تقارير وحوارات

مخالف للشريعة الإسلامية وسبب لانتشار العنوسة.. غلاء المهور وأثره على المجتمع..!

تقرير: سامية المنصوري

ارتفاع الأسعار وتدهور العملة المحلية مقارنة بالعملات الخارجية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الذهب ومستلزمات الأعراس، دفع ذلك الأهالي إلى زيادة مهور بناتهم، فزاد العبء على الشباب المقبلين على الزواج، خاصة أنهم لا يزالون في بداية حياتهم. كما أن تكاليف الزواج لا تقتصر على المهر لتجهيز الفتاة المقبلة على الزواج، بل هناك تكاليف الزفاف، والمسكن، وأثاث المنزل، وغيرها من الأمور، فتطول مرحلة الخطوبة من سنة إلى خمس سنوات أو أكثر دون نتيجة.
والطامة الكبرى أنه كلما مرّت السنوات زادت المهور غلاءً، على الرغم من أن الأمور في الحياة لا تقاس بالمال، فدين الزوج وخلقه وعمله الصالح هي رأس ماله، أما المال فمجرد وسيلة وليس غاية.

ترى صحيفة “شقائق” من خلال البحث ودراسة هذه الظاهرة أنه يمكن مواجهتها والحد منها، من خلال تفعيل دور المؤسسات الدينية، فالدين عنصر أساسي لضبط السلوك الإنساني، وعلى رجال الدين تكثيف وتجديد الخطاب الديني لتوعية الشباب والآباء بأن الزواج ليس مهراً فقط، وأن غلاء المهور لن يجلب السعادة بل يؤدي إلى زيادة العنوسة. لذا يجب هدم الأفكار الخاطئة واستئصال العادات غير المقبولة، وبناء منظومة جديدة من الأفكار والمعتقدات التي تتناسب مع الواقع وظروفه.

كما تفتقر بلادنا إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تساهم في تسهيل أمور الزواج، وتبني حفلات الزواج الجماعي، والتي تستهدف الشرائح الفقيرة.
ومن الطرق الفعالة في مواجهة هذه الظاهرة سن التشريعات التي تحدد المهور بمتوسط معين، مع إعداد وثيقة مجتمعية يلتزم بها الجميع.

رأي الأزهر في مغالاة المهور:

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال برنامج “الإمام الطيب” المذاع عبر الفضائيات: “إن المهر في الإسلام رمز يعبر عن رغبة القلب في الارتباط، وليس مظهراً من مظاهر البذخ. ومن فلسفة الإسلام في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل بقيمة المهر إلى خاتم من حديد أو نعلين، ولم يكن ذلك تقليلاً من شأن الزوجة، بل لوضع الأمور في نصابها”.

المظاهر الكاذبة:

أثرت هذه الظاهرة سلباً على المجتمع العربي، حيث أدت إلى زيادة العنوسة بين الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج، وكثير من الأهالي يشتهرون بالتباهي والمفاخرة في الأعراس دون معرفة بالأمور الدينية.

وقد جمعت صحيفة “شقائق” بعض التصريحات، منها تصريح إمام مسجد في مديرية دار سعد بالعاصمة عدن “محمد علي” الذي قال: “شرع الله الزواج لشباب الأمة لما فيه من فائدة كبيرة في حفظ النسل. والزواج هو الاستقرار والعفة، ولكن ما يشغل بال الشباب هو تكلفته العالية، من مسكن وتجهيزات وغيرها. ومن أسباب غلاء المهور الانسياق وراء المظاهر الكاذبة، وعدم الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، والجهل بأحكام الزواج، وطمع بعض الأهالي”.

وأضاف: “بعض الأسر الغنية مستواها المادي يساهم في غلاء المهور، إلى جانب غياب القوانين الرادعة وعدم استشارة الفتاة أو الشاب في تحديد المهر، وتقليد الآخرين، ومحاولة بعض الشباب الظهور بمظهر الغني، بالإضافة إلى العادات التي ترفع أسعار تجهيزات الزفاف. وهناك من يعتبر الزواج صفقة بيع وشراء”.

وأشار إلى أن الأمية والجهل يساهمان في هذه الظاهرة، والحل في التوعية ووسائل الإعلام، والمشاريع الجماعية للزواج، وتوفير فرص العمل، والابتعاد عن الترف. وأضاف أن “على المجتمع أن يهتم بأخلاق العريس لا بالمال فقط، كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم”.

اقتصاد البلاد:

وقالت المعلمة نسرين عبد الله: “من أسباب العنوسة في مجتمعنا ضعف اقتصاد البلاد، وهبوط العملة وارتفاع الأسعار، وعدم توفر الوظائف، وضعف الرواتب. ويجب توعية المجتمع بخطورة العنوسة التي قد تؤدي إلى الانحراف أو الانتحار بسبب عدم القدرة على الزواج”.

انتحار بعض الشباب:

وقالت الأستاذة هلالة صالح: “السبب الرئيسي للعنوسة هو غلاء المهور، وهذا يؤدي للانحراف أو الانتحار لدى بعض الشباب الذين لا يستطيعون إكمال نصف دينهم”.

وأضافت: “نصيحتي للآباء ألا يغالوا في المهور، وأن يسهلوا للشباب، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، فكيف سيتزوج ومعظم الآباء يطلبون مهوراً خيالية؟!”.

الجهل بأمور الدين:

وقال الحاج عبد الله أحمد، أحد المواطنين في عدن: “تنتشر ظاهرة غلاء المهور بسبب الجهل بالدين، وقصور في الإرشاد الديني، ورغبة البعض في التفاخر. ومن الحلول: تربية الأبناء على معنى الزواج الحقيقي، وتعميق الوازع الديني، وتوعية الفتيات بأن الزوج الصالح خير من الغني الباذخ، وعلى المجتمع بكافة مؤسساته أن يشارك في الحل”.

زر الذهاب إلى الأعلى