تقارير وحوارات

القات وأثره على الأطفال.. مخاوف تتزايد في المجتمع الجنوبي

كريترنيوز /صحيفة شقائق / تقرير

في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات التي تواجه أطفال اليمن الشقيق، تنتقل معهم بعض العادات السيئة، ومن أبرزها عادة مضغ القات، ولقد انتقلت هذه العادة التي شكلت جزءًا من العادات السيئة في اليمن والتي تم نقلها إلى الجنوب بعد الوحدة المشؤومة، مما أثر سلبًا على صحة الأطفال .

فكان من المفجع أن نرى أطفالاً لم يبلغوا بعد سن البلوغ يتناولون هذه العشبة، مما يفتح أبوابًا لمخاطر صحية ونفسية عديدة تهدد مستقبلهم.

في زوايا عدة من اليمن الشقيق التي انتقلت إلى الجنوب ، تتربع عادةٌ قديمة على عرش الروتين اليومي وهي القات.
لكن، في خضم تلك الجلسات التي يجتمع فيها الكبار لتبادل الأحاديث والأخبار، يظل سؤالٌ محوري يطارد عقولنا؛ ما تأثير هذه العادة على أطفالنا؟

مؤخراً، بدأت كابوس القات يتسلل نحو عالم الأطفال وتشير الإحصائيات والدراسات إلى أن نسبة متزايدة من المراهقين والأطفال قد بدأوا في ممارسة هذه العادة المقلقة وأصبحنا نرى أطفالاً في عمر الزهور يتسرب إليهم القات، مع ما يشهده ذلك من آثار سلبية تنجم عن تغيير نمط حياتهم.

إن الأثر الأول والأكثر وضوحًا هو التأثير الصحي فتحت فكي الأطفال، ينشأ صراعٌ يومي مع الشهية. فبدلاً من أن يجلسوا لتناول وجبة مغذية، يكتفون بمضغ القات، مما يؤدي إلى تدني مستوى التغذية لديهم بل ويصل الأمر لتفاقم حالات سوء التغذية ولعل عاملاً آخر لا يمكن الشك فيه هو تأثير القات على النوم، إذ يحتل مضغ القات مكانًا بارزًا في حياة الأطفال فيتسرب النوم المريح بعيدًا عن أعينهم.

وفي ساحة التعليم، يعود الأثر ليظهر بشكل مأساوي. فالكثير من الأطفال يتنقلون بين المدارس وأيديهم ممتلئة بالأمل، لكنهم يعودون بقلوبٍ مثقلة بالقلق. التحديات الدراسية تزداد ومعها يأتي طغيان القات، ليصبح عائقًا يعوق تفوقهم والافتقار إلى التركيز، وعدم الرغبة في المشاركة، ينحدر بهم إلى قاع قائمة الدرجات، حيث يكتفي البعض منهم بمشاهدة زملائهم يحققون النجاحات.

لكن، ما الذي يجري داخل عقول هؤلاء الأطفال؟ هنا، يكمن الجانب الأكثر سوءًا و تشير الدراسات إلى علاقة مقلقة بين تناول القات وزيادة مستويات القلق والاكتئاب.

كما إن انغماس الأطفال في سلوكيات غير صحية قد يقودهم إلى مستقبل مظلم، حيث الهروب قد يكون خيارًا أسهل من مواجهة الواقع المرير.

وفي خضم كل تلك التحديات، يظل وعي المجتمع دون المستوى المطلوب ويجب علينا كأفراد ومؤسسات تكثيف جهودنا لنشر الوعي حول المخاطر التي تحوم حول القات وتأثيراته القاتلة على الأطفال وإن نشر ثقافة التوعية ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، كما ينبغي علينا أن نعمل سوياً على بناء برامج توعوية، تستهدف الأسر والأطفال على حد سواء، لتعزيز المعرفة حول المخاطر الصحية والاجتماعية التي تصاحب هذه العادة.
كما يجب أن نتعاون مع الجهات المعنية في الجنوب لإنشاء قوانين صريحة تحظر بيع القات للأطفال، لنعيد للأطفال حقهم في النمو والازدهار بعيدًا عن تلك المخاطر.
حيث إن مستقبل الاطفال مسؤولية تجمعنا، ولنعمل معًا لبناء بيئة صحية وآمنة تعزز من حقوق الأطفال في العيش بسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى