تقارير وحوارات

الشماليون وحقن الشارع الجنوبي بالمزيد من الأزمات “فرقاء الرئاسي” من يقلب الطاولة على الآخر…؟

كريترنيوز / تقرير

منذ تشكيل المجلس الرئاسي في ال7 من إبريل 2022م بقرار جمهوري أصدره الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي. لم يقدم شيئا يذكر لا عسكرياً ولا سياسياً ولا اقتصاديًا، بل تكالبت الأزمات الاقتصادية والخدمية وتفاقمت حدتها وفي ظله سقطت العديد من جبهات القتال الاستراتيجية بأيدي مليشيات الحوثي. ووصل شعب الجنوب إلى حافة المجاعة.

ويرى مراقبون أن المجلس الرئاسي انحرف عن المسار التوافقي الذي أنشئ لأجله حيث بات كل عضو فيه يدفع لقلب الطاولة على الآخر، يقاتل تحت راية الحزب الذي ينتمي إليه، بات المجلس يعاني انقساما في هيئة تكتلات شمالية تسعى إلى حكم اليمن والجنوب وأخرى جنوبية تسعى إلى فك ارتباط الجنوب عن الشمال، وبات كل فصيل يمارس ضغط ضد الآخر لإزاحته عن المشهد بافتعال الأزمات لتأليب الشارع والراي العام المحلي والخارجي ضده وكان الجنوب مسرحا لتلك الصراعات، وفي مقابل ذلك تبخرت مقولة قادمون يا صنعاء، حيث أكدت مصادر مقربة من الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي سعيه لتفجير الوضع في العاصمة الجنوبية عدن.

وكشف المصدر بأن رشاد العليمي وجه بصرف مبالغ مالية لمجاميع إعلامية لتنفيذ مخططات مشبوهة كل في مجال عمله وتخصصه،واستدعى عددا من الإعلاميين نشطاء وقيادات كل على حده وأعطى توجيهاته بشن هجوم إعلامي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي بصفة عامة وعلى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بصفة خاصة، وتم تحديد مرتكزات الحملة الإعلامية بحسب المصدر في عدة محاور منها استغلال الوضع المعيشي للناس بعد أن تم تدمير العملة المحلية، الأمر الذي تسبب في انهيارها التام أمام بقية العملات وتبعاتها من إفقار وتجويع شعب الجنوب.

كما التقى العليمي ببعض العناصر المشبوهة المحسوبة على الجنوب في العاصمة عدن بحسب المصدر ، وكلفها بمهمة إشاعة الفوضى وقطع الطرقات وإشعال الحرائق هنا وهناك ،وإشعال نار الفتنة بين أبناء الجنوب وخلق حالة من التوتر لإرباك القوات الجنوبية ولصرف الأنظار عما يقوم به من صفقات خاصة في بيع حقول النفط الجنوبية.

وأشار المصدر إلى أن ضرب العملة المحلية الريال اليمني في الجنوب وتعطيل الخدمات كان ضمن مخطط يديره العليمي بمساندة قوى إقليمية كوسيلة ضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي.

من الفاصوليا إلى النفط مع الارتفاع التدريجي لسقف السرقة :

من جهته قال الأستاد لطفي شطارة في تغريدة على فيس بوك أن الدكتور رشاد العليمي يستغل مجلس القيادة لتمرير مصالح أبنائه من الفاصوليا إلى النفط.

وأضاف : مجلس القيادة باتت عملية هندسته ضرورية لاستقرار الأوضاع الاقتصادية والخدمية، ووقف استغلال رئيسه لمنصبه لتمرير مصالح أبنائه من الفاصوليا إلى النفط.

وختم قائلاً : التحالف الذي عمل لنقل السلطة إلى مجلس القيادة ،عليه اليوم نقل كل ما يتعلق بالجنوب إلى يد الجنوبيين بداخله لتصحيح التوازن على الأرض.

وقال ناشطون إن سقف السرقة لدى الدكتور رشاد العليمي في ارتفاع تدريجي مستمر.

من جهته قال المحلل السياسي والعسكري العميد خالد النسي أن لديه معلومة مؤكدة تفيد بأن رشاد العليمي يعمل بكل قوة لعرقلة تنفيذ المصفوفات التي أقرها المجلس الرئاسي بشأن تطبيع الأوضاع في حضرموت والتي تم إقرارها بضغط من ممثلي الجنوب في المجلس الرئاسي وتحديداً النائب فرج البحسني مشيراً إلى أن نوايا رشاد العليمي تجاه الجنوب خبيثة.

وأضاف النسي في تغريدة خطها بصفحته على منصة إكس :

إن هذا ليس بجديد على شخص قتل مواطنين جنوبيين أبرياء وساهم لسنوات طويلة في دعم الإرهاب في الجنوب ونهب موارده واليوم من موقعه كرئيس للمجلس الرئاسي يعمل على تأزيم الأوضاع في حضرموت ، وهذا يعني أن الوضع سيعود إلى ما كان عليه بعد انتهاء فترة الأسبوعين التي حددها حلف قبائل حضرموت مهلة للمجلس الرئاسي لمحاربة الفساد وتوفير الخدمات لأبناء حضرموت وبالتالي ستتأزم الأوضاع في حضرموت وستخرج كهرباء عدن عن الخدمة بشكل كامل لأن الساعتين التي تعمل فيها اليوم تعتمد على النفط القادم من حضرموت والذي سيتم إيقافه خلال أيام.

وأردف العميد النسي : القوى اليمنية برئاسة رشاد العليمي والتي سمحنا له بالعودة إلى الجنوب تحت ظل الشراكة تعمل على تدمير الجنوب وتفكيكه من خلال دعم الإرهاب والفوضى والتعطيل المتعمد للخدمات وهذا يعني أن معركتهم كانت ومازالت ضد الجنوب ولن تتغير مواقفهم على الإطلاق ، ونحن اليوم نرتكب أخطاء جسيمة في حق وطننا وشعبنا وهويتنا وحقوقنا عندما نقول أن هؤلاء شركاء بينما هم عدو لا فرق بينهم وبين الحوثي.

شراكة الجنوب في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة تتطلب صياغة جديدة :

في نفس السياق شددت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي على أن شراكة الجنوب في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة تتطلب صياغة جديدة تتناسب مع واقع الأرض في الجنوب، مطالبة بشراكة تنهض على أسس عادلة تضمن مشاركة فعّالة للجنوب في اتخاذ القرارات المؤثرة على مصير أبنائه، وتحقق لهم العدالة والمساواة في جميع المجالات.

وتطرقت الهيئة إلى تطورات الملف الاقتصادي على الساحة الوطنية، لا سيما في قطاع النفط والمعادن، معبّرة عن رفضها القاطع للإجراءات المتخذة في شركة الاستثمارات النفطية (وايكوم)، ومحاولة فرض إدارة للشركة من خارج مناطق الامتياز النفطي، بما يمثل استهدافًا ممنهجًا للجنوب، ومحافظة شبوة تحديدا،

وجددت رفضها القاطع لاستمرار محاولات تمرير اتفاقيات غير قانونية ومخالفة لكافة التوجيهات والقرارات الرسمية، مؤكدة أن المجلس لن يسمح بنفاذ أي إجراءات من هذا النوع، داعيةً إلى تحقيق شامل وتفصيلي لملف قطاع 5 بمحافظة شبوة.

جاء ذلك في اجتماع عقدته الهيئة مؤخراً برئاسة الأستاذ علي الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس، رئيس الجمعية الوطنية تزامناً مع مليونية نقابة عمال الجنوب حيث بعثت الهيئة تحية تقدير واعتزاز للجماهير من منتسبي النقابات والاتحادات العمالية والقوى المدنية الجنوبية التي احتشدت في العاصمة عدن ومحافظة حضرموت.

وأكدت أن الحشود التي خرجت من مختلف شرائح المجتمع الجنوبي تعكس حجم المعاناة التي يواجهها أبناء الوطن في ظل الأزمات المستفحلة، مؤكدةً أن قيادة المجلس تعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وملتزمة بالتعبير عن تطلعات أبناء شعب الجنوب والدفاع عن حقوقه.

البحسني ينسحب من اجتماع الرئاسي :

إلى ذلك قالت وسائل إعلام إن خلافات حادة غير مسبوقة نشبت في الاجتماع الأخير لمجلس القيادة الرئاسي، دفعت اللواء فرج البحسني إلى الانسحاب من قاعة الاجتماع احتجاجا على استمرار تسويف ومماطلة رئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي في التجاوب مع مطالب أبناء حضرموت المشروعة ، ورفضه تشكيل أي لجان عمل تتولى تنفيذ وترجمة قرارات المجلس الرئاسي السابقة بخصوص مطالب حلف قبائل حضرموت وإنشاء محطتي الكهرباء للوادي والساحل وغيرها من مصفوفة الحلول والمعالجات للأوضاع بحضرموت، بعد إبداء الحلف حسن النوايا وسماحه بمرور قاطرات النفط الخام الخاصة بتشغيل محطة الرئيس بالعاصمة عدن.

وأكدت مصادر مطلعة أن انسحاب البحسني من الاجتماع، دفع العليمي إلى الإيعاز لوكالة سبأ ووسائل الإعلام الحكومي بالإشادة بجهود السلطة المحلية بحضرموت ومحاولة خلط الأوراق وإذكاء الخلافات بين ابناء حضرموت، وتفجير الأوضاع مجددا بين قوات النخبة الحضرمية ورجال قبائل حلف حضرموت، من خلال تجاوز مطالب الحلف بإقالة محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، وتصوير تجاوب حلف القبائل بقيادة الوكيل أول لحضرموت المقدم عمرو بن حبريش مع مطالب الدولة بالسماح بمرور قاطرات الوقود إلى عدن، وأنه من إنجازات السلطة المحلية.

وكشفت المصادر أن الدكتور العليمي يصر على التهرب من تنفيذ أي مطالب معلنة سابقا من قبل مجلس القيادة بخصوص حضرموت ويعمل على خلق مزيد من التوتر بين الساحل والوادي والحلف والنخبة بالتنسيق مع المحافظ بن ماضي الذي سبق وأن وجه بتحريك قوات من النخبة نحو الوادي للاصطدام مع أهلهم من رجال قبائل الحلف، قبل تدخل اللواء البحسني ووزير الدفاع وشخصيات حضرمية عدة لإيقاف تلك المذبحة التي كان يخطط لها لتجاوز أي التزامات أو مطالب لأهل حضرموت وإشغالهم ببعضهم بعيدا عن أي محاولة منهم للاقتراب من حقول النفط أو تعطيل مصالح الجهات المستفيدة من عمليات النقل والتهريب البري لخام نفط المسيلة.

وأشارت المصادر إلى تمسك اللواء البحسني ومعه زميليه اللواء عيدروس الزُبيدي والقائد عبد الرحمن المحرمي، بجدول زمني لتنفيذ كل مصفوفة الحلول والمعالجات للأوضاع بحضرموت ورفض أي محاولات للقفز أو التهرب أو اللجوء إلى محاولة خلط الأوراق وتفجير الأوضاع في حضرموت أو في العاصمة عدن.

ختامًا ..

بالأمس القريب أشعل الوافد اليمني عبد الفتاح اسماعيل علي فتيل أزمات مناطقية كادت تمزق نسيج الجنوب الاجتماعي والسياسي، واليوم يعيد الدكتور رشاد العليمي نفس سيناريو ابن جلدته عبد الفتاح فهل يسمح الجنوبيون للوافد الجديد (العليمي) شق صفهم وإعادتهم إلى تلك المربعات ؟.

زر الذهاب إلى الأعلى