صندوق حضرموت الإنمائي.. أهدافه ورؤيته ومدى الاستفادة منه

كريترنيوز /تقرير / محمود انيس
أعلن اللواء فرج البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي، يوم السبت 22 يونيو 2025، عن قرب إطلاق مشروع “صندوق حضرموت الإنمائي”، الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مسار التنمية المستدامة بمحافظة حضرموت، مؤكداً التزامه بتقديم كافة التسهيلات لإنجاحه.
وفي منشور للبحسني على حسابه في منصة “إكس” قال فيه: منذ أكثر من عام، سعدتُ بزيارة قصيرة إلى دولة الكويت الشقيقة، كانت زيارة وجيزة في وقتها، لكنها تركت أثراً عميقاً في نفسي، لما وجدته من حفاوة الاستقبال وصدق اللقاء مع نخبة من أبناء حضرموت هناك، ممن يحملون في قلوبهم حباً صادقاً لوطنهم واستعداداً حقيقياً لخدمته.
وخلال ذلك اللقاء، طُلب مني أن أكرر الزيارة، وقد وعدت بذلك، إلا أن ظروف العمل والتزامات أخرى حالت دون تلبية هذا الطلب في حينه. واليوم، تيسّرت لي الفرصة من جديد لزيارة إخوتي وأهلي وأصدقائي في الكويت، والاطلاع عن كثب على جهودهم المخلصة وأفكارهم الرامية إلى خدمة حضرموت ووطنهم.
وقد تشرفت بلقاء الأخوين الدكتور محمد عمر باطويح، خبير أول في الجهاز الفني بالمعهد العربي للتخطيط بالكويت، والدكتور إسماعيل بن عبدالله باوزير، حيث استعرضا أمامي رؤية متكاملة لمشروع إنشاء “صندوق حضرموت الإنمائي”، وهو مشروع طموح يستهدف تحقيق نقلة نوعية على صعيد التنمية المستدامة في حضرموت، وسيتم إطلاقه – بمشيئة الله – خلال هذا العام. وقد التزمنا بتقديم كافة التسهيلات الممكنة لإنجاح هذا المشروع.
ناقشنا خلال اللقاء تفاصيل المشروع، وخطته الزمنية، وأهدافه التنموية، والتي تتركز في الدفع بعجلة التنمية وخلق فرص للاستقرار الحقيقي، فضلاً عن الهيكل الإداري المتكامل وآليات التمويل المدروسة، والمشاريع النوعية التي تم إعداد دراساتها بعناية، لتخدم مختلف القطاعات الحيوية. وسيُعقد مؤتمر موسّع يضم اقتصاديين وسياسيين ونشطاء لدعم هذه الرؤية، كما سيتم إطلاق حملة إعلامية واسعة لتعريف المجتمع بأهدافه ورؤيته. وقد وجدتُ في هذه الرؤية روحاً جديدة قادرة على نقل حضرموت إلى مرحلة متقدمة من البناء والنهوض.
أهداف الصندوق:
صندوق حضرموت الإنمائي، كما أعلن عنه اللواء فرج سالمين البحسني – عضو مجلس القيادة الرئاسي – هو آلية جديدة لإدارة موارد المحافظة النفطية، يهدف إلى:
جمع وحفظ العائدات النفطية المحلية:
سيتم توريد كافة الإيرادات الناتجة من بيع المازوت والديزل المحليين، إلى جانب حصة المحافظة من الموارد السيادية، مباشرة إلى هذا الصندوق.
توجيه الأموال لخدمة التنمية والكهرباء:
تستخدم تلك العائدات حصرياً في تمويل المشاريع التنموية وقطاع الكهرباء بحضرموت، لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان المحافظة.
ضمان الشفافية والمحاسبة:
يُشترط أن يتم صرف الأموال عبر شيكات شهرية، موقّعة من مدير الصندوق ومدير المالية والبحسني شخصياً، مع رفع تقارير نصف شهرية. وأي جهة تتصرف من الصندوق بدون الالتزام بالآلية ستتعرض للمساءلة الإدارية والقانونية.
حلقة رقابية مشددة:
يُشرف صندوق التنمية على حركة المحروقات من المصدر (مثل منشآت بترو مسيلة) وحتى الجهات المستفيدة، مع تكليف الجهات الرقابية الرسمية بمتابعة دقيقة ومحاسبة أي مقصر أو متواطئ.
لماذا أسس هذا الصندوق؟
جاء تأسيس صندوق حضرموت الإنمائي تنفيذًا لتوجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي، بتكليف اللواء فرج سالمين البحسني عضو مجلس القيادة بمهمة الإشراف على حل أبرز التحديات في حضرموت، وتطبيع أوضاعها، خاصة في الملف الاقتصادي والخدمي، ضمن استراتيجية أوسع لتحسين الأداء المؤسسي.
الهدف، بحسب البحسني، هو حماية موارد المحافظة من الهدر والفساد، وإنقاذ شركات النفط ودعم البنية التحتية بشكل منظم ومنصف.
وجهات نظر مؤيدين ومعارضين:
اختلفت وجهات النظر فيما يتعلق بإنشاء هذا الصندوق، حيث رأى مؤيدو الفكرة أنه خطوة نحو تعزيز الشفافية والرقابة الرشيدة، وتحويل العائدات لقطاع الكهرباء والمشاريع التنموية بدلاً من أن تذهب هدراً أو لصالح جهات غير مسؤولة.
وقال جمال الدياني، أحد أبناء حضرموت، إن قرار إنشاء الصندوق جاء بوقت تشهد فيه حضرموت ركوداً اقتصادياً وخدماتياً لا مثيل له، ولهذا فإن الصندوق سيسهم في عمل نهضة اقتصادية وخدماتية بالمحافظة، وسيستفيد منه أهلها.
وعلق الأستاذ رشاد خميس الحمد على الموضوع قائلاً: كشف عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني، عن ملامح مشروع اقتصادي وتنموي واعد يحمل اسم “صندوق حضرموت الإنمائي”..
وأضاف خميس: أعتقد بعد مرور سنة كاملة من عدم الاستفادة من الديزل المدعوم لخدمة مشاريع المحافظة، فإن مقترحات مثل هذه مفيدة جداً، خصوصاً في ظل الجمود الذي أصاب حضرموت.
أما المعارضون فيرون أنه في حال تمت فكرة الصندوق ولم يكن القائمون عليه من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءة، فإنه لن يستفيد منه أحد، وسيكون دون جدوى.
وعلى ذلك، قال غلام باتيس: نحن لسنا ضد فكرة الصندوق وأهدافه، ولكن نشك بأن يعمل أو يقدم لحضرموت شيئاً في ظل ما تعيشه حضرموت وأهلها.
وأضاف باتيس قائلاً: بصراحة لست متفائلاً، لأن في السنوات الماضية، أي عندما كان الأخ البحسني محافظاً، تم إنشاء عدة صناديق ولم نرَ لها أي عمل ولم يستفد منها المواطن الحضرمي وحضرموت مثلما كان يقال. لهذا نحن لسنا متفائلين، ولكن نتمنى أن نكون مخطين وأن يكون الصندوق هذا بداية خير لنا.
ناشطون حضارم أكدوا أن نجاح الصندوق مرتبط بوجود لائحة تنظيمية واضحة وآليات فعالة لتطبيقها، مشيرين إلى تاريخ طويل من الوعود المكسورة في إدارة الموارد.
ختاماً..
يعتبر صندوق حضرموت الإنمائي مبادرة رسمية، تهدف لضبط وتحويل العائدات النفطية لخدمة الكهرباء والمشاريع التنموية في حضرموت، مع آليات رقابة قوية.
وبحسب مراقبين، فإن نجاح الصندوق مرهون بقدرة الجهات المعنية على تنفيذ آليات الشفافية وضمان الأمر بالأولويات الملحة، والتغلب على شكوك السكان تجاه أي إعادة تركيز للقرارات المالية.