تقارير وحوارات

وزارة الإعلام والثقافة والسياحة.. حقيبة بثلاثة مسارات ودور غائب

تقرير/جميل محمد الشعبي

رغم مرور سنوات على تشكيل حكومة المناصفة، ما تزال وزارة الإعلام والثقافة والسياحة – والتي تجمع ثلاث حقائب رئيسية تحت مظلة واحدة – تمثل واحدة من أكثر الوزارات غموضاً في أدائها وغياباً عن واجباتها تجاه قطاعات تمس هوية المجتمع اليمني وإرثه الحضاري والوطني.

من الإعلام إلى الثقافة والسياحة، تتوالى مؤشرات التراجع والإهمال في العاصمة عدن، حيث المؤسسات العريقة تُهمل، والمعالم التاريخية تُترك للاندثار، والمبدعون يُقصون بلا دعم أو تقدير.

غياب إعلامي رغم الإرث

إذاعة عدن (تأسست عام 1954) وتلفزيون عدن (أنشئ عام 1964)، يشكلان جزءًا من تاريخ الإعلام في الجزيرة العربية، وكانا يوماً ما منارات للإبداع والبث الهادف. إلا أن هذه المؤسسات اليوم تعيش في طي الإهمال والنسيان، في ظل تجاهل رسمي لإعادة تفعيلها، على الرغم من جاهزيتها وكوادرها المؤهلة. لم تُقدّم الوزارة أي توضيحات حول أسباب هذا التجميد غير المبرر.

ثقافة غائبة ومبدعون مهمّشون

الأنشطة الثقافية كذلك تكاد تنعدم. فلا برامج لإحياء التراث، ولا جهود تُذكر لتوثيق التاريخ الثقافي والفني للجنوب، ولا دعم للدراما أو المسرح أو السينما. الفنانون والكتاب والمسرحيون باتوا ضحايا تهميش متواصل، دون أي التفاتة من الوزارة التي يُفترض أن ترعى الإبداع وتحفظ هوية المجتمع الثقافية.

السياحة.. معالم تنهار ووزارة لا ترى

في القطاع السياحي، تعاني المعالم التاريخية في عدن من إهمال كبير. قلعة الغدير مثلاً، التي تُعد من أبرز المواقع التاريخية، تشهد انهيارات متكررة، رغم مناشدات عديدة للوزارة التي لم تحرك ساكناً. ويبرز أيضاً فندق “روك هوتيل” أو “الصخرة”، كأحد أبرز معالم التواهي السياحية، وقد أصبح في وضع مزرٍ نتيجة غياب الصيانة والإشراف.

أين تذهب الميزانية؟

في ضوء هذا الأداء الباهت، تتصاعد التساؤلات حول مصير الميزانية السنوية للوزارة، والتي لا تنعكس على شكل أنشطة أو مشاريع ملموسة. فلا إعلام ولا ثقافة ولا سياحة تستفيد منها، ما يثير الشكوك حول أبواب الصرف وغياب الشفافية.

خاتمة

إن استمرار هذا الأداء المتواضع، وتجاهل الوزارة لثلاثة قطاعات حيوية، لا يُهدد فقط مكانة عدن الثقافية والتاريخية، بل يُسهم في تفريغ المجتمع من هويته الإعلامية والفنية والسياحية. الأمر الذي يستدعي إعادة تقييم شاملة لمهام الوزارة ودورها الحقيقي على الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى