البحسني يطيح بمافيا النفط وهوامير الفساد في حضرموت ..

كريترنيوز / تقرير
لاقت التحركات والإجراءات التي اتخذها عضو مجلس القيادة الرئاسي نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء الركن فرج بن سالمين البحسني، اعجاب واستحسان وتأييد الشارع الحضرمي خاصة و الجنوبي عامة تلك المتعلقة بالكشف عن عمليات اختلاس وتكرير سرّي لكميات من النفط الخام خارج الأطر القانونية، وإصداره قرارات بإيقاف بعض مدراء العموم المشبته فيهم عن العمل.
وأثارت تحركات البحسني جدلا حادّا وردود أفعال متشنجة من بعض جهات، في مقدمتها محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي الذي أصدر بيانا ركيكا غير مفهوم في محاولة منه للتغطية على عين الشمس بغربال.
وكان اللواء البحسني الذي كان سابقاً يشغل منصب محافظ محافظة حضرموت ويحظى بحب واحترام الجميع شعبياً وعسكرياً وقبليًا بالساحل والوادي، قد قام بنزولات ميدانية عقب ورود معلومات، عن وجود خط أنبوب نفط كبير غير قانوني يمتد من خزانات النفط بميناء الضبة إلى مصفاة بدائية في أحد الأحواش القريبة من محطة الريان،
ووفقاً لما نشره المكتب الإعلامي لـ اللواء البحسني، فإن الأنبوب اكتشف بعد تلقي السلطات المحلية معلومات استخباراتية من نقطة الصلب العسكرية التابعة لمحور الضبة، تفيد بوجود خط لأنبوب نفط بقطر كبير يمتد من قرب خزانات النفط بالضبة يسير باتجاه أحد الأحواش التي تقع على مسافةٍ من موقع منشآت الضبة، لغرض ضخ النفط الخام وتصفيته بطريقة غير قانونية.
وحسب المنشور فإن قائد نقطة الصلب، قدم لعضو الرئاسي البحسني وقائد محور الضبة العقيد ماجد العوبثاني أثناء زياتهما للميناء شرحاً موجزاً حول عملية الضبط لصهريج الإسمنت، الذي تم استخدامه لغرض تهريب مادة الديزل، حيث يتضح أن الجزء العلوي من الصهريج يحتوي على الإسمنت، ومن أسفل خزان معبأ بمادة الديزل.
وأوضح قائد نقطة الصلب، أن قيادة النقطة، وبعد استفسارها من سائق الصهريج، الذي كشف عن خروجه من حوش بالقرب من محطة الريان المركزية، دفع بالنقطة لتشديد الإجراءات والتحقق من وثائق سائق الصهريج.
وأشار إلى أن السائق حاول تقديم رشوة لأفراد النقطة لتسهيل عملية مروره، إلا أن الأفراد رفضوا ذلك وأصروا على تفتيش الصهريج فاكتشفوا عملية التهريب الجديدة والأساليب التي تستخدم لنهب ثروات وخيرات حضرموت.
وبناء على معلومات قيادة النقطة، جرى تتبع الأنبوب الذي يمتد إلى الحوش الواقع بالقرب من محطة الريان، حيث توجد مصفاة بدائية لتكرير النفط الخام الذي يخرج من بترومسيلة إلى محطة الريان لتشغيل الكهرباء، إلا أن الصهريج الذي خرج من الحوش يكشف وجود تواطؤ لتهريب مادة الديزل بعد عملية تكريره.
وعقب اكتشاف الأنبوب وجه عضو مجلس القيادة الرئاسي البحسني، باتخاذ الإجراءات القانونية، إزاء المخالفات والممارسات لتهريب ونهب كميات من النفط بطرق غير شرعية. مؤكداً أنه سيتم محاسبة جميع المتورطين في نهب وتهريب الموارد السيادية.
وعلى ضوء ذلك اتخذ اللواء البحسني عدة قرارات أفضت إلى إيقاف عدد من مدراء العموم بمحافظة حضرموت.
إشادة وتأييد شعبي وقبلي :
تفاعل الشارع الجنوبي مع تحركات اللواء البحسني واطلق ناشطون وسياسيون جنوبيون هاشتاج #البحسني_يحارب_الفساد على منصات التواصل الاجتماعي ، وذلك عصر يوم الإثنين 3 فبراير 2025م. مؤكدين على نزاهة شخص البحسني وأن تحركاته وطنية تهدف إلى القضاء على الفساد المستشري في حضرموت، وأن الجنوب من أقصاه إلى أقصاه يرفض كافة أشكال الفساد ويحاربه بكل الوسائل المتاحة،
وجدد نشطاء وسياسيون جنوبيون التّأكيد بأن (البحسني) يعد قائدا جنوبيا صلبا يقود معركة ضد الفساد، ويجب تعزيز الالتفاف الشعبي حوله وحول المشروع الوطني الجنوبي الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دولياً منذ ما قبل العام 1990م.
وتوافقت تحركات البحسني وكشفه عن عمليات نهب نفط حضرموت مع توجهات القبائل التي كثيرا ما اتهمت السلطات بنهب الثروة النفطية وإهدارها. وأصدر الحلف الذي يجمع قبائل حضرموت بيانا قال فيه لابد من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومحاسبة كل المتورطين ومتصدري المشهد من قيادات السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، وأثنى بيان القبائل على التحركات التي يقوم بها اللواء فرج سالمين البحسني وجولاته الميدانية وتوجيهاته التي أفضت إلى الكشف عن مكامن الفساد، مطالبا بالجدية في مواصلة المشوار حتى يلتمس المواطن نتائج تأديب من يثبت تورطه في الفساد.
من جهتها أصدرت قيادة الهبة الحضرمية ولجنة حرو بيانا أيدت فيها الخطوات الجريئة التي قام بها اللواء البحسني.
وقالت في بيان منسوب لها (نحن، اللجنة التنفيذية لمخرجات لقاء حضرموت العام (حرو)) نعلن دعمنا الكامل وتأييدنا الثابت للخطوات الجريئة والمشرفة التي يقوم بها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، في كشف الفساد المستشري في قطاع النفط بمحافظة حضرموت.
وأكد البيان أن هذه الخطوة تعكس التزامًا حقيقيًا بمحاربة الفساد وحماية ثروات حضرموت ومقدراتها ، وهي خطوة طالما نادت بها اللجنة التنفيذية لمخرجات لقاء حضرموت العام منذ انطلاقها في 25 أكتوبر 2021م.
مكافحة الفساد مسؤولية مشتركة :
من جهته أكد اللواء الركن فرج سالمين البحسني، أن مكافحة الفساد هو مسؤولية مشتركة بين جميع مكونات المجتمع، بما في ذلك المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه وهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، شملت أعضاء الجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، والقيادتين المحليتين بالمحافظة ومديرية مدينة المكلا، ومنسقية المجلس بجامعة حضرموت، وبحضور رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي حضرموت العميد سعيد المحمدي، يوم 1 فبراير 2025م بالمكلا،
وجدد البحسني على التأكيد في كلمة ألقاها أمام الحضور أن الفساد يهدد الاستقرار والتنمية، ويؤثر سلبًا على حياة المواطنين، لذلك من الضروري أن تعمل جميع الأطراف معًا لمكافحته، وتعزيز الشفافية والمساءلة، وتحقيق العدالة والاستقرار في المجتمع، كما تطرق إلى الجهود التي بذلها خلال الأيام الماضية، والتي أثمرت بكشف ملفين للفساد في محافظة حضرموت، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات القانونية تجاه هذه الملفات، وأن التحقيقات لا زالت مستمرة. وحث في هذا السياق ممثلي هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت على مراقبة أي أنشطة مشبوهة وتبليغ الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة، بما يحقق لحضرموت الاستقامة والعدالة والشفافية بمختلف القطاعات.
ختامًا ..
مهما طال عمر الفساد إلا أنه إلى زوال هو وأهله. وأن الفساد الحاصل ببعض مفاصل الدولة الجنوبية ماهو إلا تركة موروثة عن بقايا الاحتلال اليمني للجنوب وبزوال الاحتلال سيزول الفساد،
ولقد بدأت أعمدته وركائزه بالعاصمة عدن وحضرموت وشبوة بالتداعي والانهيار التدريجي.