تقارير وحوارات

البناء العشوائي في العاصمة عدن .. تدمير للبُنى التحتية وتشويه للمناظر الجمالية والسياحية

كريترنيوز/ تقرير/ محمود انيس

شهدت العاصمة عدن خلال السنوات الأخيرة خاصة سنوات مابعد الحرب طفرة للبناء العشوائي الذي تسرطن في عدد من مديريات العاصمة عدن.

 

حيث أثّر البناء العشوائي بشكل سلبي على البنية التحتية وعمل على تشويه المناظر السياحية ، كما تسبب في إشعال فتيل الصراعات الداخلية والتي خلفت قتلى وجرحى نتيجة للخلافات على البسط العشوائي للأراضي.

 

فالبسط على الأراضي والبناء العشوائي أثّر على الخارطة الجغرافية لمدينة عدن بشكل كبير ، وذلك من خلال البناء في بعض المناطق الغير صالحة للبناء مثل مجاري السيول التي جفت من سنوات عدة، كما تم استحداث البناء في بعض الشوارع والأحياء الشعبية والجبلية أيضا.

كما تسبب البناء العشوائي في تزايد حدوث الكوارث الطبيعية كمياه الأمطار التي أضرت العديد من المنازل والمحال التجارية وغيرها ، نتيجة لانعدام أماكن تصريف المياه نتيجة للبناء العشوائي أو لغياب دور صندوق الطرق في بناء ممرات مائية في المدن والمناطق التي تعرضت للأضرار والتخريب نتيجة لكثرة مياه الأمطار الغزيرة التي أغرقت عدن نتيجة لارتفاع منسوب المياه بسبب إغلاق وانسداد منافذ ووديان جريانها.

 

وقال رئيس مركز الدراسات وعلوم البيئة في جامعة عدن، الدكتور فواز باحميش : إن عدن معرضة لآثار موجة التغيرات المناخية منذ سنوات، عبر ارتفاع معدل منسوب مياه البحر جراء ذوبان الجليد، ما وضعها في المرتبة السادسة بين 10 مدن عالمية معرّضة للغرق، خاصة مناطقها المنخفضة، كمديرية خور مكسر ومنطقة “صيرة” في مديرية صيرة شرقًا، ومنطقة “خليج الفارسي” في الحسوة، في مديرية البريقة غربًا.

 

وأكد باحميش أن المدينة الساحلية المطلّة على مشارف مياه البحر العربي معرّضة للكوارث الطبيعية؛ بسبب التغيّرات المناخية التي تشهدها مؤخرًا، إلى جانب تزايد البنيان غير المدروس والعشوائي، الذي جاء على حساب مجاري السيول والأودية، التي تضيّق انسيابية المياه الجارية وترفع حركتها التدميرية بشكل أكبر، ما يعرض حياة الناس للخطر”.

وبعد أن باتت مديريات عدن القديمة، صيرة والمعلا والتواهي، في حالة ازدحام كبير لا يحتمل أي نمو عمراني جديد، ملأت رقعة العشوائيات سفوح الجبال المطلّة عليها، وانتقلت كثافتها إلى المناطق الأخرى، وسط تدهور للأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات مستويات النزوح الداخلي إلى المدينة، وتفاقم أزمة السكان.

 

وفي تحذير سابق، قال مدير مكتب وزارة الزراعة والريّ في العاصمة عدن، المهندس عيدروس السليماني : إن العاصمة عدن مقبلة على كارثة طبيعية كبرى، بعد توسّع المناطق العشوائية في مجرى “الوادي الكبير” في منطقة الحسوة، جنوب غرب عدن، إلى أن وصلت نسبتها إلى 100% من حجم مساحة ضفتي الوادي البالغة نحو 500 متر، وتحولت إلى سدّ يعترض طريق السيول المتوقع جريانها في ظل حالة التقلبات الطبيعية، ما يهدد بإزالة هذه المباني في الوادي وإحداث أضرار جسيمة في المناطق المجاورة المنخفضة، كمدينتي “إنماء” و”التقنية” السكنيتين، ومديريات المنصورة والشيخ عثمان، في حال هطول أمطار غزيرة شبيهة بما حدث في العام 1982، والتي أدت إلى كارثة كبيرة، رغم انسيابية الوادي وقتئذ.

 

إضافة لما تسبب به البناء العشوائي أي وهو تدمير شبكة المياة والصرف الصحي بعدن، فعدن لها شبكه محدودة تؤكد أنها لم تشهد أي توسعى منذ العهد البريطاني إلا بشكل ملحوظ جدا غير بالعامين الأخيرة بدأت مشاريع التوسع لها.

 

تدمير المناظر السياحية والجمالية للعاصمة عدن :

 

تأثرت المناطق السياحية وذلك من خلال البناء في مناطق سياحية جمالية مما تسبب في التأثير على أهميتها التاريخية والسياحية ، بالإضافة لتشويه المناظر الجمالية لعدد من المواقع السياحية.

حيث كشفت الهيئة العامة للآثار بالعاصمة عدن عن تعرض عدد كبير من المعالم الأثرية والتاريخية للتدمير بشكل كلي أو جزئي منذ اندلاع الحرب، محذرة من مخاطر البناء العشوائي والتوسع العمراني على معالم المدينة.

وأكد مدير عام الهيئة محمد أحمد السقاف تعرض 46 معلماً أثرياً وتاريخياً في المحافظة للتدمير والإهمال خلال سنوات الحرب.

كما أشار السقاف إلى أن من أبرز المعالم التاريخية المتضررة مسجد طائفة البهرة ورصيف السياح والمتحف الحربي ومدرسة أبناء السلاطين وساعة بيج بن ومقبرة الفرس، إضافة لذلك عدد من السواحل البحرية.

 

للحديث عن دور السلطة المحلية بالعاصمة عدن ووحدة حماية الأراضي حول مشكلة البناء العشوائي أنه قد توقفت عملية البناء إلى حد كبير، وذلك بعد أن قامت السلطة المحلية بالعاصمة عدن برئاسة الأستاذ أحمد لملس وزير الدولة محافظ العاصمة عدن بإصدار عدد من القرارات حول تشكيل وحدة حماية الأراضي التي يترأسها كمال الحالمي والتي جاءت للحد من عملية البناء العشوائي بالمدينة ومنع البسط على الأراضي من قبل المتنفذين.

 

ختاما ..

 

مدينة عدن هي قلب الجنوب وعاصمته الأبدية، فيجب الحفاظ عليها وعلى مناظرها الطبيعية والسياحية والتاريخية، لأنها هي قبلة السواح ومدينة السلام والحضارة.

زر الذهاب إلى الأعلى