تقارير وحوارات

حول كلمة الرئيس الزُبيدي في الأمم المتحدة.. ناشطات جنوبيات: خطوة على طريق تدويل قضية شعب الجنوب وإخطار العالم بها رسمياً

كريترنيوز: تقرير/ فتحية علي

عبر عدد كبير من الناشطات الجنوبيات عن اعتزازهن وافتخارهن بالإنجازات والمكاسب التي تحققت بفضل الله على يدي فخامة الرئيس القائد اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي، مستبشرات خيراً بزيارته الأخيرة إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقائه كلمة على مسامع العالم أكثر من رائعة.. مؤكدات أن تلك القفزة الكبيرة التي لم تكن في الحسبان ولم يصلها قبله مسؤول جنوبي منذ العام 1990م، عقب أن جمد المحتل اليمني جميع تحركات وأنشطة الجنوبيين السياسية الداخلية والخارجية، لم تتحقق من فراغ ولكن سبقها عمل وجهد بذله فخامته سواءً على الصعيد الداخلي بإنشاء كيان جنوبي جامع في العام 2017م ضم جميع مكونات الجنوب المختلفة، ألا هو المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اكتسب شرعيته من الشعب، ومن تحت قبة الحوار الوطني الجنوبي وميثاق الشرف في 4 مايو 2023م، ووحد تشكيلات الجنوب المسلحة، واستطاع بإمكانيات متواضعة تحرير العاصمة عدن وأبين ولحج وشبوة من التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش، وإعادة الأمن والاستقرار والسكينة إليها، كما نجح في تأسيس جيش جنوبي يقارع مليشيات الحوثي الإرهابية على خطوط التماس الحدودية، وجهوده المشهودة في ترميم البنية التحتية وإصلاح ما أفسده المحتل اليمني بجميع محافظات الجنوب، لا سيما وأن الفساد اليمني تأصل بجميع مفاصل الدولة الجنوبية. وكذا على الصعيد الخارجي بإقامة علاقات طيبة مع الجوار العربي وتوطيد علاقة الجنوب الأخوية مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض الدول الشقيقة والصديقة، نجاحات سياسية وأمنية وعسكرية وإنجازات ومكاسب كبيرة على كافة الأصعدة وفي كافة المجالات لا يتسع المجال لذكرها.

وأكدت الناشطات أن قضية شعب الجنوب وصلت إلى جميع المحافل الإقليميّة والدولية، بتضحيات أبناء شعب الجنوب وبأن الرئيس الزُبيدي هو الممثل الشرعي لشعب الجنوب.. مشيرات إلى أن كلمته التي ألقاها على مسامع دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 سبتمبر 2024م، بمثابة خطوة على طريق تدويل قضية شعب الجنوب وإخطار العالم بها رسميًا من تحت قبة الأمم المتحدة، وستتبعها خطوات إيجابية قادمة من المحتمل أن تتكفل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بالتصّعيد أمميًا في هذا السياق، نظراً لعلاقاتها الدولية ومكانتها المميزة بين الأمم، على طريق الاعتراف بالقضية والانتصار لمشروع الجنوبيين في استعادة دولتهم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لتستعيد موقعها بالأمم المتحدة الشاغر منذ العام 1990م.

تعزيز حضور صوت شعب الجنوب:

الرئيس الزُبيدي في أول تصريح له عقب وصوله نيويورك قال: نهدف من خلال مشاركتنا في هذا المحفل العالمي الكبير، لتعزيز حضور صوت شعبنا ونقل همومه وتطلعاته إلى أروقة صنّاع القرار الدولي، ولتسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها جراء استمرار الحرب التي تقودها المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها، والتي تستهدف شعبنا وأمنه واستقراره والعبث بمقدراته، في إطار مساعيها الحثيثة لتنفيذ أجندات إيران ومخططاتها التوسعية في المنطقة.

وتندرج هذه الزيارة ضمن جهد مستمرة يقوده الرئيس الزُبيدي لإيصال صوت الجنوبيين إلى المحافل الدولية، بإحاطة المجتمع الدولي بما يعانيه شعب الجنوب منذ 30 عاماً، ونضاله المستمر وتضحياته الجسام، وآلاف الشهداء والجرحى في سبيل استعادة دولته كاملة السيادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وإعادة تذكير العالم بموقع دولة الجنوب قبل العام 1990م وأدوارها الريادية في محاربة الإرهاب والقرصنة، وتثبيت دعائم الأمن والسلم الدوليين.
وقالت الناشطات إن الجنوب وقضيته العادلة أمانة حملها فخامة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي على عاتقه، وهو جدير بحمل الأمانة.

لقاءات دولية مثمرة على هامش الدورة الأممية:

لاقت زيارة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي إلى نيويورك تفاعلاً شعبياً وترحيباً وقبولاً رسمياً، التقى خلالها عدداً من وفود الدول المشاركة الشقيقة والصديقة، وعقد لقاءات ثنائية وكان العلم الجنوبي حاضراً في جميع جلساته، وضع النقاط على الحروف ولفت انتباه العالم وحرف البوصلة صوب الجنوب بطريقة دبلوماسية ذكية. كما أجرت مع فخامته بعض الصحف العالمية حوارات منها صحيفة الجارديان البريطانية، حيث أكد الرئيس الزُبيدي خلال المقابلة أن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين لم تؤثر بشكل كبير على قدرات الحوثي العسكرية، وبأن تلك الضربات أدت إلى نتائج عكسية، حيث استغل الحوثيون هذه الهجمات لتحشيد الدعم الشعبي وتصوير الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كقوى معتدية على سيادة اليمن.

وأضاف الرئيس الزُبيدي قائلاً: “التحالف العربي يشن ضربات جوية ضد منصات إطلاق الصواريخ التابعة للمليشيا منذ ثماني سنوات، ومع ذلك، تمكنت المليشيا من التكيف وإيجاد طرق لإخفاء قدراتها”.. مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في غياب استراتيجية منسقة تشمل المنطقة ومجلس القيادة الرئاسي، حيث أن العمليات العسكرية الحالية تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا فقط، دون تنسيق فعال مع الأطراف الإقليمية الأخرى.
ولفت الرئيس الزٌبيدي الانتباه إلى أنّ السفن التي تصل إلى موانئ الحديدة والصليف تمر دون تفتيش، وأن بعضها تحمل أسلحة متطورة للحوثيين.

وفي الجانب السياسي، أكد الرئيس الزُبيدي أن المليشيا الحوثية باتت ترى نفسها كدولة، ولا تعترف بالحكومة الشرعية في عدن، ولا تريد سوى الحوار مع الغرب فقط.
وقال: الحوثيون نجحوا في غرس أيديولوجيتهم الطائفية في الجيل الجديد، مما يجعل من الصعب توقع حدوث ثورة داخلية ضدهم في المستقبل القريب.

عملية السلام غير قابلة للاستمرار:

وفي ختام المقابلة قال فخامته: عملية السلام السابقة لم تعد قابلة للاستمرار، والنهج المعتمد في التعامل مع الحوثيين بحاجة إلى تغيير.. مجدداً التأكيد على ضرورة إعادة تصدير النفط وبناء إيرادات وطنية مستقلة عن الدعم المقدم من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن افتقار مجلس القيادة الرئاسي إلى القواعد الإجرائية المناسبة، يؤكد حاجته إلى عملية إصلاح.

ختامًا..
يبذل المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، جهوداً جبارة في ميادين الشرف على أرض الداخل الجنوبي. ولقد عانى شعب الجنوب خلال العقود الماضية تهميشاً وتغييباً سياسياً وإعلامياً حجبه عن العالم، وأن تحركات الرئيس الزٌبيدي الخارجية فتحت آفاقاً رحبة، كسرت الحواجز وحركت المياه الراكدة وأنعشت الآمال، وبات صوت الجنوبيين اليوم مسموعاً ولم يتبقَ على المجتمع الأممي بعد أن قرأ رسائل الجنوبيين غير احترام تلك الأصوات، والتعاطي بجدية مع إرادة وخيار شعب الجنوب التواق إلى الحرية والانعتاق.

زر الذهاب إلى الأعلى