحدة في الأسبوع، وبعد منتصف الليل في أوقات غير مناسبة جداً وقت الراحة والنوم، فالأسر تعيش يوم صعيبا عليها وهي تكافح هذا الليل المظلم من أجل لا يفوتها الماء، والمشكلة أنه موجود في بيوت أو حارات وغيرها لا يوجد فيها لأكثر من أسبوع يلجؤون الأهالي بالاستعانة بطرق أخرى من خلال شراء وايت ماء بمبالغ باهظة، وغيرهم لايستطيع بسبب الوضع المعيشي الصعب، فتجد المواطن الغلبان يستخدم طريقة السقي عبر الحمير أو على دراجة نارية أو على ظهره يحمل الدبة 10- 20 لتر من مسافات طويلة من المياه الجارية، وهم لا يعلمون هل هذه المياه صالحة أو العكس أماكن يطلقون عليها أهالي المنطقة “الساقية- المكير” وأحيانا يلجأون إلى معامل البلك و الداموك من أجل الحصول على الماء.
الماء حياة :
للماء أهمية في حياة الإنسان وكل شيء حي، فالماء هو أساس الحياة وهو الذي خلق الله منه كل شيء حي. قال تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّا”، و بين القرآن أنه هو الذي يسقي الأرض وينبت الزروع والثمار، وبدونه لا يمكن للإنسان أن يعيش. قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”.
أسباب مشروع المياه أدت إلى الهلاك :
هناك العديد من الأسباب والمشكلات التي عصفت بمشروع المياه بمنطقة ميفع بعد أن كان مصدر حلم لأهالي ميفع، وتحقق بإسهامات الجمعيات الخيرية و الشخصيات الاجتماعية والأعيان بالمنطقة، لكن أهمالا بسيطا من إدارة المشروع كلفهم الثمن وجعل المواطنين يعيشون أياما مأساوية صعيبة للبحث عن المياه الصالحة، ومن هذه الأسباب غياب تام لصيانة الشبكة بكافة أنواعها من خزانات الآبار، ومروراً بالهوائيات ومحابس القرى والأحياء الداخلية، وكذلك إهمال تصفية الخزانات، واستبعاد للكوادر الفنية من العمل، وعدم وجود نظام داخلي للتشغيل وتوزيع الماء على القرى والأحياء.
خروج عن الصمت و شكاوى المواطنين :
بعد الاستماع إلى الشكاوى من قبل المواطنين الذين خرجوا عن صمتهم من معاناتهم المستمرة في انقطاع مشروع المياه داخل المنطقة تحدثوا عن دور مدير إدارة مشروع المياه في المنطقة بأنه السبب الرئيسي في حدوث هذه الأزمة إهمال منهما لعدم القيام بعملية الصيانة، والمتابعة المتواصلة مع الجهات المعنية، وعدم رفع تقارير أضرار وصيانة للمشروع وتفادي الوقوع في خلل عميق يعرقل المشروع، وتدني الخدمة من وصول الماء إليهم.
دور السلطة المحلية بالمديرية تجاه الأزمة :
للسلطة المحلية بالمديرية ممثلة بالدكتور خالد حسن الجوهي دور كبير بما يخص مشكلة وأزمة مياه ميفع بعد خروج المشروع عن الخدمة بكثرة انقطاعاته عملت على إيجاد حلول عاجلة لبعض القرى والأحياء التي لم يصلها الماء أبداً مثل”حافة النور- بدو النوحي- بدو السيالات “، وذلك من خلال تقديم الدعم لهم بوايتات ماء كل أسبوع عدد 12 بوزة خلال الأشهر “مايو يونيو يوليو ” عبر التنسيق مع إدارة مشروع مياه ميفع الشيخ عمر باسردة، وهناك جهود ومتابعة تقوم بها السلطة بهدف معالجة جذرية للأزمة تكللت بالنجاح بإعادة النظر إلى حفر بئر وملحقات مشروع الإضافية من أجل تحسين الخدمة، وتوقيع اتفاقية مناقصة تأهيل شبكة مياه ميفع “السفال” بتوريد وتنفيذ شبكة مياه “بولي ايثلين” لتحسين تموينات مياه المشروع.
حلول مؤقتة تساهم في تخفيف المعاناة :
هناك قد تتوفر حلول مؤقتة حالاً لمعالجة الأزمة، ولكن ليست حلاً رئيسيا للمواطنين وإنما تعد مثل الإسعافات الأولية فقط، وتقديم دعم بتوفير وايتات ماء للقرى والأحياء التي حرمت من خدمة المشروع، وعلى المعنيين بالأمر متابعة إيجاد الحلول المستدامة لتحسين خدمة مشروع المياه للمنطقة باستخدام كافة الطرق والتدابير المناسبة، ومتابعتها أولا بأول.
رسالة يقدمها أهالي منطقة ميفع تخص معاناتهم المستمرة :
وإزاء هذا الحال الصعب وتحمل أزمة الماء، ناشد الاهالي المعنيون بالأمر في متابعة الحلول العاجلة بكل ما يتعلق في خدمات المشروع من التهالك، والعمل على حلحلتها سواء كانت عن طريق السلطة المحلية بالمديرية أو عن طريق مؤسسة المياة بالمحافظة أو السلطة المحلية بالمحافظة للخروج من تلك المعضلة والأزمة التي يمر بها المشروع والانتهاء منها، والتفكير في عمل دراسات
وتطوير الشبكة الداخلية لأن منطقة ميفع لم تكن بميفع لعام 2006م ، لذلك يجب عليكم وضع خطط وأهداف والعمل على تحقيقها ومتابعتها أولا باول.
ختاماً ..
المواطن سواء كان مدنياً أو عسكرياً أو أيا كان منهما يطالب اليوم بأبرز الخدمات الأساسية في تحسين خدمة مشروع المياه في منطقة ميفع بعد خروجه عن الخدمة مؤخراً، أدت إلى معاناة متواصلة يشهدها أهالي المنطقة في البحث عن المياه الصالحة للشرب وإعداد الأكل.