مايو 2017م..« ذكرى إعلان عدن التاريخي وتأسيس الانتقالي الجنوبي» نقطة تحول في مسيرة الحراك السلمي الجنوبي التحرري من التشظى والتغييب إلى الإجماع والتدويل

كريترنيوز / تقرير
يوم 4 مايو 2017م احتضنت العاصمة عدن آلاف الجنوبيين، الذين حضروا من جميع محافظات الجنوب ليعلنوا بصوت واحد تفويض الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، لتشكيل كيان سياسي وريث شرعي لثورة الحراك السلمي الجنوبي التحرري التي انطلقت في العام 2007م، ليحمل على عاتقه قضية شعب الجنوب ويواصل مسيرة النضال بكافة أشكاله حتى استعادة الدولة الجنوبية، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الفيدرالية، بحدودها الدولية المتعارف عليها ما قبل العام 1990م. وأطلق على ذاك اليوم المميز (إعلان عدن التاريخي).
وعقب أسبوع من الإعلان التاريخي، وتحديداً في 11 مايو 2017م، وبعد نقاشات ومشاورات ولقاءات جمعت أغلب الطيف الجنوبي من أحزاب وكيانات، تمخض عنها تسمية الكيان الجنوبي الجامع الوليد الذي أطلق عليه اسم “المجلس الانتقالي الجنوبي”، وتم تشكيل هيئة رئاسته برئاسة اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي، الذي بدوره حمل راية النضال وانطلق بسفينة الجنوب، وأصبح المفوض الشرعي الوحيد الذي أوكلت إليه مهمة قيادة ثورة الجنوب التحررية، وحمل على عاتقه مشروع وحلم الجنوبيين الكبير وهو استعادة الدولة الجنوبية.
“من لم يأتِ إلينا سنذهب إليه”:
عبارات قالها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في ذاك اليوم التاريخي: “من لم يات الينا سنذهب اليه” و”الجنوب لكل وبكل أبنائه”. جسدها حقيقة ملموسة على أرض الواقع، نجح في توحيد جميع فصائل الجنوب الأمنية والعسكرية، وبفضل الله طهر محافظتي أبين وشبوة من عناصر الشر والإرهاب بعمليتي “سهام الشرق” و”سهام الجنوب” في العام 2022م.
بذل الرئيس الزُبيدي جهوداً كبيرة، واستطاع فتح قنوات داخلية وخارجية مع جميع فرقاء الجنوب، عبر تشكيل لجان حوار داخلية وخارجية، واستطاع إعادة توحيد الكلمة واللحمة الوطنية، ورص الصفوف، والاتفاق على كلمة سواء تجمع شمل الأمة.
رحبت أغلب مكونات الجنوب بخطوات الرئيس القائد. وفي مايو 2023م احتضت العاصمة عدن جلسات الحوار الوطني الجنوبي، الذي انبثق عنه إعلان ميثاق الشرف “الميثاق الوطني الجنوبي”، واتسعت دائرة المجلس الانتقالي الجنوبي واكتسب شرعية سياسية أضيفت إلى الشرعية الشعبية التي اكتسبها من الميدان، واستطاع اكتساح الساحة الجنوبية في وقت قياسي، وتشكيل حاضنة شعبية غير مسبوقة.
اكتمال الهيكل التنظيمي للانتقالي الجنوبي:
أثمرت جهود وتحركات الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، وتواصله المستمر داخلياً وخارجياً، باكتمال الهيكل التنظيمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتشكيل هيئاته ومجالسه المنبثقة من مجلس العموم، وهيئة رئاسة المجلس، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، التي احتضنت في تفاصيلها كل الطيف الجنوبي، كوادر مؤهلة تم اختيارها بعناية من جميع محافظات الجنوب بكل شفافية وعدالة، بعيداً عن العقلية المناطقية أو المحسوبية.
علاقات تخطت الحدود:
بحكمة وحنكة سياسية ودبلوماسية راقية استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، تخطي الحدود المحلية وإقامة علاقة تبادل مصالح أخوية مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتنظيم زيارات عمل خارجية مثمرة لعدد من عواصم الدول الشقيقة والصديقة. شارك خلال جولاته الخارجية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومنتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، عقد خلالها سلسلة من اللقاءات المهمة مع قيادات وسفراء ومندوبي الدول الشقيقة والصديقة.
كما عقد عدة مباحثات بالعاصمة السعودية الرياض، والعاصمة الإماراتية أبوظبي، تركزت جميعها حول جهود إحلال السلام والاستقرار، وسبل انتشال البلاد من وضعها الاقتصادي المتردي، وكانت قضية شعب الجنوب حاضرة وبقوة، نجح في إيصالها إلى أعلى المحافل الإقليمية والدولية، وأصبح الجنوب رقماً صعباً في المعادلة اليمنية لا يمكن تجاهله أو تخطيه.
جنوبيون يُحيون الذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي وتأسيس الانتقالي:
مع حلول الذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللذين يصادفان يومي 4 و 11 مايو 2025م، أشعل جنوبيون ممن عاشوا تلك اللحظات التاريخية، من ناشطين وكتاب ومثقفين، مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية بالتغريدات والمقالات الحماسية، سردوا خلالها تفاصيل ما حدث، كانت أياماً مفصلية خالدة في الأذهان، استطاع شعب الجنوب الانتصار لإرادته، ونجح في نقل ثورته التحررية من مرحلة التشظي والتغييب إلى مرحلة الإجماع والتلاحم واختراق الحدود صوب تدويل القضية وإيصالها إلى أعلى المحافل الدولية، وبات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمه في استعادة دولته.
ختامًا..
لقد برز نجم المجلس الانتقالي الجنوبي في مرحلة حساسة خطيرة من مراحل النضال الجنوبي، كان خلالها شعب الجنوب يعاني وهناً وانقساماً كارثياً، فريق يتبع علي سالم البيض وآخر يتبع حسن باعوم، وتم تفريخ العديد من المكونات الجنوبية الأخرى آنذاك، ما أصاب القاعدة الشعبية بالتذمر، وكان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي حلاً وسطاً لمَّ شمل الجميع، ذابت جميع الفصائل والتحق الجميع به طواعية، في لحظة مفصلية تاريخية عظيمة، لعبت الكاريزما التي يتمتع بها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي دوراً كبيراً في استقطاب الجميع، لمواصلة مسيرة النضال التحرري تحت راية المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحققت الكثير من المنجزات العسكرية والأمنية والسياسية، واستتب الأمن والاستقرار وعمت السكينة ربوع الوطن الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه، وبات على أعتاب النصر المؤزر.