تقارير وحوارات

جمالها يفوق الخيال .. «وادي دوعن» المدينة الخضراء بحضرموت

كريترنيوز/ تقرير / صبري باداكي

 

تعد مديرية دوعن بحضرموت أو ” وادي دوعن” وادي العسل واحدة من أبرز المديريات التي تتميز بتنوعها الجغرافي والثقافي وتشتهر بجمال طبيعتها حيث تحيط بها الجبال الشاهقة والوديان الخضراء، مما يجعلها مثالية للزوار الباحثين عن الطبيعة الخلابة.

 

حيث تُعد مديرية دوعن مركزًا حضاريًا مهمًا، وكانت معبرًا للعديد من القوافل التجارية، كما أنها معروفة بثقافتها الغنية، والتي تضم تقاليد فريدة من نوعها مثل الفنون الشعبية والموسيقى التقليدية، وتمثل الزراعة فيها ركيزة أساسية في حياة سكان وادي دوعن نظراً للتربة الخصبة وتنوع أشجارها وخصوصا شجرة السدر ( العلب) مما يعكس مناخها الزراعي الفريد، ناهيك عن اعتبارها موطن للعديد من الصناعات الحرفية التي تعكس مهارات السكان.

 

 

 

المعالم والآثار التاريخية :

 

 

 

لاتخلو منطقة من مناطق وادي دوعن من الآثار والقصور والمعالم السياحية التي تُعد قبلة للزوار وتبرز الفن المعماري الفريد، ومن أهمها قصر بقشان ومصنعة آل العمودي بمنطقة صيف ومتحف العماري بمنطقة حوفة، بالإضافة إلى منطقة الهجرين، كما تمتاز بعض مساجد وادي دوعن بعراقة تاريخها وتنوع مناراتها، إذ تعتبر منارة مسجد الحبيب أحمد المحضار أطول منارة في وادي دوعن حيث يبلغ طولها قرابة 33 مترا، وهي مشابهة لمنارة المحضار بمدينة تريم.

 

 

 

منبع الأعلام والعلماء :

 

 

 

أنجبت مديرية دوعن الكثير من العلماء، ولم تستفد منهم حضرموت أو البلاد من كتبهم، بل غادروا البلاد للخارج ومن أبرزهم الشيخ سعيد بن محمد باعشن صاحب كتاب “بشرى الكريم” والشيخ عبدالله باسودان والحبيب عمر بن عبدالرحمن البار والحبيب أحمد بن محمد المحضار الذي حفر قبره بنفسه وقرأ فيه قرابة 8 ألف ختمة وملأ قبره بالذرة ووزعه على المحتاجين، وتمتلك المديرية العديد من المخطوطات، وقد كان لمركز دوعن للأبحاث العلمية والمخطوطات بمنطقة الخريبة الدور الكبير البارز في حفظ هذه المخطوطات، ويسعى مفتي الشافعية وهو من أبناء دوعن السيد العلامة عمر بن حامد الجيلاني لبناء مركز تعليمي داخل المديرية، وفي الوقت الحاضر السيد محمد جمل الليل من أبناء منطقة صيف الذي يكتب المصحف كل سنة بخطه الجميل.

 

 

 

الناحية الصحية :

 

 

 

في مديرية دوعن تم إنشاء المستشفيات للاهتمام بالرعاية الصحية داخل مناطق المديرية وضواحيها التي ساهمت بتقديم الخدمات الطبية للمواطنين أبرزها مستشفى الجحي والقويرة والهجرين وبضة وخيلة.

 

 

 

المناخ الزراعي :

 

 

 

تتمتع مديرية دوعن بمناخ ممتاز واراض زراعية خصبة اقترن بها الأجداد ، وكانت محط اهتمامهم وتوارثها الأجيال، كما تشتهر دوعن بشجرة السدر التي تعد سببًا في شهرة العسل الدوعني (البغية) الذي يعتبر من أجود أنواع العسل في العالم وصفه الشاعر الكبير حسين المحضار بقوله : [منك يا عسل دوعن قوت العاشقين ]، كما ساهم مناخها في هطول الأمطار الموسمية لري الأراضي والاستفادة منها بحفظ المياه خلال بناء السدود التي تمتاز بها كل مديرية بحضرموت، وكذلك السواقي التي من خلالها تحفظ وتوزع المياه للأراضي الزراعية.

 

 

 

رجال أعمال :

 

 

 

يبرز في مديرية دوعن العديد من التجار الذين أغلبهم غادروا المديرية والبلاد وراء التجارة والأعمال الخاصة بهم، ومن هولاء بن محفوظ وبن لاذن وبغلف وبقشان والمحضار وبازرعة، واستفاد من تجار هذه المديرية الكثير من البلدان عامة،وبلادنا خاصة في العديد من المجالات بإنشاء مؤسسات وجمعيات خيرية تساهم في تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية.

 

 

 

ختامًا ..

 

 

 

مديرية دوعن تُعد نموذجًا حيًا للتراث في حضرموت، حيث تلتقي الطبيعة الخلابة مع التاريخ العريق والثقافة الغنية، مما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية المميزة في البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى