تقارير وحوارات

الرابع عشر من يناير .. صرخة شعب الجنوب ضد الفساد

كريترنيوز / تقرير / حنان فضل

شهدت ساحة العروض بخور مكسر بالعاصمة عدن يوم الثلاثاء فعالية جماهيرية تنديدا بتفشي الفساد وتدهور الخدمات وانهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي في الجنوب.

فعجلة المطالب لم تنته بعد وعجلة الفساد لم تنته أيضاً، فكان الحل هو الخروج والتعبير بأعلى صوت للمطالبة بالحقوق المسلوبة فلا حياة مع الظلم والظلم إن طال الزمن أم قصر سيزول أكيد، واليوم فقد وصل حال الموظفين إلى الحضيض والموت البطيء جوعاً، فكان الخروج هو الحل لإيصال رسالة كل مظلوم إلى العالم، وكان الرابع عشر من يناير 2025م يوماً رفعت فيه الأصوات المظلومة مطالبة بالحقوق، وكانت ساحة العروض الوسيلة ،لا عودة إلى الخلف هذا ما قاله المحتجون لأن احتجاجهم بداية لنهاية الفساد وإصلاح المؤسسات.

الجنوب ينتفض ضد الفساد :

يقول الكاتب صالح باراس: إن خروج الناس في التظاهر مهما كان غضبهم ، ومهما كان قوة احتجاجهم وشرعيته ومشروعيته هو شكل من أشكال قياس الرأي العام – حين يستحيل الاستفتاء – لرفض واقعهم ، والتظاهر بحد ذاته لا يغير الواقع ، بل مؤشر رافض له وليس للمظاهرة سلطة تنفيذية تنفّذ ما تطالب به ، وهي رسالة لا تحتاج لجان متابعة ، بل تحتاج تكرارا وسعة تظاهر لان الهدف إيصال رسالة لأكثر من جهة لها علاقة بالواقع المأزوم المتشابك المرتبط بأجندات محلية وإقليمية ودولية.

وأضاف باراس : أن الانتقالي صار شريكا في الرئاسي ، ولذا فلن يعفيه أحد من شراكته لقوى الفساد اليمنية لكن ليس صحيحا أن هذه الشراكة هي سبب الفساد ولا أنها ستجعل الفاسدين يحافظون على مراكزهم، فهي مقاربة غير موفّقة فالفساد موجود قبل الشراكة وحتى لو خرج الانتقالي منها سيظل الفساد وتظل معاناة المواطن وستبقى ، لأنها كانت موجودة قبل الشراكة ولا ننكر أنها ازدادت أو جعلوها تزدادا وطأة بعد الشراكة لحسابات تتعلق بالحفاظ على مشروعهم وتحرق مشروع الانتقالي في حاضنته.

وأكد باراس بأنه في الكويت أحالوا وزير الداخلية والدفاع السابق الشيخ “طلال الخالد” لمحكمة الوزراء في أكتوبر 2024م واليوم صدر بحقه حكم بحبسه 14 سنة!. وتساءل باراس : هل توجد لدينا محكمة لمحاكمة الوزراء وكبار الموظفين !!؟

طبعاً ؛ لا

إنما وضعوا قانوناً يجعل ملفات الفساد والفاسدين الكبار في اليمن سلاحا بيد رئيس الجمهورية فقط بموجب القانون رقم6 لعام 1995م تُرفَع إليه وتكون الإحالة منه بمعنى أنه لايجوز مساءلتهم إلا بعد أن إذن رئيس الجمهورية ومزاجه! ولذا تُستخَدْم ضغطا أكثر منها محاكمة لأن “كل الشلة محد أحسن من حد”.

واختتم باراس قائلاً : إن حرب الخدمات من كهرباء ومياه وانهيار للعملة وغلاء أسعار وتوقف صرف المرتبات يستهدف شعب الجنوب وهو ما جعلهم يخرجون اليوم فإلى متى هذه المعاناة..؟.

إبادة شعب الجنوب :

فيما قال المهندس جمال باهرمز : ستتدهور كل الخدمات في الجنوب العربي إذا استمرت خلطة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، إن لم يكن هناك توجه بإعطاء المجلس الانتقالي الجنوبي إدارة الجنوب وإعادة هؤلاء الهاربين للجبهات ليحرروا بلادهم الشمال اليمني حسب اتفاق ومشاورات الرياض التي وقعوها ورعتها الرباعية .

فلن تحل أي قضية بل ستتوالد القضايا العربية أكثر وأكثر

وسيضطر شعبنا الجنوبي أن يسير في طريق الاستقلال سلما أو حربا حتى النهاية.

والبداية ستكون انتفاضة عمال الجنوب في الرابع عشر من يناير وتصاعدها حتى طرد هذه المكونات والأحزاب اليمنية الشمالية من منظومة الشرعية، فما تمارسه منذ عشر سنوات هو إبادة شعب الجنوب وإفشال مؤسساته ودعم صنعاء .

ليست مجرد استعراض للأعداد :

وقالت زكية باحشوان الأمين العام لاتحاد عام نساء الجنوب :

هذه المسيرات ليست مجرد استعراض للأعداد، بل تمثّل علامة بارزة على إرادة الشعب الجنوبي في إسماع صوتهم والتأكيد على حقهم في مستقبله. هتافات الحشد تعكس روح الوحدة والعزم على العمل معًا لبناء وطن يليق بآمالهم.

في نهاية المطاف، تبقى رسالة اتحاد عام نساء الجنوب واضحة : المشاركة الفعلية للمرأة ليست لحظة تاريخية عابرة، بل هي باكورة لمرحلة جديدة من النضال من أجل حقوقهن. ستواصل المرأة الجنوبية رحلتها نحو تحقيق أحلامها وطموحاتها، جنبًا إلى جنب مع الرجل، تكريسا لقيم المساواة والعدل وبناء غدٍ أفضل.

وقفة ضد الفساد والمفسدين :

وأما الإعلامي علي السقلي قال :

هي وقفة ضد الفساد والمفسدين، ضد من دهور الاقتصاد وبدّد الثروات وأغرق الشعب في الفقر والجوع. إنها صرخة ضد خصخصة المؤسسات الوطنية وسرقة خيرات الأرض، وضد من يسعى لإعادة الشعب إلى دائرة الهيمنة والظلم.

المتظاهرون يرفعون مطالب واضحة : تحسين الأوضاع المعيشية، انتظام الرواتب، حماية الاقتصاد الوطني، ووقف العبث بثروات الشعب. إنهم يقفون ضد كل من شوه مؤسسات الدولة وأخلاق المجتمع، وضد كل من تاجر بالوطن لمصالحه الضيقة.

الشعب اليوم يقول بصوت واحد : لن نسمح لكم بتدمير ما تبقى من وطننا. غدًا سيكون بداية مرحلة جديدة، عنوانها الوعي والمحاسبة.

وأكد الأستاذ سامي خيران رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب : إذا لم تنفذ جميع مطالبنا فإن الشعب سيواصل تصعيده بطرق مختلفة حتى انتزاع حقوقه.

زر الذهاب إلى الأعلى