تقارير وحوارات

كيف نهيئ الطفل قبل الالتحاق بالمدرسة؟

كريترنيوز / تقرير/ فتحية علي

إلى جانب رياض الأطفال والمدرسة والمحيط والأصدقاء يلعب المنزل دوراً ريادياً في إعداد وتنشأة الطفل، وإبراز شخصيته، وتعزيز مواهبه وتنميتها قبل ذهابه إلى المدرسة، فالمنزل والأم هما مركز انطلاقة الطفل إلى مجتمعه، منهما يتعلم الأبجديات الأولى للحياة، من خلال التقليد والاستماع والاتباع، يتعلم السلوك الحسن والأخلاق الحميدة، وفعل الصواب والأسباب المؤدية إلى فعل الخير، وكيفية التعامل باحترام مع محيطه وأقاربه، يتعلم الحلال والحرام والجنة والنار والصلاة في أوقاتها، وأن الله يرانا ويسمعنا.
كما يتعلم كيفية الابتعاد عن الأفعال غير السوية، والابتعاد عن أصدقاء السوء ومخالطة الأشرار، فالمنزل والأم هما المدرسة الأولى للطفل. وكما قيل: الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، فالطفل أشبه بالصفحة البيضاء يرسمها الأهل كيف ما يشاؤون.

كيف نعد الطفل قبل أن نلحقه بالمدرسة؟

يتميز طفل هذه المرحلة بكم كبير من الطاقة والحيوية والحركة، والإصرار على بذل الجهد، ومحاولة الاعتماد على النفس في تأدية بعض المهام البسيطة مثل ارتداء الملابس وربط حذائه، يظل يحاول مرة تلو الأخرى إلى أن ينجح بهذا العمل بمفرده، وكلما أنجز الطفل عملاً ما بدون مساعدة الكبار يتولد لديه شعور بالفخر والثقة بالنفس لما حققه، يشعر بأنه أصبح كالكبار..
فمرحلة ما قبل المدرسة هي فترة الحضانة، وهي المرحلة الأهم في حياة الطفل لاكتسابه مهارات وأساليب تفيده في مستقبل حياته. فإعداد الطفل في هذه المرحلة الحساسة يتم عبر الاستماع والتقليد، ومن الضرورة بمكان أن يقلد ويسمع الكلام والسلوك والتصرفات الحسنة الصادرة عن الأهل والأقارب. كما يبدأ بالتعرف على بعض الأشياء التي يستخدمها الأهل كل يوم في المنزل، مثل النقود والطعام والأدوات الكهربائية والتعرف على أقاربه، وأداء الصلاة في أوقاتها، ومرافقة الأب إلى المسجد، وحفظ السور القرآنية القصيرة (الفاتحة والإخلاص والمعوذتين)، والتعرف على الألوان وكذا التعرف على الأوقات.

الاستماع والتقليد:

بحسب مختصين، يعد الاستماع والتقليد من الأشياء الأساسية التي يحتاج الأطفال إلى تطويرها قبل ذهابهم إلى المدرسة، حيث إن فهم الدروس قائم على الاستماع، هذا بالإضافة إلى القدرة على أداء مهام محددة. ومن خلال القدرة على الاستماع واتباع التعليمات سيبنى الطفل وتتطور لديه مهارات الذاكرة والمهارات اللغوية، وتتعزز لديه طبيعة الاستكشاف والفضول وحبه للتعلم ومعرفة المزيد.
ومن هنا، فإن لمرحلة ما قبل المدرسة أهمية كبيرة جداً، لأنها تعتبر المرحلة العمرية الأسرع في النمو اللغوي تحصيلاً وتعبيراً وفهماً، حيث ينزع التعبير اللغوي نحو الوضوح ودقة التعبير والفهم، ويتحسن النطق ويختفي الكلام الطفولي مثل الجمل الناقصة والإبدال والتأتأة، وغيرها.

إعطاء الطفل الفرصة الكافية للتعبير عن احتياجاته:

بحسب دراسات، يحتاج الطفل إلى الشعور بالراحة في التعبير عن احتياجاته ومشاعره، حيث إن تلك المهارة لم تساعد الطفل فقط في الوصول إلى ما يريده، بل تساعد المدرس أيضاً في مساعدته بأفضل طريقة، حيث إنه يطلب من المعلم في كثير من الأحيان رعاية أربعة أضعاف عدد الأطفال، وقد لا يتمكن من فهم جميع الإشارات غير اللفظية التي يقدمها الأطفال، ومن خلال القدرة على توصيل هذه الاحتياجات سوف يعززون فهمهم لوظائفهم الجسدية.

القصص والأسئلة والفضول:

يعد سرد القصص والقراءة أمراً في غاية الأهمية للأطفال، إلا أنهما أيضا مؤشران جيدان على الاستعداد للمدرسة. ومن خلال فهم القصص والقدرة على سردها تتعزز لدى الطفل وتتطور المهارات اللغوية التعبيرية، مثل كيفية نطق الكلمات وكيفية استخدامها.
كما أنه من خلال تسخير فضولهم الطبيعي وطرح الأسئلة حول ماهية الشيء وكيفية عمله، يستطيع الأطفال تنمية حب التعلم، وهذا يمكنهم من الحصول على المعلومات، وكيفية استخدام حواسهم الخمس والتفكير النقدي والإبداع للحصول على الإجابات، ثم عندما يتعلق الأمر بالذهاب إلى مدرسة جديدة كبيرة سيكونون متحمسين ومتشوقين للذهاب.

ختاماً..
عقب نجاح الخطوات آنفة الذكر، بالإضافة إلى دور رياض الأطفال في تهيئته وتنمية مهاراته، لم يتبقَ غير الحديث مع الطفل عن اقتراب موعد المدرسة وتهيئته نفسياً، وتشجيعه على الذهاب للمدرسة سيكون اليوم الأول له حماسياً للغاية.
تجهيز ركن الدراسة في المنزل من المهم تخصيص ركن في مكان هادئ لدراسة الطفل.
السماح للطفل باختيار الأدوات المدرسية الخاصة به، فمن الجيد ترك الطفل يختار حقيبة المدرسة بنفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى