أطفال الأرياف.. حرمان متعاقب من أبسط الحقوق الترفيهية.. إلى متى؟

كريترنيوز /صحيفة شقائق / تقرير /فتحية علي
الطفل مقبل سعيد (9 أعوام) عاد من المدرسة، ويجلس في المنزل بانتظار وجبة الغداء، بعد ذلك يتحضر للخروج للعب مع زملائه بألعاب بدائية كتدريج التواير (اللعب بإطارات السيارات البالية) أو كرة القدم، وغيرها من الألعاب الريفية المتوارثة، وبعد صلاة العصر يذهب مقبل بالأغنام ليرعاها في الحقول المجاورة، وقبل صلاة المغرب يعود بها إلى المنزل، وهكذا دواليك، برنامج يومي للطفل مقبل وأمثاله الكثير من الأطفال في أرياف أغلب محافظات الجنوب.. حرمان من أبسط الحقوق الترفيهية التي يتوجب على الدولة توفيرها في الأرياف، ألا يستحقون ملاهي مصغرة وحدائق ومتنفسات كبقية الأطفال في المدن؟ أم كُتب عليهم الشقاء والتعاسة مدى الحياة؟
وسائل ترفيه مركزية:
تظل المتنفسات والملاهي والحدائق وغيرها من وسائل الترفيه (مركزية)، تقتصر على عواصم المحافظات، بينما تندر بالمناطق الريفية، وكأن الأرياف خالية من الأطفال والمراهقين، أو أنه لا يحق إدخال الفرحة والسرور على قلوبهم.
يعاني الأطفال والمراهقون في الأرياف حرماناً أبدياً من أبسط الحقوق الترفيهية.. لماذ؟! لا سيما وأغلب الأسر في الأرياف تعاني الفقر وعدم القدرة على تكاليف السفر الى العاصمة عدن للترفيه عن أطفالهم وإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم.. ما ذنب أولئك الأطفال؟ وما الذي يمنع الدولة من إنشاء مراكز ترفيهية (مصغرة) بعواصم المديريات على أقل تقدير؟
تنمية مهارات الأطفال وإبعادهم عن سبل الانحراف:
يرى مختصون أن توفير الملاهي والحدائق ليس مجرد وسيلة للترفيه واللعب فحسب، بل تلعب دوراً كبيراً في تعزيز صحة وسعادة الأطفال، وتعزيز نموهم الشامل وتنمية مهاراتهم العقلية والجسدية والاجتماعية، وتوفر بيئة آمنة ومشجعة على النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي.
تتيح هذه الحدائق للأطفال فرصة لاستكشاف العالم من حولهم، مما يساعد في تعزيز نموهم وتطوير شخصياتهم، وتساعد في التقليل من التوتر وتحسين الصحة النفسية، كما تتيح للأطفال الحرية في الحركة واللعب، مما يساعد في تحسين لياقتهم البدنية وتقوية عضلاتهم وتعزز من قدراتهم الرياضية، وتشجعهم على تبني أسلوب حياة نشط وصحي بعيداً عن سبل الانحراف السلبية.
مهارات اجتماعية واكتساب صداقات وتواصل إيجابي:
بالإضافة إلى الترفيه عن النفس، تعتبر الملاهي والحدائق منصة مثالية لتطوير المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، فمن خلال اللعب مع أصدقائهم يتعلم الأطفال كيفية التعاون والتواصل وتبادل الأدوار، مما يعزز من مهارات المشاركة والتفاعل الاجتماعي.
كما أن التنافس الودي في الألعاب يُساعد الأطفال على فهم مفهوم الفوز والخسارة، وكيفية التعامل مع مشاعرهم في كلا الحالتين. هذه المساحات الاجتماعية تُعتبر أساسية لنمو شخصية الطفل، حيث تساعدهم في بناء صداقات قوية وتطوير مهارات حل النزاعات، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويعدهم لحياة اجتماعية صحية أفضل في الحاضر والمستقبل.
ختامًا..
للطفل في الأرياف حقوق مثله مثل أطفال المدينة، ويتعين على الدولة إعادة النظر في ذلك، كما يتعين على رجال الأعمال الخيرين المقتدرين المساهمة في زرعة الابتسامة على شفاه أطفال الريف.