عدم دراسة فصل كامل وتردي وضع الكهرباء.. هكذا يستقبل طلاب الثانوية العامة اختباراتهم النهائية

كريترنيوز /تقرير / محمود أنيس
في ظل عدم دارسة الفصل الدراسي الثاني، وعدم استكمال الفصل الدراسي الأول، إلى جانب بدء تزايد عدد ساعات انقطاع الكهرباء، أعدّت صحيفة “سمانيوز” تقرير استطلاعي حول هذه المشكلة، بالتزامن مع إقرار وزارة التربية والتعليم إجراء الاختبارات الوزارية الانتقالية لطلاب وطالبات الصف الثالث الثانوي.
ومن المعروف أن المعلمين والمعلمات قد بدأوا بالإضراب عن التدريس بالعاصمة عدن منذ ديسمبر الماضي حتى الآن، على إثر ذلك توقفت العملية التعليمية في عموم مدراس وثانويات عدن، وذلك لأسباب ومطالب رفع شعارها المعلمون والمعلمات لوزارة التربية والتعليم والحكومة والمجلس الرئاسي، الذي لم يتحرك لإيجاد حل لها، بالرغم من جهود قيادة السلطة المحلية بالعاصمة عدن في إيجاد حلول لهذه الأزمة، والتي لاقت ترحيب المعلمين والمعلمات، إلا أنهم مازالوا متمسكين بتنفيذ مطالبهم.
ومن خلال هذا التقرير الاستطلاعي نؤكد بأننا لسنا ضد مطالب المعلمين والمعلمات المشروعة، بالرغم من أن المتضرر الوحيد من الإضراب هم الطلاب. من جانب آخر يتوجب علينا الاستماع للطلاب المتضررين الأكثر من هذه الأزمة.
كيف سيستقبل طلاب الثانوية الاختبارات النهائية؟
بناءً على هذا، استمعنا إلى الطالبة حنان أمان، عن كيفية استقبال وخوض الاختبارات الوزارية، في ظل عدم استكمال دراسة الفصل الدراسي الثاني.. حيث قالت “شوف أستاذي عشان تعرف مدى الخبطة التي نحن عايشين فيها، باختصار نحن بدأنا السنة الدراسية حسب ما هو معروف، إلى حد بداية شهر يناير اضرب المعلمون، ونحن لم نخلص دروس الفصل الأول بشكل كامل.
كنا نعتقد أن الإضراب سوف ينتهي بعد فترة مثل كل مرة، بس صدمنا أنه استمر لحد الآن، وإن حسبنا بيكون لنا خمسة أشهر مضربين ولم ندرس.. متخيل أستاذي ونحن في مرحلة وزارية انتقالية، مفروض نخلص المنهج مثل ما هو مقرر ويحصل بالسنوات الماضية عكس المراحل الدراسية الأخرى”.
وأضافت قائلة: “مع هذا بقت وزارة التربية ومكتب التربية المحافظة متجاهلين الأمر، ما أعطونا قرار ولا طمنونا على وضعنا، استمروا في السكوت طول الوقت، هذا ونحن مش عارفين أيش نذاكر بالضبط وامتحاناتنا قريبة.
كان يتوجب على الوزارة ومكتب التربية أن يقولوا لنا في أيش بيكون الامتحان عشان نعرف وضعنا، لهذا نحنا خرجنا وقفة قبل أيام على أساس نخلي الوزارة تلغي الامتحان وتحسب الدرجات التراكمية حق سنة أول وثاني ثانوي، بالرغم أننا ضد هذا الأمر إلا أننا مضطرين للمطالبة به، لأننا كيف نمتحن حق سنة ثالث ونحن كنا مضربين؟! لم ندرس فصل كامل إلى جانب عدم استكمال الفصل الأول، وإلى جانب ما طرحنا من مقترح آخر وهو أن يكون الامتحان بس للفصل الأول، صح أن عاده ما خلصنا ندرس الفصل الأول، بس ولا مافيش، أقل شي درسنا شي بالفصل الأول”.
وتابعت الطالبة حنان بالقول: “في ظل أننا في وضع لا يحسد عليه ومظلومين بين صراعات التربية والمعلمين، إلا أننا نعطي لهم حلول لنا يساعدونا فيها وهم يعرفوا وضع البلاد كيف.
للأسف جعلونا عايشين في توتر فظيع وقلق نفسي كبير، ونحن مقبلين على امتحانات مش عارفين أيش داخل فيه وايش لا”.
واستطردت قائلة: “وللأسف وقفتنا أمام وزارة التربية ما نفعت، وقامت الوزارة بإصدار قرار قبل أيام يقول بأن الامتحانات ستكون على 60%، يعني الفصل الأول كامل، إلى جانب أنهم أضافوا دروس من الفصل الثاني وهذا يعتبر قرار ظالم اتخذوه، لانهم عارفين أن 90% بالمائة من مدارس العاصمة عدن حتى ما كملوا دراسة الفصل الأول، تقوموا تزيدوا لهم دروس من الفصل الثاني!!
والمشكلة أن الامتحانات بنفس الموعد الذي هو 4/5، يعني حتى ما عملوا تأجيل للامتحانات عشان نحاول نستوعب الإضافات”.
وعبرت الطالبة حنان عن استغرابها من طلب التربية بأن علينا الحضور كل يوم سبت عشان ندرس النواقص، كيف هذا يحدث برأيك؟! يا أستاذ من بيتحمل يذاكر الفصل الأول الذي أخذه ومع تكملة الفصل الأول الذي بسبب الإضراب ما أخذه، والآن الزيادة حق الفصل الثاني وبالوقت الضيق هذا، نحن مش روبوتات، وبالأخير بسبب مشاكل التربية والمعلمين نحن المتضررين، الذين لا حول لنا ولا قوة، والذين نطمح طول دراستنا أن نحصل على معدلات حلوة تسمح لنا بدخول كليات نحلم بها، لكن للأسف كيف بايحدث هذا مع القرار المجحف هذا، ومافيش ولا أي طالب راضي عن الذي يصير، بس مضطرين نكمل ونضغط عبى نفوسنا ولنا الله”.
من جانب آخر، تحدث الطالب محمد أمين، وقبل أن يتحدث لنا وجه سؤالاً للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم ومكتب التربية بالعاصمة عدن: هل تقبلوا هذا على أبنائكم الذين الأغلبية منكم يقومون بتدريسهم في مدارس خاصة أو بالخارج؟ طبعاً لا، ولكن للأسف قبلتوا هذا علينا لأننا أبناء المواطنين البسطاء، وهذا أمر لا يعني لكم شيء”.
سؤال آخر وجهه الطالب محمد للمعلمين: نحن عارفين المظالم التي تتعرضون لها، ونحن إلى جانبكم، ولكن ألا يكفي أن طلاب وطالبات المدارس لم يدروسوا؟ فأقل شيء ومن جانب أخلاقي ومن منطلق الضمير أقل شي نحن نتلقى التعليم نظراً لأهمية مرحلة ثالث ثانوية”.
وبعد السؤالين تحدث الطالب محمد قائلاً: “نحن الآن نراجع الذي نقدر عليه، بالرغم أننا لا نعرف أساساً أيش نراجع للأسف، إلا أننا نحاول تعويض ما تعرضنا له من خلال الدروس الخصوصية والمعاهد”.
وأضاف: “معقول نحن في شهر 4 جالسين نداوم بالوقت الضيق، هذا عشان نكمل ندرس الفصل الأول مع زيادة الفصل الثاني، وبنفس الوقت نذاكر للامتحانات القريبة، وكل هذا ونحن بشر، ويا ليت البلاد مهيأة لنا، فنحن نواجه مشكلة كبرى أخرى ألا وهي الكهرباء التي مثل كل عام تزداد ساعات الانقطاع بالتزامن مع الامتحانات، بالرغم من كل هذا إلا أننا مستمرين بالنضال عشان مستقبلنا، مستحيل نخلي مسيرة 12 سنة تذهب سدى بسبب الصراعات بين التربية والمعلمين، المفروض الطلاب ميكونش مستقبلهم على المحك بسبب ظروف البلاد”.
وتساءل الطالب محمد: “أيش علاقتنا في كل ما يحدث؟! لكن زي ما قلت أخي نحن نكافح ونكافح ونكافح لأجل مستقبلنا، وأملنا كبير بالله سبحانه وتعالى وهو حسبنا ونعم الوكيل”.
وختم الطالب محمد قائلاً: خلاص الموضوع خارج من أيدينا الآن، نحن عملنا الذي علينا، خرجنا وقفة احتجاجية وأعطيناهم حلول ما سمعونا، الآن نحن بنعمل الذي علينا وبنتوكل على الله وربي ما بيخيب ظن أي طالب، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
كما تحدث لنا أحد أولياء أمور الطلاب، وهو الأخ محمد حسين، الذي قال: “للأسف الطلاب والطالبات خاصة من هم في مرحلة ثالث ثانوي وضعهم محزن ومؤسف جداً، لا يشعر بهذا إلا من يعاني منه، ليس الطالب فقط بل حتى الأب والأم أيضاً.
أنا بنتي مرام في الصف الثالث ثانوي، ويشهد لها جميع المعلمين والمعلمات بأنها طالبة متفوقة جداً، هذا بفضل الله ثم بجهود وحرص ابنتي، إلا أن ما حدث للأسف سبب لها حالة إحباط غربية، حتى أني ذهبت بها إلى دكتور نفسي بسبب الحالة التي إصابتها، فهل هذا يرضي مسؤولي التربية والمعلمين الذي أصاب ابنتي وغيرها من الطلاب المتفوق؟!”.
ختاماً..
يتضح لنا من خلال ما قمنا به حجم المعاناة التي يعيشها طلاب وطالبات مستوى الثالث الثانوي، والتي تؤلم القلب، فالمعاناة شملت كل طلاب المدارس. وإن ما يحدث ليس مسؤولية طرف واحد، بالعكس فما يحدث هو مسؤولية الجميع، مجلس رئاسي وحكومة ووزارة التربية والمعلمين أيضاً، حتى وإن كانت مطالبهم مشروعة..
للأسف، فإن ما يحدث هو حرب ممنهجة لتدمير الأجيال ومستقبلهم بكل ما تعني الكلمة.
وبالأخير نسأل الله تعالى التوفيق والنجاح لطلاب وطالبات الثالث الثانوي، وتيسير كل صعب لهم.