يتنقل بين مسقط وصنعاء وطهران .. “غروندنبرغ” ومغامرات البحث عن طوق نجاة للحوثيين ..!
كريترنيوز / تقرير
فيما كانت قوات العمالقة الجنوبية وقوات الشرعية اليمنية على مشارف مدينة الحديدة اليمنية سارعت الأمم المتحدة إلى إيقاف المعركة وفي ال 13 من ديسمبر 2018، اجتمع في ستوكهولم بمملكة السويد وفد عن الحكومة اليمنية والحوثيين بحضور
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حيث عقدت محادثات تمخض عنها اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب عسكري لكافة الأطراف من محافظة الحديدة. تضمن الاتفاق إشراف قوى محلية على النظام في المدينة، لتبقى الحديدة ممراً آمناً للمساعدات الإنسانية. يقضي الاتفاق بانسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة والميناء خلال 14 يوماً، وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها.
ونص الاتفاق على انسحاب الميليشيات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء، في مرحلة أولى خلال أسبوعين.
وتشكيل لجنة للإشراف على إعادة انتشار القوات اليمنية في الحديدة بإشراف من الأمم المتحدة، على أن تتولى السلطات المحلية الإشراف على المدينة وفق القوانين اليمنية.
وتشرف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة، هذا إلى جانب عملية إزالة الألغام من الحديدة ومينائها.
وينص الاتفاق أيضاً، أن تودع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني من خلال فرعه الموجود في الحديدة للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية بمحافظة الحديدة وجميع أنحاء اليمن.
اتفاق صب في صالح مليشيات الحوثي حيث تم تسليم المدينة وإيراداتها المالية الضخمة للسلطة المحلية للمدينة التابعة لمليشيات الحوثي لاسيما وأنه تمر أكثر من 85% من واردات اليمن شماله وجنوبه عبر ميناء الحديدة.
استخدمت مليشيات الحوثي الميناء للتزود بالمشتقات النفطية المهربة إليها من إيران إلى جانب قطع غيار الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة،
كما استخدمته لإطلاق الصواريخ والمسيرات على سفن الملاحة الدولية. وكان ولايزال الميناء الرئة التي تتنفس عبرها الميليشيات الحوثية.
تحالف إقليمي ودولي لانتزاع مدينة الحديدة من قبضة الحوثي :
مؤخراً تشكل تحالف دولي لضرب الحوثي ولإضعاف قدراته العسكرية ولانتزاع مدينة الحديدة اليمنية من قبضته، ودخلت إسرائيل على خط المواجهة ووجهت عدة ضربات جوية للحوثي. ولكن وبحسب مراقبين أتت الضربات الإسرائيلية بنتائج عكسية صبت جميعها في صالح الحوثي ، حيث اكتسب تعاطفا شعبيا كبيرا من ناحية ومن ناحية أخرى وضعت القوات المشتركة العمالقة الجنوبية والشرعية اليمنية وقوات طارق عفاش في موقف محرج أصبح تحركها ضد الحوثي يظهر وكأنه دعماً ودفاعا عن إسرائيل وقتالا تحت رايتها، مما قد يؤدي إلى تشويه سمعة تلك القوات وتأليب الرأي العام المحلي والعربي ضدها، الأمر الذي أرجأ قرار عملية تحرير الحديدة.
سوبر مان الأمم المتحدة يخاطر بنفسه ويهبط في مطار صنعاء :
في ذات السياق وأسرع من الرياح المرسلة سارع المبعوث الأممي السيد هانس غروندنبرغ بالتحرك إلى صنعاء خاطر بنفسه وهبط في مطارها متحدياً الضربات الجوية الإسرائيلية ومنها تحرك إلى سلطة عمان ثم إلى إيران في جولة سياسية لعله وبحسب محللين سياسيين يجد طوق نجاة ينقذ به مليشيات الحوثي من الانهيار متوقعين تمسكه باتفاق ستوكهولم وأن يضرب على أوتار إنسانية لإفشال أي تحرك عسكري قد يؤدي إلى اجتثاث مليشيات الحوثي على غرار قرارات بنك مركزي عدن التي أفشلها مؤخراً لصالح تعزيز اقتصاد الحوثي، مؤكدين أن استمرار مليشيات الحوثي في رأس السلطة في اليمن معناه استمرار الأزمة اليمنية التي أصبحت مصدر رزق للمبعوث الأممي السيد هانس غروندنبرغ الذي بات في خندق الحوثي ضد المجتمع الإقليمي والدولي.
تحركات يراها مراقبون وخبراء مشبوهة يقودها المبعوث الأممي متزامنة في كل مرة مع كل هزيمة تمنى بها جماعة الحوثي، سياسية أو عسكرية،
مستهجنين : ما الذي يشده إلى الحوثيين ما الصفات أو الاعمال الحسنة التي اكتشفها السيد هانس غروندنبرغ في الحوثيين، هل إرهابهم الموجه ضد الداخل اليمني من استفزاز وابتزاز مالي وخطف وإخفاء بما في ذلك خطف موظفي الأمم المتحدة أم الإرهاب العابر للحدود الموجه ضد الجوار وضد خطوط الملاحة الدولية.
متسائلين أين المبعوث الدولي من جرائم الحوثيين الأخيرة المرتكبة بمنطقة قيفة بمحافظة البيضاء اليمنية، ومن الانهيار الاقتصادي والخدمي الكارثي الحاصل في الجنوب؟ أم أن تلك الأمور ليست إنسانية ولا تعنيه؟
الشرعية اليمنية تتهم السيد هانس غروندنبرغ بالإخفاق في عمله :
من جهته قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في حكومة الشرعية اليمنية معمر الإرياني، إن لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس جروندبرج، مؤخراً، عددا من قيادات مليشيا الحوثي، ومصنفين في قوائم الإرهاب ومتورطين في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، للمطالبة بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين في معتقلات المليشيات منذ يونيو 2024، يشير إلى إخفاق واضح في أدائه وانحرافه عن مسار مهمته.
وأكد الإرياني في تصريح صحفي، أن أولويات المبعوث الأممي إلى اليمن، أصبحت تقتصر على مطالبات متكررة لمليشيا الحوثي بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين في معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية، بدلاً من التركيز على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالملف اليمني، وإنفاذ القوانين الدولية والإنسانية، ودعم جهود إحلال السلام في اليمن. مشيراً إلى أن هذا الانحراف يكشف عن أزمة حقيقية في دبلوماسية الأمم المتحدة تجاه الملف اليمني، فالمبعوث الأممي، وبدلاً من أن يكون جسرا لتنفيذ القرارات الدولية وتحقيق تسوية سياسية شاملة بناء على المرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا، وجد نفسه محاصرا بقضايا فرعية من قبيل المطالبة بإطلاق المعتقلين.
وشدد الإرياني على أن هذا التوجه غير كاف لمواكبة التحديات السياسية والأمنية الكبرى التي فرضها الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، وحجم المعاناة الإنسانية في اليمن، ويعكس فشلاً واضحاً في مواجهة التحديات، ويزيد من تعقيد فرص تحقيق السلام.
ختامًا ..
استغل المبعوث الأممي السيد هانس غروندنبرغ انشغال الشرعية اليمنية بتقاسم المناصب وبمشاكلها الداخلية ، وأن ليس لها نوايا صادقة في تحرير صنعاء من قبضة الحوثيين فتموضع في خندق الحوثيين كونه يرى في ذلك إطالة لعمر الأزمة اليمنية وإطالة عمر مهمته ومصدر رزقه.