تقارير وحوارات

منقذة للأسرة في الأوقات الحرجة.. الصيدلية المنزلية ضرورة حتمية لتقديم الإسعافات الأولية

كريترنيوز /تقرير/ فتحية علي

في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية وانتشار النازحين اليمنيين والمهاجرين الأفارقة، الذين يفترشون الأسواق يمضغون القات إلى أوقات متأخّرة ما بعد منتصف الليل، ثم ينامون في الجولات وأسفل العمارات وفي الزقاق والحارات، وفي الطرقات التي يرتادها العوائل، إلى جانب انتشار الخلايا الحوثية وما رافق ذلك من اختطاف واغتصاب وغيره، أصبح من الضرورة بمكان إنشاء صيدلية منزلية مصغرة لتقديم الإسعافات الأولية في المنزل، خصوصًا الإصابات أو الحالات الطارئة التي تحدث بعد منتصف الليل ويصعب نقلها إلى المستشفى البعيد، نتيجة شح المواصلات أو في ظل هكذا أوضاع أمنية هشة وانتشار لتلك العناصر المشبوهة من مهاجرين أفارقة ونازحين يمنيين وخلايا حوثية تتربص.

ركن ثابت ضمن أساسيات المنزل:

وبحسب مصادر طبية، أصبح توفّر أدوات الإسعافات الأولية داخل المنزل أمرًا مهمًّا لا يُمكن تجاوزه، بل إنها ركن ثابت ضمن اساسيات المنزل، ويجب تنظيمها وترتيبها بطريقة تجعل الوصول إليها سهلًا، إضافة إلى ضرورة التعرّف على طرق استخدام هذه الأدوية والأدوات للتصرّف في حال حدوث إصابة أو مرض مفاجئ.
وتعد الصيدلية المنزلية ركنًا أساسيًا في كل بيت، لا يجدر الحفاظ عليه فحسب، بل أيضًا تفقده بشكل دوري.
ويوصي المتخصّصون بأن توضع تلك الخزانة أو الصيدلية المنزلية في مكان بارد وجاف وبعيداً عن متناول الأطفال، وأن يتم الوقوف على محتوياتها وتجديدها حرصًا على تعقيمها واستبدال المنتهي منها.

محتويات الصيدلية المنزلية:

بحسب مختصين، ينبغي أن تضم الصيدلية المنزلية أدوات وأدوية أساسية من التي تُباع في الصيدليات من دون وصفة طبية حصرًا. ويلعب ترتيب محتويات الصيدلية المنزلية دورًا في تسهيل مهمة الوصول إلى ما يلزم عند الحاجة، أهمها: مخفضات الحرارة ومسكنات وجع الرأس وآلام المغص الكلوي والمعوي أمثال البندول (حبوب وشراب)، وحقن الفولتارين وحقن البسكوبان، والأدوية المضادة للحساسية التي تخفف من أعراض التحسس الموسمي ومن لدغة الحشرات، وأيضاً الواقي الشمسي وكريمات ومراهم الحروق، ومحاليل الجفاف الفموية (الإرواء) الضرورية في حالات الإسهال والقيء، كونها تحتوي على الأملاح والسوائل التي تحافظ على توازن سوائل وأملاح الجسم وتمنع الجفاف وتبعاته الخطيرة على الجسم، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للحموضة (كبسولات أو سوائل) “انتي اسيد”، والخاصة بعسر الهضم، وشراب السعال والأدوية التي تخفف من آثار الزكام الموسمي البسيط.

كما ينصح مختصون بضرورة وجود حقيبة الإسعافات الأولية ضمن صيدلية المنزل، حيث تساعد حقيبة الإسعافات الأولية – التي تُعد جزءًا من الصيدلية المنزلية – في الاستجابة بفعالية مع الإصابات الشائعة وحالات الطوارئ.

يمكن شراء حقيبة الإسعافات الأولية من الصيدليات الخاصة، أو تجميعها بناء على أنشطة المرء واحتياجاته. وتحتوي الحقيبة على: الشريط اللاصق وضمادات الجروح المعقمة اللاصقة وغير اللاصقة، وأربطة شاش بأحجام مختلفة، والغطاء الواقي للعين، والكرات القطنية وأعواد قطنية وبلاستر، وقطن مبلل بالكحول، وقفازات ودبابيس الأمان، وبعض المقصات والملاقط الصغيرة، ومعقم اليدين، والمحلول المطهر ديتول، والمحلول الخاص بغسل العين، وميزان الحرارة، والحقنة أو الكوب الطبي أو الملعقة.
يمكن الاستعانة بالصيدلي لمعرفة المزيد من المعلومات، وللاستفسار حول ماهية الصيدلية المنزلية ومحتوياتها الاساسية.

توسيع الخلفية الثقافة وتطوير الذات:

ويرى اختصاصيون اجتماعيون أن القراءة والاطلاع والاجتهاد في تطوير مهارات الذات، وتوسيع الخلفية الثقافية بالجوانب الصحية يساعد المرء في الاعتماد على الذات وفي التعامل مع المستجدات والطوارئ والتغلب عليها، كما تتكون لدى المرء المثقف صحياً فكرة صحيحة عن كيفية إنشاء صيدلية منزلية، وعن كيفية استخدام الأدوية والأدوات الخاصة بها بطريقة صحيحة.

يمكن الاستعانة بمشاهدة مقاطع فيديو تعليمية عبر اليوتيوب، تشرح طريقة إعطاء الحقن العضلية، وكيفية استخدام مقياس الحرارة، وكذا كيفية التعامل مع الجروح والحروق والإسهالات وعسر الهضم وآلام البطن، وغيرها من الطوارئ المنزلية.

ختامًا..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اعقلها وتوكل على الله)، لذا فالمرء ملزم باستخدام الاحتياطات الأولية التي تساعده في الوقاية، وفي تخطي الأزمات التي تواجهه في حياته اليومية. وإذا ما سألنا المختصين عن تكلفة الصيدلية المنزلية، نجدها تكلف اليسير مقارنة بالخدمة الكبيرة التي تقدمها لأفراد الأسرة، خصوصًا في الأوقات الحرجة.

زر الذهاب إلى الأعلى