تقارير وحوارات

في الذكرى ال61 لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة .. قضية شعب الجنوب تعود إلى مجلس الأمن مجدداً لانتزاع الاستقلال الثاني.

كريترنيوز /تقرير

أطلت على شعب الجنوب الذكرى الـ61 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي انطلقت أولى شراراتها من جبال ردفان 1963م، وعلى الرغم من ركوب موجتها من قبل الأشقاء اليمنيين بالجبهة القومية الذين حرفوا بوصلتها من الجنوب العربي إلى اليمننة.

استطاعت توحيد 23 سلطنة ومشيخة وإمارة، وأقيمت على مداميكها دولة نظام وقانون ومؤسسات.

تحققت إنجازات في كافة المجالات المرتبطة بحياة ورفاهية المواطن الجنوبي. أهمها الجانب التربوي والتعليمي ارتفعت فيه نسبة المتعلمين وانخفضت نسبة الأمية.

حيث أعلنت منظمة اليونسكو العالمية في ال6 من أبريل 1985 أن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحتل المرتبة الاولى في دول شبه الجزيرة العربية من حيث التعليم وأن نسبة الأمية تساوي %2 من عدد السكان.

وكان ذلك تتويجا لسنوات طويلة من الجهد والاهتمام بالتعليم، سخّرت الدولة الجنوبية الناشئة الفتية كل إمكانياتها لأجل تعليم جميع فئات الشعب صغارا وكبارا، وبفضل الله ثم بالمثابرة تمكنت من القضاء على الأمية وإحداث نقلة وتغيير جذري انتشل الشعب من ظلمات الجهل إلى نور العلم الذي بدوره قاد الشعب والدولة إلى مراحل البناء والتنمية ومواكبة التطور العالمي والتأسيس لدولة مؤسسات مدنية حضارية حديثة.

 

التعليم والصحة نجاحات مشهودة :

 

كان تركيز حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على قطاع التعليم وعلى رفاهية المواطن. فالتعليم بجميع مراحله كان مجانيا وكانت وسائل نقل الطلاب من منازلهم إلى المدارس على نفقة الدولة ، وكذلك السكن والغذاء للطلاب في الأرياف على نفقة الدولة، كما حظيت الفتاة بمميزات خاصة.

أيضاً الجانب الصحي اهتمت الدولة ببناء المستشفيات والمراكز الصحية ووفرت الأدوية بكافة أنواعها مجانا، كما أن العمليات الجراحية بكافة أنواعها والولادة والترقيد كانت مجاناً.

ووفرت المواصلات الداخلية للمواطن في إطار المدن من وإلى جميع محافظات الجنوب بأسعار رمزية.

وكان الاقتصاد مستقرا والأسعار ثابته تحت إشراف ورقابة الدولة، لم تسمح للتاجر أن يتلاعب بالأسعار المحددة من قبل الدولة.

وكانت مشاريع المياه متوفرة بجميع مدن وقرى الجنوب، كان الماء متوفرا في كل بيت تقريباً في المدن والأرياف.

وكانت الكهرباء مستمرة على مدار الساعة بجميع عواصم محافظات الجنوب. وغيرها من الإنجازات الأكتوبرية التي لايتسع المجال لذكرها جميعاً.

 

انهيار الدولة وضياع الإنجازات الأكتوبرية :

 

ولكن عقب الوحدة اليمنية المشؤومة التي وقّعت في العام 1990م انهارت جميع المنجزات الأكتوبرية، دمرت أغلب معالم الدولة الجنوبية ومؤسساتها ومصانعها ومنشآتها.

عادت الثأرات والقتل والنعرات القبلية والدينية إلى واجهة المشهد عقب أن كانت ثورة ال14 من أكتوبر قد طوتها إلى غير رجعة.

طال الدمار جميع القطاعات بما فيها القطاع التعليمي والصحي.

أصبح التعليم مشقة لايتحصل الطلاب عليه إلا بأسعار باهظة ترهق أرباب الأسر بعد أن كان مجانيا.

كما أن القطاع الصحي أصبح تجارة ، وغيرها من القطاعات التي تحولت خدماتها من مجانية إلى سلعة تجارية. وكان المواطن هو الضحية لاسيما دولة الوحدة اليمنية لم تعر المواطن أي اهتمام بل أعادته إلى دوامة الثأرات القبلية والتلاعب بالأسعار والرشوة والمحسوبية والدحبشة التي تفشت بجميع مفاصل الدولة، وغيرها من سلبيات الوحدة اليمنية التي لاتُعد ولاتحصى.

 

شعب الجنوب يناضل لأجل استعادة دولته مجدداً :

 

في ذكرى ثورة ال14 من أكتوبر الـ 61 عادت قضية شعب الجنوب إلى مجلس الأمن الدولي مجدداً لانتزاع الاستقلال الثاني، حيث يقود الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه الآونة حراكا دبلوماسيا بأروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن نجح في إيصال صوت ومظلومية شعب الجنوب إلى مواقع صنع القرار الدولي. التقى زعماء العالم في نيويورك وأجرى مباحثات على هامش الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى خطابا من على منصة مجلس الأمن الدولي تطرق فيه إلى قضية شعب الجنوب. التقى بالجاليات الجنوبية في عدد من الولايات الأمريكية وكان علم الجنوب حاضرا بجميع تحركاته وأكد في أكثر من خطاب ومناسبة أن لاتراجع عن مشروع استعادة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وكان ولايزال كما عهده شعب الجنوب ثابتاً على (عهد الرجال للرجال).

 

ختامًا ..

 

كُتب على هذا الشعب العظيم أن يعيش ثائرًا، عاش 129 عامًا تحت الاحتلال البريطاني حتى العام 1967م واليوم تحت الاحتلال اليمني منذ العام 1994م قرابة 30 عاماً، حتى اللحظة. تعلم خلالها الكثير والكثير، ناضل ولا يزال يناضل، قدم قوافل من الشهداء والجرحى، أصبح اليوم قاب قوسين أو أدنى من نيل الاستقلال الثاني.

فالمجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى ولا نامت أعين الجبناء والخونة.

زر الذهاب إلى الأعلى